ما هي شروط الصلاة بالترتيب؟ وما هي أركان الصلاة؟ من المعروف أن الصلاة هي أحد أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده، كما أنها تعتبر الركن الأهم، ولكي تصح الصلاة وتكون مقبولة هناك بعض الشروط التي تتوقف عليها، وسنتعرف إليها الآن من خلال موقع سوبر بابا.

شروط الصلاة بالترتيب

من الجدير بالذكر أن الله فرض على المسلمين خمسة أركان لكي يكون إسلامه صحيح وأمره باتباع الشروط التي تخص كل ركن حتى يتقبل الله منه عبادته، ويعتبر ركن الصلاة هو الأهم فعن أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ”[صحيح مسلم].

كما أن هناك بعض الشروط التي يتوجد على المسلم اتباعها حتى تكون صلاته صحيحة وشروط الصلاة هم تسع تتمثل في الآتي:

1- شرط الإسلام

فرض الله الصلاة على كل مخلوق ذكر وأنثى فيعتبر دخول الإنسان في الإسلام هو أهم شروط الصلاة، فعن عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ”[صحيح البخاري].

اقرأ أيضًا: حكم المرتد في المذاهب الأربعة

2- الوصول لسن البلوغ

قال العديد من العلماء أن بلوغ المرء هو أحد الشروط الهامة في صحة الصلاة، فالصلاة غير واجبة على الأطفال الصغار في حالة لم يتم البلوغ، فأمرنا نبينا الكريم عن جد عمرو بن شعيب ـ رضى الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“مُروا أَولادَكمْ بالصلاةِ وهُمْ أبناءُ سَبعِ سِنينَ واضربوهُمْ عليهَا وهمْ أبناءُ عشرٍ، وفَرِّقُوا بَينهمْ في المضاجعِ”[صحيح حسن].

على الرغم من قول الرسول ولكن بعض العلماء اختلفوا في تلك النقطة حيث تري المذاهب أن ذلك الأمر للندب بينما يرى الإمام المالكي الأمر للوجوب، حيث يمكن للأهل أن يأمروا الطفل في سن السابعة ويشددون عليه في عمر التسع.

3- العقل السليم

في حالة التعرف على شروط الصلاة بالترتيب يجب التنويه عن أهم شروط الصلاة وهو أن يكون الشخص المؤدي للصلاة عاقل راشد واعٍ، وذلك استنادًا إلى حديث نبينا الكريم فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثةٍ: عن النائمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبىِّ حتى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتى يعقِلَ”[صحيح مسند].

لذلك إذا جاءت الصلاة على الشخص في وقته نومه وجب عليه قضاء الصلاة في حالة الاستيقاظ، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا”[صحيح مسلم].

4- عدم وجود موانع شرعية

هناك بعض الموانع التي لا تصح الصلاة في وجودها والتي منها الحيض والنفاس عند السيدات، كما أن الإسلام لم يأمر المرأة بقضاء ما فاتها من صلوات مثل الصوم.

فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ”[صحيح مسلم].

5- دخول وقت الصلاة

من الجدير بالذكر أن الصلاة حين فرضها الله على المسلمين جعل لكل فرض منها ميعاد محدد له لتقضى فيه، إذا صلى المسلم الصلاة في وقت لم يتبين فيه موعد الصلاة حتى إن كانت في وقتها فلا تصح له الصلاة فجاء في كتابه العزيز:

{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا{[سورة النساء الآية:103].

6- استحضار النية

النية التي يكون محلها القلب هي أهم شروط صحة الصلاة عند بعض المذاهب وأنها واجبة في الصلاة، ولكن اختلف كل من الشافعية والمالكية في أنه أحد الفروض الأساسية في الإسلام والتي يكون مغزاها أن العزم والإصرار على فعلها ذلك الأمر تقربًا إلى الله عزو وجل.

كما أن العلماء في الفقه اتفقوا على وجوب حضور النية لكي تقبل منهم الصلاة فلا صلاة بدون نية وإخلاص من القلب ذلك لقوله تعالى:

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ{[سورة البينة الآية:5].

7- اتجاه القبلة الصحيحة

من أهم شروط صحة الصلاة هو استحضار موضع القبلة وذلك الأمر الذي اتفق عليه العلماء كما جاء في قوله تعالى:

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ{[سورة البقرة الآية:150].

