تجربتي مع السعوط للأطفال

تجربتي مع السعوط للأطفال ليست شخصية بعض الشيء ولكنها قد أثارت فضولي لأكتشف أكثر عن تلك الطريقة للعلاج، في البداية ظننت أنه عبارة عن عشب ما أو اسم دواء، ولكن مع الخوض بالتجربة ومواكبتها وجدت أنه شيء معروف لدينا جميعًا وليس بالمملكة فقط، لذا فيما يلي أشارككم تجربتي عبر موقع سوبر بابا.

معرفتي بالسعوط الهندي

من ضمن التجارب التي شاركتني إياها إحدى الصديقات هي فوائد السعوط لابنتها، ولأنها تقطن في المملكة العربية السعودية كان بالنسبة لي أول مرة أسمع باسم تلك العشبة في حياتي، ومن وقتها حاولت البحث أكثر عن فوائده وماهيته بالأساس.

لأجد أنه من المواد العلاجية التي يتم استخدامها منذ زمن طويلة، ويطلق على اسمه العطوس كذلك وهو عبارة عن باودر يتم استنشاقه من الأنف وأكدت الأبحاث الطبية أن له فوائد مختلفة للجسم، ويمكن استخدامه بأمان.

السعوط في السنة النبوية

عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ استَعطَ” [صحيح أبي داوود].

أغلب علاجات الأعشاب يكون المصدر القوي لها هو السنة النبوية الشريفة، حيث إنها تكون اقتداءً بالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو ما جعله على مدار السنين وحتى الآن من أفضل الطرق المستخدمة لعلاج بعض الأعراض لمشكلات صحية تظهر على الجسم كالمغص.

أما عن فوائده فقد جاء عن أم قيس بنت محصن ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:

“علَيْكُم بهذا العُودِ الهِنْدِيِّ، فإنَّ فيه سَبْعَةَ أشْفِيَةٍ، منها ذَاتُ الجَنْبِ يُرِيدُ الكُسْتَ، وهو العُودُ الهِنْدِيُّ، وقَالَ يُونُسُ، وإسْحَاقُ بنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عليه.” [صحيح البخاري].

فوائد السعوط لابنة صديقتي

على الرغم من أن تجربتي مع السعوط ليست شخصية، إلا أنني قد تابعت مراحلها مع ابنة صديقتي بشكل دقيق، فبعد أن أخبرتني عن اسم تلك العشبة وأنها سوف تستخدمها لابنتها التي تعاني من مغص شديد وانتفاخ في البطن مع تراكم الغازات، قد أخبرتني فيما بعد بالفوائد التي لاحظتها على ابنتها إثر تناول تلك العشبة، ومنها:

أصبح ألم المغص أقرب إلى الاختفاء بدايةً من اليوم التالي لأخذ العلاج.
تخلصت الطفلة من انتفاخ البطن لديها وهو ما رأيته في مكالمة الفيديو.
سهّل السعوط من عملية الهضم لدى الفتاة.
قلل السعوط من مشكلة الإسهال التي عانت منها الفتاة بجانب الانتفاخ.

السعوط والرضع

أثناء حديثي بعد ذهاب الطفلة في نوم عميق بتناول السعوط والنعيم بالهدوء وزوال الألم، قد أخبرتني صديقتي بشكل أكثر عن تجربتها مع السعوط للرضع، فحينما ذهبت إلى الطبيب نصحها بها لكي تتخلص من بعض المشكلات لدى صغيرها بجانب الأدوية.

بالطبع لم تنتابني الدهشة لأن يكون هناك علاج للرضع بالأعشاب، ولكن الدهشة كانت في فوائد تلك العشبة من أجل الطفل الرضيع، والتي تمثلت في الآتي:

يقلل من الخوف والتوتر لدى الأطفال، وهو ما يعالج بدوره مشكلة التبول اللاإرادي.
يُخلص الطفل من الغازات والانتفاخات في البطن.
يساعد في تسكين الآلام بفترة التسنين التي تتسبب في الكثير من الإزعاج للطفل ومن حوله.
من ضمن الفوائد التي أخبرها بها الطبيب ولم تلاحظها على طفلها هي أنه يستخدم لكي يقلل من بكاء الطفل في حالة كان كثير البكاء، أو أن يعالج مشكلة الشرقة.

كيفية استخدام السعوط للأطفال

أثناء مشاركة صديقتي تجربتها مع طفلتها باستخدام السعوط، قد كان تساؤلي لها كيف تعطيها تلك العشبة دون أن تزجر الفتاة أو تتضايق من مذاقها.

