أول عملة إسلامية جاءت مع التوسعات في ربوع الدولة الإسلامية، فكانت كل دولة تقوم بصك العملة الخاصة بها، والتي تميزها عن غيرها.. ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بمزيد من التفاصيل عنها.

أول عملة إسلامية

تم صك أول عملة موحدة تعترف بها جميع البلدان الإسلامية عام 696 م في عهد الدولة الأموية.. وهي الدينار الإسلامي، وقد ذكر الدينار بلفظ المفرد في سورة آل عمران

في قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتٰبِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) “آل عمران آية 75”.

كان الأول من بين الخلفاء في صك العملات هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.. وقد كانت الدولة الإغريقية تطلق على عملتها (ديناريوس)؛ لذلك تمت تسمية أول عملة إسلامية بالدينار.

ثم أخذ الدينار الإسلامي بالانتشار التدريجي؛ حتى أصبح العملة الذهبية الوحيدة في العالم الإسلامي من حدود الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا.

في العصور الإسلامية الأخيرة المختلفة تم صك عملة إسلامية أخرى وأطلق عليه (الدرهم)، وبذلك أصبح الدرهم ثاني عملة إسلامية بعد الدينار.

أقرأ أيضًا: ما حكم الدين في أرباح عملة البيتكوين

تطور العملة الإسلامية

خلال العصور الإسلامية اتخذت العملات عدة أشكال متتابعة، حيث تطورت على مراحل متعددة سيتم إجمالها فيما يلي.

أولًا: عملة العصر العباسي

تميزت العملة في ذلك العصر بطابع مختلف عن العملات الأخرى السابقة، حيث تعتبر أول عملة يتم وضع فيها والنقش عليها باسم الرسول صلى الله عليه وسلم.

هي أول عملة اسلامية توضح وتعبر عن هيئة الدولة الإسلامية من بين مختلف الدول، ثم بدأت هذه العملة في التطور الذي أقدم على تغييره بعض الخلفاء العباسيين، حيث بدأوا بوضع صورهم الشخصية على العملة.

من أول وأشهر الخلفاء العباسيين الذين اشتهرت صورهم على العملات هو الخليفة العباسي المتوكل والخليفة العباسي المقتدر.

ثانيًا: عملة العصر الأموي

ما يميز هذا العصر أن العملات بدأت في التطور بطريقة مختلفة، حيث بدأت في التجزئة إلى فئات كما أصبحت أكثر دقة، وتميزت بوضع تفاصيل النقش مثل: مكان الصك وتاريخ الصك.

كما تم البدء في كتابة بعض النصوص الدينية على العملة من الوجهين، وكتابة الخليفة الأموي الحاكم الحالي ولقبه المشهور به.

في العصر الأموي انتشر الدينار الذهبي الخالص كأول عملة إسلامية ثم ظهر الدرهم الذي تم صناعته من الفضة، ثم بعد ذلك تمت صناعة الفلس من النحاس؛ فهذا العصر شهد تطورًا في صناعة وتجزئة العملات.

ثالثًا: عملة عصر الدولة الفاطمية 

أخذت العملة في هذا العصر عدة أشكال تختلف عن الأشكال السابقة، حيث تم وضع بعض النصوص الثابتة على العملة وتم نقشهم بطريقة مختلفة.

لكن أغلب الناس لم يستحسنوا هذه الطريقة الجديدة في نقش العملات بسبب صغر حجم الخط وتداخله مما يجعل الكثير يفشل في قراءته والتعرف على النقشات التي توجد عليها، وهنا تم اعتماد على ثلاث نصوص ثابتة.

  • محمد خير المرسلين على أفضل الوصيين.
  • لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله.
  • محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.

أقرأ أيضًا: أول طبيب في الإسلام

رابعًا: عملة عصر السلاجقة

كانت تختلف عن باقي العملات السابقة لها، حيث تمت الكتابة عليها ببعض الكتابات والخطوط الأخرى غير العربية.. كما تم وضع النقوش التي ترمز لأشياء غير معروفة لدى كثير من الناس في ذلك الوقت.

خامسًا: عملة العصر العثماني

احتوت فيها العملات على كتابات واضحة وسهلة وكان يسهل قراءة منقوشاتها بسهولة واحتوت على منقوشات خاصة بالخليفة العثماني.

انتشرت تلك العملات على المدى الواسع وعلى فترات طويلة وكان يتم الكتابة عليها أماكن صدورها ووقتها.

أقرأ أيضًا: أول ممرضة في الإسلام

سادسًا: عملة العصر المملوكي  

تم إصدار هذه العملة بطريقة مختلفة من بداية تولي شجرة الدر العرش في تلك الفترة، فهي تولت بعد وفاة زوجها الملك نجم الدين أيوب مباشرة.

حيث بدأت هي تصك العملات بطريقة تميز عصرها عن باقي العملات، وتمت كتابة بعض النصوص على عملتها مثل: (المستعصمة الصالحية وملكة المسلمين ووالدة المنصور خليل أمير المؤمنين) وعلى الوجه الآخر (لا إله إلا الله محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله).

ما يميز هذه العملة أيضًا ندرة وجودها بسبب قصر الفترة التي تولت فيها شجرة الدر الحكم.. بعد ذلك ظهر سلطان آخر وهو السلطان قطز الذي أصدر عملة مختلفة في زمنه، والتي سجل عليها التاريخ والمكان الذي انتصر فيه على المغول في المعركة الشهيرة عين جالوت.

كانت العملات في تلك الفترة تتم صناعتها من الذهب والفضة مع كتابة نص ثابت على العملة الملك المظفر (سيف الدنيا والدين قطز).

في عهد الخلفاء الراشدين أنّ نظام البيع والشراء كان يتم عن طريق المقايضة، وكان يوجد أيضًا ما يعرف بالدينار الذهبي الذي عمل على تسهيل عمليات التجارة في مختلف الأماكن.