أسماء الخلفاء الراشدين معروفة بين المُسلمين، لاسيّما المُهتمين بالتعرُف عن كُثب في التاريخ الإسلامي، فالخلفاء الراشدين هم أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في تولي الخلافة بعد وفاته، وقاموا بتوسعة الدولة الإسلامية ونقلها إلى عهد جديد من الترابط بعدما حدث من تفرق وتشتت بعد وفاة الرسول، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتعرف على ذلك عن كُثب.
أسماء الخلفاء الراشدين كاملة
عُرِفَ عهد تولي الخلفاء المسلمين بعد وفاة الرسول بعهد “الخلافة الراشدة”، ومدة هذه الفترة إمّا ثلاثون أو تسعة وعشرون عام.. كان عهد جديد من الفتوحات وتوحيد صفوف المُسلمين.
1- أبي بكر الصديق
هو أول من أسلم من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، اسمه “عبد الله بن أبي قحافة عُثمان بن كعب التيمي القرشي”، وكان يُلقب بأبي بكر، ولِدَ عام 573م، وأمه “سلمى بنت صخر التيمي”.
أطلق عليه الرسول لقب الصديق؛ لأنه كان يُصدق رسول الله في كل أمر يجيئه من ربه، كما صدقه في رحلة الإسراء والمعراج، ولقب بالعتيق.. فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له: “يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار“.
كان أبو بكر من أشراف قُريش قبل الإسلام، ولكنه كان حكيمًا فلم يشرب خمرًا ولم يسجد لصنمًا، وكان كريمًا يسقي الحجاج.
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بويع أبي بكر على الخلافة في سقيفة بني ساعدة، وأصبح أول الخلفاء الراشدين، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- باتباعهم، وكان لأبي بكر الصديق فضل كبير في الإسلام بأعماله، ومنها:
- جمع القرآن الكريم بعد موت كثير من الحفظة في حروب الردة، ومعركة اليمامة حتى يُحافظ عليه من الضياع والتحريف.
- الفتوحات الإسلامية، وقد مرت بعدة مراحل “مرحلة حروب الردة، ومرحلة تيسير الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق، وفتح باب الفتوحات للمسلمين”.
- بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ارتد كثير من المسلمين، وهناك من ادعى النبوة، ومنهُم “مُسيلمة وطليحة الأسدي”.. فاتبعهم الناس وصدقوهم فقتلهم أبو بكر وأعاد من ارتدوا؛ حتى لا تحدث فتنة بين المسلمين.
- نظمَّ الدولة الإسلامية، فوضع عمر بن الخطاب قاضيًا، وأبي عبيدة مسؤول بيت المسلمين.
- قسم الدولة الإسلامية إلى ولايات، ووضع على كل ولاية أمير يقضي بالعدل ويُقيم حد الله، وهم: “مكة، صنعاء، المدينة، حضرموت، الطائف، البحرين، نجران”.
- جعل أمرُه شورى بين كِبَار الصحابة، فكان يستشيرهُم في الأمور السياسية.
- بعد توليهِ الخلافة خطب في المسلمين بأن منهج خلافته مبني على منهج الله ورسوله، ولا يُطاع في أمر عصى فيه الله ورسوله.
- مهدَّ الطريق لِمن بعده، وقام بتقوية صفوف المسلمين، وأساس الدولة الإسلامية.
توفى أبي بكر الصديق يوم الثلاثاء 22 من جمادى الآخرة، كان عمرُه 63 عامًا، وهو نفس عُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وفاته.
اقرأ أيضًا: ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
2- عمر بن الخطاب
ثاني الخلفاء الراشدين، واسمه “عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عُدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي”.
ولِدَ عمر بعد عام الفيل بثلاثة عشر عامًا، ويلقب بـ: “أبي حفص، والفاروق، وأمير المؤمنين”، وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة.
تحمل المسؤولية منذُ صغرِه، فكان يرعى الإبل رغم معاملته القاسية له، ولكنه تعلم القراءة والكتابة فقد أمضى نصف حياتُه في الجاهلية.
- كان من أشراف قريش وسفيرهم في الحروب.
