حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة ليس معروفًا لدى الكثير من المسلمين، هذا بالإضافة إلى كونه من الأمور المثيرة للتساؤلات، ومثيرة للجدل بين صفوف الفقهاء وعلماء الدين.

سنتعرف من خلال هذا الموضوع عبر موقع سوبر بابا، إلى الحكم الديني الصحيح في أمر صلاة الرجل بزوجته جماعة، من إجازة أو تحريم، وحكمها وفضلها في الشريعة الإسلامية.

حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

إن حكم صلاة الرجل بزوجته صلاة الجماعة في المنزل جائز، ولكنه ليس محببًا بنسبة كبيرة، والأفضل منها أن تتم صلاة الجماعة في المسجد، فالرجل والمرأة كلاهما يأخذ ثواب صلاة الجماعة ويتم لهم، ولكن تبقى صلاة الجماعة في المسجد هي الأفضل ولها الأجر والثواب الأعظم عند الله.

شروط صحة حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

لقد أوضحنا أن صلاة الجماعة في المسجد هي الأفضل، ولكن هذا لا يجعل من صلاة الرجل بزوجته جماعة في المنزل مرفوضة أو غير مقبولة، ما دامت الشروط الآتية منطبقة عليها:

  • أن تقف الزوجة خلف زوجها بمسافة مناسبة.
  • ألا تقف الزوجة بجوار زوجها في الصلاة حتى يلامس طرف قدمها جسد الزوج، وإذا وقفت إلى جواره يجب أن تكون المسافة بينهما لا تقل عن فرجة، بمعنى أن تسمح المسافة المتروكة لإمكانية وقوف رجل آخر.
  • أن ترتدي الزوجة ملابس تستر جسدها، فإن وجود زوجها معها لا يمنع ارتداء الملابس الفضفاضة، فيجب عليها أن ترتدي ما لا يكشف عورتها أو يبرز تفاصيل جسمها فهي أولًا وأخيرًا تصلي أمام الله.
  • أن تكون ملابس الرجل عند إمامته لزوجته موارية لسوءته، بمعنى أن تكون ساترة لعورته بالكامل، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة.
  • ألا يكون هناك حائل بين الرجل وزوجته في الصلاة، لأن هذا من شأنه أن يفسد صلاة الجماعة.

حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة عن الحنفيون

إن الحنفيون أجمعوا على أن صلاة الرجل بزوجته، أو صلاته بامرأة من محارمه جائزة، بالرغم من أن صلاة الجماعة يلزم لها اثنين من الرجال، أحدهما يكبر والآخر يؤمن، ولقد استندوا في توثيق رأيهم هذا إلى الحديث التالي:

“عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنَّ جدَّتَهُ مُلَيْكةَ دعَتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لطَعامٍ صنعَتهُ، فأَكَلَ منهُ، ثمَّ قالَ: قوموا فلأصلِّي لَكُم، قالَ أنسٌ: فقُمتُ إلى حَصيرٍ لَنا قدِ أسودَّ مِن طولِ ما لُبِسَ فنضَحتُهُ بماءٍ، فَقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وصفَفتُ أَنا واليَتيمُ وراءَهُ، والعَجوزُ من ورائنا، فصلَّى بنا رَكْعَتينِ ثمَّ انصرفَ”

رواه أنس بن مالك، وحدثه العيني، المصدر: نخب الأفكار، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

هذا الحديث يعني أن صلاة الرجل بامرأة من محارمه أو بزوجته، لا يعد من الأمور المكروهة أو المحرمة في الدين والشريعة الإسلامية.

فضل صلاة الرجل بزوجته صلاة الجماعة

إن فضل صلاة الرجل بزوجته جماعة في بيتهما، لها الأجر والثواب والكثير من الفضل عند الله، ولكن الفائدة والفضل منها لا يقف عند حد الأجر والجزاء من الله، بل أن الفائدة منها تتخطى الحواجز النفسية لدى الرجل والمرأة، ومن فضائل صلاة الرجل بزوجته جماعة:

  • تعزيز أواصر المودة والرحمة التي أوصى الله بها بين الرجل وزوجته.
  • خلق حالة من الراحة النفسية والاطمئنان لدى الزوجين.
  • المساعدة في التخلص من المشاكل الزوجية التي تنشأ بين الأزواج.
  • حلول البركة على الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة، لأنهما بدأَها بالصلاة وطاعة الله.

بعد التأكد من صحة حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة، يجب على الأزواج جميعهم أن يحرصوا على أداء صلاة الجماعة من حين لآخر، لأنها تذيب الجليد في علاقتهما سويًا.