تجربتي في علاج الزهايمر من أهم التجارب التي يمكن أن أطرحها عليكم من خلال موقع سوبر بابا، ونظرًا لأن مرض الزهايمر أصبح من الأمراض الأكثر انتشارًا، فوجدت أنه من المهم أن أنقل لكم تجربتي في علاج الزهايمر والتي كانت مع جدتي وكيف كان يتم علاجها والطريقة التي حققت معها النتائج المُرضية.

تجربتي في علاج الزهايمر

في واقع الأمر أود أن أوضح لكم في البداية أن مرض الزهايمر ليس من الأمراض الهينة، فمن الصعب أن ترعى شخص مُسن يعاني من مرض الزهايمر، ولكن أنا أحب جدتي كثيرًا، مما جعل المهمة أكثر سهولة.

دعوني أوضح لكم الأمر منذ البداية لكي تكتمل لكم الصورة وتعلمون ما دار من أحداث كثيرة، وتأتي بداية تجربتي في علاج الزهايمر بالأعراض التي لاحظنا جميعًا ظهورها على جدتي والتي تعجبنا منها كثيرًا، فهي من أكثر الأشخاص تذكرًا للأشياء التي تدور حولها، ولكن ما ظهر عليها كان غريبًا وعلى عكس المعتاد، لذا لفت أنظارنا جميعًا.

سوف أعرض لكم من خلال تجربتي في علاج الزهايمر وفي الفقرة القادمة الأعراض التي لاحظنا ظهورها على جدتي، وماذا قال لنا الطبيب في أمر تفاقم الأعراض.

اقرأ أيضًا: علاج الزهايمر جابر القحطاني

أعراض مرض الزهايمر المبكرة

سوف أوضح لكم من خلال هذه الفقرة الأعراض التي وجدتها تطرأ على جدتي وهي ما لفتت أنظارنا نحو التوجه إلى الطبيب، والتي كانت تبدو كالآتي:

  • وجدنا أنه عندما نتحدث إليها في وقت قريب، تنسى المحادثات بشكل سريع، وما حدث في فترة قصيرة يكون له الأولوية لديها بنسيانه، فهي لا تتذكر الأحداث القريبة التي كانت تدور بيننا وبينها.
  • كنت عندما أتحدث إليها تنسى اسمي، وفي الكثير من الأوقات تنساني بشكل شخصي، وتنسى من أنا، ولكن سرعان ما كانت تعود لها ذاكرتها مرة أخرى.
  • كانت عندما تتحدث إلينا وتحتاج إلى ذكر اسم مكان، لا تستطيع، ولا تتذكر الاسم، وكان يبدو عليها معالم التوهان وعدم القدرة على تذكر الأمور في حال الرغبة في ذكرها.
  • ظاهرة تكاد تكون منتشرة عند أجدادنا جميعًا وهي أنهم يكررون الأسئلة، ولكن عندما تكون على فترات قريبة وكأنها المرة الأولى لطرحها يصبح الأمر أكثر تنبيهًا بأن هناك شيء ما غير مفهوم.
  • في الكثير من الأحيان نلاحظ عليها أنها غير قادرة على اتخاذ أية قرارات في حياتها، ولا تستطيع أن تحكم على من حولها، ولا تستطيع أن تتحكم في الأشياء أو تسيطر عليها.
  • كان التردد واضحًا عليها كثيرًا، وكانت تخاف من خوض التجارب الجديدة، أو اتخاذ قرارات لم تتخذها من قبل.
  • لاحظنا ما تسبب لنا بالقلق، وهو عدم قدرتها على نطق الكلمات الصحيحة، أي أنها كانت تجد صعوبة في اختيار الكلمة الصحيحة بوضعها المناسب.
  • من الأعراض الشائعة التي مررنا بها مع جدتي في فترة الزهايمر أنها كانت تشعر بالقلق والتوتر كثيرًا، وكان الارتباك يسيطر عليها كثيرًا في الكثير من أوقات حديثها عنا وكنا نلاحظ عليها أنها تنفعل كثيرًا وبشكل مستمر.

عليكم أعزائي القراء إذا كان لديكم شخص يعاني من الزهايمر أن تفهموا جيدًا، ويكون لديكم قوة الاستيعاب بأن هذا الشخص يكون منفعلًا لأنه يعاني من عدم تذكر الكلمات، ويكون بحاجة إلى من يفهمه دون الحديث، وعندما لا يجد ذلك ينفعل رغمًا عنه، ومن الأفضل ألا تضحكوا.

