أين يقع سد يأجوج ومأجوج؟ وأين هي العين الحمئة؟ ومن هم هؤلاء القوم؟ فقد ورد ذكرهم في القرآن، وتم اعتبارهم من أهم قصص الماورائيات أو الأمور المجهولة التي يسعى الجميع لاكتشافها أو بيان حقيقتها، وعبر موقع سوبر بابا نعرض لك الفصل في موقعهم، وحقيقتهم.

أين يقع سد يأجوج ومأجوج

كثر ذكر يأجوج ومأجوج في الكتب السماوية، سواء القرآن أو التوراة والإنجيل، والأمر الأهم أنه قد بلغ الله سبحانه وتعالى قصتهما على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وأكّد على أنهما بالأرض يخرجون منها مع ظهور علامات الساعة.

كان يأجوج ومأجوج يسعون في الأرض فسادًا، فأرسل الله سبحانه وتعالى ذي القرنين كي يبني سورًا يحول بيننا وبينهم، وفي دراسة ومتابعة رحلاته، في كتاب رحلة ذي القرنين إلى المشرق، تم التوصل إلى أن موقعهم الحالي غالبًا في غربي قيرغيزستان، وشرقي أوزبكستان.

هذا المكان عبارة عن منطقة جبلية بين هذين البلدين، ويقع في آسيا الوسطى، ويذكر عبد الله الشربجي أن السد من المحتمل أنه يتواجد بين الشعبين القيرغيزي والأوزبكي أقرب من شمال غرب الصين.

أين يقع السد يأجوج ومأجوج

أين يقع السد يأجوج ومأجوج

اقرأ أيضًا: من هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف

البحث عن يأجوج ومأجوج

الرغبة في معرفة أين يقع سد يأجوج ومأجوج مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإمكانية رؤيتهم أو البحث عنهم، وقد وردت قصة للبحث عنهم قام بها سلام الترجمان، فقد رأى في المنام أن السد الذي بناه ذي القرنين قد انفتح ويكادون يتسربون منه.

فذهب في رحلة إلى آسيا ليبطمأن على السد، وقد أكد عدد من المؤرخين صحة هذه الرواية، منهم عرب ومستشرقين، وقد عاد سلام وروى للخليفة العباسي ما حدث وأنه قد وجد أن السد بخير.

ما هي العين الحمئة؟ وأين توجد؟

قال الله تعالى في كتابه العزيز: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا”. الكهف: 86

ذو القرنين حين نظر إلى الشمس كان يراها كأنما تسقط في عين تخرج منها الحمم، وهذا حين كان بموقع سد يأجوج ومأجوج.

في هذا إعجاز قرآني، فلم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعلم بوجود هذه العين في أقصى الغرب، والتي وُجدت فيما بعد بفضل العلم والبحث.

حيث يقول عبد الله شربجي أن بحيرة “إيسيك كول” المتواجدة في قيرغيزستان هي ذاتها العين الحمئة، والدليل على هذا هي الصور التي صورتها لها الأقمار الصناعية، حيث تصب بها الأنهار، وبها طين وينابيع ساخنة.

كما يُقال إنها تظل دافئة ولا تتجمد طوال العام، على الرغم من أن درجة الحرارة في هذه البلاد تصل إلى 25 تحت الصفر.

أين يقع السد يأجوج ومأجوج

اقرأ أيضًا: من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور

هل يصح البحث عن يأجوج ومأجوج؟

الكثيرين يعتقدون أن موقع سد يأجوج ومأجوج غير معروف لهذا لا يبحث الناس عنهم، إلا أنه لا يوجد مانع عقلي أو نقلي أو شرعي يمنع البحث عنهم، فالبشر منذ قديم الأزل وهم يذهبون في الرحلات كي يكتشفوا الأرض وما عليها، فأسفرت هذه الرحلات عن اكتشاف القارات مثلًا.

كما لا يوجد أي نص في القرآن أو السنة يدل على أن مكانهم أو رؤيتهم من الأمور الغيبية التي لا يمكن للبشر الوصول لها، ويوجد على هذا أدلة عدة.

