إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله لأنها ضعيفة، فالحيوانات من الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى لسبب معين في الأرض، بالإضافة إلى مساعدتها للإنسان في مهام حياته، ولكن يوجد الكثيرين بالقلب القاسي الذين لا يرحمونهم دون الاكتراث بأنهم روح يجب المحافظة عليها، لذا نعرض لكم كيفية الرفق بالحيوان من خلال موقع سوبر بابا.

إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله

الرحمة من الصفات البشرية التي تتبع مع كافة المخلوقات الحية على وجه الأرض، سواء مع البشر الآخرين، الحيوانات، أو النباتات حتى، لكن الأبرز الحيوانات لأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها عند مواجهتها العنف والقسوة من البشر التي قد تؤدي للوفاة.

فالرفق المقصود به اللين المضاد له القسوة، أي اتصاف الإنسان بالرفق في كل أمر أي عدم أذيته، ومنحه مشاعر العطف وعدم حرمانه من مبيحات الله عز وجل، مثل: الشراب والطعام، حيث يوجد الكثيرين من مستنكرين ذلك المفهوم ويعتبرونه من أنواع الرفاهية الخاصة بالمرفهين في الدول الأجنبية.

كذلك يضحكون عند حديث شخص عن حقوق الحيوانات، ويقولون إن حقوق الإنسان أولى من حقوق الحيوان، ولكننا نقول لهم: ” إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله”.

لأن الحيوان لا يقل أهمية عن الإنسان، فعلى الرغم من إكرام الله تعالى الإنسان عن سائر عباده، فإن ذلك لا يعني حرمان بقية مخلوقاته من حقها، فما ذنب الحيوانات التي لم ترتكب أي جناية ليقسو عليها البشر ويجعلونها لعبة كالكرة يتقاذفونها، كذلك حرمان الأم من أبنائها للاستمتاع والتسلية بشكل الحيوانات الصغير ثم إلقائهم بالشارع.

اقرأ أيضًا: ما هو الحيوان الذي ليس له صوت

أهمية الرفق بالحيوان

الحيوانات من خلقه عز وجل، لذا لا يكون من حق أي شخص إيذائها، وإن قام بذلك فيتم حسابه على ذلك بالدنيا والآخرة، فهل لها الكثير من الفوائد التي خُلقت من أجلها، فبدون القطط لرأينا القوارض منتشرة بالأرض، ولكن حكمة الله تعالى غذاء الحيوانات على بعضها البعض ليتحقق التوازن الحقيقي بالكون.

الإنسان الأول كانت الحيوانات رفيقة له، وإلى الآن بقيت في مكانتها تلك، فالصياد عندما كان يخرج في رحلات الصيد فكان يصطحب معه الكلب، وخلال الرعي كان يتواجد الكلب أيضًا لحماية الأغنام من الذئاب.

بالإضافة إلى الاعتماد عليها في حراسة الأرض، حيث كان يتم الاستعانة بذات القوة البدنية، ومن أبرزها الحمار الذي استخدم بجر الأغراض الثقيلة الوزن.

لذا فإن الحيوانات مرافقة للبشر منذ قديم الأزل، ويظهر ذلك في منحوتات الحضارات القديمة مثل: أبو الهول الذي يكون وجهه مشابهه للإنسان ولكن جسده جسد حيوان، كما لوحظت القطط لدى الفراعنة، ففي ذلك دلالة على أن الحيوان والإنسان ركيزة أساسية بالكون.

كذلك فإن الرفق بالحيوان تكمن أهميته بإنه الخطوات الأولى في الرفق بالبشر أنفسهم، فلا يمكننا إيجاد شخص يؤذي الحيوانات ويكون رفيقًا على أصحابه؛ بسبب تأصل صفة الأذى في نفسه، وإظهارها على الحيوانات الأضعف منه التي يمكنه السيطرة عليها.

كيفية الرفق بالحيوان

في إطار الحديث عن الرفق بالحيوان عبر حكمة:” إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله” فتوجد الكثير من صور الرفق بالحيوان التي يستطيع البشر اتباعها لتكون منهج حياتهم، فالرفق يتم من خلال المحافظة على مختلف أنواعها وعدم قتلها أو تعريضها للصيد الجائر لما في ذلك انقراضها.

الله عز وجل لم يحرم ذبح الحيوانات وأكلها، ولكن الخارج عن الطبيعة والشريعة الإسلامية هو اصطيادها في شكل وحشي وهمجي للتسلية، فذلك الأمر ليس ظلمًا فقط إنما كارثة ناتج عنها الخلل البيئي الخطير الناتج عنه مشكلات بيئية وحيوانية وبشرية.

الرحمة بالحيوانات تتم عبر تقديم الطعام إليهم، خاصة لتلك التي دون صاحب ولا مأوى، مثل: الكلاب والقطط الضالة، فلا هناك ضرر على الإنسان من وضع بقايا طعامه أو القليل من المياه على عتبة بابه إليهم، فيف ذلك أجر وثواب عظيم.

خاصة عندما يكون الطقس حارًا في الشمس الحارقة، فهناك من يفتح أبواب مخازنهم لإفساح المجال للقطط كي تدخل إليها بذلط الطقس مانحة إياهم المياه والطعام، كذلك بالطقس البارد.

