ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم معروف بين كثير من المسلمين، حيث إنه مصطلح يطلق على كل من تولى شؤون المسلمين من بعد وفاة في الثاني عشر من ربيع الأول في العام الحادي عشر من الهجرة، وكان ذلك له أثر كبير على المسلمين.. وقد جعل الرسول لهم الاختيار فيما بينهم والتشاور، ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بترتيبهم.

ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

كان هناك كثير من الآراء حول من يتولى الخلافة ومن لهُ الأحقية من بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خلافة المسلمين؛ حيث رأى أهل مكة أن المهاجرين لهم الأحقية فهم أول من آمنوا بالدعوة، وشهدوها من بداية ظهورها وفى المقابل كان الأنصار رأيهم أن لهم الاحقية فهم من نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وحملوا الدعوة.

تم ترشيح سعد بن عبادة الخزرجي لتولي الخلافة وكان من الأنصار، أما من المهاجرين تم ترشيح سقيفة بن ساعدة، ولكن في النهاية استقر المسلمين على أقرب الخلق للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو الصحابي الجليل سيدنا أبو بكر الصديق.. ليبدأ ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول على هذا النحو الموضح أدناه.

أولًا: أبو بكر الصديق  

  • هو أول من تولى الخلافة الإسلامية 11 إلى 13 هجرية، وهو أيضًا من العشرة المبشرين بالجنة.
  • كان أكثر الناس قربًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان له كثير من المواقف معه حيث إنه أول من صدقه وأول من آمن بالدعوة.
  • أطلق عليه لقب الصديق لشدة تصديقه للنبي في كل ما يقول ويفعل.
  • كما هاجر معه، وكان مع الرسول في كل خطوات ومراحل الدعوة الإسلامية.
  • كان الرسول يستشيره في كثير من القرارات التي تخص الدولة والمسلمين، لذا كان من الطبيعي أن يختاره المسلمين ويبايعونه على الخلافة.
  • كانت فترة حكمة من أقصر الفترات بالمقارنة مع الخلفاء الذين تولوا من بعده.

من أشهر الأحداث التي حدثت أثناء توليه الخلافة هي حروب المرتدين عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث:

  • تم التصدي لحركة الردة فيما يعرف بحروب الردة وصمم على القضاء على تلك الحركة في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية، وكانت تلك أول إنجازاته بعد توليه الخلافة.
  • أسس نظام الحكم الإسلامي من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
  • عمل على جمع القرآن الكريم في مصحف واحد لمقتل عدد كبير من القراء والحفظة في حروب الردة خاصة في موقعة اليمامة.
  • عمل على تجهيز الجيوش لاستكمال الفتوحات وبالفعل تم استكمال فتح مناطق من أطراف شبه الجزيرة العربية مثل الأنبار والحجيرة ودومة الجندل.

توفى أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- في يوم الاثنين الموافق 23 جمادى الآخر، وكان عمره وقتها 63عامًا وبذلك قد كانت فترة خلافته عامين وثلاثة أشهر وعدة أيام.

اقرأ أيضًا: مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

ثانيًا: الخليفة عمر بن الخطاب “الفاروق”

  • هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي.
  • ولد بعد عام الفيل وكان أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشر عامًا.. وجاء في ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول، في المرتبة الثانية.
  • لقب بالفاروق لأنه كان يعرف بحكمه العادل أي يحكم بين الناس بالعدل، ولأن الله -سبحانه وتعالى- فرق به بين الحق والباطل.
  • كما أعز الله به الإسلام، حيث أسلم في فترة مبكرة من الدعوة بسبب شجاعته، وأصبح ركن أساسي من أركان الدولة الإسلامية خلال عهدي الرسول وأبو بكر.
  • أوصى أبو بكر أثناء مرضه قبل الموت بخلافته بسبب مهاراته في القيادة وإدارة الشؤون الهامة.
  • بايعه المسلمون بعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق وأصبح ثاني الخلفاء الراشدين.
  • عمل على استكمال الفتوحات الإسلامية، استمرت فترة خلافته عشر سنين وستة أشهر.
  • من أفضل ما اشتهرت به فترة خلافته هي أنها كانت فترة عدل واستقرار وفتوحات إسلامية، حيث أضاف الكثير للدولة الإسلامية.
  • عمل على توطيد أركان الدولة الإسلامية وتوسيع أراضيها شمالًا وشرقًا وغربًا.
  • اهتم بشؤون الدولة الإسلامية فعمل على إنشاء الدواوين التي تشبه الوزارات ومنها ديوان الخراج وديوان العطاء والقضاء والأمن والشرطة والحسبة وغيرها التي يسرت أمور الحكم.
  • قام بتأسيس بيت المال أي تشبه وزارة المالية في الوقت الحالي، وكانت مهمته جمع مستحقات الدولة الإسلامية وإعادة توجيه إنفاقها بما يخدم مصالح الدولة.
  • انشاء التقويم الإسلامي وكانت سنة الهجرة هي بداية التقويم، حيث كان ذلك له أثر كبير في تنظيم المعاملات بين المسلمين وتدوين تواريخ إنجازاتهم بالتقويم الجديد.
  • في عهده تم فتح العديد من البلدان الإسلامية كالعراق والشام ومصر وليبيا وبلاد فارس، وأصبحت تلك البلاد بلدان إسلامية خالصة.
  • تم تأسيس عديد من المدن الإسلامية؛ مثل الكوفة والبصرة والفسطاط وغيرها من المدن التي لعبت دور بارز في تاريخ الإسلام والمسلمين.

