يُقال إنه من الممكن علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي وباستخدام الوصفات والنصائح المنقولة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما صحة هذا الأمر؟ وما هو الطب النبوي من الأصل؟ في الواقع كثُرت الأقاويل فيما يخص هذا النوع من أنواع الطب، ولذلك قررنا عبر موقع سوبر بابا اصطحابكم في رحلة للتعرف على إمكانية علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي من عدمه.

علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي

البنكرياس يعتبر من أهم أعضاء الجسم، ويتم وصف هذا العضو بكونه غُدة طويلة ومسطحة الشكل تقبع في الجزء العلوي للبطن خلف المعدة، والجدير بالذكر أن للبنكرياس دور أم للغاية في عمليات حيوية عدة، على رأس هذه العمليات هو دوره في الهضم، فالبنكرياس يقوم بإفراز بعض العُصارات والإنزيمات التي تُساعد في عملية هضم الطعام.

كما أن للبنكرياس دور هام للغاية في تنظيم طريقة تعامل الجسم مع السكر والجلوكوز على وجه الخصوص، فالهرمونات التي يقوم بإنتاجها مثل الأنسولين والجلوكاجون تُعتبر المُحرك الرئيسي لهذه العملية، وعلى الرغم من أهمية البنكرياس البالغة في الجسم إلا أنه كسائر أعضائه مُهدد بخطر الالتهابات.

التهاب البنكرياس له أسباب كثيرة وأعراض عِدة، والجدير بالذكر أن لهذا الالتهاب نوعين هما الاتهاب الحاد قصير الأجل والالتهاب المُزمن طويل الأمد، ولكن قبل التطرق إلى كل ذلك، هل يعد علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي حقيقًا بالفعل؟

الطب النبوي في العموم كان يعتمد على العلاجات الطبيعية، لذا في الواقع يمكننا الإجابة عن هذا السؤال بنعم في المُجمل، مع الأخذ في الاعتبار التقدم العلمي وفهم الوضع التشريحي للجسد في العصر الحالي، فالطب النبوي كان يُعالج بالفعل العديد من الأمراض في الماضي.

لكن الوصول إلى أمراض مُعقدة كالالتهابات الباطنية لم يكن بالأمر السهل، وعلى الرغم من ذلك يمكننا التيمن بالطب النبوي في العلاج، فقد جاء على لسان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ”

من هذا الحديث يمكننا الأخذ بالأسباب واللجوء إلى العلاجات الطبيعية التي جاءت في الطب البديل، فلم يرد حديث صريح لعلاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي، وفيما يلي من سطور وفقرات مقالنا هذا سنتناول الحديث عن طُرق العلاج بالأعشاب الطبيعية وتطويع الثمار لإنهاء الالتهابات.

1- استخدام الأوريغانو في علاج التهاب البنكرياس

هناك الكثير من طُرق الطب التقليدي التي أجمعت على كون الأوريغانو أو الزعتر البري يحتوي على بعض العناصر التي تُساهم في علاج الأكسدة التي ترتبط باضطرابات مرض السكر، ويرجع ذلك بسبب ما تحتويه هذه النبتة على مضادات فينولية طبيعية.

تم إجراء دراسة في جامعة ماساتشوستس في عام 2004 في سبيل الوصول إلى الآلية المُضادة والعلاجية للأوريغانو بالنسبة للحالات التي تُعاني من مرض السُكر، وجاء في هذه الدراسة أن استخدام الزعتر البري يدعم عمل البنكرياس، كما أنه يُقلل من التهابه ويُكافح فرط السكر في الدم.

بسبب هذه النتائج تم الربط بين استخدام الأوريغانو وبين الإبقاء على مُعدل الأنسولين في الدم عند مستواه الطبيعي، كما أنه يُساهم في تقليل احتمالية ظهور مُضاعفات لمرض السكر على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: علاج القولون التقرحي بالطب النبوي

2- عشبة ذيل الحصان

على الرغم من اكتشاف هذه العشبة منذ فترة قريبة وعدم تواجدها ضمن أساليب وطُرق علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت قدرات هائلة لهذه العُشبة في الشفاء من هذه الالتهابات، ناهيك عن تخليص البنكرياس من الأنسجة التالفة بسبب ما حل بها من التهاب.

