يُمكننا القول إن أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب مُبهمةٌ إلى حدٍ كبير، ولكن هُناك بعض الأسباب المُحتملة والتي تُعد مصدر شك بالنسبة لخُبراء الطب من المُختصين والباحثين، ونظرًا لكون هذه الحالة المرضية شائعة نسبيًا قررنا عبر موقع سوبر بابا مُساعدتكم في الوصول إلى أسباب هذا الاضطراب الصحي المُزعج بأفضل وأبسط شكل مُمكن.

أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب

لا يخفى على أحدٍ كافة صور نوبات الهلع والفزع تُعتبر من صور التجارب السيئة التي لا يُحب أحد خوضها على الإطلاق، وبكُل تأكيد سيبلغ رُعب وضرر هذه النوبات أشده في حال ما قامت بعمل غارة ليلة عليك أثناء نومك.

من الجدير بالذكر أن هُناك حالة مرضية مُنفصلة يواجهها ويُعاني منها عدد ليس بقليل تُعرف باسم نوبات الهلع الليلية، ما يعني أنها ليست من صور الحوادث الاضطرابية نادرة الحدوث، وفي واقع الأمر كثيرًا ما تكون هذه الاضطرابات مُزعجة إلى حدٍ كبير.

مع العلم أن هُناك العديد من الأعراض التي تتزامن مع الإصابة بنوبات الهلع ومن أبرزها بكل تأكيد خفقان القلب وتزايد عدد ومُعدل ضرباته، وهو ما يتسبب في الكثير من الأحيان بالمخاوف في حال ما كان مُنفردًا، فما بالك بتزامنه مع استيقاظ المرء على إثر نوبة من نوبات الهلع؟

هذا يوجب علينا التطرق إلى الحديث عن أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب، وقد جاء في بعض الأبحاث والدراسات كون نسبة كبيرة من نوبات الهلع الليلية يرجع السبب فيها إلى المُعاناة من اضطراب الهلع.

كما قد ثُبُت كون 70% تقريبًا من الحالات التي تُعاني من النوبات الصباحية ستُعاني مرة واحدة على الأقل من النوبة المسائية للهلع أثناء النوم، وفي الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأبحاث التي تطرقت إلى صور أُخرى أقل شيوعًا من أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب أبرزها:

  • الضغوطات الحياتية الكبيرة.
  • الاضطرابات وصور الخلل الكيميائي في الدماغ.
  • الأحداث الصادمة.
  • الاكتئاب بكافة أنواعه.
  • القلق الاجتماعي.
  • التاريخ العائلي والوراثي لنوبات الهلع.
  • المُعاناة من نوبات الهلع فيما سبق.

اقرأ أيضًا: العلاقة بين النوم القهري والانفعالات

أعراض نوبة الهلع الليلية

من أكثر ما يتم البحث عنه بعد أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب هو الأعراض التي تُصاحب القلق والاضطراب الخاص بعدد ضربات القلب، وفي واقع الأمر تنقسم هذه الأعراض بشكل رئيسي إلى ثلاثة أبوابٍ هي:

1- الأعراض الذهنية Mental symptoms

قد تكون الأعراض الذهنية التي تُصاحب نوبات الهلع الليلة واحدةً من أكثر صور الأعراض خطورةً وإزعاجًا، إذ إن لهذه الحالة والاضطراب المرضي القُدرة على جعلك تُعاني من كُل ما يلي:

  • الاختناق والشعور الوهمي بآلام الصدر وضيق التنفس بسبب شيء غير حقيقي أو ملموس كما هو الحال مع الجاثوم.
  • المُعاناة من الغرابة عن الواقع، وفيه يحدث تبدد للشخصية وانفصال جُزئي عنها.

2- الأعراض العاطفية Emotional symptoms

تتمثل صور الأعراض العاطفية في الأمور التي يشعر بها الإنسان وتتسبب له في الحُزن وغيرها من الاضطرابات التي تجعله تعيسًا، ومن أبرز صور هذه الأعراض لمرضى نوبات الهلع الليلية ما يلي:

  • الخوف الدوري من الموت المُفاجئ.
  • الخوف من التعرض للهجوم.
  • الخوف من فقدان السيطرة على الأمور أو الأشخاص من حولك وحتى الأعمال.

