ما هي أهمية العطور في الإسلام؟ إنّ الإسلام كان حريصًا على بناء مُجتمع طاهر خالي من الآفات، وللوصول إلى ذلك بيّن بعض الضوابط والأحكام منها العطور للنساء والرجال، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتحدث عن حكم العطور في الإسلام لكلاهُما.

أهمية الطِّيب في الإسلام

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خير أسوة نقتدي به في الحياة، فهو كان كثير التطيُب، وتشق عليه الرائحة الكريهة، فقد ثُبت أنه قال: “حُبِّبَ إليَّ من دُنْياكمُ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ“.

الروائح الطيبة تلك من مِسك وغيرِها، وقد حث عليها ورغَّب فيها، فكانت أهمية الطِّيب في الإسلام هو تأثيرها القوي في حِفظ الصحة، وتقليل الآلام، والوقاية من الأمراض وغيرها الكثير، لاسيّما الطيب المصنوع من الطبيعة وقوتها.

  • تحسين الدماغ.
  • تحسين صحة القلب.
  • يسرّ النفس.
  • تحسين عملية تدفق الدم.
  • نشر البساطة في الروح.

اقرأ أيضًا: آداب تناول الطعام في الإسلام

طريقة تطيب النبي

كان أفضل ما يتطيب به النبي، هو المِسك، فقد قال أبي سعيد الخدري عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “المسكُ أطيبُ الطِّيبِ“، كما أنه غالبًا يكون في اللحية والرأس، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:

كأنِّي أنظرُ إلى وَبيصِ الطِّيبِ في رأسِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَهوَ مُحرِمٌ وفي روايةٍ وبيصِ طيبِ المسكِ في مَفرقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ“.

فقد رغّب النبي على أن تفوح من المُتطيب الرائحة الطيبة، والتخلص من الرائحة الكريهة بكُل طِّيب دون تخصيص نوع مُعين، لاسيّما في الأوقات المُستحبة على رأسها يوم الجُمعة، لِما ورِد عنه صلى الله عليه وسلم:

مَنِ اغتَسَلَ أو تَطهَّرَ، فأحسَنَ الطُّهورَ، ولَبِسَ من أحسَنِ ثيابِه، ومَسَّ ما كتَبَ اللهُ له من طِيبٍ، أو دُهنِ أهلِه، ثُم أتى الجمُعةَ، فلم يَلْغُ، ولم يُفرِّقْ بينَ اثنَيْنِ؛ غُفِرَ له ما بينَه وبينَ الجمُعةِ الأُخْرى“.

علاوةً على ذلك، كان الاستجمار جائز بأنواع البخور والعود على الثياب، وأسفل الإبط، وعلى اللحية، فقد روى نافع مولى ابن عمر: “كان ابنُ عمرَ، إذا استجمَرَ استجمرَ بالأَلُوَّةِ، غيرِ مُطَرَّاةٍ، وبكافورٍ يَطْرَحُه مع الأَلُوَّةِ، ثم قال: هكذا كان يَسْتَجْمِرُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم“.

تطيب وتعطر المرأة

النساء دائمًا ما يميلون إلى الزينة والظهور بأفضل شكل سواء في المنزل، أو عند الخروج، ومن أشكال الزينة هو التعطر، وجاز الإسلام تطيب المرأة في حالات، ومواقف مُختلفة.

1- التطيب للزوج

إنّ الإسلام حث على كُل ما يزيد من المودة والأُلفة بين الزوجين والمحبة، لذا فجاز تطيبها لزوجها لأنه من آداب حُسن المُعاشرة بينهُما، ولا يصح أن يشم الزوج رائحة قبيحة من زوجته.

2- التطيب عند الخروج

هو الشائع في زمننا؛ بغرض أن يلتفت لها الرجال، والنبي –صلى الله عليه وسلم- حرص على غلق أبواب الفِتن، فحرم تطيبه عند الخروج، والتعطر أمام الرجال من غير المحارم؛ لِما في ذلك ادعاء لارتكاب فاحشة الزنا.

فعن أبو موسى الأشعري عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “أيُّما امرأةٍ استعطرتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فمرَّتْ علَى قومٍ ليجِدُوا ريَحها فهِيَ زانيةٌ، وكُلُّ عينٍ زانيةٌ“.

اقرأ أيضًا: قصص عن الحياء في الإسلام

التعطر لمنع آثار الحر

أثارت دار الإفتاء في الآونة الأخيرة بفتوى جواز التطيب وفقًا للأصول الشرعية للرجال والنساء من أجل الوقاية من الآثار الجانبية الناجمة عن الحر وارتفاع درجة الحرارة، مثل رائحة العرق، والإفرازات.

فجاز لكلاهُما التطّيب مادام الأصل فيه التخلص من كُل مكروه، ومادام هُناك أسباب خارجة عن إرادة الإنسان، مثل الازدحام، العمل الشاق، الجو الحار الذي يزيد فيه تعرض الإنسان نتيجة بذل الجهد والطاقة.

لكن التطّيب خارج عن مُنتجات العطور النسائية المُنتشرة، فما دامت تُساهم في زوال كُل مكروه من الروائح جاز دون أن تتسبب في رائحة نفاذة يستنشقها الرجال، فثمَّة مُنتجات مُناسبة أخرى تجوز، مثل مِسك الطهارة، والمخمرية، والصابون المُعطر، والنباتات العطرية.

إنّ الحفاظ على رائحة الجسم الطيبة الزكية للكبار والصِغار من استحبابات الإسلام، فالهيئة العامة الحسنة التي يظهر بها أمام الآخرين من المظاهر الدالة على قوة الإيمان للمُسلم.