الأمازيغية لغة أم لهجة؟ وإلى أي بلد ترجع أصولها؟ حيث تبحث العديد من المنظمات ومن بينهم منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة في هذا الأمر للتعرف على مدى تواجد الأمازيغية وتداولها بين الأفراد، لذا سنتعرف على طبيعة الأمازيغية إذا كانت لغة أم لهجة، بالإضافة إلى مُحاولة التوصل لمنشئها الأصلي من خلال موقع سوبر بابا.

الأمازيغية لغة أم لهجة

الأمازيغية تُعد واحدة من اللغات الأفريقية الأسيوية أو ما يطلق عليها الأفرو آسيوية، والتي كان يطلق عليها منذ القدم اللسانات السامية، وشهدت الأمازيغية عدد كبير من البحوث والدراسات التي أثبتت أن الأمازيغ من أصول عربية هاجروا من بلاد اليمن، وأن الأمازيغية من أحد مشتقات اللغة العربية، وتم تقسيم الأمازيغية إلى مفهومين رئيسيين يتمثلان فيما يلي:

  • اللغة الأمازيغية التاريخية: وهي إحدى اللغات القديمة التي ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
  • اللهجات الأمازيغية: وهي تلك اللهجات التي ينطق بها أهل الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.

من الجدير بالذكر أن تلك اللهجات قد تفرعت عن اللغة الأمازيغية القديمة، وهذا كما هو الحال مع اللغة العربية الفصحى الذي تفرع عنها عدد من اللغات العربية الأخرى، وبذلك تكون الأمازيغية لغة مثل أي لغة أخرى ولكنها من اللغات المهددة بالانقراض.

تعد اللغة الأمازيغية من اللغات الأكثر تجانسًا بين اللغات الأفريقية الآسيوية، حيث يبلغ عدد الناطقين بها حوالي 14 مليون شخص إلى يومنا الحالي، ويتمركز معظم الناطقين بتلك اللغة في منطقة شمال أفريقيا وبعض المناطق المتفرقة في بلاد المغرب العربي.

اقرأ أيضًا: ماهو سبب غزو العراق للكويت

أصول اللغة الأمازيغية

يرجع مسمى الأمازيغية إلى اللغة اللاتينية اليونانية والتي تنتمي إلى العصور الوسطى، وهي مشتقة من أحد الكلمات اليونانية القديمة barbarous والتي تعبر عن مفهوم شخص غير يوناني، أو شخص ينطق بلغة أم غير اللغة اليونانية.

في إطار حديثنا حول موضوع هل الأمازيغية لغة أم لهجة، نتعرف الآن على أصول تلك اللغة، حيث تنتمي اللغة الأمازيغية إلى أسرة اللغة الجزيرية وهي ما يطلق عليها أيضًا الحامية السامية أو الأفروآسوية، والجدير بالذكر أن أسرة اللغات الجزيرية تتكون من أسرتين رئيسيتين يتمثلان فيما يلي:

1- أسرة اللغات الجزيرية الشرقية

تضم أسرة اللغات الجزيرية الشرقية مجموعة كبيرة من اللغات التي تفرعت منها بمختلف البلاد والمناطق ومنها:

  • اللغة العربية البائدة، وهي لغة أهل الجزيرة العربية أو العربية الجنوبية، ولغة اللحيانية والثمودية والصفوية.
  • اللغة العربية الفصحى والتي يطلق عليها العربية الشمالية أو عربيتنا.
  • اللغة الحبشية وهي تلك اللغة الجعزية واللغة المهرية.
  • اللغة الأكادية وتشمل اللهجتين الآشورية واللهجة البابلية.
  • الآرامية والأوغاريتية واللغات الكنعانية (المؤابية والفينيقية والعبرية)
  • اللغة الإبلية والتي اختلف العديد من علماء اللغات الجزيرية في تصنيفها.

علاوة على ذلك هُناك العديد من اللغات المختلفة التي تفرعت من تلك اللغات الأمازيغية.

2- أسرة اللغات الجزيرية الغربية

تتضمن أسرة اللغات الجزيرية الغربية في مكوناتها عدد من اللغات المختلفة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • اللغة المصرية القديمة ويتفرع منها اللغة القبطية.
  • اللغة الأمازيغية واللغة الكوشية وهي تلك اللغة التي ينطق بها في العديد من المناطق مثل مالي وتشاد وتفريعاتهما.