الرفق بالحيوان يظهر عند المحافظة على البيئة عبر تجنب تلويقها، وذلك عبر إلقاء النفايات السامة التي تسمن الحيوانات وتقتلها، كذلك لا يجب اشعال الحرائق التي تودي بحياة الكثيرين ومنهم الحيوانات، فالغابات لو احترقت مساحة منها فستتأذى الكثير منها وتدمر أعشاشها ويتلف غذاؤها، ولن يتواجد مأوى فيه بعد ذلك.

خاصة مع هروبها للبحث عن الأمان، ولكن الصورة الأبشع هي عدم قدرتها على الهرب، وبالتالي احتراقها هي وصغارها، وذلك الأمر شائعًا عند احتراق الغابات، لذا لعدم إيذاء روح لا يسمع أنينها إلا الله تعالى يجب توفير المحميات الطبيعية لهم، خاصة لتلك التي أوشكت على الانقراض بسبب الحرائق والصيد الجائر.

اقرأ أيضًا: ما هو الحيوان الذي لا يموت ولكنه ينتحر بسبب المرض

الرفق بالحيوان في الإسلام

اهتم الدين الإسلامي بالحيوانات بشكل كبير، وذلك عبر وضع مجموعة من الوصايا للبشر في طريقة التعامل معها، والتي نذكرها في الفقرات التالية:

1- وضع ضوابط لذبح الحيوانات

تلك الضوابط يكون على المسلمين اتباعها، ومن أبرزها حد المسلم للشفرة قبل الذبح جيدًا كي لا يُعذب الحيوان، كذلك سقايتها المياه قبل ذبحها، فالرسول –صلى الله عليه وسلم يقول:

إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته” رواه شداد ابن أوس.

2- النهي عن التفريق بين الحيوانات وصغارها

يظهر ذلك في موقف للنبي الكريم عندما كان مسافرًا مع أصحابه ورأى طائرًا مشابه للعصفور يعرف بالحمرة، وكان معها 2 من صغارها، فعندما أخذهما الصحابة، بدأت في الرفرفة والطيران بسبب شعورها بالفزع من ذلك، وهنا قال لهم الرسول –صلى الله عليه وسلم- :

من فجع هذه بولدِها؟ رُدُّوا ولدَها إليها” رواه عبد الله بن مسعود.

كذلك في مرة أخرى قد رأى الصحابة مجموعة من النمل فأحرقوها، وهنا قال الرسول الكريم:

” من حرقَ هذه؟” فقالوا: نحن، فقال الكريم:” إنه لا ينبغي أن يعذِّبَ بالنارِ إلا ربُّ النارِ”.

3- النهي عن استخدامها بالصيد

ذلك الأمر نهى عنه الرسول الكريم، حيث إنه لا يجوز استخدامها في أغراض كالأخشاب والجلود للتدرب على رماية الأسهم، لأن في ذلك تعذيبًا لهم وقتلها دون نفع، فالله عز وجل قد أمرنا بذبحها والرفق بها وتجنب العنف.

4- تجنب التمثيل بالحيوانات

من مظاهر الرفق والرحمة بالحيوانات هو عدم التمثيل بهم، أي قطع إحدى أطرافهم خلال حياتهم، فقد روى عبد الله بن عمر أن النبي الكريم قد مر بفتية يصوبون على دجاجة، ولكن عندما رأوه قال لهم:

إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَعَنَ مَن فَعَلَ هذا“.

 5- النهي عن التعذيب

يظهر ذلك في قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:

عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ أوْثَقَتْها، فَلَمْ تُطْعِمْها، ولَمْ تَسْقِها، ولَمْ تَدَعْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ” رواه عبد الله بن عمر.

ثواب الرفق بالحيوان

في صدد الدعوة إلى إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله، فإن الرفق بالحيوانات والرحمة بهم ينتج عنه الأجر الكبير من الله تعالى، وذلك ما سنبينه في الفقرات التالية:

1- غفران الذنوب مع الثواب والأجر

في الرفق بالحيوانات مغفرةً للذنوب، ويظهر ذلك في قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:

بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها، فشرِبَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهَثُ، يأكُلُ الثرَى من العَطشِ، فقال الرَّجُلُ : لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني ، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقَى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ ، فغَفرَ لهُ . قالوا : يا رسولَ اللهِ و إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا ؟ قال : في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ” رواه أبو هريرة.

اقرأ أيضًا: الحيوانات التي تتغذى على النباتات والحيوانات تسمى

2- الحصول على رحمة الله

إن الله تعالى يرحم العباد عندما يرحمون من في الأرض، سواء كانوا حيوانات أو بشر أو طيور أو كافة المخلوقات المستحقة للرحمة من الله تعالى؛ لأن رحمته عز وجل واسعة تشمل كل الأشياء، لا كرحمة البشر، فهو سبحانه متفرد بالصفات التي لا يمتلكها غيره.

إن أبرز نصائح الرفق بالحيوان هي إياك أن تؤذي روحًا لا يسمع أنينها إلا الله؛ لأن في ذلك الثواب والأجر الكبير منه؛ لأنه عز وجل خلقهم لسبب، ولا يمكن معصية أوامره في ذلك.