شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر يختلف بعض الشيء عن شكلها في المقابر الأساسية للبلاد، وذلك لوجود التأثير الروماني الذي طغى على الملامح المصرية المُتعارف عليها في الطراز المصري القديم في الجبانات، لذا سيعرض لكم موقع سوبر بابا الآن شكل المداخل الرومانية الخاصة بالمقابر.

شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر

تختلف المقابر الرومانية كثيرًا في مصر عن تلك التي كان يقوم بها أهل البلاد الأصليين من المصريين، ويظهر هذا التفاوت في مدينة الإسكندرية على وجه التحديد، وذلك لكونها كانت حاضرة الرومان في وقت من الأوقات أثناء احتلال الرومان لمصر منذ عام 31 قبل الميلاد.

فقد كان شكل المداخل الخاصة بمقابر المصريين القديمة تتخذ شكل الواجهات الخاصة بالمعابد، والتي كانت ذات أحجام كبيرة وطويلة بعض الشيء، ويكون عليها طرز معمارية مصرية أصيلة.

أما بالنسبة لشكل مداخل المقابر الرومانية في مصر، فنرى أنها تتعاكس مع الطراز المصري القديم تحديدًا في ضخامة المدخل ومساحته الضئيلة نسبيًا عن المصرية، فأصبحت المداخل الرومانية تأخذ شكل الجمالون الروماني، مع وضع عليه بعض التأثيرات المصرية، حتى تتناسب المقبرة مع المكان الذي تتواجد فيه.

من الجدير بالذكر أن هناك الكثير من المقابر التي تتواجد في مصر وتعود للعصر الروماني، وتتخذ الشكل المصري القديم بعض الشيء، لذا سنعرضها لكم فيما يلي الآن:

1- مقابر كوم الشقافة

شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر

من خلال حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر نجد أنها من أكثر المقابر الرومانية التي تتواجد في مدينة الإسكندرية جمالًا وعراقة، ويكون بها تأثيرات مصرية كثيرة للغاية، فعمارة المداخل الخاصة بالغرفة الرئيسية أو المقبرة الرئيسية إن صح القول تُعد على الطراز المصري الخالص.

حيث يظهر أمامنا المدخل في الصورة الموضحة أعلاه مُشابهًا لمداخل المعابد المصرية القديمة إن لم يكن بنفس الضخامة والحجم، حتى يتناسب مع مساحة المكان الذي يتواجد فيه، بالإضافة إلى الطرز الزخرفية التي تُزين المدخل بشكل جميل.

تظهر هذه التأثيرات المصرية القديمة بدايةً من مدخلها الذي يظهر طرازه ممزوج بالتأثيرات الرومانية والمصرية، بحيث لا يكون الجمالون الخاص به مثلث الشكل، بل مقوس ويُزخرف بقرص الشمس بين صقرين.

تكون الواجهة بأكملها مُستنده على أعمدة يمتزج نوعها بين الطراز الكورنثي والمصري، بالإضافة إلى الأعمدة الجانبية المُتأثرة بالطرز المصرية، فهي ملتصقة بالجدران، أما التيجان الخاصة بها تُزخرف بورق البردي والأكانثوس.

كما يقف على جانبي الواجهة تمثالين الإلهة الحامي لمدينة الإسكندرية وهو الثعبان Agathodeimon كحارسين للمقبرة، ويُصوران على رأسيهما تاج مصر المزدوج، ويتواجد بجانبهما عصا الكادوكيوس Caduceus الخاصة بالإله اليوناني هيرميس” قائد الأرواح إلى العالم السفلي.

مع عصا الإله ديونيسوس المُسماه بعصا الثيرسوس ال Thyrsus، وتم وضعهما على درع على أنه يتم وضعه في المقابر الرومانية في الغالب، ودرع الإلهة أثينا مُزين برأس الميدوسا” الذي يمنع الدخول إلى المقبرة وسرقة الرفات”.

