إن ترديد دعاء الصبر على فراق الميت يساعد بشكل كبير على تهدئة النفس وبث السكينة والرضا بقدر الله فيها، حيث يُمثل فقد الإنسان لعزيزٍ عليه أشد أنواع الابتلاءات والمصائب التي قد يتعرض لها في حياته، وهو الموقف الذي يحتاج إلى تحلي الحي بالصبر والرضوان وعدم الجزع من قضاء الله، ومن خلال موقع سوبر بابا نُقدم مجموعة كبيرة من الأدعية التي تساعد على الصبر والرضا بفقدان الميت.

دعاء الصبر على فراق الميت

عند حدوث فاجعة الموت فإن المتألم هو الحي، حيث يظل تائهًا شاعرًا بأن الحياة توقفت به عند لحظة فقدان أحد أحبائه أو أقربائه، خاصةً إذا كان أحد أفراد الأسرة أو شخص عزيز عليه، في هذا الحين يكون في أشد الحاجة إلى دعاء الصبر على فراق الميت، طالبًا من الله أن يُلهمه الصبر والسلوان لتثبيت عقله وتصبيره على الفاجعة.

  • اللهمّ يا فارج الهمّ، وكاشف الغمّ، ومذهب الحزن، اكشف اللهمّ عنّا همّنا، وغمّنا، وأذهب عنّا حزننا إنّك على كلّ شيءٍ قديرٌ.
  • اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بلوتني وامتحنتني يا أرحم الرّاحمين، وارزقني أجر الصابرين الحامدين.
  • اللهم يا سامع كل صوت ويا رب السماوات السبع والأراضين أسألك أن تلهمني الصبر والسلوان وأن تنهل عليَّ الرحمات بكرمك وحدك يا الله.
  • اللهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنّات النعيم يا ربّ العالمين.
  • اللهمّ كما جمعتنا بفقيدنا في الدنيا؛ فاجمعنا به في جنّاتك جنّات النعيم يا عزيز يا كريم.
  • اللهم إنّها أمي التي شئت أن تكون عندك لا معي، اللهم ارحمها وصبر قلبي على بعدها وفراقها، فدمها يجري في عروقي ولا راحم لي من هذا القضاء سواك.
  • اللهمّ صبّرنا واشدد على قلوبنا، وارحم ضعفنا وقلّة حيلتنا.
  • اللهم صبّ على قلبي الصبر والرُشد والهداية، وأزل عنّي الوحشة والجزع، واجعلني من عبادك الراضين الطائعين ومن أوليائك المتّقين الصالحين.
  • اللهمّ صبّ الصبر في قلوبنا صبًّا، وارزقنا الصبر ولا تحرمنا الأجر.
  • اللهمّ ارضّنا بقضائك، وحبّب إلينا لقاءك، واكتبنا من الحامدين الشاكرين في السراء والضرّاء يا ربّ العالمين.
  • اللهم أنت الذي قلت وقولك الحق ادعوني أستجب لكم، ها أنا الآن يا ربي أرفع يدي بالدعاء إليك وحدك أن تصبرني على بُعد أمي عني.
  • اللهمّ بحقّ اسمك الجبار: اجبرنا، وخفف عنّا؛ فإنّا لا نطيق.
  • اللهمّ إنّي لا أعترض على حكمك وأمرك، إلّا أنّ القلب يألم؛ فأسكن برحمتك ألمه، وخفّف عنه يا كريم.
  • اللهم إنَّك قلت وقولك الحق ادعوني أستجب لكم، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذه جهودي وعليك الاتكال ولا حول ولا قوة إلا بك يا ربّي العظيم القادر على كل أمر.
