تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال تُعتبر واحدة من أبرز التجارب وأكثرها نجاحًا فيما يخص العلاجات الهرمونية، فبين من أعرفهم من الأُمهات اللواتي خُضن نفس هذه التجربة مع أولادهن أرى أن ما مررت به مع صغيري تُعتبر التجربة الأفضل من ناحية المردود والنتيجة، لذا قررت عبر موقع سوبر بابا مُشاركتكم ما جاء في هذه التجربة.

تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال

من المؤكد أن هرمون النمو يُعتبر واحدًا من أبرز العناصر التي يعمل الجسم على إفرازها وأكثرها أهمية بلا مُنازع تقريبًا، وعلى الرغم من كون هذه الهرمونات تُفرز على مدار حياة الإنسان لبناء أنسجة الجسم وترميمها إلا أن أكثر المراحل التي تشهد إفراز هذا الهرمون بشكل مُركز هي مرحلة الطفولة.

في خلال هذه المرحلة يكون الجسم في أمس الحاجة للبناء السريع للأنسجة، وذلك في سبيل استكمال عملية النمو، فولادة الطفل وخروجه من جوف أُمه ورحمها لا يُعبر على الإطلاق عن كون نموه قد اكتمل، فكافة الأجهزة والأعضاء الحيوية الخاصة به تكون تحت طور النمو الذي يطول كثيرًا في واقع الأمر.

نُلاحظ في هذه الفترة من حياة الطفل كون نسب هذا الهرمون تكون في أقصى مستوياتها، ولكن لم يكُن هذا الحال مع صغيري، فولادتي لطفلي الأول التي جاءت بعد عناءٍ طويلٍ لم تكتمل بها سعادتي حينما عرفت أن هُناك خلل في الغُدة النُخامية لديه ولا يقوى جسمه على إفراز هرمون النمو.

قد لا يبدو هذا الأمر كبيرًا أو مؤثرًا للبعض ولكن يكفي أن تعرفوا أن هذا الهرمون يُساهم في تحفيز نمو العظام، العضلات، الجلد بالإضافة إلى خلايا الدماغ والأعصاب وغيرها من الأنسجة حول الجسم، ما يعني أن نقصه قد يتسبب في كارثة مُكتملة الأركان دون أدنى مُبالغة.

أول ما لاحظته على صغيرة هو قصر القامة مُقارنةً بأقرانه، وعلى الرغم من كون هذا الأمر طبيعيًا وشائعًا إلى أنه كان غريبًا بالنسبة لي، ويرجع السبب في ذلك إلى كون كافة أفراد العائلة تقريبًا طوال القامة، كما أنه بحلول عيد ميلاده الثالث أذكر أن وجهه كان صغيرًا مُقارنةً بجسده المُمتلئ.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع زيت الخروع للأطفال للإمساك

تشخيص الإصابة بنقص هرمون النمو

ما كان مني حينها إلا أن توجهت إلى مُقدم الرعاية الطبية الذي كان يُشرف على مرحلة حملي وولادتي بأكملها، وفي واقع الأمر كان التشخيص الأول للحالة قاطعًا للشك باليقين بالنسبة لي، ولكن على الرغم من ذلك طلب الطبيب المُختص إجراء بعض الفحوصات والتحاليل مثل:

1ـ تحاليل الدم

هذه التحاليل غالبًا ما يكون لها القُدرة على إظهار مُستويات هرمون النمو في الدم وغيرها من الهرمونات الأخرى التي ترتبط به، وفي بعض الأحيان لا يتم إعداد هذه التحاليل إلا بعدما يتم إعطاء الطفل مواد تُساهم في رفع مستويات هرمون النمو للتأكد.

2ـ التصوير بالرنين المغناطيسي

هذا الاختبار يدخل في إعداده مغناطيسات كبيرة الحجم لها القُدرة على إظهار صور مُفصلة لأنسجة الجسم وإظهارها على شاشة الكمبيوتر.

3ـ التصوير بالأشعة المقطعية

هذه الاختبارات التي تُعتبر سلسلة طويلة من صور الأشعة السينية المُتداخلة لها القُدرة على أن تُظهر العظام، العضلات، الدهون وغيرها من الأعضاء والأجهزة الحيوية للجسم، وفي تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال كان هذا الاختبار هو الأبرز.

أكدت نتائج هذه التحاليل مخاوفي وتوقعات الطبيب المُختص، فصغيري كان يُعاني من نقص كبير في هرمون النمو، ولكن قال لي مُقدم الرعاية الطبية إنني لاحظت الموضوع في فترة مُناسبة للغاية للبدء في العلاج، فلقد علمت من كلامه أن العلاج المُبكر يضمن نتائج أفضل وأسرع، وفعلًا في هذا اليوم كانت أولى أبواب تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع ديكال ب 12 للأطفال

بداية الرحلة العلاجية وبرنامج الهرمونات

لا يُمكنني على الإطلاق أن أنكر العوامل التي أدت إلى نجاح تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال، فالفضل كُل الفضل يعود بعد الله تبارك وتعالى إلى الكشف والعلاج المُبكرين، فالتأخر في التشخيص، الكشف والعلاج يتسبب في انخفاض نسب واحتمالات وصول الطفل إلى طوله المُناسب كما هو حال البالغين من عائلته وأقرانه.

كما أن عدم العلاج على الإطلاق سيتسبب بكل تأكيد في قصور نمو الطفل الصغير وعدم وصوله على الإطلاق للنمو الطبيعي الخاص به، والجدير بالذكر أن البرنامج العلاجي الذي يعمل على رفع نسب هرمون النمو بشكل خارجي في الجسم يختلف اختلافًا جذريًا من حالة مرضية لأخرى.

في تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال كان البرنامج العلاجي الذي وصفه الطبيب المُختص لولدي الصغير يتمثل في الحقن بشكل يومي باستعمال هرمون النمو الصناعي مخبري الإنتاج، وفي واقع الأمر خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح من 3 وحتى 4 أشهر إن لم تُخنِّي الذاكرة بدأت بوادر التحسن ونتائج الإبر بالظهور.

في بعض الأحيان تنشط الغُدة النُخامية بشكل جُزئي أو كُلي، وهو ما يتسبب في تقليل الجُرعة التي يجب استعمالها، ولكن الغالبية العُظمى من الحالات تستمر في تلقي العلاجات الهرمونية الصناعية على مدار حياتها حتى تصل إلى سن البلوغ أو المُعدلات الطبيعية للنمو.

هذا ما حدث في تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال، فصغيري يأخذ اليوم الإبر للعام الخامس على التوالي تقريبًا، ولكن حمدًا لله ظهر عليه تحسن كبير، وفي واقع الأمر أكثر ما كُنت أخاف منه هو تأثير نقص الهرمونات بشكل سلبي على ذكاء طفلي.

لكنني عرفت أن لا علاقة لها بذلك في غالب الأمر، وولدي مُتفوق في دراسته، وأتوقع له مُستقبلًا باهرًا، وسأسعى جاهدةً حتى أُكمل معه تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال التي تُكلل يومًا بعد يوم بالنجاح.

على الرغم من كون تجربتي مع إبر هرمون النمو للأطفال بدأت في العام الثالث لطفلي إلا أن هذا لا يعني كون من هُم أكبر سنًا لا يُمكنهم العلاج باستعمال الهرمونات أو مُلاحظة التحسن، فبكل تأكيد العلاج يكون أسهل في الحالات العُمرية الصغيرة، ولكن الأمل يبقى حليفنا طالما أننا نؤمن بذلك.