كما قد ثبت سقف المقبرة على أربعة أعمدة في الأركان كانت تيجانها مُزخرفة بورق البردي، ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من كون هذه المقابر من ضمن مقابر الجبانة الغربية لمدينة الإسكندرية إلا أنها تقع مقابر كوم الشقافة في جزءًا منفصلًا من الجبانة الغربية لمدينة الإسكندرية.

تحديدًا في حي راقودة” حي المصريين، حي إبسيلون ε”، والآن أصبحت تتواجد في حي كرموز، منطقة الأنتيكا أو كوم الشقافة الاثرية، أو كما تُعرف علميًا باسم كتاكومب كوم الشقافة، بسبب فتحات اللوكالي التي تملؤها.

نبذة تاريخية عن مقبرة كوم الشقافة

من خلال حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر وجب علينا أن نعرض لكم نبذة تاريخية بسيطة عن هذه المقبرة التي تؤرخ المقبرة بالقرن الأول الميلادي، ويُقال إنها ظلت مُستخدمه كمقابر عامة حتى القرن الرابع الميلادي، حيث كانت مقبرة خاصة في الأساس عند إنشائها.

لكن فيما بعد أصبحت عامة يتم دفن فيها الكثير من الأشخاص، مما أدى إلى حدوث توسعات ضخمة في المقبرة، وهو ما نراه الآن في فتحات اللوكالي التي تتواجد في كل شبر منها.

كانت المنطقة ُمغطاة بالمياه التحت سطحية منذ فترة ليست بقصيرة، وبعد شفط هذه المياه بأكملها أصبحت مليئة بالرطوبة خاصةً في الجزء السفلي من بئر الدفن، أما عن مظاهر التلف الخارجية فالموقع يُعد عامل تلف بحد ذاته، وذلك بسبب مرور السيارات بالقرب من الموقع، مع وجود مصنع بالقرب منه أيضًا.

فبالتالي تؤثر عوادم كلٍ منهما على الموقع، كما توجد الكثير من النباتات الخضراء والورود التي تؤثر كذلك بالسلب عليه، خاصةً عند مقابر الورديان المنقولة إلى هذا الموقع.

كما نرى هذا التأثير السلبي يظهر على الرسوم الجدارية التي تظهر باهتة للغاية، بالإضافة إلى استخدام الأسمنت كترميم خاطئ تحديدًا في الصالة المُسماه باسم صالة كاراكلا، مع ظهور عفن أخضر في أرضية هذه الصالة كذلك.

اقرأ أيضًا: حارس القبور عند قدماء المصريين

2- مقابر مصطفى كامل

شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر

في إطار حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر، نرى أن هذه المقابر تُعد أيضًا من المقابر الرومانية التي تتواجد على أرض مصر، فبالتالي ستكون مُتأثرة بالطرز المصرية القديمة في عمارة المباني الجنائزية بشكل عام.

من الجدير بالذكر أن هذا التأثير يظهر على وجه التحديد في غرفة الدفن الأولى لهذه المقبرة، تحديدًا في الواجهة الخاصة بها، فكما توضح الصورة نرى أن الواجهة تستند على أعمدة ضخمة تتشابه بعض الشيء مع الأعمدة المصرية، مع ظهور تماثيل أبو الهول على جانبي المدخل من الناحيتين.

أما بالنسبة للتأثيرات المصرية التي تتواجد بها غير الواجهة، فتنحصر في أبو الهول المتواجد في المقبرة الأولى، والأبواب الوهمية التي تتواجد في مقابر عديدة منها كالمقبرة الثالثة والأولى.

كانت المقابر تقع في الجبانة الشرقية وبالقرب من مدينة النصر طبقًا لخريطة الإسكندرية القديمة، أما حاليًا فهي تقع في منطقة مصطفى كامل، شارع المعسكر الروماني إلى الشمال الشرقي من عمائر القوات المسلحة المتواجدة في المنطقة.

