حل مشكلة الغيرة عند الأطفال

يمكن أنه يتم حل تلك المشكلة عند الأطفال من خلال الاعتماد على الأساليب التي تتبعها الأم مع أبنائها، حيث إن العامل النفسي يكون له التأثير الأكبر في حل تلك المشكلة.

قد تظهر مشكلة الغيرة عند الأطفال نتيجة عوامل نفسية يتلقاها من الآباء والتي تحدث دون قصد منهم، أو أن يكون الطفل مُتصفًا بالأنانية.

أيًا كان السبب وراء تلك المشكلة فلا بُد من علاجها حتى لا تتفاقم المشكلة معه، وتظل به حتى البلوغ، ويمكن من خلال التعرف على طرق حل مشكلة الغيرة عند الأطفال التوصل إلى حل نهائي لتلك المشكلة، ومن خلال السطور التالية سوف يتم عرض طرق حل مشكلة الغيرة عند الأطفال، ومنها:

1- التقليل من شعوره بالاختلاف عندما تطرأ أمور جديدة

الكثير من الآباء يقعون في فخ إهمال الأبناء الكبار عندما يأتي مولود جديد إلى العائلة، ويُعد هذا الأمر من أكثر الأشياء النفسية التي تؤثر على الطفل عندما يرى أن والديه مُنشغلين بقدوم الطفل الجديد، ويتركونه دون اهتمام.

هذه العادة من أكثر العادات التي تتسبب في شعور الطفل بأنه أصبح غير مرغوب به مما يدفعه نحو الغير على الأم والأب، والرغبة أن يمتلكهم بمفرده.

يجب على الآباء مراعاة تلك الظروف الجديدة التي تطرأ على الطفل، وتقبل أنه ما زال صغيرًا، وأخذ الأمور بطريقة أكثر سهولة والتعامل مع الأمر بشيء من الحكمة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع أوميغا 3 للأطفال للنطق

2- منح الطفل القيمة التي يستحقها

قد يأتي هذا الشعور للطفل نتيجة أنه لا يشعر بقيمته، أو نتيجة أنه يعاني من الشخصية الضعيفة الناتجة عن ردود أفعال من حوله السلبية الموجهة له بشيء من العنف.

يجب تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وعدم توبيخه وخاصةً إذا كان في تجمع عائلي أو بين أصدقائه لأن ذلك يؤثر على نفسيته، ويجعله مُكتسبًا لجميع الصفات السيئة التي تُشبه الغيرة، والأنانية وما يُماثلها من تلك الصفات التي تتسبب في انزعاجه من نفسه، وانزعاج من حوله منه.

3- التفخيم من الإنجازات القليلة

يجب أن يهتم الآباء بطفلهم حيث إن عدم مدحه فيما يقوم بفعله حتى وإن كانت أشياء قليلة يُشعره ذلك بالإهمال، ويحتاج إلى الشعور بالاهتمام وعندما يحتاج إلى ذلك لا يستطيع التعبير إلا بفعل الأمور التي تتسبب في مضايقة آبائه لكي يلفت نظرهم ويشعرون به.

فيجب على الآباء الاهتمام بالأمور الصغيرة الناجحة التي يفعلها الأبناء وتشجيعهم على الاستمرار بها، والحث على فعل المزيد.

4- توفير احتياجات الطفل أو الاعتذار

عندما يحتاج الطفل إلى لعبة مثلًا أو أي شيء من الأشياء التي قد يراها الطفل ويحتاج إليها، يجب على الآباء توفيرها في حال إذا كان هناك مقدرة لذلك، أما إذا كان لم يكن هناك مقدرة لذلك فهنا يأتي الفعل السيئ الذي يتسبب في أنانية الطفل.

عندما يكون الآباء ليسوا على مقدرة كافية لتوفير ما طلبه الابن فلا بُد أن يكون الأمر به حساسية، وتأثر بالموقف، والاعتذار عن عدم القدرة على توفير ما يحتاجه، لأن العنف هنا لا يأتي بجدوى سوى أن يكتسب الطفل صفة الأنانية والغيرة سواءً على الأهل أو الغيرة من الأصدقاء.

5- تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء

عندما يرى الطفل من الآباء أنه يتم التعامل معه بطريقة مُختلفة عن أخواته، وبها شيء من جرح عواطفه، يتسبب ذلك له في الشعور بأنه أقل ممن حوله بل يشعر وأنه لا قيمة له.

لذلك دائمًا نقول عن حل مشكلة الغيرة التي تكمن بنفس الطفل السبب الأساسي له نفسي، نابعًا من البيئة التي تربى بها، لذلك يجب على الأم بشكل خاص أن تكفي حاجة أبنائها من الاهتمام والعدل بينهم في ذلك.

اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات

6- تربية الأبناء على القيم الحميدة

إذا نشأ الابن وترعرع في بيئة بها اتزان نفسي، واخلاقي، لن تجد الأم به هذه الصفة على الإطلاق، ولكن نظرًا لأن الأبناء قد يذهبون إلى المدارس والحضانات وغيرها من الأماكن التي لا يكون للأب أو الأم سُلطة بها، ولا يرون بها أبنائهم ولا يعرفون ماذا يرون بالخارج، أو يتعلمون.

فهنا يأتي دور المنزل والأهل في إفراغ جميع ما اكتسبه الطفل من الخارج، وتزويده بالأخلاق الحميدة، والإكثار من الحديث معه على الأشياء الإيجابية لكي يستطيع أن يتخلص من جميع الأمور السلبية التي قد يراها أو يسمعها من الخارج.

كما أنه يجب على الأم هنا المتابعة الجيدة لأبنائها، والتقرب منهم بالحد الذي يسمح لهم بالحديث معها عن جميع ما مروا به من مواقف بالخارج دون علمها لكي تستطيع إرشادهم نحو السلوك الصحيح، والخاطئ.

7- عدم التمييز أو المقارنة

يجب على الآباء إبعاد أطفالهم عن عمليات المقارنة التي قد تحدث بين أطفال العائلة، والتي يكون بها المقارنة القائمة على أن هناك طفل أفضل من الآخر في أمر مُعين.

يجب على الأم ألا تسمح بذلك، وأن تضع حدًا لهذا الأمر، ولا تسمح لأي شخص من العائلة أن يضع ابنها في مقارنة وخاصةً إذا كانت بها شيء من الأقلية، لأن هذا الأمر سوف يؤثر عليه كثيرًا، ويزرع شعور الغيرة به ممن يتميز عنه، ويصبح شخصًا عدوانيًا.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد وكثير الحركة

8- الاستماع إليه جيدًا ومنحه إمكانية التعبير

من أكثر الأمور التي قد يتبعها الآباء مع الأبناء والتي تتسبب لهم في التقليل من ثقتهم بأنفسهم، وتؤثر على غيرته ممن حوله ألا يمنحه الأب أو الأم فرصة التعبير عن رأيه، أو ترك مجالًا له بتكوين شخصيته القوية.

في هذه الحالة يجب على الآباء استشارة أبنائهم الصغار والأخذ برأيهم، ومن الأفضل أن يتم العمل بمقترحاتهم إذا كان الرأي صائب فلا مانع أن يتم العمل به، هذا الأمر يُعزز من ثقتهم بأنفسهم ويساعدهم أن ينشأوا أسوياء ومتمتعين بالصفات الحميدة.

كما أن أمر مقاطعة الابن عند التبرير أو الرغبة في إبداء رأيه في شيء هام لا يتسبب فقط الغيرة، وإنما يصبح شخصية عدوانية، ويكون ناشرًا للإحباط فيمن حوله، مما يتسبب في كراهية من حوله له.

يجب على الآباء الإدراك جيدًا أن جميع الصفات السيئة التي يكتسبها الطفل تكون بناءً على التصرفات الخاطئة والأساليب السيئة التي يتبعونها في التربية، وفيما يخص الغيرة فما تم ذكره بطرق حل مشكلة الغيرة عند الأطفال سوف يساهم في التخلص منها.