ما هي العدالة الاجتماعية في الإسلام؟ وما هي عناصر العدالة الاجتماعية؟ العدالة من الصفات التي دومًا ما كان يحاول الإسلام ترسيخها في المجتمع، وقد حرص على نشرها بين المسلمين منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا عبر موقع سوبر بابا سوف نتطلع على معنى وأهمية العدالة الاجتماعية في الشريعة الإسلامية.

العدالة الاجتماعية في الإسلام

العدل هو أساس الشريعة الإسلامية، ولهذا حرصت على نشره بجميع أشكاله المختلفة، والتي من أهمها العدالة الاجتماعية، والتي تتمثل في إقامة العدل في جميع أنحاء المجتمع بجميع أشكاله، فالغاية الأساسية منها هو تحقيق العدل بين المسلمين، وذلك ما يحفظ الحقوق والواجبات ويعم السلام والأمان على الجميع.

فالعدالة الاجتماعية من الأمور التي تحفظ التوازن الاجتماعي بين الأمم، ولهذا أصبحت من أبرز المظاهر التي تؤدي إلى تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع الواحد، وذلك ما يؤدي إلى التماسك ونشر الرخاء والعدل، والمحافظة على مصالح المجتمع العامة ومصالح الفرد الخاصة.

لذا حرصت الشريعة الإسلامية أن تنشر العدالة بمختلف أشكالها في المجتمع للتخلص من الظلم الذي بدوره يؤدي إلى ضياع الحقوق وواجبات الأفراد وحرياتهم، ومن ثم يصبح الإنسان يعيش في مجتمع فوضوي عشوائي في ظل عدم تحقيق العدالة الاجتماعية.

يمكننا القول إن مفهوم العدالة الاجتماعية يمكن أن يختصر في معنى تحقيق المساواة بين الأفراد في المجتمع الواحد دون النظر إلى الأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية السائدة في المجتمع.

اقرأ أيضًا: هل تعلم عن الرسول للإذاعة المدرسية

أمثلة على العدالة الاجتماعية في الإسلام

هناك العديد من الأمثلة التي توضح أهمية العدالة الاجتماعية في الإسلام والتي من بينها ما يلي:

  • محاسبة أفراد المجتمع عند الاعتداء على حقوق الآخرين.
  • توزيع أموال الزكاة على كل من يحتاجون إليها.
  • تنفيذ المشاريع بشكل متساوِ بين المناطق، مع مراعاة عدم الإهمال.

لهذا هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن العدل في الإسلام والتي من بينها ما يلي:

  • قوله تعالى في سورة ص “ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ” و “ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ|”
  • سورة الأعراف في الآية رقم 29 “ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
  • سورة يونس في الآية رقم 4 “ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
  • سورة هود في الآية رقم 85 “ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
  • سورة الأنعام في الآية رقم 152 “ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
  • سورة الشورى الآية رقم 15 “ فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
  • سورة النحل الآية رقم 76 “ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

أحاديث نبوية عن العدالة

كما يمكن أن نستشهد ببعض الأحاديث النبوية الشريفة التي اختصت الحديث حول العدالة وكيفية تطبيقها في المجتمع، والتي من بينها ما يلي:

  • عن عبادة بن الصامت رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: (بايَعْنا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ في المَنْشَطِ والمَكْرَهِ، وأَنْ لا نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ، وأَنْ نَقُومَ أوْ نَقُولَ بالحَقِّ حَيْثُما كُنَّا، لا نَخافُ في اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.).
  • عن النعمان بن بشير رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: (أَعْطَانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَوَاحَةَ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أعْطَيْتَ سَائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟، قالَ: لَا، قالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلَادِكُمْ، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ).
  • قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ثلاثةٌ لا تردُّ دعوتُهُم الصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ والإمامُ العادلُ والمظلومُ).
  • قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (أفضَلُ الجِهادِ كلمةُ عَدلٍ عندَ سُلطانٍ جائرٍ. أو أميرٍ جائرٍ).
  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).

اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية عن القدوة الحسنة في الإسلام

عناصر العدالة الاجتماعية

من المتعارف عليه أن العدالة الاجتماعية تقوم على عدة عناصر من أبرزها ما يلي:

  • نشر المحبة ما بين أفراد المجتمع الواحد، وهو أن يحب كل إنسان لغيره ما يحبه لنفسه.
  • تحقيق عنصر الكرامة الإنسانية للجميع.
  • نشر المساواة والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد.
  • الاحترام والتعزيز من مفهوم العدالة الاجتماعية.

المعوّقات التي تعترض العدالة الاجتماعية

في إطار تعريف العدالة الاجتماعية في الإسلام، وجد أن هناك مجموعة من المعوقات التي تعيق تحقيق العدالة في الإسلام، والتي من بينها ما يلي:

  • انتشار الظلم والفساد في المجتمع بجانب غياب قدر كبير من الحرية.
  • عدم المساواة في توزيع الخدمات الصحية.
  • الظلم في توزيع خدمات الضمان الاجتماعي.
  • عدم المساواة في الحصول على فرص التعليم.
  • عدم توزيع فرص العمل.
  • الظلم في توزيع الموارد والأراضي والمباني والممتلكات بين الأفراد في المجتمع الواحد.
  • انتشار الاختلاف الكبير بين الطبقات في المجتمع، من حيث العرق والجنس والمستوى المادي والوطني.

اقرأ أيضًا: كلمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم للإذاعة المدرسية

كيفية تعزيز العدالة الاجتماعية

هناك العديد من الطرق التي بدورها تساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية، والتي من بينها ما يلي:

  • التطوع في المزيد من الأعمال الخيرية المختلفة في المجتمع.
  • دعم كافة المؤسسات والمنظمات المحلية والعالمية التي تساعد على تحقيق عنصر المساواة في المجتمع الواحد.
  • الاستماع إلى الآخرين والتعرف على اتجاهاتهم وما يشعرون به، واحترام آرائهم.
  • نشر الوعي بأهمية انتشار العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد والزملاء في العمل.
  • تقبل التنوع والاختلافات بين أفراد المجتمع الواحد.

يسعى الدين الإسلامي لتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة في المجتمع بين أفراده وذلك حتى يسود الأمن والأمان ويعم السلام.