تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال تُنهي الجدل حول خطورتها على الصغار، فإنها من ضمن الإجراءات الجراحية الصعبة في خطواتها من حيث فتح الصدر ووضع المريض على أجهزة صناعية، لذا فيما يلي عبر موقع سوبر بابا قررت أن أشارككم تجربتي مع عملية القلب المفتوح.

تشخيص وخبر عملية القلب

“جراحة القلب المفتوح” واحدة من العمليات التي نخشى على المريض من إجرائها، وفور سماع الخبر ما إن يطرأ على بالنا العديد من الأفكار المخيفة والغريبة، ولذا قررت أن أشارككم تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال لكي يتم التخفيف من وطأة الخبر على أسماعكم، أو الإلمام بجوانب تلك العملية الإيجابية والسلبية والتخلص من الشكوك والتردد في إجرائها.

لي ابنة خالة أعزها بشكل كبير ولها في قلبي ود وغلاوة ما يماثلها أحد آخر، وذلك على الرغم من أنها تقطن في دولة أخرى غير التي أقطن بها، ولكن التواصل بيننا والقليل من الكلمات الطيبة كافٍ لكي يكون الود غالب على العلاقة والمسافات.

ذات يوم علمت بخبر أن لديها مشكلة صحية تجعلها تعاني من أعراض كثيرة مؤرقة وغير مناسبة مع حيوية سنها أو حتى وزنها، فقد اعتقد أهلها في بداية الأمر أن الفكرة تكمن في أنها ضعيفة الجسد أو البنية نتيجة تناول الكثير من الأطعمة من خارج المنزل، إلا أن تعرض مثل تلك الطفلة لهذا الألم والصعوبة الكبيرة في أداء مهامها اليومية المعتادة.

أو التورم في قدميها الذي ظهر مع مرور الوقت وأهلها يعطونها الأدوية التي لا علاقة لها بالمشكلة الأساسية، إلى أن حانت لحظة إجراء رسم القلب وأشعة إيكو، والعلم بأن صغيرتنا تعاني من مشكلة انسداد القلب وهو ما يتسبب في ضعف القلب بشكل كبير، ومن هنا علمنا بأن الطبيب نصح بإجراء عملية القلب المفتوح.

عيب خلقي وجراحة القلب

على الرغم من أن علاقتي بتلك الصغيرة قوية ومليئة بالود والحب إلا أنه لم يكن لدي العلم بأن لديها عيب خلقي تعاني منه منذ ولادتها، وقد كانت تسير على بعض الأدوية الطبية التي كتبها الأطباء ولكن لم يُجدي الأمر نفعًا مع مرور الوقت وتطلبت حالتها الجراحة الفورية.

فإن هناك بعض الحالات الطارئة التي لا بد لها من الخضوع لإجراء عملية القلب المفتوح، وتعد العيوب الخلقية واحدة من ضمنها، بينما تتمثل الحالات الأخرى فيما يلي:

  • انسداد الصمام.
  • في حالة الانقسام في الشريان الأورطي.
  • إن كان هناك إصابة عرضية مباشرة بالقلب.

اقرأ أيضًا: الاستيقاظ من النوم بسبب ضربات القلب

فحوصات قبل عملية القلب المفتوح

من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال التنويه أن هناك بعض الفحوصات التي قد خضعت لها الفتاة قبل إجراء تلك العملية، وتمثلت فيما يلي:

  • رسم القلب.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية “الأشعة السينية” على الصدر.
  • إجراء اختبارات وظائف كل من الكبد والكلى.
  • إجراء تحليل دم كامل.
  • القياس لمعدل نبضات القلب.

هل عملية القلب المفتوح آمنة على الأطفال

في سابق عهد عملية القلب المفتوح قد كانت عبارة عن خطير كبير يتعرض له الطفل والأهل في آنٍ واحد، ولكن بالتطور التكنولوجي وزيادة المستشفيات التي تتيح إجراء العمليات الجراحية الخطيرة كتلك على أيدي متخصصين قد أصبح الأمر أقل وطأة.

لا يمكننا الجزم أن تلك العملية بالإجراء السهل أو أنه من الممكن تخطيها بدون آثار جانبية، ولكن ما هو مؤكد أنها آمنة ولا داعِ للقلق الجسيم على الطفل في حالة كانت هي الحل الوحيد المتبقي لكي ينعم بالصحة الجيدة والجسم السليم.

لذا وجب التنويه أن تلك العملية تحتاج إلى العناية بالمريض بعد خروجه من المستشفى بالشكل الجيد، وضرورة الانتباه لأن يتم تناول العلاج الموصوف من قبل الطبيب في موعده، لتجنب تعرضه لأي خطر ومرور فترة النقاهة بسلام.

