حوار بين شخصين عن الوطن والهجرة يوضح لنا أسباب الهجرة وأنواعها ونتائجها؛ حيث يشغل هذا الموضع الكثير من الشباب هذه الأيام بل والكبار أيضًا، فمن منّا لم تراوده فكرة الهجرة من قبل للبحث عن فرص أفضل للحياة؟ هذا ما نتناوله من خلال موقع سوبر بابا.

 حوار بين شخصين عن الوطن والهجرة

حُلم الهجرة يُراود كثير من الشباب الباحثين عن فرصة للعمل، ممن لا يجدون مُتنفسًا في أوطانهم، فيجدون ضالتهم في البلدان الأجنبية.. حيث العمل والمستقبل والرؤى الطموحة، هكذا يُبين الحوار بين شابين ما نقصده.

هشام: أهلًا بك يا أحمد؛ كيف أخبارك؟ لم تظهر منذ فترة طويلة!

أحمد: أهلًا يا هشام، لقد انشغلت في أمور الهجرة واستخراج الأوراق اللازمة.

هشام: أي هجرة؟ لم تخبرني بهذا الموضوع من قبل!

أحمد: لم تأتِ الفرصة لكي أخبرك أعذرني يا صديقي، لقد قررت السفر أنا وأسرتي إلى أحد الدول الأوروبية للبحث عن عمل وفرص حياة أفضل.

هشام: وفقك الله يا أحمد ولكن هل درست هذا القرار جيدًا قبل اتخاذه؟

أحمد: في الحقيقة لا لقد حدث كل شيء سريعًا، وخفت ألا تأتي هذه الفرصة مرة أخرى.

هشام: يمكنني أن أزيدك بالمعلومات في هذا الموضوع إذا أردت، فقد كان موضوع دراستي أيام الجامعة.

أحمد: لا مانع عندي، منك نستفيد، حدثني إذًا عن الهجرة بشكل عام.

هشام: الهجرة عامةً هي الانتقال من البلد الأم والاستقرار في بلد آخر واتخاذه موطنا وقد تحدث بشكل فردي أو جماعي ويكون لها عدة أسباب وتختلف من بلد لآخر ومن شعب لآخر.

كما تتنوع بحسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل شعب وتتفاوت.. ولكن ما هو ثابت بين جميع الشعوب هو الحيرة بين الوطن والهجرة.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب

أنواع الهجرة

هكذا يأت الحوار بمنافعه إن ارتكز على أهم الموضوعات ذات الصلة، فلا يخول حديث عن الوطن والهجرة من ذكر أنواع الهجرة.

أحمد: ولكن لا أعتقد أن مفهوم الهجرة ثابت عند كل الناس في كل بقاع الأرض، بل أعتقد أن مفهوم الهجرة يختلف من مجتمع لآخر.

هشام: طبعًا يا أحمد وذلك لأن الهجرة ليست نوعًا واحدًا وإنما لها أنواعًا عديدة.

أحمد: أذكر لي ما هم، لتعم الفائدة.

هشام: حسنًا.

أولًا: الهجرة الداخلية

هي هجرة السكان من منطقة إلى أخرى في وطنهم مثل نزول سكان الأقاليم والصعيد إلى القاهرة بحثًا عن عمل مناسب أو للحصول على حياة أفضل، وغالبًا ما تكون الهجرة الداخلية للعاصمة أو للمدن الكبرى نظرًا لما فيها من فرص لأفضل للعمل والتعليم والعلاج.. ناهيك عن تطور مرافقها.

من سلبيات هذا النوع من الهجرات هو ترك المزارعين أراضيهم مما يتبعه إهمال في المحاصيل الزراعية وتجريف التربة لاستغلال الأراضي في إنشاء المباني؛ مما يؤثر سلبًا على الإنتاج القومي من المحاصيل الزراعية وله آثار على المدى الطويل كذلك.