توزيع اللغة الأمازيغية

بعد ما تعرفنا إلى الأمازيغية لغة أم لهجة، فسوف نتعرف على المناطق التي تتواجد بها اللغة الأمازيغية، والتي تتمثل فيما يلي:

1- دولة الجزائر

تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر، ويتم التحدث بها في مناطق كثيرة، وتتنوع اللهجات التي ينطق بها أهل الجزائر ويتمثل أشهرها في اللهجة الزواوية والتي يتم النطق بها في منطقة تيزي وزو، وتلك المناطق قد شهدت نشاط حركي كبير ومجهود لإحياء اللغة الأمازيغية.

2- دولة المغرب

تقع دولة المغرب في شمال القارة الإفريقية، كما أنها تضم دولة المغرب عدد كبير من متحدثي اللغة الأمازيغية، بجانب عدد من اللغات واللهجات المختلفة والمتفرعة من اللغة الأمازيغية والتي تتضح كما يلي:

  • ينطق أهل المغرب باللغة الأمازيغية وتتمثل في اللهجة السوسية أو تسوسيت، وتلك اللغة منتشرة بشكل كبير في جنوب المغرب.
  • لغة الشلحة أو التشلحيت وتلك اللغة ينطق بها سُكان جبال أطلس.
  • اللغة الريفية أو لغة تريفيت وهي اللغة الرسمية التي يتحدث بها أهل شمال المغرب.

الجدير بالذكر أن هُناك عدة مناطق أخرى ينتشر بها اللغة الأمازيغية مثل ليبيا وتونس حيث تضم لهجات كثيرة وأشكال لغوية مختلفة من اللغة الأمازيغية مثل لهجة الطوارق واللهجة النفوسية، ولكنها تتطلب دراسة دقيقة لتحديد ماهيتها اللغوية بالتحديد.

اقرأ أيضًا: بحث عن عصور ما قبل التاريخ pdf

آلية الكتابة والصوت في اللغة الأمازيغية

في ظل التعرف إلى الأمازيغية لغة أم لهجة، فسوف نتعرف على أساسيات اللغة الأمازيغية من حيث النطق والكتابة وما يميزها عن اللغات الأخرى من خلال ما يلي:

1- نظام الصوت في اللغة الأمازيغية

تضم اللغات الأمازيغية عدد كبير من أنظمة الصوت المتنوعة والتي تختلف من منطقة لأخرى ومن شعب لآخر، وبالرغم من ذلك فإنها تتشابه في العديد من السمات التي تجعل مستمعي اللغة يجدون التشابه الكبير بينهما.

ومن يجهلون اللغة الأمازيغية يعتقدون أن جميع أنظمة الصوت تنتمي إلى أصل واحد، وذلك يرجع إلى تشاركها في العديد من الحروف المتحركة والساكنة، والعديد من القواعد والأسماء والأفعال وترتيب الكلمات أيضًا.

2- نظام الكتابة في اللغة الأمازيغية

لا يوجد نظام محدد تتقيد به اللغة الأمازيغية بقواعد أساسية للتهجئة، وذلك يرجع إلى وجود اختلافات عديدة في أنظمة الصوت التي تخص اللغة والتي تُصعب من عملية تأسيس وتطوير القواعد الإملائية الخاصة بتلك اللغة، وتعتمد الكتابة في اللغة الأمازيغية على الحروف الرومانية والحروف العربية وأبجدية تيفيناغ.

الجدير بالذكر أن الأبجدية اللاتينية الأمازيغية تضم عدد 23 حرف أساسي وعدد سبعة أحرف معدلة، بجانب حرفين تم أخذهم من حروف الأبجدية اليونانية، ويعتقد الكثيرون أن أبجدية تيفيناغ تم اشتقاقها من الأبجدية الفينيقية والتي يستخدمها من يعيشون في الصحراء الكبرى التي تقع في القارة الأفريقية وخاصة البدو الطوارق الذين يعيشون في تلك المنطقة.