كانت جدتي تعاني من حالة نفسية سيئة عندما كان أحدًا يضحك عليها أثناء الحديث معها وعندما يجدها في حالة من الخرف يضحك، وكانت تشعر بالانزعاج، فهم فقط يعانون من عدم التركيز، لكن لم يفقدوا مشاعرهم وأحاسيسهم.

الآن وبعد أن أوضحت لكم من خلال كتابة تجربتي في علاج الزهايمر مع جدتي الأعراض المبكرة التي ظهرت عليها في بداية المرض، سوف أعرض لكم الأعراض التي أكدت لنا أنها مريضة زهايمر، والتي قال لنا الطبيب أنها أعراض الدرجة الثانية، أو ما يسمونها المرحلة الوسطى من الزهايمر.

الأعراض المتوسطة لمرض الزهايمر

هذه الأعراض والتي سوف أعرضها لكم الآن من خلال عرض تجربتي في علاج الزهايمر، تُعد أكثر شدة من الأعراض السابقة، وتجدون بها العامل النفسي ذو تأثير بها قوي، دعوني أوضح لكم تلك الأعراض لكي يكون لديكم التهيؤ النفسي للتعامل معها في حين وجود مريض زهايمر في حياتكم، وهي:

  • ألم أذكر لكم في الأعراض السابقة أنها كانت مُصابة بارتباك وتوتر؟ ففي هذه المرحلة تزداد حدة الارتباك وتظهر كثيرًا على تصرفاتها.
  • لاحظنا عليها الشرود! باتت تشرد كثيرًا مننا، حتى إنها تجهل الوقت والزمان والمكان! كان من الصعب عليَّ رؤيتها هكذا، فبالفعل أنا أحبها كثيرًا ومن الصعب على من يحب أن يرى من يحبه في هذا الوضع.
  • كنا نُحايلها بالنوم، ولكن لم تستطع النوم بشكل مستقر، بل كانت تعاني من اضطراب في النوم.
  • كانت أحيانًا تبدو لنا مندفعة، وأحيانًا أخرى تبدو لنا هادئة وفي حالة من الاستقرار لم يكن عليها أعقل العاقلين!
  • كانت تعاني من مشكلات كثيرة في اللغة، فهي لا تُدرك ما تتحدث به، وتنطق كلمات غير مفهومة.
  • ظهر لنا في الوقت المتأخر من المرض، والذي لم يصل إلى آخر مرحلة منه أنها تعاني من الوسواس، وكانت تتخيل أشياء وهمية وعلى الرغم من ذلك كانت تصدقها.
  • أما عن الحالة المزاجية، فلا تتوقعوا أبدًا أن مريض الزهايمر يكون بحالة مزاجية جيدة، فهي دائمًا كانت تعاني من الاكتئاب وسوء الحالة المزاجية، وعليك أن تعاملها في تلك الحالة كالأطفال من أجل التخفيف من حدة توترها، وتغيير أحوالها المزاجية إلى الأفضل.
  • لم أعرف معنى للهلوسة إلا بعد أن مرضت جدتي بالزهايمر، حينها فقط علمت ما هي الهلوسة، فقد كانت تقول إنها تسمع وترى أشياءً كثيرة لم نسمعها ولم نراها، ولكنها فقط هي من تراها وتسمعها.

دعوني أوضح لكم عندما ذهبنا إلى الطبيب ماذا فعل، وماذا قال لنا، وهذا ما سوف أعرضه لكم من خلال الفقرة التالية.

تشخيص الطبيب لحالة جدتي

ما دفعنا نحو الذهاب إليه هو علمنا جيدًا أن مشكلات الذاكرة لا تأتي فقط من الخرف، ولا تعني في جميع الأحوال أنها مشكلة زهايمر، فهناك العديد من المشكلات الأخرى التي نعلم جيدًا أنها تواجه كبار السن، وبالفعل هذا ما قاله لنا الطبي، فقد قال لنا نصًا:

المشكلة قد لا تكمن في الزهايمر، فقد تكون بسبب اكتئاب تمر به ناتجًا عن الوحدة وهذا ما يؤثر على ذاكرتها، وقد يكون من أدوية السكر أو القلب أو الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة بوجه عام، وقد يكون هذا الاضطراب الذاكري ناتجًا عن سوء تغذيتها، فهناك الفيتامينات التي تنقصها وتؤثر على الذاكرة لديها، أو قد تكون موضوعة تحت ضغط عصبي وهو ما فعل معها ذلك.

