يُعتبر الفرق بين الذهان والفصام الذهني من أكثر الأمور غير الواضحة والتي يحدث فيها خلط ولبس كبير، وفي واقع الأمر هذا منطقي إلى حدٍ ما لكون الحالتين من صور الاضطرابات والأمراض العقلية والعصبية، ولكن هُناك فرق شاسع بينهما، لذا قررنا عبر موقع سوبر بابا توضيح كافة المسائل المُتعلقة بهاتين الحالتين المرضيتين.

الفرق بين الذهان والفصام

الفصام الذهني والذهان يُعدان من أشهر مُصطلحات الصحة النفسية والعقلية التي يتم تداولها وسماعها من الحين إلى الآخر، وعلى الرغم من ارتباطهما بعض الشيء إلا أنهما حالتان بعيدتان كُل البعد عن بعضهما البعض.

في سبيل التعرف على الفرق بين الذهان والفصام وجب علينا الحديث عن التعريف اللغوي والطبي للمرضين كُلٌ على حِدَا، فمن المعروف في أبواب الطب النفسي كون الذُهان (باللُغة الإنجليزية psychosis) يصف حالة مرضية يُعاني فيها المرء من فقدان الاتصال بالواقع إلى حدٍ كبير.

من الجدير بالذكر كون هذه الحالة المرضية غالبًا ما يتم الحديث عنها بكونها من صور اضطرابات الصحة العقلية التي قد تنتج عن الإصابة بانفصام الشخصية، ما يعني أن أبرز ما قد يوضح الفرق بين الذهان والفصام كون الذهان في غالب الأحيان يكون من أعراض الإصابة بالفصام.

لكن بعض الحالات تُعاني من الذهان كمرض مُنفرد ومُستقل بذاته، ويُصاب به المرء على شكل مجموعة من الأعراض التي تفصل بينه وبين الواقع بشكل كبير.

أما الفُصام (باللُغة الإنجليزية Schizophrenia) والذي يُعد بدوره أحد الاضطرابات الذهنية العديدة فهو من صور الحالات الاضطرابية النفسية والمُزمنة، وعند الإصابة بالفُصام يُعاني المرء من تشوه للواقع، وينتج عن هذا التشوه بعض الهلاوس والأوهام.

من المؤكد كون هذا التفسير ليس قادرًا على توضيح الفرق بين الذهان والفصام بالشكل الكامل، لذا سنتطرق إلى بعض الجوانب الهامة للأمراض مثل الأعراض التي تُصيب مرضى هذه الحالات بالإضافة إلى الأسباب.

اقرأ أيضًا: متوسط عمر مريض الفصام

أعراض الفصام والذهان

من أبرز ما قد يوضح الفرق بين الذهان والفصام هو جانب الأعراض التي تطرأ وتظهر على المريض الذي يُعاني من هاتين الحالتين المرضيتين، وفي واقع الأمر هُناك اختلاف ملحوظ في الأعراض والآثار التي يتم تشخيص المرض على إثرها إذ تشتمل على كُل ما يلي:

أولًا: أعراض الذهان The symptoms of psychosis

ترجع الأعراض التي تُزامن الإصابة بهذه الحالة المرضية إلى نوعين رئيسيين من الأعراض وهُما:

1- الهلوسة Hallucinations

الهلوسة بشكل مُختصر تُعرف بكونها اضطراب في الحواس، فيرى المرء أو يسمع أمورًا لا أساس لها وغير موجودة، وفي بعض حالات الهلوسة يصل المريض إلى جنون العظمة.

2- الأوهام Delusions

تُعتبر الأوهام من صور المُعتقدات والأفكار الخاطئة بشكل شديد، وفي الغالب لا يعمل المريض على مُشاركتها، فمن المُمكن أن يخال للمريض كون أهله وأصدقائه يتآمرون ويُخططون لإلحاق الأذى والضرر به على الرغم من ميل كافة الأدلة إلى العكس.

كما أن هُناك بعض الاضطرابات الذهنية والعقلية الأخرى التي قد تُزامن هذه الحالة مثل الاكتئاب الشديد، اضطراب ثُنائي القطب، القلق الحاد وحتى الاضطرابات الفصامية والوهمية، وعلى إثر ذلك يُعاني المرء من مشاكل وأعراض أخرى مثل:

  • الشك.
  • القلق.
  • العُزلة.
  • العيش في الواقع على أنه خيال والعكس.