ولكن ذلك الشرط يمكن أن يتحقق في حالة الأمن والقدرة على ذلك، في حين يمكن تغيير القبلة في حالة السفر أو في حالة مواجهة حيوان قاتل أو مفترس في مكان خالٍ، أو أن يكون الشخص غير قادر على الحركة بسبب مرض أو إعاقة أو عجز فيمكنه الصلاة في الاتجاه الذي أمامه.

8- ستر العورات

لكي تصح الصلاة يجب ستر العورة التي تظهر من الجسم سواء قام المصلي للصلاة بين الناس أو بمفرده حتى إذا تواجد في مكان مظلم فقال تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{[سورة الأعراف الآية:31].

يقصد الله في الآية من الزينة وهي الملابس التي تستر الجسم، والخمار هو الذي يستر كل من الرقبة والرأس والعنق وليس الوجه لذلك لا يقصد بها المرأة التي تكون في فترة الحيض، كما أن ستر العورات هو فعل لتعظيم الله عز وجل في الصلاة.

اقرأ أيضًا: قصة وردت في أواخر سورة البقرة

9- الطهارة

تعتبر الطهارة من أهم شروط صحة الصلاة إذا لم تكن هي الأهم، فالطهارة هي تنظيف الجسم من كل النجاسات والتي تنقسم إلى جزئين يتضح كل منهما في الآتي:

أولاً: الطهارة الحقيقة

هي التي تتمثل في طهارة الجسم والملابس التي يرتديها الإنسان في صلاته، فقال تعالي }وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{[سورة المدثر الآية:4]، كما أن هناك امرأة جاءت تسأل الرسول عن ثوبها الذي يوجد به الدم…

فعن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم قال “أنَّ امرأةً سأَلت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن دمِ الحيضِ فقال: حُتِّيه ثمَّ اقرُصيه بالماءِ ثمَّ رُشِّيه وصَلِّي فيه”[صحيح مسند].

كما أن الطهارة التي تخص الجسم فيجب على المرأة في حالة الانتهاء من الحيض أن تتطهر قبل الدخول للصلاة، فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

” إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي”[صحيح البخاري].

من الجدير بالذكر في حالة الوقوف على شروط الصلاة بالترتيب، لا بد من التنويه عن طهارة المكان الذي يصلي فيه المسلم الذي يجب أن يكون خالٍ من النجاسات ومبطلات الصلاة، فجاء في قوله تعالى:

{إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ{[سورة البقرة الآية: 125].

ثانيُا: الطهارة من الحدثين

يعتبر الحدث هو المانع الذي يمنع الشخص من قضاء الصلاة والذي قد تعلق بجزء من الجسم والتي يمكن أن تزول بالوضوء فجاء في قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ{[سورة المائدة الآية:6].

ولكن في حالة الحدث الأكبر فيتوجب الغسل مثل الحيض والنفاس الذي تصاب به المرأة أو في حالة الجنب، وفي حالة إذا لم يتوافر الماء في المكان أمرنا الله بالتيمم، فجاء في قوله تعالى:

{وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا{[سورة النساء الآية:43].

اقرأ أيضًا: هل مريض ثنائي القطب مرفوع عنه القلم

أركان الصلاة

في حالة الوقوف على شروط الصلاة بالترتيب يجب التعرف على أركان الصلاة التي تصح بها، ولا تصح إذا تم التخلي عن أحد الأركان والتي تتمثل في الآتي:

القيام والاعتدال في الصلاة
تكبيرة الإحرام الأولى
قراءة سورة الفاتحة
الركوع
القيام من الركوع
السجود
القيام من السجود
الجلوس بين السجدتين
التريث في كل الأركان
التشهد الأخير
القعود للتشهد الأخير
الصلاة على الرسول
الترتيب في الأركان
التسليم الأخير

واجبات الصلاة

في حالة التعرف على شروط الصلاة بالترتيب يجب التعرف على واجبات الصلاة، وهي الأحكام التي يستند لها حكم الصلاة، والتي تتمثل في الآتي:

  • من ترك الصلاة عن عمد بطلت صلاته.
  • فاعل الصلاة يثاب عليها.
  • تارك الصلاة له عقاب شديد.
  • في حالة السهو إذا كان منفردًا أو إمام يسجد سجدة سهو.
  • إذا كان الشخص مأموم في الصلاة يقوم الإمام بالسجود بدل عنه.

الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادة في أركان الإسلام، كما تعتبر هي الأهم، فالصلاة هي عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين كله، لذلك يجب المحافظة على شروطها لكي تتقبل وتصح.