ثانيًا: الهجرة الخارجية

هي هجرة المواطنين من بلادهم إلى بلاد أخرى، إلى وطنٍ آخر؛ بهدف زيادة الدخل أو الهروب من الحروب أو الكوارث الطبيعية أو للحصول على فرص معيشة أفضل لهم ولعائلاتهم.. وغالبًا ما يكون هذا النوع من الهجرات من دول نامية نسبيًا إلى دول أكثر تقدمًا وتحضرًا.

من نتائج هذه الهجرات خاصةً في الهجرات التي تكون بدافع طلب العلم هي عدم استفادة الوطن الأم من كوادر أبنائها في الخارج، فغالبًا ما يعمل المواطن بعد الدراسة في الوطن المضيف، بينما يكون الوطن الأم في أمسّ الحاجة لخبراته ومجهوداته.

ثالثًا: الهجرة الغير شرعية

هي الهروب من البلد الأم عن طريق السفر دون علم السلطات في البلد الأم أو المضيف، ويكون ذلك دون وثائق ثبوتية أو جواز سفر وغالبًا ما يكون هذا لأسباب شخصية أو عامة.

مثل ارتفاع تكاليف السفر والطيران أو عدم قدرة المهاجر على إعداد الأوراق المطلوبة أو لأنه مطلوب لعدة قضايا أو متهربًا من عقوبة ما.. وغالبًا ما تكون عواقب هذا السلوك وخيمة على المسافر سواء من دولته أو من الدولة التي هاجر إليها.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الوطن وواجبنا تجاهه

أسباب الهجرة

هكذا كما سُردت الأنواع تفصيلًا، لنا أن نُدرج أسباب الهجرة في الحوار عن الوطن والهجرة المطروح.

أحمد: يبدو أن الموضوع ليس بهذه البساطة التي تخيلتها ولكن مهما تعددت الأنواع، فأعتقد أن السبب واحد وهو البحث عن فرص أفضل في الحياة.

هشام: هذا ما يظنه الكثيرون، ولكن هناك أسباب عديدة لمفاضلة لأشخاص بين الهجرة والوطن.

أحمد: لقد أثرت فضولي.. فما يجعل المواطنين يتركون أوطانهم غير البحث عن لقمة العيش؟

هشام: سأخبرك ببعض من أسباب الهجرة لكي ما تعرف جميع أبعاد الموضوع الذي أنت مقبل عليه.

1- الأوضاع الاقتصادية

تعد الأوضاع الاقتصادية الصعبة من أهم الأسباب التي تدفع المواطنين لترك بلادهم وتتمثل هذه الأوضاع في الآتي:

  • معاناة المواطنين من الفقر.
  • انتشار البطالة التي تظهر بسبب الزيادة السكانية.
  • انخفاض الإنتاج.
  • نقص فرص التقدم والظروف الاقتصادية المتدنية.
  • انخفاض مستوى معيشة الفرد وغالبًا ما يكون ذلك بسبب استنفاد الموارد الطبيعية للدولة.
  • في كثير من الأحيان تكون الهجرة بدافع البحث عن الأمان المادي وعدم وجود مصدر دخل ثابت للأسرة.

2- الهروب من الكوارث الطبيعية والحروب

لا يلزم أن تكون الهجرة بإرادة المواطن أو برغبته، فكثيرًا ما تكون الهجرة قسرية أو ما يسمى بالنزوح، وتتعدد أسباب الهجرة القسرية بين كوارث طبيعية مثل: الزلازل والبراكين والأوبئة أو بفعل الأنسان مثل الحروب وجرائم الإبادة وغيرها.

3- الهروب بسبب تغير المناخ

في عام ألفين واثنين وعشرين ارتفع عدد النازحين حول العالم إلى أكثر من أربعين مليون شخص، جراء الصراعات والكوارث الطبيعية وتفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ خاصة ارتفاع درجات حرارة الأرض، وسط تحذيرات من استمرار النزوح بسبب التغير المناخي.

أدت العواصف والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف في أنحاء العالم إلى نزوح ملايين الأشخاص وذلك خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث تسبب ارتفاع درجات الحرارة في حدوث فوضى مناخية، فضلًا عن تفاقم تداعيات ظاهرة التغير المناخي، مما قد يشكل خطرا كبيرًا على المدى الطويل.

