آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم تُسلط الضوء على الآباء والأمهات وتزيد من الوعي نحو الاهتمام بأبنائهم، والإلمام بطرق التربية الإيجابية السلمية لإخراج جيل سوي نفسيًا، قادر على الإبداع وإفادة مجتمعه، إذ تتبع التربية غير السليمة للطفل وإهماله عواقب وخيمة يصعب تداركها عند الكبر، وتؤثر بشكل ملحوظ على سلوك الطفل وشخصيته، فتتعدد تلك الآثار التي نُبينها من خلال موقع سوبر بابا.

آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

يكثر جهل الآباء بأهمية الصحة النفسية للطفل وضرورة حصوله على مناخ صحي يضمن نموه بشكل سليم، فيسيئون معاملة أطفالهم ويتمادون في إهمالهم بشكل تام، متناسين تمامًا العواقب الوخيمة والآثار الناجمة عن تلك الإساءة وهذا الإهمال.

تتعدد أنواع الإساءة للطفل فهناك إساءه جسدية ونفسية وأُخرى جنسية، وكذلك الإساءة بالإهمال، وتظهر آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم في بعض النقاط.

  • المشاكل السلوكية والاجتماعية: فيصبح الطفل عدواني، منطوٍ، يُحدث الكثير من المشكلات مع أقرانه، ويصير أكثر عصبية.
  • تكرار الإساءة: فعندما يسمع من الكلام ما يؤذيه فإنه لا ينساه، بل يظل محفورًا داخله، ويحاول تطبيق تلك الإساءة على غيره منذ الصغر، ناهيك عن السير بنفس النمط عند الكبر، فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا للإيذاء النفسي في الطفولة أكثر عرضة للإساءة لأطفالهم.
  • الإصابة بالأمراض العقلية: من أبرز آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، وذلك مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، والذي يمكن أن يرافق الطفل حتى سن البلوغ، وقد يصل الأمر إلى إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار.
  • الضرر المجتمعي: فلا يتوقف ضرر أثر سوء المعاملة على الطفل فقط، بل يشمل المجتمع ككل، إذ ينشأ هذا الطفل على ميول انتحارية أو عدوانية تجاه الآخرين، فيعم الفساد في المجتمع.
  • مشاكل الصحة الجسدية: فيكون الطفل الذي خضع لسوء معاملة وإهمال أكثر عرضة لسوء الصحة البدنية وفقًا للدراسات التي أجريت.
  • الإدمان وتعاطي المخدرات: فقد أجريت بعض الأبحاث حول التعاطي في فترة المراهقة، وكشفت النتائج عن كون إساءة معاملة الأطفال يزيد من احتمالية الإدمان وتعاطي الكحول والمخدرات.
  • الشعور الدائم بالذنب وجلد الذات.
  • التعرض إلى إصابات جسدية مثل الجروح والكدمات والكسور.
  • تأخر نمو الدماغ.
  • اضطرابات الأكل ومشاكل النمو.
  • عدم الثقة في الآخرين، لاسيما البالغين.
  • صعوبة التعلم ومشاكل التحصيل، مما يقلل فرصة عمله في المستقبل.

اقرأ أيضًا: درجة حرارة الطفل الطبيعية

صور إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

أولًا: الاعتداء الجسدي

من خلال استخدام القوة على الأطفال، مما يضر بصحتهم ويؤثر على نموهم، والتي يمارسها الآباء بهدف العقاب.

  • الضرب والركل.
  • الخنق والحرق.
  • العض والرج.

ثانيًا: الإساءة العاطفية

  • السخرية من الطفل وإذلاله.
  • إهانته أمام الآخرين.
  • عدم السماح له بتكوين صداقات.
  • لومه المستمر على كل فعل يصدر منه.
  • جعله يفعل أمور مهينة له.
  • الصراخ في وجهه والتهديد.
  • عدم تشجيعه على ما يحقق من نجاحات.
  • عدم إظهار مشاعر الحب له.
  • تعريضه للأحداث المزعجة.

ثالثًا: الإهمال

يتمثل الإهمال في حرمان الطفل من الحاجات الأساسية، من حيث الإهمال الطبي، أو التربوي، أو العاطفي والجسدي، وتتعدد صورة وأشكاله.

  • عدم كفايته من المأكل والمشرب والملبس.
  • الافتقار إلى الرعاية الصحية والعلاج الطبي.
  • عدم حصوله على حاجاته التربوية الضرورية.
  • السماح له بارتكاب الأفعال المنافية للدين والخلق مثل تعاطي الكحول والمخدرات.
  • عدم تلبية الجانب العاطفي.
  • منعه حقه في التعليم.