من المؤكد لم نذهب إلى الطبيب لكل يضع لنا الاحتمالات حول هذا المرض، وإنما ذهبنا لمعرفة هل شكوكنا مؤكدة أم لا، لكن من الجدير بالذكر أن الطبيب لم يعرف هل بالفعل جدتي مريضة زهايمر أم ما بها بالضبط، هذا لأنه وضع لنا العديد من الأسباب التي سبق ذكرها، وقام بإحالتنا إلى أخصائي، وأفادنا كثيرًا.

لكن يجب العلم أنه قد قام بواجباته تجاهنا فليس مشروطًا أن الطبيب يعي لتلك الحالات، فهناك العديد من الأطباء الذين لا يعلمون ما يكفيهم من معلومات عن هذا الأمر، وهذا لا يعني أنهم ليسو بكفء، وإلا ما وُجد أخصائيون لهذا المجال، فقد كان فحص الطبيب كالآتي:

ما رأيته من الطبيب خلال تجربتي في علاج الزهايمر التي مررت بها مع جدتي، وجدت أنه بالفعل لكل مجال ما يُفيد، فقد فعل معنا الآتي، وكان تشخيصه غير معتمد على الجدة فحسب، وإنما كان معتمد على بعض الأسئلة التي وجهها لنا، ألا وهي:

  • سألنا الطبيب عن الشكوك، والمخاوف التي نفكر بها، ولمَ فكرنا بذلك، أي أنه كان يقصد ما الدوافع وراء شكنا هذا، وماذا لاحظنا عليها، وهنا عرضنا له جميع الأعراض التي ذكرناها لكم في الفقرات السابقة.
  • قام بإجراء بعض الفحوص البدنية على جدتي، من أجل أن يتأكد ما إذا كان هناك مشكلة صحية هي ما دفعتها لذلك أم لا.
  • سأل الطبيب عن جميع الأدوية التي تأخذها جدتي لجميع الأمراض، لأنه كما سبق الذكر قد يكون هناك نوع من العقاقير مؤثرًا بالسلب على ذاكرتها، وقام بإجراء بعض اختبارات الدم.
  • قام بجلب قلم وورقة وأعطاهم لجدتي وأخذ يسألها بعض الأسئلة ويطلب منها أن تُجيب من خلال القلم والورقة، وكان هدفه من ذلك أن يعرف كيف يعمل المُخ، وكيف تسير آلية الدماغ.

لكن على الرغم من جميع تلك الأسئلة، إلا أنه قام بإحالتنا إلى أخصائي من أجل أن يتأكد من الحالة، وفي تلك المرحلة لقد مررنا بالعديد من الأمور والتي سوف أطرحها لكم سريعًا لكي تكونوا على أتم الاستعداد للمرور بها.

تشخيص المتخصص

أحالنا الطبيب إلى المتخصص، وهذا المتخصص كان طبيب نفساني خاص بسن الشيخوخة، ومعه طبيب آخر خاص بالأعصاب، فهو معروفًا بخبرته الكبيرة في مجال اكتشاف أمراض المخ ومعالجتها، وفي تجربتي مع جدتي وجدت أن أمر العلاج منهم يعتمد على الآتي:

يقوم الطبيب المختص بمساعدة فريق عمله في خطته الطبية على بعض الاختبارات الهامة واللازمة، والتي من شأنها تقوية الذاكرة لدى المريض، وقد وضعت جدتي في تلك الاختبارات:

1ـ اختبارات القدرة العقلية

في هذا الاختبار استطاع الأخصائي أن يعلم بقدرة جدتي العقلية، وكيف تُفكر، ومدى قوة ذاكرتها أو ضعفها، وهذه الاختبارات كانت تعتمد على استخدام الورقة والقلم، واشتملت تلك الاختبارات على أسئلة تشمل الآتي:

  • قياس نسبة التركيز.
  • مدى تخزين الذاكرة.
  • مهارات التواصل مع الآخرين، واللغة وطريقة الكلام.
  • قدرات بصرية مكانية.
  • إدراك المكان والزمان.

