إذاعة مدرسية عن التعاون تبدأ بعبارة “اللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” من الحديث النبوي الشريف المرويّ عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من شأنها لفت أسماع الطُلاب وإثارة فضولهم لمعرفة السر وراء تلك العبارة وما المقصود منها، وقد جاء موقع سوبر بابا مُلمًا بالمعلومات الوافية التي يُمكن الاستعانة بها لإعداد إذاعة مدرسية ناجحة عن التعاون.

إذاعة مدرسية عن التعاون

يجب أن يعلم الطلاب جيدًا المقصود من العبارة السابقة، حيث إنها بمثابة الحافز على أن يتصفوا بالتعاون بعد معرفة قيمته، فنجد أن العبارة تُبشر الشخص المتعاون بأن الله سيُعينه ويساعده في حياته، كما يتعاون هو مع الآخرين، ومن خلال فقرات إذاعة مدرسية عن التعاون سيفهم الطلاب جيدًا قيمة تلك الصفة وتأثيرها الإيجابي عليه في الدنيا والآخرة على حد سواء.

مقدمة إذاعة مدرسية عن التعاون

بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على الحبيب المصطفى محمد وعلى آله وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛ قررنا أن نبدأ صباح يومنا هذا بالحديث عن واحدة من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها كل إنسان..

خاصةً المسلمين، حيث جاءت الأدلة في العديد من مواضع القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة تخبرنا بفضل التعاون مع الآخرين، والتي سنعرفها بعد قليل من خلال أولى فقرات الإذاعة المدرسية بتلاوة رائعة من الطالب/ ……

آيات قرآنية عن التعاون

دائمًا ما تبعث الآيات القرآنية الشعور بالراحة في قلوبنا، نظرًا لأنها الدليل الموثوق الذي لا مناقشة بعده عن أي شيء تحب الهيئة التدريسية إيضاحه لطلابها وإقناعهم به، وعند إعداد إذاعة مدرسية عن التعاون لا بُد من الاستشهاد بأشهر الآيات التي قيلت فيه، ومنها:

  • “وَالْعَصْرِ*إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” الآية 1-3 من سورة العصر.
  • “وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” الآية 103 من سورة آل عمران.
  • “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” الآية 29-32 من سورة طه.

اقرأ أيضًا: مقدمة إذاعة مدرسية عن الطموح والنجاح

التعاون في أحاديث النبي

لم تخلو السُنة النبوية الشريفة من الأحاديث التي حثت على الالتزام بالتعاون، وقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خير القدوة على الاتصاف بالتعاون، لذا جاء لنا بالأحاديث التالية:

  • الراوية أم عطية نسيبة بنت كعب: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا” صحيح مسلم.
  • رواه أبو موسى الأشعري: “المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ -أوْ طالِبُ حاجَةٍ- أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ، فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ” صحيح البخاري.
  • رواية النعمان بن بشير: “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى” صحيح البخاري.
  • الراوي هو عبد الله بن عمر يقول: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ” صحيح البخاري.
  • رواه زيد بن خالد الجهني: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا، وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا” صحيح البخاري.
  • الراوي قيس بن عباد: “انطلقتُ أنا والأشتَرُ إلى عليٍّ فقُلنا: هل عهدَ إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ شيئًا لَم يعهَدْه إلى النَّاسِ عامَّةً؟ قال: لا! إلَّا ما في كتابي هذا، فأخرجَ كتابًا من قِرابِ سيفِه، فإذا فيهِ: المؤمِنونَ تكافَأُ دماؤُهمْ، وهُم يدٌ على مَن سِواهمْ، ويسعى بذمَّتهِم أدناهُم، ألا لا يُقتلُ مِؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عهدِه، مَن أحدثَ حدثًا فعلَى نفسِه، ومَن أحدثَ حدَثًا، أو آوى مُحدِثًا فعليهِ لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ” صحيح أبي داود.