- يتصف بصفات خلقية تدل على نقائِه.
- كان رحيمًا متواضعًا عادلًا، ويلوم نفسِه ويُحاسبها دائمًا.
- قوي البنية، وأسمر البشرة.
- ضخم الجسم، وطويل القامة.
- صوته جهور.
كان رسول الله يقول له: (يا عمرُ إنكَ رجلٌ قويٌّ لا تزاحِم على الحَجَرِ فتؤذِيَ الضعيفَ إنْ وجدتَّ خَلْوَةً فاستَلِمْهُ وإلا فاسْتَقْبِلْهُ فهَلِّلْ وَكَبِّرْ)، ورغم ذلك فكان طيب القلب متواضع.. يُقدم ما بيده للفُقراء والمحتاجين.
أسلم في السنة السادسة من البعثة، فقد كان ذاهبًا لقتل النبي وعلم بإسلام أخته وزوجها وذهب لقتل زوج أخته، ولما جاءت تمنعه فدفعها بقوة فسال الدم منها.
لان قلبه وطلب أن يقرأ القرآن فاشترطت عليه أن يتطهر، فلما تطهر وقرأ من سورة طه فانشرح صدرُه وذهب إلى مكان تواجد الرسول والصحابة وأعلن إسلامه، وكان له فضل كبير فالإسلام بأعماله وهي:
- صلاة التراويح في جماعة فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يصليها في جماعة طوال شهر رمضان؛ لأنها من السُنن وليست من الفروض، وبعد وفاتُه وجد عُمر أن الناس متفرقون بعضهم يُصلي في جماعة وآخرون يصلون وحدهم، فعزم على تجميعهم.
- نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ للتيسير على المُصلين.
- قام بتوسيع المسجد الحرام وأحاطه بسور، وأنار جميع المساجد، وألبس الكعبة لباسًا، وضم دار العباس وغيرها إلى المسجد النبوي.
- التطوير العُمراني بدأ في عهد عمر بن الخطاب، فقد أنفق من بيت مال المسلمين ليزيد عدد الجمال لتنقُّل المُسلمين.
- جعل بعض المدن مراكز إسلامية للتعلم والتعليم، وقام بإنشاء المساجد والأسواق ودور العلم.
- اتبع مبدأ الشورى في خلافته، وشكلّ ثلاثة مجالس لذلك “مجلس المهاجرين والأنصار، ومجلس العامة، ومجلس المهاجرين فقط”.
- قام بفتح دمشق، والأردن، وحمص، وبعلبك، والعراق، وبيت المقدس، وفِحل، واليرموك، والرمادة مصر، وغيرها من البلدان.
استشهد” عمر بن الخطاب في 23 هجريًا، في المدينة المنورة وكان عمرُه 63 عامًا.
اقرأ أيضًا: مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
3- عثمان بن عفان
كان عُثمان ثالث الخلفاء الراشدين، ومن أوائل الذين دخلوا الإسلام، واسمُه “عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي”، ولِدَ عام 557م بعد عام الفيل بست سنوات.
لُقِب بذي النورين؛ لأنه تزوج رقية وأم كلثوم بنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، وعُرِفَ عنه الأخلاق الحميدة، فكان أفضل أهل قريش وكانوا يحبونه لكن لم يسجد لصنم أو يشرب خمرًا أو يفعل عملًا فاحشًا فقد كان:
- شديد الحياء.
- تقي
- ينفق أموال في سبيل الله.
- يحسن معاملة الجميع.
- كان أسمر وحسن الوجه، رقيق البشرة.
أسلم عُثمان بعدما دعاه أبي بكر الصديق فقبل وهو في الرابعة والثلاثون من عُمرِه، بعد مرض عُمر رشح ستة من الصحابة وأمر بعمل انتخابات بينهم.
أمر أبا طلحة والمقداد بن الأسود بمتابعة سير الانتخابات ودامت لمدة 3 أيام حتى وقع الاختيار على عثمان بن عفان، وكان له فضل كبير على الإسلام، لاسيّما وقت الخلافة.