ما علمته من تجربتي في علاج الزهايمر أن هذه الاختبارات لها درجات، وهذه الدرجات تعتمد على أصل الشخص، ما إذا كان مُتعلم فهذا أثر على الاختبار ولكنه ما زال يعاني من الخرف، أم غير مُتعلم وهذا ما جعل الشخص لا يستطيع اجتيازها ولكنه لا يعاني من الخرف.

لكن الاختبارات ليست سهلة كما تتوقعون، ومن يستطيع فقط تحديد درجاتها هو الطبيب المتخصص، أي أننا لم يكن بقدرتنا أن نضع جدتي بهذه الاخبتارت لأننا لم نستفيد شيئًا ولم نستطع تقييمها.

2ـ اختبارات اكتشاف مرض الزهايمر

لا يعتمد الطبيب المتخصص على الختبارات العقلية فقط، وإنما وجدنا أنه في الخطة العلاجية له يقوم بإجراء بعض الاختبارات الأخرى، لكن كانت تلك الاختبارات تعتمد على الفحوصات من أجل التأكد أنه ليس هناك مشكلة طبية.

مما علمته من تلك الفحوصات أنه سيتم إجراء فحص بالتصوير المغناطيسي للدماغ، وأيضًا تصوير مقطعي محوسب، وهذا ما تم بالفعل مع جدتي.

لكن هذا الأمر قد أتخذ منا الوقت والمجهود والمال أيضًا، فيجب أن تكون عزيزي القارئ على أتم الاستعداد لجميع هذه الأمور قبل الدخول في مجال العلاج لأنه سوف يستنذف طاقتك ومجهودك، ولكن الفحوصات تأخذ من الوقت ما يكفي للاستعداد لذلك.

بعد أن اتخذت الفحوصات مجراها، تأكد الطبيب أن جدتي تعاني من مرض الزهايمر، لم يكن الأمر مفاجأة بالنسبة لنا فنحن على توقع بذلك، ولكن حزنّا كثيرًا ظنًا منا أنها سوف تظل بهذه الحالة، ولكن ما فاجئنا جميعًا الخطة العلاجية الناجحة التي اتبعها الطبيب مع جدتي، وسوف أعرضها لكم في الفقرات التالية.

اقرأ أيضًا: ما هي الفاكهة التي تحارب مرض ألزهايمر في الجسم

علاج مرض الزهايمر

لم نندم أبدًا على ما فعله المتخصص معنا، ولم نندم على ما كلفنا به من أموال، لأن ما رأيناه من تحسن في جدتي كان يستدعي ذلك، ولكن يمكنني القول من خلال تجربتي في علاج الزهايمر والتي مررت بها مع جدتي أن علاج الزهايمر لا يعتمد فقط على الأدوية، وإنما هناك أمور لها تأثير أقوى من الأدوية.

دعوني أعرض لكم طريقة العلاج تفصيلًا، والسبب وراء تحسن أحوال جدتي، ووصولها إلى ما أصبحت عليه الآن في إطار عرضي تجربتي في علاج الزهايمر:

أولًا: علاج الزهايمر بالأدوية

الأدوية في علاج الزهايمر مثلها مثل الأعمدة في بناء البيوت، حيث إن طبيب جدتي اعتمد في البداية على الأدوية، وفي الحقيقة فقد وصف لها العديد من الأدوية التي كانت سببًا في تحسن أحوالها، ولكن لم تكن السبب الرئيسي، وكانت هذه الأدوية كالآتي:

1- مثبطات أستيل كولينستراز

ما علمته من هذه التجربة أن تلك الأدوية هي أهم نوع أدوية يمكن لمريض الزهايمر أن يتناوله، ولها التأثير الأقوى في علاج الحالة، ولكن يجب أن تعلم عزيزي القارئ أنها ممنوعة من الصرف في حال عدم وصف الطبيب لها، فهي من الأدوية التي لا تُصرف ما دامت لم تُكتب بخط الطبيب.