  • اللهم إنَّك جعلت الموت آية تتحدى بها عبيدك أن كلٌّ راجع إليك، اللهم إنَّ روحي المرهقة التي يكللها الهم والحزن هي بين يديك، اللهم اكفني ما أهمني وما أحزنني يا رب العالمين.
  • اللهم إنَّك أخذت أحب الأشخاص إلى قلبي بحكمةٍ بالغةٍ منك، وقدرت على نفسي الحزن أتقلب بين جنباته، اللهم كما قدرت ذاك وذاك فأسألك أن تقدر لي الصبر والسلوان وأن ترحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على نفسي يا رب العالمين.
  • اللهمّ إنّا نعوذ بك أن نكون من الساخطين؛ فارزقنا تمام الرضا.
  • اللهمّ إنّا نعلم أنّ الموت حقٌّ، ولا اعتراض على أقدارك، فاجبرنا، وبرّد حرّ قلوبنا.
  • اللهمّ إنّا نطمع في رحمتك، ونرجو رضاك وجنّتك؛ فارزقنا الصبر على مصابنا، ولا تحرمنا الأجر.
  • اللهمّ إنّا نسألك تثبيتًا وقوةً ورباطة جأشٍ، ونسألك يا مولانا أن ترحم ميّتنا، وأن تجعله من أهل الجنان، وأن تُصبّرنا على فقده، وأن تختم بالصالحات أعمالنا.
  • اللهمّ إن مات أحبابنا؛ فإنّك الحيّ الذي لا يموت، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تتولانا ولا تكلنا.
  • اللهمّ إنّ فقيدنا كان لنا مؤنسًا ومعينًا؛ فآنسنا بك من بعده، وأعنّا ولا تكلنا لسواك.
  • اللهمّ إنّ روحًا نحبّها، ونألف بها قد فارقتنا ورحلت من جوارنا إلى جوارك يا رب، فنسألك يا مولانا أن تُصبّرنا على ما ابتليتنا به، وأن تزيدنا منك قربًا، ولك حبًّا ورجاءً، وخوفًا وخشيةً وتقوى.
  • اللهم إنَّ الموت قضاءٌ من قضائك وأنا عبد من عبيدك فأسألك اللهم برحمتك التي وسعت أركان عرشك أن تجعلني من الصابرين عند هذا المصاب العظيم، اللهم أنت الرب الواحدالأحد الذي لم يلد ولم يولد، أسألك غيثًا من غيثك يا رحمن السماوات والأرض وما بينهما.
  • اللهمّ إنّ الموت حقٌّ، والقيامة حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنار حقٌّ، ولقاؤك حقٌّ، فاجعلني من الصابرين الراضين؛ حتّى ألقاك وأنت راضٍ عني يا كريم.
  • اللهمّ إنّ القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول إلّا ما يرضيك: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
  • اللهمّ اكتبنا من الصابرين الذين يوفّون أجورهم بغير حسابٍ، اللهمّ صبّرنا ورضّنا بقضائك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم اغفر لفقيدنا ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخر، وتجاوز عن سيّئاته، واصفح عن عثراته، واجز أهله عن مصيبتهم في فقده خير الجزاء، وتولّهم برحمتك ورضوانك يا كريم.
  • اللهم ارحم ميّتنا، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نُزله، ووسّع مدخله، وصبّر أهله وثبّتهم وأعنهم، وكن معهم في شدّتهم ومحنتهم.
  • اللهمّ اجبر كسرنا بعده، وارحم ضعف قلوبنا، وتولّنا بولايتك يا أرحم الراحمين.