كلمة صباحية عن التعاون للإذاعة المدرسية

كلمة الصباح عن التعاون في الإذاعة المدرسية لا بُد أن تجذب انتباههم حتى لا يفقدوا شغفهم في سماع باقي الفقرات أو يملون منها، ومن أفضل الصيغ التي يُمكن أن يتم إلقائها بها:

“التعاون هو الصفة التي من شأنها جعل المجتمع يتقدم وينهض ويصل إلى أعلى الأماكن بأبنائه، بشرط أن يتم التعاون على الخير دون غيره، فقد قال الله _عز وجل_ في الآية الثانية من سورة المائدة: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية قصيرة جدًا وجميلة للبنات

هل تعلم عن التعاون!

قد يعتقد الطلاب بعد سماع أولى فقرات الإذاعة المدرسية عن التعاون بأن هذه هي كافة المعلومات الموجودة حول تلك الصفة الحميدة، لكن دائمًا ما تأتي فقرة هل تعلم! بالمعلومات الجديدة التي لم يعرفوا عنها شيئًا من قبل، ومن أبرزها:

  • هل تعلم أن الإنسان لا يستطيع العيش بمفرده أبدًا دون التعاون مع الآخرين!
  • هل تعلم أن المنافسة الرياضية مثال حي على التعاون، حيث يتعاون أفراد الفريق لتكوين فرقة متكاملة!
  • هل تعلم أن التعاون يُعزز شعور القوة لدى أصحابه، مما يساعدهم على إزالة الشعور بالضعف والعجز الموجود داخلهم!
  • هل تعلم أن التعاون هو أحد أشكال التفاعل الاجتماعي الذي يتحقق بمشاركة شخصين كحد أدنى، وفي النهاية تتحقق نهاية مشتركة!
  • هل تعلم أن كل المجتمعات التي يتصف أبنائها بالتعاون تُعد مجتمعات ناجحة ومتقدمة للغاية!
  • هل تعلم أن التعاون يوفر الكثير من الجُهد المبذول والوقت المستغرق في إنجاز مهمة ما!
  • هل تعلم أن التعاون قوة والتفرقة ضعف!
  • هل تعلم أن تعاون الطالب في مدرسته يتمثل في التزامه بالقواعد!
  • هل تعلم أن التعاون يُعد أحد أسمى السلوكيات التي يُمكن أن يتعامل بها الإنسان مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

أجمل ما قِيل من الحكم عن التعاون

لم يغفل الأدباء والحكماء والمفكرين عن أن التعاون هو أساس النجاح في الحياة، وقد أطلقوا في ذلك الكثير من الحِكم التي تُحفز الفرد على التعاون مع الآخرين، ومن أشهرها:

  • “الموهبة تفوز بالمباريات، لكن العمل الجماعي والذكاء يفوزان بالبطولات” -مايكل جوردن-
  • “العمل الجماعي هو القدرة على العمل معًا نحو رؤية مشتركة، القدرة على توجيه الإنجازات الفردية نحو الأهداف التنظيمية، إنه الوقود الذي يسمح لعامة الناس بتحقيق نتائج غير مألوفة” -أندرو كارنيجي-
  • “من الصحيح حرفيًا أنه يمكنك النجاح بشكل أفضل وأسرع من خلال مساعدة الآخرين على النجاح” -نابوليان هيل-
  • “العمل معًا هو البداية، والبقاء معًا هو التقدم، والعمل معًا هو النجاح” -هنري فورد-
  • “التعاون قانون الطبيعة” –جون هوبس-
  • “عندما يعمل الإخوة معا تتحول الجبال إلى ذهب” -ديل كارنيجي-

أبيات شعرية جميلة عن التعاون

من أجمل الفقرات التي تدخل ضمن فقرات إذاعة مدرسية عن التعاون فقرة الشِعر العربي، ونظرًا لأنها صفة هامة تؤثر بشكل كبير في تقدم الأمم وتحول حالها إلى الأفضل، فإن هناك الكثير من الشعراء الذين اهتموا بإطلاق القصائد عنها، ومن أجملها قصيدة “ألا بالتعاضد فلنبتدِ” للشاعر الشاذلي خزنه دار التونسي:

ألا بالتعاضد فلنبتدِ

فمدوا يديكم فهذي يدي

فهذا بجاه وهذا بمال

وهذا بعلم لكي نهتدي

وهذا براي يشير علينا

وهذا بروح لنا يفتدي

أما تنظرون إلى المصريين

فهلا بنخوتهم تقتدي

فكونوا لكلمتنا جامعين

لكيما يتم بها مقصدي

وكونوا لرايتنا رافعين

فهل للعزيمة من موقد

وكونوا رجالا يصان حماهم

فهل للحمية من عضد

ألا يا أيها القوم لا طاب نوم

لمن بالبسالة لا يرتدي

هو الجبن لا كان للحر وصفا

فكم ساق وحشا إلى الأسد

اليكم أشير فأين الشعور

وأين الوفا والصفا الأحمدي

فماذا التنافر ماذا التقاط

ع ماذا التأخر بالبلد

وماذا التقاعس ماذا التخاذل

 ماذا التظاهر بالجلد

وماذا التهاون ماذا التكاسل

 ماذا التظاهر بالجلد

وماذا التراجع ماذا التجا

هل ماذا التصامم عن مرشد

فأين التعاون أين الحماسة

 أين التوصل للسؤدد

وأين المروءة وأين الشهامة

 أين المقاوم للمعتدي

وأين المعارف أين المدارس

 هل للتيقظ من موجد

وهل من صلاح وهل من سماح

وهل من سياسي لنا منجد

وهل في الأهالي لنا من رجال

تعيد المعالي بكف ندي

وهل من همام سعى للأمام

يهمه سام سما الفرقد

أترجون عزا وعيشا شريفا

وفي الجيد حبل من المسد

حياة المذلة أردى حياة

فهل للتقهقر من أمد

فليس يغرك قول المناوي

تريد التقدم بالبلد

فدعوى التمدن حجة قوم

تقام علينا بلا سند

فيمتلكون بها الأرض عسفا

ولا يأسفون على أحد

ويستنكفون عن الحق ظلما

ولا يسمحون لمنتقد

لئن حسب الضد قولي فسادا

فقل حلت الخمر أن تفسد

فإن السعادة تعطى لحر

ولا تتأتى لمستعبد

فتعسا لقوم على الذل ناموا

كسالى وللفخر لم تحشد

نخلد في الناس ذكرا جميلا

ولا نرتضي عيشة النكد

ونربأ بالنفس عن كل ضيم

وإلا فسحقا إلى الجسد

ونبرأ للّه من كل شخص

يغض العيون على الرمد

فلا نستحيل النجاح إذا ما ان

تبهنا وكنا على رصد

ولا نستحيل التئام القلوب

إذا ما خلونا من الحسد

فيا للتعاسة لو ضاع شعري

سدى وجنحتم عن الرشد

سيفعل شعري بكل عنود

كما تفعل الشمس بالبرد

**********

أيضًا من أشهر الشعراء الذين اهتموا بإطلاق قصيدة شعرية عن التعاون الشاعر جبران خليل جبران الذي أطلق قصيدة باسم “واذكر له فضل التعاون يقتفي”، وقد جاءت أبياتها على النحو التالي:

واذكر له فضل التعاون يقتفي

فيه طريق شقيقه المفضال

رأي به إفلاح مصر وعزها

نسجاه من بر على منوال

عمر إليه دعا وأحمد لم يدع

سعيا يسير به إلى الإكمال

فاليوم إذ بلغ التعاون ما نرى

في مصر من شأن ومن إقبال

فليذك في القوم الثناء عليهما

طيبا كما يذكو نسيم غوالي

اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية عن الاحترام

خاتمة إذاعة مدرسية عن التعاون

في نهاية إذاعتنا المدرسية اليوم نتمنى أن تستفيدوا مما قدمناه لكم في فقراتها، وأن تحرصوا على الالتزام بما جاء إلينا الدين الإسلامي من صفات حميدة، والتي يُعد التعاون من أبرزها.

يُمثل التعاون أولى خطوات النجاح، وذلك فضلًا عن أنه أحد الصفات الحميدة التي حثنا الدين الإسلامي على الاتصاف بها، حيث يؤجر صاحب هذه الصفة ثواب عظيم عند الله _عز وجل_.