الزوج المتسلط في الإسلام ليس له تواجد، لأن الزواج في الإسلام مبني على التفاهم والتراحم والواجبات والحقوق متساوية ومُحددة بين الزوجين في الإسلام، فلا مجال للتعنت والعناد، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول مظاهر نهى الدين الإسلامي تعبر عن التسلط من قِبل الزوج.

الزوج المتسلط في الإسلام

الكثير من النساء تعاني من مشكلة التسلط والتحكم من الزوج وعدم وجود متنفس لها من خلال التعبير عن الرأي أو المشاعر السلبية التي تشعر بها، كما أن التسلط في الزواج يؤدي على العديد من المشكلات الزوجية التي قد تتضاعف وتؤدي إلى استحالة العشرة.

اقرأ أيضًا: نقاط ضعف الرجل المتسلط

1- التسلط منهي عنه في الإسلام

نهى الإسلام بشكل صريح في كثير من المواضع عن التسلط والتعنت من الزوج في إدارة أمور بيته، كما نهى النبي عن الغلظة مع الزوجة والأبناء، وقد قال النبي الحبيب في هذا الشأن (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ) رواه الترمذي.

من المعروف عن الدين الإسلامي أنه دين التسامح والمشاركة، ولا يصح أن يكون الرجل المسلم مكروهًا في منزله يثير الرهبة كلما أتى أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.

2- التسلط سلوك جاهلي

التسلط والغضب الدائم والانفراد بالرأي هي سلوكيات جاهلية بعيدة كل البعد عن أخلاق الإسلام، بل تعتبر تلك الأمور من المحرمات التي يجب على الزوج المسلم أن يعلم أنها لا تدل على قوة الشخصية ولا الرجولة، وإنما تنم عن الضعف وقلة الثقة بالنفس، والوقوع تحت سيطرة الشيطان.

تسلط الزوج يحمل بين طياته الكثير من الظلم مما يتسبب في تدمير العلاقة الزوجية، كما أن الزوجة مسؤولة من الرجل مهما فعلت لا يصح نهرها والتقليل من شأنها؛ لأن هذا مخالف لتعاليم النبي حيث قال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: (استوصوا بالنساء خيرًا) متفق عليه.

3- نهي الإسلام عن ظلم الزوجة

كما نهانا الله عز وجل في كتابه الحكيم عن ظلم الزوجة وعدم كبت الحرية وإلحاق الضرر، حيث قال الله تعالى (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).

نهى النبي عن فرض السلطة الجائرة على الزوجة في أخذ أموالها أو إهمال حقوقها، حيث قال عليه الصلاة والسلام (ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقًا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته

آثار الزوج المتسلط على الأسرة المسلمة

هناك العديد من الآثار السلبية الناتجة عن التسلط والتعنت من قِبل الزوج على الزوجة والأبناء والأسرة ككل، حيث لا يصح أن تكون الأسرة المسلمة تدار أمورها بالإرهاب والأنانية في اتخاذ القرارات، وإنما علينا نتبع تعاليم ديننا القويم للوصول إلى السعادة الزوجية المنشودة.

1- العدوانية والكراهية

  • عند حد معين من التسلط تتحول الزوجة إلى مرحلة اليأس وتشعر أنها لا تملك ما تخسره، فتقوم برد التسلط بالعناد والتطاول على الزوج، وهذا لا يمكن أن ينتج أطفالًا أصحاء نفسيًا.
  • رفض الزوج المتسلط في الإسلام نابع من الطاقة السلبية التي يسببها في المنزل ونشر المشاعر السيئة التي تنعكس في تعاملات أفراد الأسرة مع غيرهم، وتتناقل هذه المشاعر حتى تتسبب في الكثير من المشكلات.
  • وجود الزوج المتسلط في الإسلام وانتشاره يتسبب في حالة عامة من انعدام الثقة في المجتمع، وانتشار الندية بين الأزواج والكراهية المتبادلة بدلًا من المودة والرحمة التي أمرنا بها الله.

2- كبت الحريات

  • عندما يشعر أفراد الأسرة بالكبت ينتج عن ذلك الرغبة في تفريغ هذا الكبت خارج المنزل وعمل جميع الأفعال الخاطئة؛ لأن الممنوع مرغوب.
  • حتى وإن كان الأمر الذي ينهى عنه الزوج خاطئ لا يصح أن يتم النهم عنه بالتسلط والعنف، وإنما يجب الاقناع وتكوين رأي حتى يكون الشخص رقيبًا على نفسه.
  • يتأثر الأطفال بشكل كبير من التسلط والكبت وتنشأ نفسية الطفل على الرغبة في الحرية، فحينما يتلقى تلك الحرية يبدأ في استغلالها أسوأ استغلال.
  • التعنت في اتخاذ القرارات وعدم مشورة الزوجة من أكثر الأمور التي تضر بالحالة النفسية لها وتشعرها بالتقليل من شأنها، وهذا ما نهى النبي عنه حين قال (لا ضرر ولا ضرار).
  • لا يصح أن يكون البيت المسلم مبنيًا على الكراهية والعنف وفرض الرأي الذي يدل بالضرورة على عدم الاحترام المتبادل.

