دعاء الخوف والقلق والوسواس يلزم ترديده في كل وقت وحين من قِبل الذين يعانون من تلك المشاعر المُدمرة، والتي قد تكون ناتجة عن صعوبات وصدمات قد تعرضوا إليها خلال حياتهم، لكنّ مضاعفاتها تكون شديدة الخطورة عليهم بمرور الوقت، لذا من خلال موقع سوبر بابا نوضح كل ما يُمكن فعله للتخلص من مشاعر الخوف والوساوس.

دعاء الخوف والقلق والوسواس

مهما كثُرت طرق علاج الخوف ووساوس القلق سيظل التقرّب إلى الله هو أفضل وسيلة يُمكن الاستعانة بها والتوكل عليها في التخلص من تلك المعاناة، وفي ظل الالتزام بأداء الفرائض والطاعات التي أمرنا الله بها نجد أن الدعاء من أفضل العبادات التي يُمكن ممارستها والحصول على النتائج المُجدية منها.

ذلك إن كانت شروط وآداب الدعاء متوفرة لدى الداعي، فيُناجي الله وهو متيقن بأنه جدير بالاستجابة، وأنه قادر على إنهاء معاناته مهما كان حجمها، وذلك فضلًا عما يُكتب له من عظيم الأجر جراء قيامه بطاعة مُحببة لله تعالى، لذا حرصنا على ذِكر أكثر من صيغة لدعاء الخوف والقلق والوسواس فيما يلي:

  • أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه، وشرّ عباده، ومن همزات الشياطين ربّي لا تكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلى أحد.
  • أقول مستغيثا بك في أموري كلها يا لطيف يا لطيف يا لطيف، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
  • ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصّالحين وأفوّض أمري إلى الله، إنّ الله بصير بالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الحبيب وعلى آله وصحبه وسلّم.
  • اللهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي.
  • اللهم بك أستعين وعليك أتوكل اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهَلْ لي مشقته وارزقني الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شر رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري يا كريم.
  • اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، كن لي جاراً من شرّ خلقك كلّهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد وأن يبغي عليّ عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا إله إلّا أنت.
  • اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.
  • اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك وقلوبهم في تصرفها كيف شئت يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
  • اللهم سخر لي من يكون لي عونا على ما أريد من أمور الدنيا والآخرة.
  • اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرّب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول.
  • وانخلعت القلوب من رهبته أن تحجبنا بكلماتك التامات وأسمائك الحسنى المباركات من شر جميع الإنس والجن والابالسة والمردة والمتكبرين والحاقدين والحاسدين والشياطين وجنود إبليس أجمعين.
  • يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستَغيثُ أصلِح لي شأني كُلَّهُ ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
  • يا عزيز أعزني، ويا كافي اكفني، ويا قوي قوني، ويا لطيف ألطف بي في أموري كلها وألطف بي فيما نزل.
  • يا علام الغيوب ما أسرع اسمك في تفريج الكروب يا الله يا الله يا الله أنت لها ولكل هم وغم وضيق وشدة.

اقرأ أيضًا: دعاء يبعد الوسواس القهري

أجمل أدعية تزيل الخوف من النفس

الخوف هو شيء فطري لدى الإنسان، على الرغم من ذلك لكن يجب تفاديه بكل الطرق المُمكنة، وقد شاعت طرق كثيرة للتخلص منه، وما زالت الاستعانة بدعاء الخوف والقلق والوسواس هي الطريقة المُثلى للقضاء عليه تمامًا، فإن مناجاة الله هي ما تُنزل السكينة في قلوب المؤمنين.

  • اللهم عليك توكلت فارزقني واكفني وبك لذت فنجني مما يؤذيني أنت حسبي ونعم الوكيل اللهم أرضني بقضائك وقنعني بعطائك واجعلني من أوليائك.
  • اللهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك.
  • اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه.
  • اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تفرّج عنّي ما أنا فيه وأن تكفيني شرّ الحاسدين والمعادين، وانصرني عليهم بنصرك وتأييدك يا قويّ يا معين.
  • اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهَلْي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
  • اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجني من بينهم وأعني بجنود أراها وجنود لا أراها يا رب اربط على قلبي واجعلني من المؤمنين بقضائك وقدرك
  • أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك.
  • يا الله وحدك تعلم ما الذي أعانيه في الخوف من المستقبل وكلّ أمر مجهول، يا رب اجعل أيامي القادمة تحمل كل الخير، يا أكرم الأكرمين.
  • اللهم يا مالك الملك ومن بيده كلّ شيء، أنزل الأمان على قلبي وأبعد عني الحزن والخوف.
  • اللهم أبعد عني هذا الخوف المؤلم، وقدّر لي الخير فيما أعلم ومالا أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.

اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من كل مكروه

موانع استجابة الدعاء

من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أنه جعل لنا عبادة بمثابة المخرج من كل هم وضيق، وهي الدعاء والمناجاة بين العبد وربه، وقد أوضح الله ذلك في قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” الآية 186 من سورة البقرة.

بالإضافة إلى العديد من الحُجج والدلائل في مواضع عِدة من القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة أشارت إلى أن الله هو مُستجيب دعوات عباده، لكن في بعض الحالات يمارس العبد تلك العبادة ويردد دعاء الخوف والقلق والوسواس، لكنّه يجد أن الله لم يستجِب له.