نبذة تاريخية عن مقابر مصطفى كامل

من خلال حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر، وجب علينا أن نعرض لكم بنبذة تاريخية خاصة بهذه المقبرة، حيث تؤرخ بمنتصف القرن الثالث ق.م، وحتى القرن الثاني ق.م، وتُعد منطقة مقابر مصطفى كامل من المناطق التي أصبحت عامل تلف.

ذلك بسبب وجود طريق يمر به مئات السيارات يوميًا، وبالتالي تؤثر عوادم هذه السيارات على الموقع الأثري بالسلب.

بالإضافة إلى قرب المنطقة السكنية منها كثيرًا “عمائر القوات المسلحة، وفندق توليب” كذلك منها، مما يعمل على إلحاق الضرر بالموقع سواء من المخلفات البشرية، أو من العوادم الناتجة عن استهلاك البشر للطعام في المطابخ المنزلية وهكذا.

تتكون من سبع مقابر منحوتة في الصخر، ويوجد منها بعض الأجزاء المنحوتة تحت الأرض، ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك بعض الأجزاء الأخرى التي كانت تظهر فوق الأرض.

لكن لم يتبقى بها منها أي شيء ظاهر الآن، اكتشف أدرياني ست من هذه المقابر وقام بنشرها وترميمها في عام 1921م، ومن ثم استكمل من بعده تلميذه نيكولا بوناكازا في عام 1922م.

حيث اكتشف المقبرة السابعة التي تُعد من أكبر وأضخم المقابر، ولكن لم يظهر منها الآن سوى بعض البقايا الغابرة التي ال يُمكننا أخذ ُمخيل بسيط عن شكل المقبرة وقت إنشائها.

اقرأ أيضًا: معبد الإله خونسو بالكرنك

3- مقابر الأنفوشي

شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر

عند الحديث عن شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر، فنرى أن مداخل مقبرة الأنفوشي تتأثر كثيرًا بالتأثيرات المصرية القديمة، وذلك لكونها مقبرة خاصة بالشعب المصري في الأساس، وهو السبب الذي أدى إلى اكتظاظها بالتأثيرات المصرية.

فنُلاحظ أن المداخل الخاصة بها تتخذ شكل البهو المصري القديم الخاص بالمعابد المصرية، مع وجود الكثير من الزخارف والعناصر المعمارية التي تؤكد هذا التأثير.

أما بالنسبة للزخارف فقد كانت تمتزج بين الزخارف المصرية مع الزخارف اليونانية كذلك، ولكن تأخذ الزخارف المصرية النصيب الأكبر مما هو باقي الآن أمامنا.

فهي تتمثل في أسلوب بومبي الذي يظهر في أكثر من مقبرة من مقابر الأنفوشي، مع الأبواب الوهمية التي أخذت اهتمام بالغ من فناني ومعماري جبانات الإسكندرية الكبيرة.

زخارف مقبرة الأنفوشي والتأثيرات المصرية بها

من خلال حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر، فيظهر في هذه المقبرة أيضًا مشاهد ُمصورة على الجدران باتباع الطرز المصرية، ففي المبنى الجنائزي الثاني يظهر على الدرج الخاص به ثالثة مشاهد مأخوذة من العادات المصرية.

حيث نرى مشهد للإله حورس برأس الصقر يرتدي عباءة، ويُشير بيده اليمنى ناحية الغرب إلى الأرض وهي رمز أرض الموت أو مملكة الموت، وباليد اليسرى يسحب المتوفى وفي الوقت ذاته ينظر إلى شخص يحمل في

يده إناء التطهير من الإله أوزوريس الذي يُصور مرتديًا ثوبًا ُمعتقد أنه يُغطي صدره ويصل إلى ركبتيه، وورائهما تظهر الإلهة إيزيس التي تُصور على رأسها طوق ذهبي مع تاج، والمشهد الثاني ممحي تمامًا.

أما المشهد الثالث يُصور الإله أوزوريس يجلس على العرش وكأنه إله الموت، ويرتدي الحلة الخاصة بالمومياء، مع تاج الشمس على رأسه، ويمسك بيديه ُمقدس الذي دائمًا كان يُصور به على الدوام، ويقف السوط والصولجان ال وفي يسار المشهد يقف الإله حورس يُقدم المتوفى خلفه أنوبيس “ابن أوى” إله الموت.