كانت إجابتها أنه يتم تذويب السعوط في الماء الساخن وإعطائه للطفل في حالة كان كبير السن، أما في حالة الرضع فإنه يتم تذويب السعوط مع الحليب من ثم إعطائه لمن يرضع.

أنواع السعوط

أثناء بحثي أكثر عن عشبة السعوط بعد تجربة صديقتي مع طفلتها، علمت أن له عدة أنواع لكل منها مكونات مختلفة عن الآخر، أنقلها لكم فيما يلي:

سعوط الشراب: وهو ما يكون من محلب، عنزروت، سكر نبات، كمون وعصفر، وذلك ما قد استخدمته صديقتي ويعطى بنفس الطريقة سالفة الذكر لتنظيف بطن الطفل.
سعوط الشم: من ضمن الأنواع المخصصة للتخلص من القلق والفزع لدى الطفل، حيث يهدئ من روع الطفل كثير البكاء وهو عبارة عن كمون، حرمل، خوا جوا، قسط وزاجه وبعض من الناس يضعون عليه التنباك.

بالنسبة للسعوط المخصص للشم فإن طريقة استخدامه تكون مختلفة عن سعوط الشراب، حيث يتم أخذ مقدار من المكونات ويمسح بها على الفم والكفوف الخاصة بالطفل.

السن المسموح فيه باستخدام السعوط

إحدى الأمور التي قد تجادلت مع صديقتي بخصوصها أنه ما إذا كان السعوط غير مناسب لطفلتها، فلا يجب أن يتم تناول أي من العلاجات العشبية دون استشارة طبية، وكانت إجابتها أن الأطباء ينصحون به لمن هم بعمر أربعة أشهر فيما فوق ذلك السن، ويمنع استخدامه لمن هم دون ذلك حتى لا يتسبب لهم في أي من الأضرار أو المشكلات الصحية.

السعوط هو القسط الهندي

بالضبط.. ما اكتشفته بعد جدال طويل وبحث أطول عن السعوط بعد تجربة صديقتي السعودية معه أنه هو القسط الهندي، ولكن سُمي بالسعوط لأنه يتم استنشاقه في الأساس من خلال الأنف، فيصل إلى الدماغ ويخرج منها ما هو داء.

السعوط يهدئ نفسية الطفل

من ضمن الأمور التي علمتها عن السعوط واستخداماته لدى صديقتي للأطفال أنه يساهم بشكل كبير وفعال في التخفيف من وطأة فزع الطفل عند الاستيقاظ من النوم، ومن منّا لم يمر بمثل ذلك الموقف مع طفل في العائلة!

قالت لي إن تلك العشبة ما إن يتم استخدامها بشكل فوري عند شعور الطفل بالفزع من النوم، أو في حالة كان كثير البكاء ويطيح بالكتب أو يعامل من حوله بشكل غير لائق، فإنه يشعر بالتحسن بعدها ويهدئ السعوط من روعه في الحال.

مدة استخدام السعوط للصغار

من الهام الانتباه أثناء استخدام السعوط فمن خلال تجربتي مع صديقتي قد سمعت عن أمور يتعجب لها أهل الأرض، فهناك من يجبرون أطفالهم على تناول السعوط دون رغبة منهم أو وجود داعٍ له بالأساس.

فيكون الصغير لا يعاني من أي أعراض مؤرقة وتجبره والدته على تناوله، وهذا غير صحيح، كما أن استخدام السعوط يكون حسب الحاجة فقط في حالة كنت ترغبين بالحصول على العلاج السريع للطفل لحسن استشارة الطبيب.

أي لا يجب الاستمرار عليه لفترة طويلة من الوقت، لأن الطفل قد يكون يعاني من مشكلة صحية أخرى تتطلب العلاج الفوري بالعقاقير الطبية المناسبة لحالته الصحية وعمره.

حقيقة السعوط والسحر

من تجربتي بخصوص السعوط أنه يستخدم لدى فئة من الناس من أجل علاج السحر والرقية الشرعية، ولا أخفيكم سرًا لم أجد أدلة تثبت أنه يساهم في الخلاص من مشكلة السحر أو علاج الجن، ولكن يقال إنه يتم استخدامه من أجل إبطال كل من السحر المشروب أو المأكول.

تجربتي مع السعوط للأطفال قد أثارت انتباهي وفضولي لأعرف أن هناك بعض الأعشاب التي يمكنها تخليص الطفل من المغص الشديد والانتفاخات، أو حتى أرق التسنين بكل سهولة في فترة وجيزة، ولكن أنصح باستشارة الطبيب بخصوص أمانه لحالة الطفل.