يعتبر التهاب فتحة الشرح للأطفال من أكثر الحالات الالتهابية الشائعة التي تُصيب الأطفال صغار السن وحديثي الولادة، وهناك أسباب عديدة في واقع الأمر تتسبب في كون هذا الالتهاب مُنتشرًا، والجدير بالذكر أن مُعدلات الإصابة بالتهاب فتحة الشرح للأطفال تبلغ أقصاها عند الرضع الذين يرتدون الحفاضات، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتناول كافة المعلومات حول هذه الحالة.

التهاب فتحة الشرج للأطفال

هناك العديد من صور الطفح الجلدي التي تظهر على الأطفال المُصابين بالتهاب ما حول فتحة الشرج، وفي غالب الأحيان يظهر هذا الالتهاب على هيئة تورم أحمر اللون يمتاز برطوبته وانتشاره بامتداد منطقة الأعضاء التناسلية، والجدير بالذكر أن هذه الالتهابات تعد من أنواع طفح الحفاضات الذي يُصيب حديثي الولادة، ولكن يظهر بشكل أكثر التهابًا واحمرارًا.

بشكل عام يحدث التهاب فتحة الشرح للأطفال بسبب بعض العدوات البكتيريا التي تُعرف باسم المكورات العقدية، والطريف هنا هو أن هذه البكتيريا هي نفسها المسؤولة عن التهاب الحلق، لذا تُعد الوسيلة الأولى لانتشار هذا الالتهاب هو عندما يقوم أحدهم بالسعال أو العطس ولمس هذه المنطقة عند الطفل بيديه دون غسلها.

في هذه المرحلة السنية بالنسبة للأطفال حديثي الولادة لا يلبث الالتهاب أن ينتشر فور مُلامسة هذه البكتيريا فتحة الشرج لديهم، فالعدوى عند هذه الفئة العمرية تنتشر أسرع من النار في الهشيم، ويرجع السبب في ذلك إلى كون مناعة الأطفال تكون في أقل مستوياتها خلال هذه الفترة، ناهيك عن كون الجلد رقيقًا للغاية للدرجة التي تجعله يتأثر بكل شيء تقريبًا.

لذا من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل تغيير الحفاضات لحديثي الولادة، فغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد إجراء هذه العملية يُجنبكم خطر التهاب فتحة الشرح للأطفال، وفي حال ما قام الطفل بلمس الطفح الجلدي سيكون من الضروري غسل يديه أيضًا بسبب المخاطر التي قد تعود عليه في حال ما وضع يديه في عينه أو فمه وحتى أنفه.

اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من التهاب الدم عند الأطفال

التهاب الجلد وتهيجه لدى حديثي الولادة.. بين العلاج وسُبل الوقاية

عند الإصابة بالتهاب فتحة الشرح للأطفال تظهر بعض البثور القشرية ذات اللون الأصفر في حال ما لم يتم علاج هذا الطفح، كما أن الاحمرار حول فتحة الشرج يُشير إلى تهيج كبير في الجلد، والجدير بالذكر أن هذا التهيج يتزايد بملامسة البول والبراز لجلد الطفل.

لذا من الضروري تغيير الحفاضات كلما كان ذلك مُستطاعًا، وهي الوسيلة الأولى لعلاج التهاب فتحة الشرح للأطفال، كما أنه هناك بعض النصائح التي دائمًا ما يقوم الأطباء بتقديمها إلى الأمهات اللواتي يمتلكن أبناءً حديثي الولادة ويُجمع عليها، ومن أمثلة هذه النصائح العلاجية والوقائية ما يلي:

  • عدم ترك الحفاظات متسخة ومُبللة لفترة طويلة من الزمن، فهذا من دوره أن يزيد من التهاب فتحة الشرح للأطفال.
  • مُحاولة زيادة الفترة التي يقضيها الأطفال دون ارتداء الحفاضات يُساهم في منع الالتهابات والتقليل من حِدة الطفل الجلدي.
  • من الضروري تجنب غسل المنطقة المُصابة بالالتهابات والطفح الجلدي باستخدام الصابون، فالصابون يتسبب في تهيج الجلد بدرجة أكبر.
  • استخدام الماء الدافئ مع كل مرة يتم فيها تغيير الحفاضات يُساهم في الحد من احتمال ظهور الطفح الجلدي والتهاب فتحة الشرح للأطفال.
  • دهن المنطقة المُصابة بمرهم يحتوي على أكسيد الزنك مع تغيير الحفاضات بشكل دوري.
  • اختيار نوع عالي الجودة من الحفاضات تُساهم في امتصاص أكبر كم ممكن من السوائل للمساعدة على إبقاء الجلد جاف ورطب.

تعد هذه النصائح مهمة للغاية في سبيل مُكافحة الالتهابات وصور الطفح الجلدي التي قد تُصيب طفلك، كما أنها ستُساهم بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء وعودة الجلد إلى حالته الطبيعية، ولكن من الضروري ألَّا يتم اللجوء إلى أيٍ من هذه النصائح دون استشارة الطبيب المختص.

بين الشعور بالحكة وظهور الخراج.. آلام تُشير إلى سبب الإصابة

بعدما عرفنا أن السبب الأول والرئيسي لالتهاب فتحة الشرج هو البكتيريا، وجب القول إن هناك بعض الحالات وصور العدوى الأخرى التي ينتج عنها أعراض مُشابهة، والجدير بالذكر أنه يُمكن التفرقة بين كل حالة من خلال العلامات التي تظهر على طفلك فور الإصابة بها، ومن أكثر هذه الحالات المرضية شيوعًا وانتشارًا ما يلي:

1- الديدان الدبوسية

تُعتبر الديدان الدبوسية من صور الكائنات الطُفيلية التي تُحب العيش في الأمعاء، والجدير بالذكر أن الإصابة بهذه الدودة يعد أمرًا شائعًا في فترة ما قبل المدرسة، ولكنها لا تقتصر على صغار السن فقط، فهناك بعض كبار البالغين وكبار السن يُعانون من هذه المُشكلة أيضًا، وفي حال ما رغبنا في وصف هذه الدودة بوصف مُعين سنقول أنها مُعدية جدًا.

