الفرق بين عين حورس وعين رع يتجلى في الأساطير المصرية والهيروغليفية القديمة.. على الرغم من اختلافهما في المعنى والمظهر إلا أن البعض يعتقد أنهما متماثلان! لذا نوافيكم بالمزيد عن تلك الرموز في سوبر بابا.

الفرق بين عين حورس وعين رع

الفرق بين عين حورس وعين رع

يُمكن القول إنَّ كل من عين حورس ورع هما الأكثر أهمية في رموز عصرهم، فبينما تم ارتداء عين رع على تيجان الفراعنة للإشارة إلى القوة الإلهية.. أتت عين حورس باعتبارها من أكثر الرموز إيجابية في التاريخ المصري القديم.

كان لظهور عين رع السبق تاريخيًا، إلا أنّ عين حورس باتت الأكثر شعبية بمجرد انتشار عبادة الإله حورس.. وفي حين يعتقد البعض أن كلاهما واحد، إلا أننا نشير إلى بعض الفوارق بينهما.

اقرأ أيضًا: شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر

أولًا: عين حورس

الفرق بين عين حورس وعين رع

  • هي الأكثر شعبية عند المصريين القدماء مقارنة بعين رع.
  • فقدها الإله حورس حينما كان يتصارع مع الإله ست.. لكنه استعادها مرة أخرى، وتمت معالجتها بعدما لحقت بها إصابات بالغة.
  • فسرها بعض الباحثين على أنها “عين القمر” وهو تفسير يخلو من الأساس والصحة.
  • أُطلق عليها في الهندوسية “عين العالم”.
  • هي العين الثالثة على جبهة “شيفا” مهمتها المراقبة الكونية.
  • محاطة بشعاع من النور لترى كل شيء.
  • ظهرت فيما بعد على إثر شعبيتها على الدولار الأمريكي.
  • ظهرت كذلك باعتبارها من الرموز الرسمية للماسونية.. باعتبارها “عين الروح”.
  • هي عين واسعة ذات نهايات مدببة، لها بؤبؤ أسود في منتصفها، وحاجب فوقه.
  • إنّ الأجزاء الرئيسية لعين حورس ترمز إلى الحواس.
  • تُمثل وحدة العقل والوجود معًا.
  • وفقًا لتلك المعاني التي عبرت عنها عين حورس باتت أساسية فاستخدمها المصريون القدماء كثيرًا.

ثانيًا: عين رع

  • كثيرٌ من الباحثين يسعون إلى فهم “عين رع” لكن البعض منهم يُفسرونها خطأ..
  • يقولون إنها عين الشمس، فالمتأمل لها يعجب إن رآها تتصرف بمنأى عن صاحبها وهو الإله رع، تنفصل عنه وتذهب إلى أبعاد الكون لتتخلص من أعداء رع! من يمثلون الظلام الدامس والفوضى.
  • لم تكن هي الوحيدة في مصر القديمة، فهناك عين آثوم وعين حورس.
  • عين آثوم تُشبه عين رع.. فهي التي أرسلها آثوم للبحث عن أبنائه عندما فقدهما.
  • إنّ عين رع هي الأولى في الظهور التاريخي، فقد ظهرت عبادة رع بعد توحيد مصر السفلى والعليا.
  • تصميمه كان بسيطًا.. فهو قرص كبير من الذهب مع اثنين من أفعى الكوبرا، ويُمثل قرص الشمس.
  • كان يُنظر للعين باعتبارها أنها النظير الأنثوي لرع.
  • كانت رمزًا شائعًا لدرجة أن الفراعنة المصريين كانوا يرتدونها أحيانًا، أو توجد على التيجان.

هل عين حورس ترمز للقمر؟

اعتقد المصريون القدماء أنّ العين اليُمنى للإله حورس هي التي تُمثل الشمس، بينما اليُسرى تمثل القمر، وهي التي تم فقدها واستعادتها بأعجوبة.

فالفرق بين عين حورس وعين رع يكمن في أنّ حورس كان إله السماء.. فمن المنطقي أن تكون عين واحدة الشمس والأخرى هي القمر، وبالتالي امتلاك طاقات أكبر.

اقرأ أيضًا: ملخص قصة إيزيس وأوزوريس

العين في ثقافة المصري القديم

أنا العين.. مبعوث الرب الواحد.. أتيت إلى الوجود قبل أن تخلق السماوات والأرض” هكذا فالناظر إلى الأساطير المصرية القديمة يكتشف أن العين لا تُمثل شمس ولا قمر.

بيد أنها تسبق الظواهر كافتها، وهو ما يُذهِب باعتقادات بعض الباحثين بشأن عين حورس وعين رع في مهب الريح.

فكان النص المذكور أعلاه هو الواصف لـ “حتحور” تلك التي أرسلها آثوم للبحث عن أبنائه “شو، تفنوت”، وهما من فقدهما بغتة دون إرادته.

لماذا احتمى المصري القديم بعين حورس؟

وفقًا لما ذُكر عن المؤرخ “يوسف الحناوي” في الفرق بين عين حورس وعين رع.. حسب أسطورة النزاع بين حورس وست، قام الأخير بانتزاع عين حورس اليُسرى، تلك التي كانت ترى الباطن.

  • حينما فقدها حورس، كان يرى الكون بوعي “ست”، لذا كان وعيًا أنانيًا عدائيًا بمعزل عن العاطفة والرحمة.. ومن هنا فُقد النور الإلهي للجوهر الكامن المصون.
  • لأن وعي “ست” كان محدودًا مقابلةً بوعي حورس، وكان يُمثل بتلك المحدودية خطرًا على بني البشر.. فمحدوديته نابعة من سعيه وراء المادة وفقدانه للجوهر.
  • إلا أنّ “تحوت” عزم على علاج عين حورس وإعادتها إلى سابق عهدها.. فقد تم الصلح بين ست وحورس، وأصبح حورس بدوره ممثلًا للخير والعدل والحماية والأمان.

كل ذلك للدلالة على أن المصري القديم كان أكثر ارتباطًا بعين حورس، فهي تُمثل له قيمة بذاتها، فالفراعنة اتخذوها حمايةً لهم، حتى لا تُهدم عروشهم، ليظل استقرار الدولة في عهودهم مقرونة بعين حورس الحارسة.

اقرأ أيضًا: أسماء آلهة الفراعنة

اللون الأزرق في عين حورس رمز ديني

دلالات دينية شتى ترسخت في اعتقادات المصريّ القديم مرتبطة باللون الأزرق.. فقد تم اعتبار العين الزرقاء رمزًا للوقاية والحماية من الشرور والحسد والأرواح الشريرة.

لذا.. فإنّ استخدامها في المقابر ليس بشيء عُجاب، فلربما كان الملوك القُدامى يعتقدون في تلك القوى ذاتها، وهي لون “عين حورس” وهو إله السماء عند القدماء.

فلا تجد مقبرة تخلو من تلك العين الحارسة.. لأن المتوفى بعد موته يصعد للسماء ليُقابل “أوزوريس” وهو إله الموت، وهو ذاته والد الإله حورس.

لرسم العين دلالات في الحياة المصرية القديمة.. لها صلة بمعتقداتهم، فقد آمن المصريون بأنها مدعاة الحماية الإلهية ضد كل شر محقق.