من هي أول ممرضة في الإسلام؟ وهل الإسلام كان يسمح للمرأة أن تمارس العمل بجانب الرجال؟ وكيف كانت تقوم المرأة بعملها في الحروب والغزوات؟ وكيف عزز النبي- صلى الله عليه وسلم- من دور المرأة في غزواته؟ كل هذه الأسئلة طرحها الناس ويرغبون في معرفتها، نظرًا لأن شخصية أول ممرضة مسلمة غاية في الأهمية ويجب معرفتها، لذلك سنعرضها من خلال موقع سوبر بابا.

أول ممرضة في الإسلام

هي رفيدة الأنصارية أو كعيبة بنت سعد كما أطلق عليها سعد بن معاذ، كما اشتهرت باسم رفيدة الأسلمية، وتنحدر رفيدة الأسلمية من قبيلة أسلم، فهي امرأة صالحة كانت تداوى الجرحى ومن ليس له أحدًا، ولدت رفيدة الإسلامية في المدينة المنورة، وعاشت في أواخر العصر الجاهلي، وكانت أول امرأة تداوى الجرحى في الإسلام.

اقرأ أيضًا: أول طبيب في الإسلام

حياة رفيدة الأسلمية

ولدت (رفيدة) كما يُقال في يثرب، وعاشت في يثرب حتى هاجر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه من المهاجرين إلى المدينة، ودخلت الإسلام وبايعت النبي بعد الهجرة.

يحتمل أن تكون رفيدة الإسلامية قد تزوجت من رجلٍ من بنى غفار، حيث ذكر (حدثنا زكريا بن يحيي، ثنا عبد الله بن نمير: ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قال: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي- صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم- وفي المسجد خيمة بنى غفار- إلا أن الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها).

فسر ابن حجر ذلك في فتح الباري قوله (خيمة من بنى غفار) حيث ذكر ابن إسحاق أن الخيمة كانت لرفيدة الأسلمية، ويحتمل أن يكون لها زوج من بنى غفار.

كانت رفيدة واحدة من رائدات التمريض، وشاركت في العديد من الغزوات مثل: غزوة أحد والخندق وخيبر، أول مكان مارست فيه عملها مع الجرحى كان داخل غزوة الخندق، وجلب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ- رضى الله عليه- إليها حين أصيب بغزوة الخندق.

كما تقوم بخدمة الجرحى في تقديم العلاج، ويعتقد أنها قامت بتدريب نساء أخريات منهم عائشة بنت أبى بكر حتى يصبحن مداويات للجرحى، دخلت أرض المعارك، فكانت تحمل الجرحى وتقوم بإسعافهم ورعايتهم، كما وفرت داخل خيمتها الأدوات والاحتياجات التي كانت تحتاج إليها لمداواة المرضى، التي كانت تأتي بهم على ظهر الجمال إلى المعارك.

اقرأ أيضًا: من بنى أول مستشفى في الاسلام

مشاركة رفيدة في الغزوات

ذهبت رفيدة الأسلمية ومجموعة من المتطوعات إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلبن الإذن بالمشاركة لعلاج الجرحى، وهو ما أذن به الرسول، ولم تكن رفيدة يقتصر عملها في الغزوات فقط، بل كانت وقت السلم تعاون كل مريض ومحتاج، إذ كانت تنفق من مالها الخاص في جلب المعدات الطبية والعلاج، وكانت تساعد المحتاجين والمعاقين وتتكفل بالأطفال.

التمريض في الإسلام

كرم الإسلام المرأة من اليوم الأول، حيث شاركت في العديد من المجالات ولعبت دور كبير داخل المجتمع، وكانت الشريك الأول للرجل في كافة الأمور الحياتية.

النبي- صلى الله عليه وسلم- جعل المرأة تشارك في مهنة الطب، بعدما كانت تقتصر على الرجال قبل الإسلام، لأنه رأى أن المرأة لا غنى عنها في المشاركة في الأعمال الاجتماعية، بدأت المرأة العربية في ممارسة مهنة الطب مع دخول الإسلام، فقامت بالعمل ببراعة شديدة وخاصةً أثناء الغزوات الإسلامية.

لم تكن رفيدة الأسلمية المرأة الوحيدة التي كانت تمارس الطب والتمريض على الرغم من أنها أول ممرضة في الإسلام، فقد كان هناك العديد من النساء التي مارسن التمريض في زمن الرسول- صلى الله عليه وسلم- منهم، الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية.

فهي كانت تقوم بالاعتناء بالنساء المقبلات على الولادة، وأيضًا الربيع بنت مسعود، كانت تخرج مع النبي- صلى الله عليه وسلم لتداوي الجرحى وتسقيهم، وتعود بهم إلى المدينة، كما أن أم سليم وأم سنان الإسلامية يداوين الجرحى، فكانت أيضًا أم سليم تنقل الماء على ظهرها لتروي الجرحى والمصابين.

اقرأ أيضًا: من هو أول فدائي في الاسلام

تخليد ذكرى رفيدة الأسلمية

تكريمًا لذكرى رفيدة الأسلمية أول ممرضة في الإسلام، ولجعل الناس يقتدون بها تم إطلاق اسم رفيدة على العديد من الشوارع والمباني والمدارس في بعض من الدول الإسلامية، مثل:

  • تأسست جمعية (رفيدة لصحة المرأة) وهي منظمة غير ربحية بالرياض تهدف للاهتمام بصحة المرأة.
  • جمعية (رفيدة للمرأة الرائدة) في جنوب المغرب والتابعة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية.
  • كلية في الأردن تحمل أسم (كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة) في مدينة الرصيفة والتي نشأت عام 1991م وخلال عام 2012م، بالإضافة على ذلك أطلق
  • اسم رفيدة الأسلمية على (كلية القبالة والتمريض) بجامعة الأغا خان بدولة باكستان.
  • في عام 1978م قررت جامعة الدول العربية منح (جائزة رفيدة الاسلمية) إلى أوائل خريجي مدارس ومعاهد التمريض بالدول العربية.
  • هناك وسام يمنح من قبل المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر يدعى (وسام رفيدة الأسلمية).
  • هناك أيضًا (جائزة رفيدة الأسلمية) التي تمنح من قبل كلية الجراحين الملكية في إيرلندا بالتعاون مع جامعة البحرين، التي يتم منحها لطالب مميز كل عام.
  • هناك العديد من الأماكن والجوائز التي تحمل أسم (رفيدة الأسلمية) حول العالم.

قد كرم الإسلام المرأة وجعلها شريك أساسي في المجالات الحياتية، حيث إن دور المرأة لم يقتصر على مهنة الطب، وإذا نظرنا في كافة المجالات لرأينا دورًا هامًا للمرأة، وإن الإسلام لم يقيدها بالعمل لزوجها وأبنائها فقط.