كما أن الطبيب أكد على أنها من الأدوية اللازمة للحالة التي تعاني من الزهايمر والتي في حالتها الأولى والمتوسطة، وهم أصحاب الأعراض التي ظهرت على جدتي، وقال لنا إنه من أهميتها تجدون أن هناك أطباء يستخدمونها في الحالات التي تصل إلى مراحل متأخرة في الزهايمر.

كما أنه نوه عن الأعراض الجانبية التي قد نراها على جدتنا في بعض الحالات، وهذه الأعراض قال لنا إننا سوف نراها تمر بالغثيان والقيء، وقد تفقد شهيتها، ولكن هذا الأمر ليس ضروري، وأكد على عدم القلق من تلك الأعراض فهي تزول بمرور أسبوعين من تناول العلاج.

كما أنه قد وصف لنا بعض الأدوية الأخرى، والتي سأعرضها لكم في النقاط التالية وسوف أوضح لكم أهميتها، والجانب التي أثرت به مع جدتي:

2- ميمانتين

قال لنا الطبيب إن هذا الدواء من شأنه منع تأثير الكميات الزائدة من المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ عليها، ويُستخدم مع بعض الحالات وليست جميعها.

كما أنه عندما وجدنا في قلقل من كثرة الأدوية قال لنا إنه لا داعٍ من القلق فمريض الزهايمر يحتاج إلى الكثير من الأدوية من أجل أن تؤثر عليه بشكل يمكنه من خلاله أن يُسيطر على الأفكار الدماغية السيئة، وقال إن تلك الأدوية يمكن أن تستخدم في جميع مراحل الزهايمر، سواءً كان حاد أو بسيط.

لكن ما نعلمه جميعًا أن لكل دواء آثاره الجانبية الخاصة به، وهذا ما وجدته في تلك الأدوية من آثار جانبية، ظهر معها صداع وعانت من اضطرابات في المعدة ظهرت في الإمساك وكانت تشعر بالدوخة بعض الأحيان، وعندما تحدثت مع الطبيب لكي أسأله عن تلك الأعراض قال إنها أعراض لهذه الأدوية، وسوف تزول فقد تأتي مع بعض الحالات بشكل مؤقت.

3- أدوية لمعالجة السلوك الشاذ

بالطبع وأنا أتحدث معكم عن تجربتي في علاج الزهايمر، والتي ذكرت لكم أنها كانت مع جدتي، وجدتوا في حديثي أنها تعاني من اضطرابات سلوكية، والتي لاحظناها في الارتباك والقلق وهذه الامور المشابهة والتي تتعلق بالسلوك.

بعد أن انتهى المتخصص من وصف العلاجات الخاصة بالجسم بوجه عام، سألته عما إذا كان هناك علاج يساعدها على التخلص من هذا السلوك الذي يزعجها قبل أن يزعجنا نحن، وبالفعل اكتشفنا أن الطبيب المتخصص في علاج الزهايمر يقوم بوصف الأدوية التي تعالج تلك الحالات العصبية، والسلوك الشاذ لمريض الزهايمر.

نصحنا الطبيب في البداية بشأن هذا السلوك أن نكون صبورين، ونتحمل ما يحدث من أرق، وتكرار في الأسئلة، وفي حالة رغبتها في تذكر شيء نسعى جاهدين لتذكيرها به، أو الانحراف عن الأمر بأسلوب لبق وجيد حتى لا نؤثر على نفسيتها.

مقابل ذلك وصف لنا الأدوية التي تساعد على التخلص من تلك السلوكيات وما وصفه لنا كان دواء هالوبيريدول وأكد لنا بفاعلية هذا الدواء وأنه يُصنف من الأدوية المضادة للهذيان، ومعالجة الحالات التي تزهر العدوانية في سلوكها بشكل مستمر.

كما أنه وصف دواء اكتئاب، ولكنه قال لنا إنه يكون في الجانب الاحتياطي، فهو ليس مشروطًا تناوله يوميًا مع الأدوية الأخرى، ويجب اللجوء إليه وقت الحاجة فقط، وقال لنا إذا لاحظنا أعراض أخرى لم نقم بذكرها له، يتم إبلاغه بها على الفور لكي يبادر بعلاجها.

كما أنه قام بوصف بعض الفيتامينات والتي أكد لنا عن أهميتها، وأنها من المؤكد سوف تُحدث فارقًا كبيرًا معها في تقوية ذاكرتها مثل فيتامين هـ والجنكة والميلانونين وأوميجا 3، وقال إن تلك الفيتامينات لا تعالج، ولكنها تساعد الادوية الأساسية في العلاج، وفي حالة جدتي من التدهور أو التطور.

