أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم تصف لنا مدى أهمية وحب العرب القدماء للإبل، فهي سفينة الصحراء، التي تعمل على نقلهم من مكان لآخر بكل سهولة ويسر، وهي مصدر من مصادر الغذاء كذلك، فتمنحهم الحليب، واللحوم، والجلود، لذا عمل كِبار الشعراء على التغني بها، وهذا ما سيعرضه لكم موقع سوبر بابا.

أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم

الإبل المجاهيم هي إحدى الفصائل الأساسية للجمال التي كانت ولا تزال مُنتشرة في جميع بقاع الأرض، تحديدًا في منطقة الخليج العربي، حيث نرى أن الشعراء تغنوا بجمالها وبحبهم لها كثيرًا، والشاعر السعودي المُخضرم فهد بن هجاج الحربي قال فيها الأبيات الآتية:

أنا هواي ورغبتي بالمجاهيمواللي ماهي ملحا تبارك لهلها

هوايتي يوم الهوايه مقاسيممابعتها من شان ادور بدلها

سود البكار المكرمات المراديماللي من القفر الخلاوي عدلها

اللي فحلها مايبيع لوسيمومقهورها طبق الأصل من فحلها

جرد الرقاب الى زهتها الطراخيمشرف الأذان اللي على المشي ولها

متفهقات الني سند المقاديمالصوت من راع الرحول يهبلها

تمشي مئة كيلو ليا مسها الظيموستين كيلو يوم تمشي مهلها

يم الفياض الى مثل روضة خريماللي هو الغربي يداعب سبلها

ماداس خضرتها كواشيت ونعيمما تحصل الاجرة البل واهلها

وما جاب راعيها نخاله وبرسيم… الا جهوده بالعساسه بذلها

قلته وأنا الي عندي ظروف ومقيموبعض الظروف اشيلها واحتملها

ولا يستوي مشي مع البل وتعليبس الهوايه فيّ تعمل عملها

أمرا من منزل (تبارك وحم)اللي ما هي سودا تبارك لهلها

من خلال هذه الأبيات الرقيقة والجميلة، نتمكن من رؤية مدى أهمية الإبل بالنسبة للعرب، والسبب وراء كونها من الكائنات الأساسية التي تتواجد في الخليج العربي بجميع أقسامه ومناطقه، فهم لا يعتبرونها مصدر للطعام فقط، بل أكثر من ذلك بكثير، وعلى إثر ذلك يتم الاعتزاز والاهتمام بها إلى يومنا هذا.

اقرأ أيضًا: أغلى أنواع الإبل

قصيدة يا راكب الناقة الوجناء يزجيها

قام الشاعر والأديب فتيان بن علي الأسدي بالتطرق إلى الحديث عن الإبل المجاهيم ووصفها في أبياتٍ كُثُر، وكان هذا الشاعر من أهل دمشق، ويظهر مدى حُبه لهذه الإبل والجمال في الأبيات الآتي ذكرها:

يا راكِبَ الناقَةِ الوَجناءِ يُزجيهاوَالشَوقُ وَالسَوقُ هاديها وَحاديها

عَرِّج عَلى جِلَّقَ الفَيحاءِ غوطَتُهافَحَيّ جامِعَها عَنّي وَأَهليها

لَولا الخُلودُ الَّذي لَسنا نُؤَمِّلُهُلَقُلتُ إِنَّ جِنانَ الخُلدِ تَحكيها

فَإِنَّها بَلَدٌ ناهيكَ مِن بَلَدٍفي الحُسنِ لَيسَ لَها مِثلٌ يُضاهيها

كَأَنَّما جَنَّةُ الفِردَوسِ جِلَّق وَالأَنهارُ أَنهارُها تَجري بواديها

فَماءُ كانونَ في سَلسالِ رَبوَتِهاتُطفي بِهِ نارَ آبٍ حينَ تحميها

تِلكَ الرُبوعُ حَلَت عِندي مَعانيهامِن أَهلِها لا خَلَت مِنهُم مَغانيها

تُبدي سُبوتاتُها الأَزهارَ مونِقَةًمِنها مَحاسِن كانَ البَردُ يُخفيها

يا طيبَ أَزهار أَنفاسِ الرَبيعِ بِهاوَالطَيرُ تُطرِبُنا أَصواتُ شاديها

قصيدة لو كان يحدو بشجوى سائق الإبل

هذه القصيدة للشاعر اللبناني خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، وكان أديبًا كذلك، وهو من مسيحيي لبنان، وكان مُحبًا للإبل كثيرًا، فقام بصياغة حبه للإبل في بعض الأبيات الشعرية التي سنتطرق لعرض بعضٍ منها فيما يلي الآن:

لَو كانَ يَحدو بشجوي سائقُ الابِل… لرقَّ من اسفٍ قلبُ الركائِبِ لي

وَلَو درى العيسُ ما بي قبل أن ظعنتتوقَّفت رحمةً لي دونَ مُرتَحلِ

استودع اللَه قَلباً تَحتَ أَرجلهاوَمهجةً علقت منهنَّ بالكِلَلِ

لئن يكن ظِمأُها عِشراً لَقَد تَركتفي طيِّ قَلبي غَليلاً لا الى اجلِ

وردي الَّذي اشتَهيهِ عندهنَّ كَماعِندي الَّذي تَشتَهي من دمعيَ الهطِلِ

لَئن شكوتِ من الرمضاءِ محرقةًفَفي القفول غداً تشكين من بَلَلِ

وَقَد شكوتُ من الدَمعِ السَخينِ عَلىخَدي فهل أنا شاكٍ مدمعَ الجذَلِ

إن كنتِ تشكينَ من حَرِّ السَمومِ فَلينظيرَها زَفراتُ القلبِ في الشُغُلِ

اللَهُ اكبرُ قد حُمِّلِت انفُسَنالكن بشكلِ ذواتِ الاعينُ النُجُلِ

ضمنَ الهوادِج وَالراياتُ قد خفَقتحمراءَ ترهَب منها مهجة البطلِ

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الكوفية الفلسطينية

قصيدة ألا إلا تكن إبل فمعزى

من كتابة الشاعر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، وهو من بني آكل المرار، شاعر يماني الأصل، اشتهر بلقبه، وكان أبوه هملك أسد وغطفان، وأمه أخت الشاعر المهلهل.

كان يعيش في العصر الجاهلي، ويُعتبر من أنبل شُعراء هذه الفترة والعرب ككُل، وقد قال في هذه القصيدة أبيات شعر في حُب الإبل المجاهيم أتت على النحو التالي:

أَلا إِلّا تَكُن إِبِلٌ فَمِعزىكَأَنَّ قُرونَ جُلَّتِها العِصِيُّ

وَجادَ لَها الرَبيعُ بِواقِصاتٍفَآرامٍ وَجادَ لَها الوَلِيُّ

إِذا مُشَّت حَوالِبُها أَرَنَّتكَأَنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُم نَعِيُّ

تَروحُ كَأَنَّها مِمّا أَصابَتمُعَلَّقَةٌ بِأَحقَيها الدُلِيُّ

فَتوسِعُ أَهلَها أَقِطاً وَسَمناًوَحَسبُكَ مِن غِنى شِبعٌ وَرِيُّ

قصيدة إذا ناقة شدت برحل ونمرقٍ

كتب هذه القصيدة الشاعر أوس بن حجر بن مالك المازني التميمي، شاعر مضر أبو شريح، وكان من أنبل وأبرز شعراء تميم للعصر الجاهلي، وقصيدته اشتملت على ما يُمكن وصفه بكونه أفضل أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم على الإطلاق، وقد قال في وصفها الآتي:

إِذا ناقَةٌ شُدَّت بِرَحلٍ وَنُمرُقٍإِلى حَكَمٍ بَعدي فَضَلَّ ضَلالُها

كَأَنَّ بِهِ إِذ جِئتَهُ خَيبَرِيَّةًيَعودُ عَلَيهِ وِردُها وَمُلالُها

كَأَنّي حَلَوتُ الشِعرَ حينَ مَدَحتُهُصَفا صَخرَةٍ صَمّاءَ يَبسٍ بِلالُها

أَلا تَقبَلُ المَعروفَ مِنّا تَعاوَرَتمَنولَةُ أَسيافاً عَلَيكَ ظِلالُها

هَمَمتَ بِخَيرٍ ثُمَّ قَصَّرتَ دونَهُكَما ناءَتِ الرَجزاءُ شُدَّ عِقالُها

مَنَعتَ قَليلاً نَفعُهُ وَحَرَمتَنيقَليلاً فَهَبها بَيعَةً لا تُقالُها

تَلَقَّيتَني يَومَ النُجَيرِ بِمَنطِقٍتَرَوَّحُ أَرطى سُعدَ مِنهُ وَضالُها

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة المتنبي في مدح كافور الإخشيدي

قصيدة ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي

هي من أشهر قصائد الشاعر هَمَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، والشهير بالفرزدق، وهو من نبلاء أهل البصرة، وكان من شعراء العصر الأموي وأفضلهم، فنرى أنه يصف الإبل بشكل جيد للغاية في الأبيات الرقيقة التالي عرضها:

أَلا أَيُّها الناهي عَنِ الوِردِ ناقَتيوَراكِبِها سَدَّد يَمينَكَ لِلرُشدِ

فَأَيَّ أَيادي الوَردَ فيهِ الَّتي اِلتَقَتتَخافُ عَلَينا أَن نُحَلَّقَ بِالوِردِ

أَكَفُّ اِبنِ لَيلى أَم يَدٌ عامِرِيَّةٌأَمِ الفاضِلاتُ الناسِ أَيدي بَني سَعدِ

الشاعر محسن السبيعي يصف الإبل

هو شاعر سعودي الجنسية، وكان من أكثر الشعراء الذين كانوا من المُتعاملين مع الإبل، فوصف تعامله وحبه لها في أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم، فخرجت الأبيات في غاية الروعة، وهي حديثنا في السطور التالية:

اللي خلقها الله وزيّن تصويرها

ضرب بها الأمثال في محكم كتابه

قبل السماء والأرض هي وغيرها

 وقبل الجبال الراسيات الشوامخ

من بين لحم ودم أخرج دريرها

يا زينها لاهجدت ليل ربعها

وسمعت فوق الحوض جضرة صغيرها

قامت تزاحم فوق حوضٍ موّسر

مثل السباع إذا دغرها خشيرها

 ورى وعوّد ثم لا الحوض ممتلي

قامت تفاهق من روى جم بيرها

 تناطلت في معطانها لاكن وصفها

رحى تهامية في الأرض تدفن بريرها

تناعست غفوة ودكت وعلت

وقامت تزاعج يم مفلا صديرها

تقاطرت مع المصدار لاكن وصفها

طوابير جيشٍ لاومرها وزيرها

وصلت معشاها بليلٍ وعشت

وتخالطت خلفاتها مع عشيرها

صفات الإبل المجاهيم

من خلال حديثنا حول أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم، نجد أن هناك الكثير من الأشخاص ممن يظنون أن الإبل المجاهيم كأي نوع من أنواع الإبل.

لكن في حقيقة الأمر هي تتميز بالكثير من المميزات الرائعة التي تجعلها من أفضل الأنواع، لذا وجب علينا أن نعرض لكم بعض من هذه الصفات فيما يلي:

  • تتميز بالحجم الكبير، الطول الشاهق، فنرى أنها ضخمة للغاية.
  • لون أغلب أنواعها أسود، ولكنه يختلف من نوع لآخر على حسب درجة القتامة.
  • تُنتج كميات ضخمة من الحليب على عكس الأنواع الأخرى من الإبل.
  • بلغ وزنها تقريبًا من 500 إلى 800 كيلو جرام.
  • لا تقبل أن يركبها أي شخص، ولا حتى صاحبها.
  • يتمكن من شرب المياه المالحة وكأن ليس بها أي درجة ملوحة على الإطلاق، والفضل وراء ذلك أن الكلى الخاصة به تعمل على تخليصه من كمية الأملاح الزائدة في الجسم.
  • يتم استخدامها في حمل المياه أو متاع السفر من مكان لأخر، وذلك بفضل حجمها الضخم الذي يتسع لحمل الكثير من الأغراض.
  • يُمكن لهذا الجمل تحمل الاحتفاظ بالبول، تحديدًا في الأوقات التي يشعر فيها بالعطش، وذلك حتى يظل جسده من الداخل باردًا.
  • ليس لديه غدد عرقية سوى التي تتواجد عند السطح البطني.
  • يتمتع بالأنف المُجعد من الداخل التي تعمل على منع دخول الأتربة والأوساخ إلى الرئتين.

اقرأ أيضًا: عبارات عن الحمام

أنواع الإبل المجاهيم

في صدد حديثنا حول أبيات شعر في حب الإبل المجاهيم، نرى أن هناك الكثير والكثير من الأنواع التي تنبثق من هذه السلالة من الجمال، وهي ما تُحدد لنا الخصائص والصفات الخاصة بكل نوع منهم، لذا نجد أنه من الواجب علينا أن نعرض لكم هذه الأنواع فيما يلي:

  • الإبل الغورية، أو الغرابية: وهو النوع الذي يتميز باللون الأسود القاتم، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع هو السبب في تسمية السلالة بهذا الاسم.
  • الملحاء: هي ذات لونًا أسود ولكنه ليس شديد القتامة كالنوع السابق عرضه.
  • الإبل الصفراء: تتمتع باللون الأصفر الفاتح، الذي يختلف عن اللون الأصفر المُتعارف عليه في الإبل العادية سواء التي تتبع نفس السلالة أو لا تتبعها من الأساس.
  • الصهباء: يتميز هذا النوع باللون الأسود الذي يمتزج مع الأصهب، مما يكون لون الجمل جميل للغاية.
  • الحمراء: يتمتع هذا النوع بالوبر أحمر اللون.
  • الزرقاء: هنا اختلف العلماء كثيرًا في تسمية هذا النوع من الإبل المجاهيم، فهي تتمتع بالوبر الأسود، الذي يختلط معه لونًا أبيض، فيظهر من على بعد كاللون الأزرق، خاصةً في المناطق التي تقع عند الرأس واليدين والوجه.

تختلف أنواع الإبل في تصنيفاتها كثيرًا، فنرى أن لكل سلالة منه الخصائص التي تتميز بها عن غيرها، وهذا ما كان يلعب عليه الشعراء في أبياتهم، هي ذكر محاسب كل نوع من الجمال، وكان للمجاهيم نصيبًا كبيرًا في ذلك.