  • قبيلتي يأجوج ومأجوج عُرفتا من القبائل المحيطة بهم نتيجة الأذى الذي سببوه.
  • ذهب ذي القرنين للمكان الذي يتواجدون فيه ورآهم وبنى السد.
  • يجب الفصل بين الساعة، وأماراتها، فالساعة ليست معروفة، إنما أماراتها يعرفها الناس ويدركونها.
  • ورد أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِن نَوْمِهِ وَهو يقولُ:”لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه. وَعَقَدَ سُفْيَانُ بيَدِهِ عَشَرَةً. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ” صحيح مسلم، وهذا يعني أنهم ليسوا مخفين عنّا.

قصة يأجوج ومأجوج

تساؤلات كثيرة.. أين يقع سد يأجوج ومأجوج؟ وماهي قصتهم؟ ولماذا يُخشى منهم لهذا الحد؟ فهم قومٌ ذكروا كثيرًا في القرآن الكريم بقصة سُردت أحداثها بتفاصيل دقيقة.

هم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، كانوا أقوامًا باطشة لكل من هم أضعف، كانت مهنتهم السلب والنهب، وتقول كتب التاريخ أحيانًا أنهم المنغولين، وأحيانًا أنهم من الصين.

عرفوا بفسادهم في الأرض لأكثر من 5 آلاف سنة، وكان أكثر من يذوق بهم ذرعًا قوم جوارهم لا يتحملون ما يصيبهم منهم، فطلبوا منذ ذي القرنين أن يجعل بينهم سدًا، قال تعالى: قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)” سورة الكهف.

وقتها طلب منهم أن يعينوه على بناء هذا السد، بشكل لا يمكنهم من اختراقه، فطلب منهم بعض المواد من الحديد والنحاس، ثم رفع عضادتين، وهي مثل الحائط الرأسي، وعرض كل واحدة حوالي 25 ذراعًا، والباقي كان من الطوب والحجارة، قال تعالى:

“قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)” سورة الكهف.

لماذا كان يأجوج ومأجوج مخيفين؟

بعض المؤرخين يرفضون الاعتراف بأن يأجوج ومأجوج قومٌ كبيرو الحجم والهيئة، ويقولون إنهم مثل البشر من بني آدم، إلا أن الأساطير تقول إن منهم الطويل ومنهم القصير، وجوههم عريضة، وأعينهم صغيرة، أنوفهم مثل الأرانب، ومع هذا الصغر في الحجم أعدادهم غفيرة.

فحين سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم قال إنهم أكثر أهل النار، فالواحد منّا بألف منهم، والسبب الذي سيجعل هذا العقاب ينزل بهم.. هو الظلم والقهر والكفر الذي قاموا به، فهم لا يتركون خيرًا إلا قضوا عليه، حتى إنهم كانوا إذا مروا بدابة كانوا يأكلوها حية.

اقرأ أيضًا: من هو سيد القراء

كيف يخرج يأجوج ومأجوج؟

خروج يأجوج ومأجوج هو من الغيبيات ليس لنا علم بها، إلا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فهو لا ينطق عن الهوى إنما يوحى إليه من عند الله تعالى، حيث ورد عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:

“إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ يحفُرونَ كلَّ يومٍ حتَّى إذا كادوا يَرونَ شُعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهم ارجِعوا فسنَحفرُهُ غدًا فيعيدُهُ اللَّهُ أشدَّ ما كانَ حتَّى إذا بلَغت مُدَّتُهم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم علَى النَّاسِ حفروا حتَّى إذا كادوا يَرونَ شعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهِم ارجِعوا فستحفُرونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ تعالى واستَثنَوا.

فيعودونَ إليهِ وَهوَ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيحفُرونَهُ ويخرجونَ علَى النَّاسِ فيُنشِفونَ الماءَ ويتحصَّنُ النَّاسُ منهم في حصونِهِم فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجِعُ عليها الدَّمُ الَّذي اجفَظَّ فيقولونَ قَهَرنا أهْلَ الأرضِ وعلَونا أهْلَ السَّماءِ فيبعثُ اللَّهُ نَغَفًا في أقفائِهِم فيقتلُهُم بِها قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتَسمنُ وتَشكَرُ شَكَرًا من لحومِهِم” صحيح ابن ماجه.

لم تكن مهمة ذي القرنين منع فساد القوم فقط، إنما لتُحفظ الأرض كلها من شرهم، لهذا من حكمة الله أن يكون موقع سد يأجوج ومأجوج بعيدًا عن أعيننا.