حساسية اللاكتوز عند الرضع والرضاعة هي أحد المشكلات التي ترتبط بالجهاز الهضمي لدى الأطفال حديثي الولادة، والتي يمكن التعرف عليها من خلال مجموعة من الأعراض التي تظهر على الطفل، مما يجعل بعض الأمهات تخلط بين حساسية اللاكتوز وتلك الحساسية المرتبطة بالحليب، لذا سنعرض إليكم عبر موقع سوبر بابا جميع المعلومات الخاصة بحساسية اللاكتوز.

حساسية اللاكتوز عند الرضع والرضاعة الطبيعية             

يرجع السبب إلى نشأت حساسية اللاكتوز لدى الأطفال إلى تعرضهم لمشكلة سوء هضم السكر الموجود داخل مكونات الحليب المتناول في الرضاعة سواء كان حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.

إذ إن مشكلة سوء الهضم ترجع في الأساس إلى إصابة الجهاز الهضمي بعدوى الإسهال الفيروسي، والتي لها العديد من الصور منها فيروس الروتا المسبب لتلف بالغشاء المبطن للأمعاء لدى الطفل.

جدير بالذكر أن تلك الحالة من حساسية اللاكتوز تكون مؤقتة في حالة عدم تعرض الغشاء المبطن للأمعاء للأذى بشكل كامل.

كما يوجد نوع آخر من حساسية اللاكتوز حسب نشأتها ترجع إلى نقص اللاكتاز، إذ إن هذا النوع يحدث عندما يكون نمو الأمعاء غير مكتمل  لدى الرضيع، ويكون ذلك بصورة محتملة بالولادة المبكرة.

إذ إنه في تلك الحالة لم يكون قد تم تكون الخلايا المنتجة لإنزيم اللاكتاز داخل أمعاء الطفل حتى بعد، وهو الإنزيم المسؤول عن تكسير اللاكتوز داخل حليب الرضاعة، والذي يتكون بالثلث الثالث من الرضاعة وهي الفترة الأخيرة قبل الولادة.

في حالة عدم تكون تلك الخلايا داخل الأمعاء لا تستطيع الأمعاء حينئذ إنتاج كمية كافية من اللاكتاز لتقوم بتكسير سكر حليب الرضاعة، ولكن من الممكن أن يتحسن الأمر مع تقدم عمر الرضيع تديجيًا في حالة اكتمال تلك الخلايا داخل الأمعاء، ففي أغلب الأحوال يحدث هذا النقص بشكل مؤقت.

من حسن الحظ أن تلك الأطفال الرضع الذين يصابون بتلك الحساسية نسبتهم ضئيلة جدًا، وقد تستمر تلك المشكلة في أغلب الأحوال طيلة فترة الرضاعة، وخلال تلك الفترة يقابل الرضيع مشكلتين هما عدم قدرته على تناول أى نوع من أنواع الطعام أيًا كان نوعه حليب الأم أو حتى الحليب الصناعي.

اقرأ أيضًا: أفضل حليب لعمر سنه ونص ما يسبب امساك

أعراض حساسية اللاكتوز

في سياق توضيح حساسية اللاكتوز عند الرضع والرضاعة يمكن التعرف على إصابة الطفل بحساسية اللاكتوز من خلال مجموعة من الأعراض، توضح سوء الهضم لدى الأطفال، وفي حالة ظهور تلك الأعراض يفضل استشارة طبيب الأطفال للتعرف على الحالة بشكل أكثر دقة:

  • إصابة الرضيع بالإسهال بشكل مفرط دون توقف أو تحسن لحالته، مع رفضه لتناول حليب الرضاعة بنوعيه سواء الطبيعي أو الصناعي.
  • حدوث انتفاخات وغازات تحدث مع الإسهال مما قد يتسبب في أغلب الأحوال في نقص وزن الطفل.
  • بكاء الطفل بشكل يشير إلى أنه يتألم.
  • معاناة الطفل من القيء وزيادة الانتفاخ.
  • زيادة حموضة براز الرضيع مما قد يجعله يصاب بالتسلخات.