كما يُصور ُممسك بإناء في يده اليمنى، ومن الجدير بالذكر أن هذا المشهد مُصور على الدرج، حيث ترمز هذه المشاهد إلى الصعوبات التي يواجهها المتوفى في طريقه إلى العالم الآخر، هذا ما كان يُحاول الفنان توضيحه للزائرين.

في حجرة الاستقبال نرى تماثيل أبو الهول على قاعدتين صغيرتين، ونجد عمودين كذلك في هذه الغرفة يحملان أعمدة بتيجان على شكل زهرة اللوتس المصرية، وقد ُزخرفت هذه الأعمدة باللونين الأسود والأبيض، ويحملان كورنيش عريض له طابع روماني، ويظهر التأثير المصري في قرص الشمس الذي يُزين الجزء الأوسط من الكورنيش.

نًلاحظ أن هذا الكورنيش قد تكرر ظهوره في الكثير من الغرف الأخرى، وذلك لأنه يجمع بين الطرز المصرية واليونانية والرومانية كذلك، ويظهر الأسلوب المصري في البرواز المزدوج في الحجرة رقم (2).

فمن خلال هذه التأثيرات والمشاهد التي تتبع الأسلوب المصري، يُمكننا القول إن هذه الجبانة تُعد من أكثر الجبانات اكتظاظًا بالتأثيرات المصرية القديمة مثلها كمثل جبانة كوم الشقافة على سبيل المثال.

اقرأ أيضًا: بحث عن عصور ما قبل التاريخ pdf

نبذة تاريخية عن مقابر الأنفوشي

من خلال حديثنا حول شكل مداخل المقابر الرومانية في مصر نرى أن مقابر الأنفوشي تقع في الجبانة الشرقية لمدينة الإسكندرية، وتحديدًا على ساحل اللسان الشمالي من الجزيرة، وحاليًا تقع في منطقة رأس التين، بجوار قصر رأس التين.

بالإضافة إلى كونها من ضمن الجبانات الغربية للمدينة التي أطلق عليها سترابون مدينة الموتى، وقد قام سُكان الجزيرة بنحتها في الصخر، ونرى أنها تؤرخ بالقرنين الثاني والأول ق.م أي العصر البطلمي المتأخر، ومن ثم أعاد استخدامها في العصر الروماني.

اكتشفها العالم بوتي، وقد حدد أنها تتكون من ستة مقابر، ولكنه تمكن من اكتشاف خمسة فقط بشكل كامل، وهن متواجدات حتى الآن، حيث اندثرت المقبرة السادسة منذ زمن.

تُعد مقابر الأنفوشي من أكثر المقابر المتواجدة اكتظاظًا بالزخارف المُلونة والرائعة في الإسكندرية، فقد كانت زخارفها الزاخرة تُعبر عن ثقافة المجتمع الذي كان يتواجد في زمانها، خاصةً المقبرة الأولى والثانية، ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن المقابر تُعد عامل تلف، وذلك بسبب وجودها في منطقة شعبية بعض الشيء.

مما يؤدي إلى التأثير بالسلب على المنطقة بالكامل من وجود بعض المخلفات البشرية بها كالفضلات والحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط الذين يؤثرون بالطبع على المنطقة.

مع اقترابها من البحر الذي يجلب لها الرياح الموسمية الشديدة، ويجعلها مُعرضه للأمطار الحمضية كذلك، مع مرور السيارات بالقرب منها كذلك، وتؤثر العوادم الخاصة بها على المقبرة.

تكتظ المقابر الرومانية التي تتواجد في مصر أو في الإسكندرية على وجه التحديد بالعناصر المصرية سواء المعمارية أو الزخرفية، وذلك لأنه على الرغم من كون الإسكندرية مدينة يونانية النشأة وحاضرة العالم الروماني إلا أنها من ضمن حدود مصر في الأساس.