أسباب الإصابة بالذهان

هُناك العديد من الأمور التي يتم توجيه أصابع الاتهام لها لتكون من أسباب الذهان مثل:

  • الخرف.
  • الزهايمر.
  • الشلل الرعاش.
  • الإيدز.
  • أورام الدماغ.
  • الفصام.

اقرأ أيضًا: كيف يفكر مريض الفصام

ثانيًا: أعراض الفُصام الذهني The symptoms of schizophrenia

في فروع وأبواب الطب النفسي تنقسم الأعراض والعلامات التي تظهر على من يُعانون من الفُصام الذهني إلى ثلاثة أبواب وفئات، وهو ما يُشكل بابًا من أبواب الفرق بين الذهان والفصام الذي ينقسم في المقام الأول في أعراضه إلى قسمين رئيسيين، وبشكلٍ عام تأتي أعراض الفصام على النحو التالي:

1- الأعراض الذهانية Psychotic symptoms

يُشار إلى هذا النوع من الأعراض باسم الأعراض الإيجابية، وتشتمل هذه الفئة على الأعراض الذهانية الآتي ذكرها:

  • الأوهام delusions.
  • الهلوسة hallucinations.

2- الأعراض السلبية Negative symptoms

غالبًا ما تكون الأعراض السلبية ظاهرية إلى حدٍ كبير، فتؤثر بشكل مُباشر وصريح على قُدرة المرء على التواصل مع العالم الخارجي، وتتغير العديد من العادات التي كان يقوم بها المرء بشكل دوري وطبيعي، فيظهر عليه كُل ما يلي:

  • الخمول وانخفاض دوافع مواصلة الأنشطة والمحادثات أو حتى بدءها.
  • انخفاض وانحسار المُتعة الحياتية اليومية ما يُقلل من شعور المرء بالسعادة إلى حدٍ كبير.
  • الميل إلى العُزلة.
  • قلة الكلام.
  • تقييد السلوكيات اليومية والميل إلى القيام بنفس الشيء مثل رؤية نفس الفيلم يوميًا.
  • الميل إلى التعبير والتأثر المُسطح، وفيه لا يقوى المرء على التعبير عما يشعر به من خلال نبرة صوته أو تعابير وجهه، فتكون كافة المشاعر بالنسبة له سيان.
  • الابتعاد عن التجمعات والارتباطات الاجتماعية.
  • الشعور بعدم الارتياح في حال ما تواجد الآخرين في الجوار.

3- الأعراض المعرفية Cognitive symptoms

الأعراض المعرفية للفصام هي من صور الأعراض التي تجعل المرء يضطرب بشكل كبير من الناحية الفكرية، ويواجه المريض على إثر هذه الأعراض والعلامات بعض الصعوبات في القيام بأمورٍ مُعينة مثل:

  • صعوبة تذكر الأشياء.
  • سهولة التشتت والفقدان السريع للتركيز.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري نهائيًا

أسباب الإصابة بالفصام

جانب الأسباب يُشكل مثال من أمثلة الفرق بين الذهان والفصام، فسبب الفصام على عكس الذهان غير معروف نظرًا إلى كون هذه الحالة المرضية مُعقدة، إلا أن الخُبراء والمُختصين في الطب النفسي غالبًا ما يوجهون أصابع الاتهام في هذه الحالة المرضية إلى خلل النواقل العصبية في مناطق مُختلفة.

أكثر مناطق النواقل العصبية التي يتم الربط بينها وبين الإصابة بهذه الاختلالات العصبية المرضية هي النواقل الخاصة بالدوبامين، كما أن هُناك بعض الأبحاث والدراسات التي ألقت اللوم في هذه الإصابة المرضية على العوامل البيئية والوراثية المُختلفة.

لا تُعد معرفة الفرق بين الذهان والفصام أمرًا هامًا بقدر السعي في علاج هذه الحالات الاضطرابية، وهُنا وجب علينا القول إن الأمراض النفسية أمراض خطيرة قد تفوق في شدتها الحالات المرضية الجسدية، ولا يجب التعامل معها باستهانة.