ما قبل عملية القلب المفتوح

بمتابعتي لحالة الصغيرة قد علمت أنه طُلب منها بعض الإجراءات قبل الخضوع لتلك العملية الجراحية، وهي ما أخبرتني بها من باب المشاركة بالشيء لتخف صعوبته على القلب، فقد منعت تناول الطعام أو الشراب من منتصف ليل الليلة التي سوف تخضع فيها للعملية.

كما أنها توقفت عن تناول أي من العقاقير الطبية التي تتناولها أو حتى المسكنات للتخفيف من الألم، ومن ثم باليوم التالي قد تم إجراء تلك الفحوصات السالفة الذكر في الصباح الباكر.

تجربة الإفاقة من عملية القلب

قد دخلت الصغيرة العمليات في منتصف الظهر والعشرة دقائق، وقد كانت تلك أصعب اللحظات على كل فرد في العائلة بنفس الدولة أو خارجها، وما كان يُطمئن أنها تحت تأثير التخدير الكلي ولن تشعر بأي شيء حمدًا لله، وتلك الجراحة تكون في الصدر ويتم شقه نصفين.

في تلك اللحظات وهي داخل العملية قد تطلب الأمر نقل الدم إليها لكي تبقى على حال جيد، وطلبوا منّا أن يتم التبرع ممن هو نفس الفصيلة فقط لحصولها على الدماء، وبالفعل قد تم التبرع وإمدادها بالدماء بنجاح.

بعد خمس ساعات متواصلة قد تمكنّا من الاطمئنان أن العملية قد تمت بنجاح، وقد مضى الجزء الصعب وبقي الجزء الأصعب ألا وهو الإفاقة، فقد تم نقلها إلى غرفتها في العناية المركزة لكي تفيق من المخدر الكلي.

الصعب هنا هو المظهر الذي تكون عليه الحالة بعد خروجها من غرفة العمليات، فإن الأنابيب تكون متصلة بالصدر، الرقبة وكذلك الأنف، وكانت هي نائمة لم تستيقظ بسهولة، وتلك الفترة التي قضتها في غرفة العناية تحت الملاحظة قد كانت يومين.

لم تأكل فيهم الطعام مباشرةً أو الماء الذي طلبته بعد الإفاقة التي لم تأخذ من الوقت سوى الساعتين، فلا تقوموا بإعطاء الطفل المياه أو أي مما يطلبه سوى باستشارة من طاقم التمريض أو الطبيب ذاته، وهم يوفرون له الغذاء والطعام بالمحاليل أو الطعام الخفيف الذي يقدمونه ولا خطر من ذلك.

فترة النقاهة من القلب المفتوح

بعد ذلك قد تم نقلها إلى غرفة تم تجهيزها من أجلها لحين الخروج من المستشفى حينما تكون الحالة مستقرة، وقد تم إزالة كل الأنابيب والقسطرة التي تعلقها، مع نصيحة الطبيب بالحركة الخفيفة وهي ما كانت مؤلمة بالنسبة لها ولكن ضرورية.

حمدًا لله لم تطول تلك الفترة التي جلست فيها صغيرتنا في المستشفى، فإن الحالة قد تمت متابعتها من قبل أطباء متخصصين وأصبحت تتمتع بالصحة الجيدة وحالتها النفسية هي ما احتاجت الاهتمام لفترة أطول.

اقرأ أيضًا: أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب

الحكة في الصدر بعد عملية القلب

من الأعراض الشائعة لدى الكثير من الصغار والكبار بعد إجراء عملية القلب المفتوح هي الشعور بزيادة الرغبة في الحكة أو وجود شد في الصدر إثر الجراحة، وكذلك ببعض الحالات قد يكون هناك حكة كذلك في القدم في حالة تم استخدام أوردتها لأجل الترقيع.

بينما في تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال قد رأيت منها أن الحكة في الصدر هي ما كانت مسيطرة بشكل كبير عليها، ولذلك قد تم الوصف لها عدد من الأدوية المسكنة للآلام والتي كانت تواظب عليها لأجل الشعور بالتحسن والتخفيف من وطأة الحكة أو الشد بالصدر.

العناية بجرح القلب المفتوح

ما جعلني أذكر لكم أن الاهتمام بالطفل بعد إجراء العملية هو الأهم والجزء الذي يحتاج الكثير من المجهود، هو ما رأيته في تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال، فإن هناك طريقة معينة ينبغي بها التنظيف والتطهير لمنطقة الجرح في الصدر.

