يتسبب عدم معرفة الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين في الكثير من المخاوف، فهناك بعض الأعراض التي تُعد مشتركة بين التهاب اللوزتين وإصابتهما بالسرطان، والجدير بالذكر أن الخلط بين الإصابة بالسرطان والالتهاب يُعد أمرًا شائعًا، لذا قررنا عبر موقع سوبر بابا أن نقوم بتوضيح الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين من كافة الجوانب بهدف قطع الشك باليقين وزرع الطمأنينة في قلوبكم.

الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين

في واقع الأمر لا يتم الخلط بين التعرض لالتهاب اللوزتين وبين إصابتهما بالسرطان عن طريق الصُدفة، فهناك الكثير من الحالات التي يكون فيها تشخيص الإصابة بسرطان اللوزتين أمرًا صعبًا، ونتيجة لذلك يكثر التشخيص الخاطئ لكل من التهاب اللوزتين، السرطان، وحتى التهاب الحلق والعدوات الفيروسية الشائعة.

في سبيل الوصول إلى الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين سنقوم بتناول كلا الحالتين بداية من التعريف، مرورًا بالأسباب والأعراض، وصولًا في نهاية المطاف إلى الختام بذكر طرق العلاج والوقاية لسرطان اللوزتين والتهابهما.

تُعتبر التهاب اللوزتين من صور العدوى البكتيرية والفيروسية التي تستهدف في الأساس مؤخرة الحلق، وعلى الرغم من كون هذه الحالة المرضية شائعة للغاية في مراحل الطفولة إلا أنها قد تُصيب المرء في أي مرحلة من مراحل عمره.

في الكثير من الأحيان يكون التهاب اللوزتين تطورًا طبيعيًا للإصابة بنزلات البرد، الحُمى والانفلونزا، وتُعد مُدة الشفاء من أهم العوامل التي تُبين الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين، فمن الطبيعي أن يختفي التهاب اللوزتين خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام في المتوسط، ولا تزيد عن عشرة أيام في أسوأ الحالات.

أما فيما يخص سرطان اللوزتين فيُمن وصفه بكونه نمو غير طبيعي في مؤخرة الحلق بسبب تكاثر الخلايا المُكونة للوزتين بشكل جنوني وغير طبيعي، والجدير بالذكر ان اللوز تُعتبر أجزاء الجهاز المناعي للجسم، فهي تتكون في الأساس من بعض الخلايا الليمفاوية، وإصابتها بالسرطان ينتج عنها مشاكل صحية وجسدية جسيمة.

من أكثر العوامل التي تُساهم في تشخيص الإصابة بسرطان اللوزتين هو انتشار السرطان ووصوله إلى المناطق المُجاورة مثل الرقبة، المريء والعُقد الليمفاوية الموجودة في الفم، ولكن ذلك يتسبب في تأخر تشخيص الإصابة بالسرطان، مما يزيد من خطر هذه الإصابة.

قد تُمثل المعلومات التي تم ذكرها أعلاه صورًا تعمل على توضيح الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين بشكل سطحي، وفيما يلي من سطور سنتعمق في كل حالة مرضية منها، فنستعرض الأعراض التي تُميز كل حالة، بالإضافة إلى الأسباب ووسائل العلاج.

اقرأ أيضًا: ما هو أكبر غضاريف الحنجرة

بين الأعراض والأسباب تكمُن أوجه الاختلاف

من أكثر الأمور التي قد تُبين الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين هي دراسة ما تتسبب به كل حالة مرضية منها من أعراض، فبعض العلامات تختلف لتُشكل الفارق الرئيسي بين الالتهاب والأورام الخبيثة، والسطور الآتية أدناه كفيلة بتعريفكم على كافة المعلومات المُتاحة عن هاتين الحالتين المرضيتين، ونبدأ بالالتهاب:

1- جوانب الإصابة بعدوى اللوزتين

كُنا قد ذكرنا أعلاه أن التهاب اللوز قد يُعد من صور التطورات الطبيعية للإصابة بالبرد، الحُمى بالإضافة إلى الأنفلونزا وغيرها من صور الأمراض التنفُسية التي تُصيب المرء في فترات انخفاض درجة الحرارة، لذا يُعد ارتفاع مُعدلات الإصابة بالتهاب هاتين الوسادتين بيضاويتين الشكل خلال فصل الشتاء أمرًا منطقيًا الآن.