في تلك الحالة من الضروري أن ينتبه لما إذا كان يمارس شيء يقف حائلًا بينه وبين استجابة دعائه، فإن الله لا يخلف الميعاد، لكن أمرٌ هام أن يستوفي العبد كافة شروط الدعاء وآدابه، وأن يكون على دراية تامة بكل ما يُعيق استجابة الدعاء، والذي يتمثل في الأمور التالية:

1- الاستعجال وترك الدعاء

أكد لنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مرويّ على لسان أبي هريرة رضي الله عنه جاء في الصحيحين أن مواصلة الدعاء واحدة من آدابه، فيجب على العبد أن يلازم الطلب ولا ييأس أو يفقد حُسن الظن بالله واليقين بأنه قادر على الاستجابة، لا أن يستعجل الاستجابة ويترك الدعاء إن وجد أن الله لم يستجِب.

2- التوسّع في الحرام

أمرنا الله في مواضع عديدة من سور الذِكر الحكيم بالحصول على المأكل والمشرب والملبس من المال الحلال، وقد أشارت السُنة النبوية الشريفة إلى أن الله فعليًا لا يستجيب لدعاء من كان أكله أو شربه أو لبسه من الحرام.

3- البُعد عن الطاعات

الامتثال لما أمرنا الله به يُعد وسيلة لجعل الدعاء أقرب إلى الاستجابة، وكذلك الأمر على النقيض، فإن البُعد عما أمرنا به سبحانه وتعالى يُعد سببًا لعدم قبول الدعاء.

جاء الدليل على ذلك في حديث مرويّ عن النبي صلى الله عليه وسلم على لسان حذيفة بن اليمان في صحيح الترمذيّ، يؤكد فيه على أن القيام بالمنكر من أبرز موانع استجابة دعاء الخوف والقلق والوسواس، أو غير ذلك من الأدعية الأخرى.

4- الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

لا يقبل الله دعاء من يرغب في انتشار المُحرمات أو حدوثها في حياته، مثل الدعاء بقطيعة الرحم، وإن وصل الرحم لهو واحد من أبرز الأشياء التي أمرنا الله بالمحافظة عليها، وكذلك لا يُمكن استجابة الدعاء بشر أو إثم.

5- ارتكاب المُحرمات

إن الوقوع في الشهوات المُحرمة تعتبر من أبرز العوائق بين العبد ودعائه، بل هي سبب للحرمان من كُل الخير والبركة التي يمنّ الله بها على عباده، ولن يقبل الله دعاءً للعاصي إلا إذا تاب، فإن تاب توبة صادقة أصبح كمن لا ذنب له، لذا على الداعي أن يحرص طوال الوقت على تجنب المعاصي وارتكاب الذنوب.

6- الحِكمة الإلهية

في كثير من الأحيان تكون عدم استجابة الله تعالى لدعاء العبد ما هي إلا وسيلة لنجاته، لكنّه لا يعلم الحِكمة منها في نفس الوقت.. بل يكون مُعتقدًا أن الله لم يستجب لدعائه لقيامه بأيٍ من موانع قبول الدعاء المذكورة سابقًا.

لذا جدير بالمعرفة أن الحقيقة على العكس تمامًا، فإن الله لا يرفض دعاء إلا من بينه وبين دعائه عائق من الموانع، أما غير ذلك فإن الله يُعطي العبد الداعي أكثر مما سأل لكن سيظهر ذلك في الوقت المناسب، أو أنه بدّل له دعائه بصرف ابتلاء أو مرض ما عنه، أو أخّره إلى يوم القيامة.

إن علم العبد ما كان سيحدث إن استجاب الله لدعائه لاختار ألا يُجيب عليه في مقابل الحصول على ما رزقه الله، فهو لا يفعل إلا كُل الخير، حتى ولو ظهر أنه لا يستجيب للدعاء من وجهة نظر العبد المحدودة.

اقرأ أيضًا: دعاء للحفظ من كل شر

كيف أتخلص من الوسواس؟

على الرغم من أن الشعور بالخوف شيء فطري يُشير إلى طبيعة الإنسان، إلا أنه في بعض الحالات قد يتطور، حتى يتحوّل من مُجرد شعور إلى إصابة نفسية تُعرف بالوسواس القهري، وهو المرض الذي يُعبر عن إصابة أو اضطراب في الجهاز العصبي، وليس لذلك سن مُعين.

كما أنه إشارة إلى اضطراب في الحالة النفسية، وفي تلك الحالة بجانب ترديد دعاء الخوف والقلق والوسواس على المُصاب أن يخضع للعلاج النفسي، وهو أحد طرق التخلص من الوسواس.

إذ يتمثل ذلك في العلاج السلوكي المعرفي، وهو ما يتم عن طريق تعليم المُصاب الطريقة التي يُمكنه الاستعانة بها لمواجهة مخاوفه في الحياة والتخلص منها، سواء تم ذلك بمُجرد التخيل، أو بشكل فعلي، ويظل الشعور بالخوف يُلازمه لفترة من الوقت، لكن تكمن أهمية العلاج هُنا في تعليمه كيف يسيطر عليه حتى ولو لم ينتهي تمامًا.

من خلال منحه الطريقة التي يستقبل بها مخاوفه دون أن يهوّل الأمر على نفسه، ويُفكر بشكل مفرط فيما لم يحدث، وهو تحديدًا ما يُسبب له ما يُعرف بالوسواس القهري، وفي كثير من الأحيان يكون العلاج وسيلة للتخلص من الأفكار الخاطئة التي تسيطر على عقل المريض وتُسبب له الوساوس أغلب الوقت.

الشعور بالخوف والقلق من شأنه تدمير كل ما هو جميل في حياة صاحبه، حيث يمنعه بالتمتع بما هو أمامه، بينما ينشغل بالتفكير المفرط فيما يُخيفه سواء كان من الماضي أو الحاضر أو المستقبل.