يُمكن للديدان الدبوسية أن تنتشر عن طريق وسائل عِدة، وهو ما يمنحها قوة هائلة في واقع الأمر، فهذه الدودة تدخل إلى الجسم عندما يقوم المرء بابتلاع أو استنشاق بيض الدودة الدبوسية مجهري الحجم، ومن الممكن أن يتواجد هذا البيض في كل ما يلي:

  • مفارش السرائر
  • المناشف
  • الملابس الداخلية والبيجامات
  • المراحيض
  • أدوات تنظيف الحمام
  • الطعام
  • الأكواب الزجاجية
  • الأيدي
  • الملاعق، الشوك والسكاكين
  • الصناديق الرملية الخاصة بالحيوانات الأليفة
  • ألعاب الأطفال

خلال فترة تتراوح من شهر وحتى شهرين من ابتلاع الأطفال لبيضة الدودة الشريطية تنمو هذه الدودة وتلجأ إلى الخروج من الجسم والأمعاء الغليظة عبر فتحة الشرج والمُستقيم، وهذه العملية تتسبب في ترك كمية كبيرة من بيض الدودة الدبوسية على مُحيط فتحة الإخراج.

ذلك يتسبب في حكة شديدة تؤدي إلى التهاب فتحة الشرح للأطفال، والجدير بالذكر أن حك المُصاب لهذه المنطقة يؤدي إلى انتقال البيض إلى يديه، ومن ثم وصوله إلى أسطح المناطق التي يُلامسها، وهو ما يمنح هذا البيض فُرصة للحياة في جسد شخصٍ آخر فيما بعد.

يُمكن علاج هذه الحالة عن طريق الأدوية الطاردة لديدان، والجدير بالذكر أن شعور الطفل بالحكة العرض الأهم الذي يُمكن من خلاله الوصول إلى تشخيص حالة الطفل، وهذه الحكة يُصاحبها التهاب فتحة الشرح للأطفال.

اقرأ أيضًا: شكل الفتق السري عند الأطفال

2- ظهور الخُراج على فتحة الشرج

هُناك بعض أنواع العدوات التي ينتج عنها إصابة الطفل بخراج حول المُستقيم، ويظهر هذا الخُراج في شكل جيب صديدي يقترب من فتحة الشرج، ينتج عن هذا الخُراج إصابة الطفل بالحكة التي تكون مؤلمة في الكثير من الأحيان.

يُعد السبب الأول والرئيسي لظهور التهاب فتحة الشرح للأطفال نتيجة الخراج الشرجي انسداد الغدة الشرجية نتيجة إصابتها بالعدوى، كما أن حدوث تمزق أو شق في منطقة فتحة الشرج بالإضافة إلى أمراض القولون كداء كرون جميعها تتسبب في ظهور خراج شرجي.

في هذه الحالة يقوم الطبيب المختص بوصف بعض المُضادات الحيوية والمراهم الموضعية التي بإمكانها أن تُساهم في علاج التهاب فتحة الشرح للأطفال والخراج الناتج عنه، كما أن الطبيب قد يضطر إلى إفراغ المُحتوى الصديدي للخراج خوفًا من تفاقمه وتدهور الحالة الصحية.

الجدير بالذكر أن كل من الديدان الدبوسية والخراج الشرجي تتشارك في كونها تتسبب في الحكة، ولكن الأعراض التي تُشكل الفرق الرئيسي بين هاتين الحالتين هو معاناة الطفل من صعوبة في التنفس، كما أن نوم الطفل لفترات طويلة وصعوبة إيقاظه بجانب إصابته بالحُمى جميعها يُعد من الأعراض أيضًا.

اقرأ أيضًا: هل وجود المخاط في البراز خطير

أعراض تجعل زيارة الطبيب إلزامية

هناك بعض الحالات التي يكون فيها سبب العدوى فطري أو بكتيري، وعندها لن يكون استخدام بعض الوسائل الروتينية مُلائمًا لحالة صغيرك، وفي حال ما ازدادت حالة الطفح سوءًا في غضون ثلاثة أيام كان من الضروري التوجه إلى الطبيب المختص، ومن أمثلة الأعراض التي يجب على الأم التواصل مع الطبيب أمرًا بالغ الأهمية كل ما يلي:

  • ظهور بعض الخطوط الحمراء التي تمتد من فتحة الشرج.
  • إصابة الطفل بالحُمى وارتفاع درجة الحرارة.
  • تزايد الألم يومًا بعد يوم بالإضافة إلى احمرار المنطقة بسبب الالتهابات.
  • خروج القيح من منطقة الالتهاب يعد من الأعراض التي يجب استشارة الطبيب فيها بشكل فوري.
  • ظهور بعض الدماء عندما يقوم الطفل بالتبرز.
  • ظهور علامات الانزعاج على طفلك كلما زادت حركة المعدة وقام بإخراج الفضلات.
  • تغير شكل الطفح الجلدي ولونه إلى ما هو أسوأ.

من الضروري مُلاحظة التطورات التي تطرأ على طفلك، فالإمساك والألم المتزايد قد يجعل الطفل يحبس البراز خوفًا من الألم، وهو أمرٌ قد يجعل حالته تزداد سوءًا وتقودنا إلى بعض العواقب الوخيمة.