لا تُعد صور العلاقة بين التهاب اللوز وأمراض الجهاز التنفسي في شقيه العلوي والسُفلي العامل المُشترك وصلة القرابة الوحيدة بينهما، فهناك بعض الأعراض التي تظهر على مُصاب التهاب اللوز وتتشابه مع من يُعاني من نزلات البرد، ومن أمثلة هذه الأعراض ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة حتى تصل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر في بعض الحالات.
  • الشعور بالإعياء، التعب والإرهاق.
  • الإصابة بالصُداع الثانوي الذي يقوم بالضغط على الرقبة والوجه.
  • السُعال الذي يصل إلى مستويات حادة ومؤلمة.
  • آلام الأذن والتهابها في الكثير من الحالات.
  • الإصابة بقرحة الحلق والفم.
  • احمرار اللوزتين.

كما أن هُناك بعض العلامات والأعراض التي تُشير إلى كون التهاب الحلق أكثر حِدة وتطور، ومن أمثلة هذه الأعراض ما يلي:

  • الغُدد المنتفخة التي قد تظهر في جانب الرقبة على شكل كُتل.
  • ألم الرقبة بشكل حاد غير مُحتمل.
  • ظهور بعض البُقع الصديدية بيضاء اللون على اللوزتين.
  • ظهور النفس برائحة كريهة.

يُمكننا مُلاحظة ظهور العديد من الأعراض والعلامات التي تُشير إلى الإصابة بالتهاب اللوزتين، وهذا على خلاف أسباب التعرض لهذه العدوى، فدائمًا ما يتم توجيه أصابع الاتهام للإصابة بهذه الالتهابات في وجه البكتيريا بشكل مُحدد، والجدير بالذكر أن البكتيريا التي تتسبب بالتهاب الحلق العقدي هي ذاتها المسؤولة عن التهاب اللوز.

اقرأ أيضًا: الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء

2- نمو اللوزتين السرطاني

يندرج سرطان اللوزتين ضمن فصيلة السرطانات التي تُصيب الفهم والبلعوم، وهي الأورام الخبيثة التي تنتشر في منطقة الفم والحلق على حدٍ سواء، وبشكل عامٍ تعود هذه الأنواع إلى عائلة سرطان الرأس والرقبة، والجدير بالذكر أن الإصابة ببعض الفيروسات قد تُساهم في زيادة مُعدلات خطر الإصابة بالسرطان.

فيروس الورم الحُليمي البشري مثلًا والذي يتسبب في ظهور بعض الزوائد الجلدية والأغشية المُخاطية المعروفة باسم الثآليل يُعد من أكثر العوامل التي تزيد من خطر إصابة اللوزتين بالسرطان.

على الرغم من كون هذه العدوى الفيروسية هي الأكثر شيوعًا بين الفيروسات التي تُصيب المسالك التناسُلية لكل من الرجال والسيدات على حدٍ سواء إلا أنها تُحب التواجد في الجزء الخلفي للحلق والمعروف باسم البلعوم.

فأنواع هذه الفصيلة من الفيروسات قد تتخطى حاجز المئة تقريبًا، كما أنها تتفاوت في شدتها، فالضعيف منها يتسبب في ثآليل مُنتشرة، والأكثر قوة ينتج عنه سرطانات.

الجدير بالذكر أن تَسَبُب هذه الفيروسات بسرطان اللوزتين يُعد من صور المُضاعفات المرتبطة بالآفات الفموية، وقد تُصيب اللسان والحنك الرخو وحتى الأنف وداخل الحنجرة أيضًا، والإصابة بسرطان اللوزتين ينتج عنه ظهور بعض الأعراض والعلامات التي تتمثل فيما يلي:

  • التهاب مُستمر لفترات طويلة في الحلق، فالتهاب الحلق العادي لن يلبث حتى يُشفى بمرور أسبوع تقريبًا، والالتهاب من أهم علامات التي تُشكل الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين.
  • صعوبة مُتزايدة في البلع وحتى المضغ، فتناول الطعام بشكل عام يكون مؤلمًا للغاية.
  • ظهور بعض البقع على اللوزتين تتفاوت في لونها بين الأحمر والأبيض.
  • تقرح والتهاب مؤخرة الفم، وقد تتسبب هذه القرحة في ظهور بعض الدماء في اللعاب.
  • ألم غير مُنقطع في الأذن ويمتاز بكونه مُتزايدًا يومًا بعد يوم.
  • الشعور بألم شديد في حال ما تم شُرب أو تناول الحمضيات مثل عصير البرتقال والليمون.
  • خسارة غير مُبررة للوزن.