- له رأي الشورى في عهد أبي بكر الصديق، وأهمها لما اشتد المرض على أبي بكر وأشار إليه عثمان بخلافة عمر، فلما سأل أبي بكر الناس أجمعوا على عُمر رضي الله عنه.
- في عهد عمر بن الخطاب أشار إلى عثمان -رضي الله عنه- بكتابة التاريخ وعمل ديوان.
- كان أول المهاجرين إلى الحبشة هو وزوجته.
- قام بشراء بئر روما وتبرع به للمسلمين في المدينة المنورة.
- جهز جيش العسرة في غزوة تبوك، ووسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
- اقتدى -رضي الله عنه- بأبي بكر وعمر، وأعلن أن المرجعية الأساسية للقيادة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حرص على إقامة العدل والمساواة، وجعلها من قواعد النظام.
- قرر عثمان بن عفان توحيد المصاحف في مصحف واحد؛ بسبب انتشار الكثير من النسخ وكتبت بشكل خاطئ.
- نسخ القرآن ست نسخ ووزعها على كل الدول، وأمر بحرق باقي النسخ.
- أقر بأن خلافته مبنية على عدم مخالفة الشريعة الإسلامية.
- قسمّ الجبهات العسكرية إلى 3 أقسام (الجبهة الشمالية) في مدينة دمشق ومنها ينطلق المسلمون للقتال في الروم، و(الجبهة الشرقية) وتنقسم لمعسكرين “الكوفة، والبصرة”، و(الجبهة الغربية) في مدينة الفسطاط.
توفي عثمان بن عفان بعد فتنة النصف الثاني من الخلافة، وقُتِلَ في الثامنة عشر من ذي الحجة في الخامسة والثلاثين من الهجرة، وكان عمرُه 82 عامًا.
اقرأ أيضًا: من هم الخلفاء الراشدين وكم مدة خلافتهم
4- علي بن أبي طالب
رابع الخلفاء الراشدين، وابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصهره، اسمه “علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي أبو الحسن”.
ولِدَ عام 599م قبل الهجرة بـ 23 عامًا، أمُه فاطمة بنت أسد بن عبد مناف، ولُقِبَ بأبي تراب، وأبي الحسن.. ودخل عليّ ذات يوم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي مع السيدة خديجة، فسأله ما تلك العبادة؟ فقال له رسول الله أنها من شعائر الدين الإسلامي وعرض عليه أن يترك عبادة الأصنام ويوحد عبادته لله -سبحانه وتعالى- فقبّل عليّ.
أفدى عليّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما أراد المُشركون قتلُه، فجاء ونام على فراش النبي، فظنوا أنهم يُحاصرون النبي في بيتِه، فلما ثاروا عليه تفاجؤوا بوجود عليّ في فراشِه، بينما سار الرسول إلى الغار.
بعد وفاة عثمان بن عفان اجتمع المسلمون جميعهم على اختيار عليّ لخلافتهم، وقد بايعوه وكانت فترة خلافته صعبة؛ بسبب الفتنة التي حدثت في آخر خلافة عثمان، ومن أعمالُه في الخلافة:
- خصص يومًا للنظر في أحوال الناس والمظالم.
- كان يخطُب كل جمعة في الناس، ويحتك بهم كل يوم، ويُقدِم لهم النصح والإرشاد، وخاصةً في خطبة كانت تتميز بالصدق في النصح، والاقتباس من القرآن والأحاديث النبوية، وأثر عليهم بحبه النابع من قلبه والطاغي على كلماته.
- كان علي متبعًا لسياسية الرسول في إقامة العدل بين الرعية.
- حرصُه على قضاء حوائج المسلمين، ومالهِم، والمال العام.
قُتِل عليّ بن أبي طالب عندما خرج ليوقظ الناس لصلاة الفجر على يد “عبد الرحمن بن ملجم”، توفي عام 661م، وكان عمرُه 62 عامًا.
الخلفاء الراشدين هُم قادة المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ساروا على نفس النهج الذي سار عليه رسولنا الكريم، بل إنهم اقتادوا بكتاب الله وسنة رسولِه وساعدوا في بناء الدولة الإسلامية.