أحمد: كل ما قلته عظيم وأنا أتفق معك يبدو أنك ملم بأبعاد الموضوع فعلًا، ولكن لا أرى حتى الآن مانعًا من تغيير الموطن الأساسي إذا ما كان في ذلك مصلحة للشخص أو لأسرته!

الآثار السلبية الهجرة

تسبب الهجرة العديد من النتائج السلبية التي تتقاطع قليلًا مع الآثار السلبية للهجرة وهذه النتائج يمكن تلخيصها بما يلي في الحوار القائم عن الوطن والهجرة.

هشام: في الحقيقة هناك الكثير من النتائج السلبية التي تترتب على الهجرة سواء الفردية أو الجماعية.. وفيما يلي سأخبرك ببعض منها.

  • أولًا: انخفاض الإنتاج في المجتمع المرسل لاسيما إذا كان مجتمعًا زراعيًا.
  • ثانيا: زيادة الطلب على الوظائف والمساكن والمرافق في المجتمع المضيف، فقد يشكل وجود عدد كبير من السكان ضغطًا كبيرًا على الموارد الطبيعية والصناعية من مرافق وخدمات.
  • ثالثًا: صعوبة اندماج المهاجرين مع المجتمعات التي تستضيفهم.
  • رابعًا: معظم المهاجرين يكونوا غير قادرين على عيش حياة طبيعية وصحية بسبب غلاء المعيشة في البلد المضيف، وغالبًا ما يكون الأطفال الناشئين في ظروف اقتصادية صعبة لا يحصلون على التغذية المناسبة أو مستوى جيد من التعليم أو الرعاية الصحية أو الغذائية.

اقرأ أيضًا: حوار بين 3 أشخاص عن الوطن قصير

الهجرة بين الوطن الأم والوطن الجديد

الهجرة إذًا تحمل آثارًا ونتائج إيجابية وأخرى سلبية على كل من المجتمع المضيف والمجتمع المرسل، ويبقى المهاجر هو الشخص الأكثر تقديرًا لهذه الآثار والنتائج واختيار ما يناسبه ويناسب أسرته، وتختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر وعلى كل منهم الاختيار.

أحمد: معك حق يا صديقي فلطالما اختلفت الآراء بشأن هذا الصدد حيث تذهب كثير من الآراء إلى أنه من شروط الانتماء أن يبقى المواطن في وطنه يقوم بخدمته وتطويره، والعمل على حمايته داخليًا وخارجيًا من خلال مجالات العمل المختلفة أو العمل العام والتطوعي.

بينما يذهب رأي آخر إلى أنه لا مانع من اللحاق ببلد آخر للبحث عن فرص أفضل في الحياة وتحقيق الذات.. وهذا لا يقلل من الوطنية في شيء حيث يقول البعض أن الوطن هو ما يعيش فينا وليس ما نعيش فيه، ويقول البعض الآخر إن الوطن هو ما نحقق فيه ذاتنا وليس ما ولدنا أو نشأنا فيه.

هشام: مهما اختلفت الآراء فلا جدال في أنه ما من إنسان عاقل سويّ إلا ويحب وطنه فهي غريزة في كل قلب مثل حب الأم، وإن كانت قد تضطرنا الظروف في بعض الأحيان إلى ترك الوطن للأسباب السالف ذكرها من باب البحث عن حياة أفضل أو الشعور بالأمان المادي أو المعنوي.

ففي عقل كل منّا حديث دائم عن الوطن والهجرة وأحيانًا تنتصر فكرة الهجرة لما فيها من فرص لأكثر وأوسع، ولكن يبقى حب الوطن هو المسيطر دائمًا.

أحمد: أحسنت يا هشام أنت فعلًا نعم الأخ والصديق، لقد استفدت كثيرًا من هذا الحديث الممتع، وأعدك أنني سوف أعيد التفكير في هذا الأمر.

عادة ما يُهاجر أصحاب العقول الراجحة والكفاءات، فلنا أن نحد من الهجرة مُعززين من رغباتهم في العيش بأرض الوطن.. فلا يعرف قدر وطنه إلا من ذاق وبال الغربة!