كما نرى أعلاه هُناك العديد من الأعراض التي يُمكن معرفة الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين من خلالها، والجدير بالذكر أنه من الضروري التوجه للطبيب المُختص في حال ما استمرت هذه الأعراض لمُدة تزيد عن أسبوعين.

تزايد خطر الإصابة بسرطان اللوز.. بين الأسباب والعوامل

على الرغم من قِلة أسباب الإصابة بسرطان اللوزتين وعدم تحديدها بشكل دقيق إلا أن هناك العديد من العوامل التي أثبتت الدراسات العلمية كونها تتسبب في زيادة خطر مواجهة السرطان، وتشتمل هذه الأسباب والمخاطر على كل ما يلي:

  • العوامل البيئية مثل التلوث قد تزيد من خطر الإصابة.
  • يُعد كل من التدخين وتناول المشروبات الروحية والكحولية من أهم المخاطر، لدرجة أن البعض ُصنفها من أسباب الإصابة بالسرطان.
  • بعض الفيروسات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ومن أمثلة هذه الفيروسات فيروس الورم الحليمي البشري HPV وفيروس نقص المناعة البشرية HIV بالإضافة إلى الإيدز.
  • كبر السن يُعد من عوامل زيادة خطر الإصابة بالسرطان، فبلوغ الرجال على وجه التحديد سن الخمسين يُعرضهم لمواجهة هذه الحالة الخطيرة.

كما نُلاحظ من المُقارنة التي قُمنا بإجرائها على جانبي الأسباب والأعراض الخاصة بعدوى اللوز وإصابتها بالسرطان يُعد الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين شاسعًا للغاية، فالأعراض في السرطان أكثر حِدة، كما أن الأسباب تُعد خطيرة بحد ذاتها قبل تحولها للسرطان.

لكون الفيروسات من المُسببات غير المُباشرة للسرطان، يُمكن تشخيص الإصابة بأورام اللوز الخبيثة عن طريق استخدام تحاليل الدم والتنبؤ بالإصابة التي تُقترن باعتلال كريات الدم البيضاء والبلازما نتيجة هذه الفيروسات.

اقرأ أيضًا: قصتي مع سرطان الحنجرة

اختلاف المرض يعني اختلاف وسائل العلاج

بعدما قُمنا باصطحابكم في جولة لمعرفة الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين عن طريق دراسة الأعراض، الأسباب بالإضافة إلى التعريف الرئيسي للحالة المرضية، وجب الذكر أن هذا الاختلاف تخطى كل من العلامات والمُسببات وحتى عوامل الخطورة حتى وصل إلى سُبل العلاج، فعلاج التهاب بكتيري يختلف بشكل جذري عن علاج الأورام السرطانية.

يتمحور علاج التهاب اللوزتين حول أخذ قسط كافي من الراحة، بالإضافة إلى تجنب مُهيجات هذه الالتهابات مثل التدخين وغيرها، ويُعد الحصول على الترطيب الكافي أمرًا هامًا، مع الأخذ في عين الاعتبار أن بعض حالات التهاب اللوز يقوم الطبيب فيها باستئصال اللوزتين، وربما يُعد ذلك الأمر الوحيد الي لا يُشكل صورة من صور الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين.

فعلاج السرطان يتطلب جدول علاجي مُختلف باختلاف الحالة المرضية، ويتم ذلك باستخدام العلاج الكيميائي، الإشعاعي وحتى التدخل الجراحي في بعض الأحيان، والجدير بالذكر أن هناك حالات يشتمل برنامجها العلاجي على كافة هذه الوسائل مُجتمعة.

على الرغم من كون التقدُم في السن يزيد من فُرص الإصابة بسرطان اللوزتين، إلا أن هناك بعض الأبحاث العلمية والدراسات الجديدة التي جاء فيها في استنتاجٍ آثار استغراب الكثيرين أن نسبة تحول الفيروس الحليمي البشري لسرطان خبيث تكون أعلى عند الشباب غير المُدخنين، والسبب مجهول حتى الآن.