هذا كان الجزء العلاجي الدوائي والخطة العلاجية الدوائية التي قمنا باتباعها مع جدتي، دعوني الآن أوضح لكم النوع الآخر من العلاج الذي يتم اتباعه مع مرضى الزهايمر بواقع خبرتي في هذا المرض، مما مررت به مع جدتي في تجربتي في علاج الزهايمر.

ثانيًا: العلاج المنزلي للزهايمر

كان العلاج المنزلي من أهم العلاجات التي اتبعتها مع جدتي والتي يمكنني أن أطرحها لكم بكل حب من خلال عرضي لتجربتي في علاج الزهايمر، والتي من المؤكد أنها على الرغم من كونها خطة علاجية، إلا أنها ساعدتني في التقرب من جدتي أكثر، ونظرًا لحبي الشديد لها كان ذلك في صالحي، سوف أوضح لكم كيف:

1ـ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

كانت الخطة العلاجية المنزلية لجدتي صارمة، وكانت تتطلب منها المجهود البدني، فقد قال لي الطبيب إن تلك سوف تكون مُهمتي، ويمكنني أن أقوم بذلك من خلال المشي معها يوميًا، وأكد ان للمشي تأثير قوي على تنشيط الذاكرة ويحافظ على صحة الجسم، ولم يكن للزهايمر تأثير أو تطور آخر.

2ـ التغذية الصحية السليمة

جميعًا نعلم أن الغذاء هو العامل الأساسي في التأثير على الذاكرة أليس كذلك؟! فمن منا لا يعاني من النسيان، وبمجرد الذهاب إلى الطبيب يقول لنا إن التغذية لها العامل الرئيسي في النسيان، وذلك نظرًا لانتشار المواد الحافظة في أغلب الأطعمة التي نتناولها.

لكن هنا أكد عليَّ الطبيب أن اتبع نظام غذائي صحي مع جدتي، كما أنه قال إن مرضى الزهايمر قد ينسون الأكل، وهذا يؤثر عليهم وعلى ذاكرتهم بالسلب، لذا فقد كانت مُمهمتي إطعامها ويكون الطعام صحي.

كما أنه قال إن المشروبات هامة جدًا، وأكد على ضرورة ابتعادي عن إعداد مشروبات تحتوي على كافيين لها، ولكن ما يمكنني أن انبهكم له، هو عدم الإكثار من تلك المشروبات حتى لا يتطور الأمر مع مرضاكم ويكونوا بحاجة إلى التبول المستمر.

من المشروبات التي أوضح لي الطبيب أهميتها هي المشروبات التي تُباع في الصيدليات والتي تحتوي على مكملات غذائية، ويكون بها مسحوق الحليب والبروتين، وأكد أن جدتي قد تمر بحالة من عدم الرغبة في تناول الأطعمة، وهنا تأتي مهمة تلك المساحيق.

3ـ العلاج بالأنشطة

هذا العلاج في تجربتي مع علاج الزهايمر كان من أفضل أنواع العلاجات التي مررت بها مع جدتي، والتي ساعدتني بالفعل على التقرب منها، فقد كنت أقرأ لها القصص ولكن كان هذا الأمر بهدف تنشيط ذاكرتها، ومساعدتها على التفكير الجيد.

كنت أجلب لها الخيط التريكو وأجلس بجانبها وأجعلها تعلمني، وعندما تنسى كنت أساعدها في تذكر ما كانت تفعله، وكان لهذا الأمر تأثير نفسي قوي لديها، فقد كانت تمر بلحظات سعيدة، وخاصةً أنها تحب الخياطة.

كنت أمارس معها جميع أنواع الأنشطة، وكنت أجلس بجانبها لمشهدة التليفزيون، وكنت أقصد الحديث معها في الكثير من الأمور القديمة من أجل أن أذكرها بها، ولكن عندما كنت أشعر أنها كادت تمل كنت أنهي هذا الحديث حتى لا تُجهد ذاكرتها.