اقرأ أيضًا: كيف يفكر مريض الفصام

3- الأعراض الجسدية Physical symptoms

هذا النوع من الأعراض يُعد أكثر صور العلامات الظاهرة والواضحة التي يُمكن مُلاحظتها على من يُعانون من اضطرابات نوبات الخوف والهلع أثناء النوم، وتشتمل على قائمة طويلة من الأعراض تأتي على النحو التالي:

  • التعرق الشديد.
  • الشعور بالغثيان.
  • خفقان القلب.
  • الإغماء.
  • الدوار والدوخة أو الشعور بعدم الثبات.
  • الارتجاف والاهتزاز.
  • ضيق الصدر.
  • القشعريرة.
  • التنميل والوخز أو ما يُعرف باسم الخدر.
  • الهبات الساخنة.
  • الرغبة في التقيؤ.

لا يُمكن القول إنك مُصاب بنوبات الهلع في حال ما لم تظهر عليك أربعة أعراض مما تم ذكره أعلاه بحد أدنى، مع ضرورة تكرار هذه الأعراض أكثر من مرة واحدة للجزم بكون المريض يُعاني من نوبة الهلع الليلية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع أوميغا 3 للاكتئاب

تشخيص نوبات الهلع الليلية

بعد أن قُمنا بالتعرف على أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب بالإضافة إلى الأعراض التي قد تنتج عنها بكافة أنواعها وجب علينا تعريفكم بكيفية تشخيص كون المرء مُصابًا بالنوبات الليلية التي تُتزامن مع الشعور بالخوف والهلع وتتسبب في خفقان القلب، وفي سبيل التشخيص يُمكن اللجوء إلى اختبارات الدم، الفحوصات الجسدية والتصوير.

من الجدير بالذكر كون هذه الأساليب لا تعمل على تشخيص الإصابة بشكل مُباشر بنوبات الهلع من عدمها، ولكنها تُقلل من الاحتمالات المرضية الأُخرى، ما يجعلنا نستبعد بعض الأمراض التي تحمل أعراضًا مُماثلة ومُشابهة مثل أمراض القلب والغُدة الدرقية.

في حال ما لم يتمكن الطبيب من الوصول إلى ضالته من حالات مرضية كامنة وفقًا لما جاء في هذه الفحوصات والتحاليل غالبًا ما سيبدأ في طرح بعض الأسئلة حول التاريخ المرضي الخاص بك، الأعراض التي تُعاني منها، الأحداث التي تُزامن ما تُعاني منه من نوبات بالإضافة إلى مستويات التوتر في الوقت الحالي.

في حال ما شك الطبيب باحتمالية إصابتك بنوبات الهلع والاضطرابات النفسية المُسببة له غالبًا ما سيعمل على توجيهك إلى الطبيب النفسي المُختص، فالأمر لا علاقة له الآن بالحالات الجسدية للأمراض والاضطرابات.

غالبًا ما سيعمل الأخصائي النفسي على وضع برنامج علاجي خاص بك يشتمل على علاجات لحظية مثل الهدوء، التنزه والمشي، تشتيت نفسك بالإضافة إلى السعي في مُساعدة نفسك على الاسترخاء، كما أن هُناك سُبل أُخرى طويلة المدى تعتمد بشكل رئيسي على العقاقير الدوائية والعلاج بالجلسات النفسية.

من الجدير بالذكر أنه في الكثير من الأحيان قد تجد صعوبة كبيرة في معرفة ما إذا كُنت قد رأيت حُلمًا أم حدث ما تراه على أرض الواقع، ويجب على الأهل، الأقارب والأصدقاء التدخُل هُنا للتقليل من حِدة هذا الاضطراب ومُساعدة المريض على تخطي هذه المرحلة.