اقرأ أيضًا: أدعية لتخفيف الحزن على الميت

أدعية النبيّ للصبر على فاجعة الموت

إن النبيّ هو أفضل قدوة يُحتذى بها من قِبل المسلمين على مر التاريخ، وقد نُقل عنه بعض الأدعية التي يُمكن الاستعانة بها إضافةً إلى دعاء الصبر على فراق الميت بالصيغ المختلفة، من أبرزها:

  • الراوي عبد الله بن مسعود: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها؟ فقال بلى، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها”.
  • الراوية، أم سُلمة أم المؤمنين: “اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها” صحيح مسلم.

اقرأ أيضًا: اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك

كيفية التعامل مع ابتلاء موت عزيز

هناك بعض الأمور التي يجب أن يكون الأقربون إلى الميت على دراية تامة بها وأن تُرسخ في عقولهم حتى يتمكنوا من الرضا بقضاء الله ولا يجزعون، بعد أن تُسيطر تلك الأفكار على عقولهم، وذلك مع الاستعانة بدعاء الصبر على فراق الميت، وهي:

  • التأكد من الله لا يفعل إلا الخير لعباده، حتى ولو ظهر الأمر بشكل عكسي، إنها فقط مسألة وقت وسيعرف العبد الحِكمة من فعل ربه الذي ظن أنه شرًا له، حتى وإن لم يعلم الحِكمة فعليًا يجب عليه أن يكون موقنًا بوجودها.
  • العلم بأن الصبر أمر لا يستحيل التحلي به، وإنما هو مُمكن إن اتجه المُسلم إلى ربه طالبًا منه ذلك.. داعيًا أن يضع في قلبه قدر كبير من الصبر، والتسليم بقضائه.
  • التيقُّن من أن الله لا يفعل شيئًا لعبدٍ من عباده إلا وهو عالمًا بأنه يستطيع تحمله، فإن أنزل الابتلاء أنزل معه الصبر والرحمات.
  • التسليم بأن قدر الموت هو حقٌ مكتوب على كُل العباد، آجلًا أم عاجلًا سيتعرضون له، لذا فإن الحُزن لن يُغير شيئًا، وإنما الصبر سيهوّن على صاحبه كثيرًا.
  • حُسن الظن والثقة التامة بالله تعالى، والتأكد من أن الميت قد انتقل إلى دار أفضل من دار الدُنيا، وأنه سيكون سعيدًا آمنًا مطمئنًا للغاية.
  • أن الصبر على فراق الميت هو إشارة إلى إيمان الصابر الشديد بالله، حيث إنه متيقّن من حِكمة الله البالغة في حدوث هذا الأمر.
  • العلم بأن الموت ليس النهاية الفانية، وإنما يجب أن يتخذ الحي الموت على محمل الغياب المؤقت وليس الأبدي، فيكون متيقنًا بأنه سيرى الميت مرة أخرى في دار الآخرة، وهي الباقية التي لا موت فيها ولا فراق.
  • أن الإنسان مهما عاش طويلًا فإن مصيره النهائي هو الموت، وأن جميع ما خلق الله نهايته الموت، لذا فإننا جميعًا سنموت ونتقابل في دار الحق، وهي الآخرة التي يجب أن نستعد إليها وننشغل بها في الدُنيا من خلال القيام بالأعمال الصالحة.
  • العلم بأن ابتلاء الموت لا دخل لأي إنسان فيه، فلا يظُن الحيّ أنه سبب في موت الميت حتى وإن كان له يد في ذلك دون قصد، ويقضي عمره حزينًا بشأن ذلك، بل إن الأمر كُله بيد الله، فهو مُقدّر لكل شخص موعد موته قبل أن يأتي إلى الدنيا.

اقرأ أيضًا: دعاء لأبي المتوفي من القرآن

فضائل الصبر على فراق الميت

على من يُناجي الله بدعاء الصبر على فراق الميت كثيرًا لتهدئة نفسه والحصول على القوة الكافية للتعامل مع هذا الابتلاء وتجاوز الفاجعة أن يعلم أنه سيحصل على الأجر العظيم جراء صبره، وأن الله تعالى لم يفعل شيئًا في الحياة الدُنيا إلا وكان له الحكمة البالغة، والحِكمة من الصبر تكمن في الأجر العظيم.

  • الأجر العظيم في الآخرة: وعد الله الصابرين من عباده بنيل أعظم الجزاء في الآخرة، وقد كان لهم الأجر مُضاعف.
  • الحصول على بُشرى الله: بشّر الله الصابرين من عباده على الابتلاءات وفواجع الأقدار بالرحمة والهداية، فيكونوا من أحبّ العباد إليه.
  • دخول الجنة: إن الصابرين هم فئة من فئات الفائزين في الآخرة، حيث يكتب الله لهم نصيبًا من فسيح جناته، فهم الجديرون بها والمستحقون لها.
  • الرزق بالخير والعوض: أكدّ النبي محمد في سُنته الشريفة أن الله -عز وجل- يعوّض الصابر بأفضل الجزاء سواء في الدُنيا أو الآخرة، بشرط أن يكون راضيًا محتسبًا الميت عند الله دون جزع من القضاء والقدر.
  • استشعار معيّة الله: خصّ الله تعالى كلامه في الكتاب الحكيم في الآية 153 من سورة البقرة أنه مع الصابرين، وهو ما يُشير إلى استشعار الصابر وجود ربه معه في كل وقت وحين، بما يشمل ذلك من رعاية الله وإحاطته له وغير ذلك من معاني المعيّة الجليلة.
  • من صفات اختصاص المؤمنين: إن الصبر يُمثل صفة اختصّ الله بها المؤمنين دونًا عن غيرهم، وجعلها علامة على تميّزهم، فلا يصبر إلا من امتلأ قلبه بالإيمان بالله، وقد جاء الدليل على ذلك في حديث منقول عن النبيّ في صحيح مُسلم، برواية صُهيب بن سنان الروميّ.

ليس هناك أمرٌ تتمناه يُشكل صعوبة على الله لكنه ينتظر الوقت المناسب ليمنحك ما تدعوه به، لذا لا تتوقف عن ترديد دعاء الصبر على فراق الميت، وكُن موقنًا أنه حتمًا سيستجيب.