3- الأجواء الكئيبة في المنزل

  • شعور الزوجة بالقهر من النتائج الأولية لوجود الزوج المتسلط في الإسلام، حيث تشعر بضياع الأمل وأنها سوف تقضي باقي حياتها في هذا الظلم والقهر.
  • كما أنه في حالة المرأة العاملة تتأثر وظيفتها بشكل كبير وإنتاجيتها الأمر الذي يؤثر على المجتمع ككل، فمن المفترض أن يكون المنزل هو مكان الراحة والمهرب من ضغوطات الحياة وليس مصدر جديد لهذه الضغوطات.
  • تحول المنزل إلى مكان للشجار والندية وتبادل التعليمات والأوامر وليس دار للسكينة والتراحم كما أمرنا الله، مما له بالغ الأثر على الأبناء، لاسيما عند إشراكهم في الخلافات الزوجية.
  • عندما يكون الزوج متسلطًا تخيم على المنزل أجواء من الاكتئاب والهم والتعاسة، لاسيما على الأطفال لأن حسن المعاملة من الأب تساهم بشكل كبير في تكوين شخصية الطفل.

4- تشوهات نفسية للأطفال

  • غالبًا تنتج النشأة الخاطئة الكثير من الاختلال النفسي عند الطفل والذي يؤثر بشكل كبير عندما يكبر.
  • سوء المعاملة من الأب يمزق الصورة العظيمة التي يرسمها الطفل في خياله مما يتسبب في عدم الثقة في أحد وعدم القدرة على التواصل والرهاب الاجتماعي.
  • ينتج التسلط والإرهاب شخصية خاوية تتسم بالجبن وعدم القدرة على اتخاذ القرار، مما يؤثر بشكل كبير على المجتمع المسلم ويسئ إلى الصورة الذهنية للإسلام.
  • غالبًا ما يكون المجرم قد تعرض لظاهرة التسلط والعنف الأبوي وانتشار تلك الظاهرة في المجتمع المسلم سوف ينتج العديد من الشباب غير السوي نفسيًا وأخلاقيًا.

5- انتشار الكذب

  • ينتشر الكذب بشكل كبير بين أفراد الأسرة التي يكون الزوج فيها متسلطًا، كما تضطر الزوجة إلى إخفاء بعض الأمور عن الزوج خوفًا من أن يمنعها أو يطلقها.
  • يعتبر الكذب آفة مُدمرة للبيت المسلم ولا يجب أن يتصف به الأبناء المسلمون؛ لأنها ليست من ديننا الحنيف ولها آثار اجتماعية كارثية.
  • عدم الصراحة يتبعه عدم الثقة وينتهي بعدم الاحترام، كيف لهذه العوامل أن تبني أسرة صالحة تنفع الإسلام؟

اقرأ أيضًا: علامات تدل على الضعف الجنسي عند الرجل قبل الزواج

أخلاق الزوج في الإسلام

  • قد كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام رمزًا للرفق والتسامح مع زوجاته وبناته رضي الله عنهم، وكان حريصًا على حسن المعاملة والاستماع إليهم في جميع أمور البيت كما قال عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
  • يجب على الزوج المسلم أن يتصف برقة القلب ومرونة الحوار والأخلاق الحسنة مع زوجه وأبنائه حتى يتحقق الاستقرار الزوجي المنشود.
  • يتحتم على الزوج المسلم أن يحدث زوجته ويتبادل معها الأفكار الخطط المستقبلية ويتبادل معها الآراء في جميع أمور الحياة؛ فهذا يشعرها بالقيمة والمودة التي يكنها الزوج لها.
  • لا يصح أن يتسلط الزوج المسلم برأيه لأن الحياة الأسرية يتم بنائها في الشرع على المشاركة بين الزوجين على أعمدة من المودة والرحمة.
  • إذا وجد الرجل المسلم أن الغضب يتملكه والشيطان يزين له التسلط فيجب عليه أن يتخلص من هذه الأفكار سريعًا ويحصن نفسه بالاستعاذة بالله من الشيطان.
  • عن سليمان بن صرد قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد) رواه البخاري
  • في بعض الأحيان يكون الصمت أفضل من الكلام الذي يندم المسلم عليه فيما بعد، فعندما يشعر الزوج المسلم بالرغبة في الزجر والتسلط يمكن أن يلوذ بالصمت ليمر الموقف بسلام كما علمنا حبيبنا المصطفى حين قال: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، لكيلا يصل الأمر إلى الطلاق أو الكفر والعياذ بالله تعالى.

أثر الزوج المتسلط في الإسلام بالغ حيث يمكن أن يتحول إلى كارثة إذا انتشرت تلك الظاهرة، لذلك علينا أن نكافحها بشتى الطرق منذ الصغر، وتعليم الطفل على المشاركة والتعاون.