طريقة تشخيص الإصابة بحساسية اللاكتوز

عند التوجه إلى طبيب الأطفال لتشخيص حساسية اللاكتوز عند الرضع والرضاعة قد يطلب من الأم إجراء مجموعة من الفحوصات للرضيع، وقد يعتبر أهمها هو اختبار البراز للتعرف على السبب وراء عدم تحمل معدة الطفل لمادة اللاكتوز الموجودة ضمن مكونات الحليب، وفي بعض الحالات المرضية غير الموضح بها اختبار البراز للسبب وراء تلك الاضطرابات، قد يوصى الطبيب بمجموعة من الفحوصات الأخرى، وبالتالي ، فإن تلك الفحوصات التي يتم من خلالها تشخيص الحالة المرضية تتمثل فيما يلي:

  • اختبار تحليل البراز للتعرف على الأس الهيدروجيني لدى الطفل، فإذا كانت حموضة البراز مرتفعة جدًا، فقد يكون ذلك دليل على إصابة الطفل بحساسية اللاكتوز، ويرجع السبب في هذا إلى وجود نسبة من اللاكتوز غير المهضوم داخل الجسم.
  • التعرف على مستوى الأس الهيدروجيني من خلال اختبار النفس الذي يتعرف عليه الطبيب بالكشف على الطفل.
  • يلجأ الطبيب إلى طلب اختبار الدم للتعرف على مستويات الجلوكوز من خلال تناول الطفل لحليب غني باللاكتوز عقب ساعات من الصيام، وهو أحد الاختبارات غير الموصى بها للأطفال الرضع.
  • سحب خذعة من الأمعاء للكشف عن مدى تحمل الأمعاء لمادة اللاكتوز بجانب تحليل الجينات، وقد يعتبر هذا الاختبار من أكثر الاختبارات المؤلمة والمكلفة.

اقرأ أيضًا: جرعة زيرتك للأطفال أقل من سنتين

علاج حساسية اللاكتوز لدى الرضع

يتوقف تحديد العلاج المناسب لحساسية اللاكتوز عند الرضع والرضاعة بناءً على عمر الطفل، حيث لكل عمر مجموعة من العلاجات الدوائية النقاط التي يجب وضعها في الاختبار، إذ إن العلاج في أغلب الأحوال قد يعتمد على إعطاء الطفل حليب خالي من اللاكتوز، بجانب مجموعة من الدواعي التي تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى كما هو على النحو التالي:

  • يتم التوقف عن إعطاء حليب يحتوي على اللاكتوز بالنسبة للأطفال الرضع، واستبداله بنوع آخر من الحليب خالي من اللاكتوز، مع الحرص الشديد بتجنب كافة منتجات الألبان في حالة بدء الطفل لتناول بعض الأطعمة اللينة بمرحلة عمرية متقدمة من الرضاعة.
  • في حالة استمرار تلك الحساسية لدى الرضيع مع تقدم عمره ليكون من الأطفال ألاكبر سنًا من الضروري اختيار كافة المنتجات التي تحتوي على نسبة منخفضة للغاية من اللاكتوز سواء من الأجبان أو الذبادي، ومن المفضل أن تكون خالية تمامًا من اللاكتوز إذا توفر ذلك.
  • من الممكن استبدال الحليب بأحد أنواع المنتجات الأخرى التي تحتوي على نسبة الكالسيوم التي يحتاجها منها على سبيل المثال حليب الصويا، أو اللبن الرائب أو الخضراوات التي تحتوي على كالسيوم منها البروكلي والبامية والكرنب
  • يمكن للطفل أن يحصل على حصته من الكالسيوم في حالة معاناته من حساسية اللاكتوز المزمنة، من خلال تناول الفواكه المجففة منها التين المجفف، أو تناول الأسماء التي ترتفع بها نسبة أوميجا3 وعنصر الكالسيوم، بجانب البيض واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع زيت الخروع للأطفال للإمساك

الفرق بين حساسية اللاكتوز وحساسية حليب الرضاعة

قد يتم الخلط بين نوعي حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز، لكن هناك العديد من الفروقات التي تقف حاجز بينهم، سواء في المسبب أو الأعراض، وحتى يمكن التعرف على الفرق بينهم بشكل أكثر وضوحًا يمكن الإشارة إلى سبب كلًا منهما.

جدير بالذكر أن حساسية الحليب يصاب بها الرضيع نتيجة تناوله  لبروتينات الأبقار التي تتواجد بصورة لازمة داخل الحليب الإصطناعي، أما حساسية اللاكتوز كما ذكرنا أنها ترجع إلى عدم نمو الخلايا القادرة على تكسير اللاكتوز داخل أمعاء الرضيع حتى بعد.

إصابة الرضيع بحساسية اللاكتوز من أمراض الجهاز الهضمي نادرة الحدوث إلا أن حدوثها لا يستدعي إلى القلق ولكنه يتطلب اتباع بعض الخطوات المساعدة في التعامل مع تلك المشكلة لدى الطفل خاصةً إذا كانت مزمنة.