رابعًا: العنف الأسري

يحدث ذلك من خلال تعنيف أحد الأفراد والاعتداء عليه أمام الطفل، فتتمثل صور العنف الأسري في بعض المظاهر التي لا يُمكن غض النظر عنها.

  • العنف الجسدي بالضرب والصفع ونحوه.
  • العنف الاقتصادي، من خلال حرمان الحصول على الأمور الأساسية اللازمة للحياة.
  • العنف العاطفي واللفظي، من خلال الشتم والسب، والكلام الجارح.
  • العنف الجنسي، والاعتداء الجنسي.

خامسًا: الاعتداء الجنسي

من أسوء صور الاعتداء والإساءة هي الإساءة الجنسية، والتي غالبًا ما يتعرض لها الطفل من قِبل أحد أفراد أسرته وعائلته.

  • الاعتداء من قِبل أشخاص ليس لديهم علاقة عائلية بالطفل.
  • الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت.
  • إجباره على خلع ملابسه.
  • اللمس.
  • التشجيع على الأفعال غير الأخلاقية.
  • رواية القصص غير اللائقة.
  • الاغتصاب.

اقرأ أيضًا: التعامل مع سقوط الطفل

ما هو سبب إساءة معاملة الأطفال؟

بشكل عام يرغب الآباء في نشأة أطفالهم في جوٍ آمن خال من التوتر والمشاكل والإجهاد، إلا أن هناك أسباب عدة وراء إهمال الآباء للأبناء، والإساءة إليهم، نبينها في ضوء الحديث عن آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.

  • الضغوط المالية التي تجعلهم أكثر عنفًا وأقل صبرًا.
  • تعاطي الوالدين أو أحدهما للمخدرات أو الكحول يؤثر بشكل سلبي على أطفالهم.
  • عدم الإلمام الكامل بالطفل ومراحل نموه.
  • نقص الوعي عن الصحة النفسية وحاجة الطفل ورغباته.
  • الافتقار إلى مهارات الأمومة والأبوة، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
  • عدم الثقة بالنفس، فالبعض يشك في قدرته على تلبية كافة احتياجات طفلة مما يؤدي إلى إهماله.
  • التعرض لصدمات نفسية في الطفولة، أثرت على تربيتهم لأطفالهم.
  • الاضطرابات العقلية والذهنية التي تُصيب بعض الآباء والأمهات.
  • إصابة الوالدين أو أحدهما ببعض المشاكل الطبية.
  • عدم تلقي الوالدين على الدعم الكافي من قِبل العائلة والأصدقاء حول تربية الأبناء.

اقرأ أيضًا: كم المفروض يكون وزن الطفل في الشهر الثالث

علاج إساءة معاملة الأطفال

بعد بيان آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، يمكن الإشارة إلى إنه لم يفت الأوان من أجل إصلاح العلاقة بين الأطفال المعرضون للإساءة وبين آبائهم.

  • إخضاع الطفل للعلاج النفسي إثر تعرضه للاعتداء الجنسي.
  • تلقي الآباء الدعم من أجل تربية الأولاد تربية صحيحة.
  • الوعي التام بالتربية الإيجابية، وأساليب التربية.
  • الاستماع إليهم، وتلبية رغباتهم.
  • تغطية كافة احتياجاتهم العاطفية والنفسية.
  • التحلي بالصبر، وفهم ميول الطفل ورغباته.
  • الإشراف والرقابة الدائمة للطفل، وعدم تركه وحده في المنزل.
  • وضع قواعد واضحة لا ينبغي للطفل أن يتخطاها، لاسيما لاستخدام الإنترنت.
  • التوعية الكاملة للطفل عن كيفية المُحافظة على نفسه من التعرض لأي اعتداء.
  • الموازنة في العقاب حتى لا يدخل تحت التعنيف.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتشجيعه في أقل النجاحات.
  • تكوين شبكة كبيرة من العائلة والأصدقاء للطفل، من خلال ترتيب اللقاءات المختلفة.
  • قضاء مزيد من الوقت مع الطفل، والسماح له بالتعبير عن نفسه، ورغباته.
  • عدم مواجهة الطفل أثناء الغضب، فإذا كنت لا تتمكن من السيطرة على نفسك وقت الغضب، انتظر هدوئك ثم واجهه.

أكبر إساءة تحدث للطفل ليس ما يتعرض له من قِبل الآخرين، بل عدم تلبية احتياجاته العاطفية والجسدية الأساسية من قِبل أهله، وإهمالهم لمشاعره وعواطفه.