تم مقتل الخليفة عمر بن الخطاب بواسطة أبو لؤلؤة فيروز الفارسي في صلاة الفجر، وكان اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة، في عمر يناهز ثلاثة وستون عامًا، وتم دفنه في الروضة الشريفة بجانب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق.

اقرأ أيضًا: من هم الخلفاء الراشدين وكم مدة خلافتهم

ثالثًا: عثمان بن عفان

  • هو أبو عبد الله بن عفان الأموي القرشي ولد بعد عام الفيل بست أعوام.
  • كان من السابقين المسلمين في الدخول للإسلام، ويجتمع نسبه مع الرسول عليه الصلاة والسلام في عبد مناف.
  • هو أحد المبشرين بالجنة وتزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم هما رقية وأم كلثوم.. وكان الثالث في ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول.
  • كان ميسور الحال، واشتهر بحيائه وأخلاقه العظيمة وبذل المال في سبيل الله؛ الأمر الذي شجع المسلمين على مبايعته لتولى الخلافة بعد وفاة عمر في السنة الرابعة والعشرين للهجرة.
  • هو ثالث الخلفاء الراشدين وكان ممن هاجروا الهجرتين الأولى والثانية.
  • كان رضى الله عنه من أفضل من قرأ القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يجمع بين العلم والعمل.
  • كان يعرف أيضًا بشدة إيمانه وصيامه وتهجده وصلة الأرحام والجهاد في سبيل الله.
  • استمر حكمه 12 سنة وهي أطول فترة في عهد الخلفاء الراشدين.
  • جمع القرآن في مصحف واحد رسميًا وتوحيد قراءته ولم يسمح بتداول غيره من المصاحف.
  • أرسل نسخ منه لجميع البلاد الإسلامية، ومازال المصحف يحمل الرسم أو الخط العثماني نسبة للخط الذي كتب به أيام الخليفة عثمان بن عفان.
  • قام رضى الله عنه بتوسيع المسجد النبوي حيث قام بشراء ما حوله من دور، وأيضًا بعد زيادة عدد المسلمين حيث أصبح المسجد لا يستوعب أعدادهم وضاق بهم المسجد الذي بناه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • استمرت في عهده الفتوحات الإسلامية وكان من المهم التصدي لدولة الفرس ودولة الروم، حيث تم في عهده فتح عدة بلدان مثل بلاد المغرب وبلاد النوبة.
  • امتدت الدولة الإسلامية في عهده لتصل الى بحر قزوين.
  • تم بناء أول أسطول بحري بعد اتساع حدود الدولة الإسلامية، حيث كان من ضمن هذه الحدود البحرية على شرق البحر المتوسط وجنوبه، وكان على المسلمين حماية تلك الحدود والتصدي عسكريًا لأي هجمات محتملة من الدولة البيزنطية.
  • قُتل الخليفة عثمان بن عفان في بيته أثناء قراءته للقرآن الكريم.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرًا

رابعًا: عليّ بن أبى طالب

  • هو على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد أبناء عمومة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • كان أول من آمنوا من الصبية وتزوج ابنة الرسول عليه الصلاة فاطمة الزهراء، وأنجب منها سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين.
  • هو الرابع في ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • ولد في مكة المكرمة بعد عام الفيل بثلاثين عامًا وله كثير من المواقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف بذكائه.
  • كان على بن أبى طالب من أفضل الخلفاء الراشدين على المسلمين والأمة الإسلامية، وأهم من بلغوا السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحافظوا على الإسلام من بعده.
  • أضاف إلى المسلمين الكثير بعلمه وتقواه وشجاعته التي ظهرت من بداية الدعوة عندما قدم روحه فداء للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الغزوات التي شارك فيها المسلمين ابتغاء رضى الله ماعدا غزوة تبوك.
  • كان لا يبخل على المسلمين بماله ولا قوته وكان فصيح اللسان وعلى الرغم من كل قوته وشجاعته إلا أنه كان يفتقد بعض الحنكة السياسة التي مكنت بعض المنافسين من التغلب عليه.
  • اهتم بالمسلمين وغيرهم في مختلف الأوقات خاصة في المواسم الخاصة بالحج وغيرها وقضاء كافة حوائجهم.
  • حرص على المال العام وعلى أموال المسلمين.
  • حرص على حفظ الأمن.
  • كانت مدة خلافته خمس سنوات وثلاثة أشهر.
  • في عام الأربعين من الهجرة بشهر رمضان أثناء خروجه من صلاة الفجر طعنه أحد الخوارج يسمى عبد الرحمن بن ملجم.
  • ثم تمت مبايعة ابنه الحسن لكنه رفض تنازل عنها لمعاوية ومن ثم بدأت الخلافة الأموية.

بدأ عهد الخلفاء الراشدين عند تولى أبو بكر الصديق الحكم وانتهى بانتهاء حكم الخليفة على بن أبى طالب واستمرت الخلافة لمدة 29 عامًا.