الآن أكون قد أوضحت لكم الخطة العلاجية بجميع تفاصيلها، ويمكنني القول إن ما فعلته مع جدتي من علاج بالمنزل، كان أقوى تأثيرًا على ذاكرتها، ومساعدتها على التعافي قليلًا من الزهايمر وعدم تدهور حالتها.

لكن أود أن أوضح لكم بعض التحذيرات التي قدمها لي الطبيب من إهمال جدتي، وإلى أي مدى سوف يصل بها الحال إذا أهملتها.

مخاطر إهمال مريض الزهايمر

يوجد الكثير من المخاطر التي نوه عنها الطبيب في حال ترك المريض وإهمال علاجه وعدم تقديم الدعم له، وهي ما علمت به من تجربتي في علاج الزهايمر مع جدتي، وقد قال لي الطبيب إن الحال سوف يصل بها إلى الآتي:

  • قال لي الطبيب إنها سوف تصل إلى مرحلة متأخرة، والأوهام سوف تزداد، وسوف تعيش في رعب.
  • أما عن حالتها الجسدية فسوف يصل بها الأمر إلى عدم القدرة على البلع، وسوف يصل بها الحال إلى مواجهة صعوبة في تناول الأطعمة.
  • كما أنها سوف تتدهور أحوالها إلى عدم القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر.
  • سوف تكون مريضة زهايمر متأخر وتتبول لا إراديًا.
  • سوف تفقد وزنها وأيضًا كلامها.
  • غير ما سوف تواجهه من مشكلات قوية جدًا في الذاكرة.

اقرأ أيضًا: حالات شفيت من الزهايمر

نصائح لرعاية مريض الزهايمر

من المهم أن تعلموا جيدًا أعزائي القراء أن ما تقدمونه من رعاية لمريض الزهايمر هو العامل الأساسي في نجاح الخطة العلاجية، والتأثير النفسي لديه يكون أكثر قوة على تغلب المرض من التأثير الجسدي.

من خلال تجربتي في علاج الزهايمر التي مررت بها مع جدتي يمكنني أن أضع لكم بعض النصائح الهامة، والتي أحدثت فارقًا كبيرًا في حالة جدتي، وهي:

  • يجب أن تتقبلوا المريض بجميع ما هو عليه من تقلبات مزاجية وأخرى عاطفية، وغيرها من التغيرات التي سوف ترونها تحدث به.
  • طول البال والصبر على المريض، وعدم التأفف أمامه أو إشعاره بالضيق.
  • أقرا عن المرض وتعلم كثيرًا عنه من أجل معرفة كيفية التعامل مع مريض الزهايمر.
  • صحبته معك في التجمعات دون حرج، ودون أن تدع مجالًا للآخرين بالاستهتار به.
  • دافع عنه ولكن لا تفعل ذلك بطريقة مبالغ بها بشكل قوي، لأن هذا الأمر يؤثر به.
  • في الحالات الخطيرة يجب عليك تقبُل الأعراض السيئة مثل حاجتهم للمساعدة في دخول الحمام، أو ما شابه من تلك الأشياء وتعامل معه وكأنك تتعامل مع طفل صغير في مقتبل حياته لا يعلم كيفية الاعتماد على النفس.
  • اعتني بمظهر المريض جيدًا، واجعله ذا شكل متناسق لان ذلك يؤثر على حالة الاكتئاب التي قد تُسيطر عليه من المرض.
  • تجلب له الأصدقاء والأقارب الذين يجلسون متحدثين معه عن الذكريات من أجل تنشيط ذاكرته دائمًا.
  • وفر له في أغلب الأوقات البيئة الهادئة التي لا تتسبب له في التوتر والإزعاج، والتي لا يوجد بها الكثير من الضوضاء.
  • في حالة عدم قدرته على التذكر لا تتبع أسلوب الضغط عليه اتركه وسوف يتذكر الأمر من تلقاء نفسه.
  • في حال رغبته في العزلة اترك له حرية الاختيار ودعك من إجباره على التجمعات.

في نهاية عرضي لتجربتي في علاج الزهايمر أود أن أوضح لكم أنه مرض ليس هينًا، ويجب عليكم الاستعداد لتغيير نمط حياتكم من أجل المريض، فما زالت جدتي لم تتعافى كُليًا، وإنما حالتها في تحسن وهذا ما نتمناه وهو عدم تدهور أحوالها إلى الأسوأ.