إحياء اللغة الأمازيغية

شهدت اللغة الأمازيغية مجهودات كبيرة من عدة مناطق مختلفة للحفاظ على تلك اللغة وإحياؤها، وفي إطار التعرف إلى الأمازيغية لغة أم لهجة، فسوف نتعرف على أطراف تلك المجهودات كما يلي:

1- مجهودات البدو الطوارق

عانت اللغة الأمازيغية من الاختفاء لفترة طويلة، كما أنها كانت مهددة بالانقراض ولكن الفضل يعود إلى البدو الطوارق الذين بذلوا مجهودات فائقة في إحياء تلك اللغة وإعادتها مرة أخرى وذلك يرجع إلى انعزالهم في الصحراء الكبرى، حيث استمرت الأمازيغية لغتهم منذ القدم وحتى وقتنا الحالي.

2- مجهودات الأمازيغ

في ظل التعرف إلى الأمازيغية لغة أم لهجة، فسنتعرف على كيفية إحياء اللغة والتي تتمثل في مجهودات الأمازيغ في الحفاظ عليها وإحياؤها في ستينات القرن الماضي وكان ذلك بواسطة الأكاديمية الأمازيغية، وبالرغم من أن استخدامات هذه اللغة محصورة إلا أن الأمازيغ قاوموا عملية تعريب ثقافاتهم ولغتهم وحافظوا عليها بكل ما أوتوا من قوة.

3- مجهودات بلاد المغرب العربي

كانت لبلاد المغرب مجهوداتها المميزة في الحفاظ على اللغة من الانقراض، حيث يرجع الفضل إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وذلك بعد حدوث احتجاجات حركة 20 فبراير عام 2001، حيث إن الدستور المغربي ينص على أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية منذ 8 سنوات سابقة.

بجانب أن البرلمان المغربي أصدر قرار بشأن تدريس اللغة الأمازيغية في كافة المؤسسات الحكومية ويكون ذلك على مراحل حتى تأخذ اللغة الطابع الرسمي والموثق.

والجدير بالذكر وجود التطور الملحوظ الآن في حال اللغة الأمازيغية، حيث بدأ يظهر الإعلام الناطق بهذه اللغة في شق طريقه الآن نحو الانتشار، مثله مثل الاعلام الفرنسي أو الإسباني، حيث يرجع الفضل للمجهودات المبذولة من كافة الجهات وعلى رأسهم بلاد المغرب العربي.

بالرغم من أن الإعلام الأمازيغي أصبح حاضر ومتواجد اليوم، لكنه يحتاج إلى مجهودات إضافية من قبل المسؤولين داخل بلاد المغرب بجانب الطاقم الصحفي المغربي، حتى يتضح بصورته الكاملة.

اقرأ أيضًا: خريطة جزر سليمان بالتفصيل

أهم الشخصيات التاريخية الأمازيغية

يوجد العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ والتي ترجع أصولهم إلى الأمازيغ الأصليين، في ظل التعرف إلى الأمازيغية لغة أم لهجة، فسوف نتعرف على أشهر تلك الشخصيات والتي تتضح كما يلي:

  • ابن بطوطة: وهو الرحالة والمؤرخ والكاتب الشهير الذي كان يعيش في القرن الرابع عشر.
  • القديس أوغسطين: من أهم شخصيات الدين المسيحي التي أثرت في المسيحية الغربية.
  • الملك جوجورثا: ذلك الملك الذي هُزم من قبل الرومان في عام 111 قبل الميلاد.
  • الملكة تيهيا الأوراسية: وهي ملكة أمازيغية الأصل والتي تم تلقيبها بالكاهنة الداهية، وكانت قائدة عسكرية مميزة وتمكنت من هزيمة الجيوش الإسلامية والرومانية في معارك عديدة.
  • لالة فاطمة نسومر: هي مقاومة لقوات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وكان يتم تشبيهها بالبطلة الفرنسية جان دارك، ولقبها المؤرخ الفرنسي لوي ماسينيون باسم جان دارك جرجرة.

تعد اللغة الأمازيغية من لغات التراث الخاص بالعديد من المناطق والبلاد حول العالم، لذا يجب بذل المجهودات الكافية للحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض، وهو أمرٌ لا يتوانى الناطقون بهذه اللُغة عن القيام به بتاتًا.