قد كانت تلك الطريقة من خلال استخدام القطن والبيتادين، مع محاولة تنظيف ما حول الجرح والجسم بالماء الدافئ، دون أن تصل أي قطرة مياه إلى الجرح، ومن ضمن التنويهات التي أعلمنا بها الأطباء في تلك الفترة هي أنه في حالة ظهور أي شكل غريب أو عرض جانبي على الجرح مما يلي يجب الاستشارة فورًا:

  • الاحمرار في الجلد.
  • الشعور بسخونة الجرح.
  • في حالة وجود إفرازات ناتجة عن الجرح.
  • إن كان هناك ارتفاع في درجة حرارة الطفل عن المعدل الطبيعي.

مدة التعافي من القلب المفتوح

من الجدير بالذكر أن الأطباء قد أخبروا بأن مدة التعافي من القلب المفتوح للصغار تكون من ثلاث إلى أربعة أسابيع على الأقل بالجلوس في المنزل، ولكن في تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال قد احتاجت لأن تجلس حوالي ستة أسابيع في المنزل لحين بداية استرداد الصحة.

لذا من الهام استشارة الطبيب على الفور بخصوص عودة الطفل إلى ممارسة أنشطته اليومية بالشكل الطبيعي بعد عملية القلب المفتوح، فكل حالة تختلف عن الأخرى.

مضاعفات بعد عملية القلب

بالحديث عن تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال فهناك نقطة هامة قد أخبر الأطباء بها خالي حمدًا لله لم تحدث معنا ولكنها واجبة الذكر كي يتم التنويه أنه في حالة ظهورها ينبغي استشارة الطبيب على الفور بعد العملية، وهي ما تتمثل فيما يلي:

  • مواجهة الضيق في التنفس.
  • فقدان الشهية أو سوء التغذية.
  • في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • إن كان هناك فقدان للوزن مفاجئ.
  • الازرقاق في الشفتين أو اللسان وما حول الفم.
  • زيادة خمول الطفل.
  • الألم أو وجود القيح في موضع العملية.

عواقب عملية القلب المفتوح للأطفال

في الواقع بتجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال أجد أنها من الإجراءات الجراحية الآمنة والتي لا تتطلب الخوف أو يتواجد لها مضاعفات خطيرة، ولكن فيما يلي يلزم أن أنوه على بعض المضاعفات التي قد تطرأ في حالات نادرة على الطفل إثرها لاستشارة الطبيب في حالة وجودها:

  • نزيف الطفل.
  • الشعور باضطراب في نبضات القلب.
  • زيادة العرض للتجلط.
  • الإصابة بالعدوى.
  • التعرض لمضاعفات التخدير.

نسبة النجاح لعملية القلب المفتوح

إن تجربتنا مع عملية القلب المفتوح للأطفال قد كانت ناجحة بنسبة 95% والجدير بالذكر أنه بالبحث وجدت أن نفس النسبة تنال النجاح مع مختلف الحالات الأخرى، ولكن ما تعتمد عليه تلك النسبة للنجاح هي أن يتم إجراء العملية في الوقت المناسب وتجنب التأخر.

بالإضافة إلى ذلك فإن المكان الذي يتم فيه إجراء العملية مع طبيب متخصص هو ما يعد عاملًا لنجاح العملية كذلك، والجراح الخبير يتعامل مع الحالات بسهولة وخبرة.

اقرأ أيضًا: أسباب ضربات القلب السريعة بدون مجهود

نصائحنا بعد عملية القلب

هناك إرشادات هامة لا بد من اتباعها بعد إجراء الطفل لعملية القلب المفتوح، وذلك لكي يتمتع بالتعافي في فترة وجيزة والتخلص من الآثار الجانبية الصعبة، وتتمثل فيما يلي:

  • ينبغي التزام الطفل الراحة بعد العملية، وعدم قيامه بأي من المجهودات الشاقة.
  • من الهام تجنب إعطائه أي من المشروبات التي تحتوي على نسبة من الكافيين، لأنها تؤثر بدورها على نبضات القلب.
  • المتابعة مع الطبيب المختص بشكل دوري لأجل إجراء الأشعات اللازمة والفحص الدوري للاطمئنان على صحة القلب وتبعيات العملية.
  • من الضروري لانتباه لتنظيف الجرح برفق وفي الموعد المناسب لكي يتم الحفاظ على عدم وجود مضاعفات فيه.
  • ينبغي الحرص على تغذية الطفل بالشكل الجيد وإعطائه ما يحتاج من عناصر غذائية تعزز من مناعته.
  • يلزم الحفاظ على نفسية الطفل وعدم تعريضه لأي من الأمور التي تتسبب في الضرر بحالة قلبه ونفسيته.
  • ينبغي تجنب تعريض الطفل لأي من المدخنين أو التدخين.

إن تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال قد كانت مليئة بالمشاعر المضطربة، فقد بدأت بالخوف والتوتر وما إن أفاقت صغيرتنا أصبح الأمل والسعادة تملأ قلوبنا مع مزيج من التوتر ببعض الأحيان.