في دراسة تم إجراؤها على فئران مُصابة بداء السكري تم الوصول إلى كون الخلاصة العشبية لهذه النبتة ساهمت بشكل كبير في مُكافحة مرض السكري وتجديد خلايا البنكرياس، والجدير بالذكر أن هذه النتائج الإيجابية ظهرت بعد تطبيق استخدام العشبة كعلاج لمدة 5 أسابيع متواصلة تقريبًا.

3- عرق السوس

يعتبر عرق السوس من المشروبات الغريبة في واقع الأمر، فهناك من يبغضه وهناك من يحبه، ولا يوجد منطقة رمادية هنا، ولكن فيما يخص القيمة العلاجية لهذه النبتة نجد أن الأبحاث أثبتت قدرته على تقليل كل من الآلام والتورمات المرتبطة بالتهاب البنكرياس.

4- عشبة الجنتيانا

يتم تصنيف هذه العشبة بكونها واحدةً من أكثر الأعشاب فعالية في تعزيز صحة البنكرياس وعلاج الالتهابات التي تُصيبه، وعلاوة على ذلك فهي تقوم أيضًا بتحفيز كل من المرارة، البنكرياس والأغشية المخاطية للمعدة لإفراز أكبر قدر ممكن من الإنزيمات البنكرياسية والصفراء بالإضافة إلى حمض المعدة، وذلك في سبيل تحسين قدرة الجسم على الهضم.

5- أوراق الزيتون

يُعتبر الزيتون من أقدم وأفضل النباتات التي تدخل في علاج العديد من الحالات المرضية، ولا يقتصر الأمر على ثمار الزيتون فقط، فزيت الزيتون وأوراق هذه الشجرة الطيبة لكلٍ منها فوائد لا تُعد ولا تُحصى، وفيما يخص التهاب البنكرياس تُساهم أوراق الزيتون في تحسين الدورة الدموية وإزالة السموم من الدم.

هذا يعمل على تحسين قدرة ووظائف غدد عِدة في الجسم منها الكبد، البنكرياس والغدة الدرقية، كما أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي جاء فيها أن لهذه الأوراق دور كبير في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والبنكرياس.

هناك بعض الأعشاب الأخرى التي يتم اللجوء إليها في علاج التهاب البنكرياس مثل الكركم والزنجبيل، كما أن تناول ملعقة من قشر الرمان المُجفف والمطحون مع الزبادي خالي الدسم لها دور كبير في تخليص الكبد من التهاباته بالإضافة إلى تنشيطه وتعزيز قدرته الإفرازية للهرمونات الهاضمة.

اقرأ أيضًا: الخلطة الألمانية لعلاج القولون التقرحي

الطب النبوي.. عِلمٌ سبق علوم الدُنيا

على الرغم من عدم وجود طريقة صريحة لعلاج التهاب البنكرياس في الطب النبوي، إلا أن الطب النبوي ساهم في علاج العديد من الأمراض، والجدير بالذكر أن مُصطلح الطب النبوي لم يظهر في عهد النبي العدنان، ولا حتى في عهد صحابته وخلفائه الراشدين.

إنما كانت بداية ظهور هذا المُصطلح إلى النور على يد ابن قيم في كتاب الطب النبوي، بالإضافة إلى كتاب زاد المعاد، كما أن الأحاديث التي ورد فيها بعض الطُرق العلاجية والوقائية في السنة النبوية الشريفة قام البُخاري والإمام مالك بتجميعها.

الأصل في هذا النوع من أنواع الطب هو كون النبي المُصطفى تطبب بهذه العلاجات وطبب به غيره ووصفها، وبشكلٍ عام ذكرت هذه الأحاديث النبوية الشريفة وما جاء على لسان أهل العلم طريقتين رئيسيتين تم بناء الطب النبوي على أساسهما، وتشتمل هاتين الطريقتين على كل ما يلي:

1- العلاج باستخدام الأدوية النبوية الطبيعية

الأدوية الطبيعة من العلاجات التي استخدمها الحبيب المصطفى لعلاج العديد من الأمراض مثل الحُمى والرمد، ومن أمثلة هذه الأدوية كل ما يلي:

  • العسل.
  • ألبان الإبل وأبوالها.
  • ,استخدام الكي والحجامة.
  • إخراج الدم من الجسم.
  • استخدام الشبرم السنوت.
  • تناول تمر العجوة.

2- الأدوية الإلهية والمرتبطة بالشريعة

هناك العديد تُعتبر روحانية، وهي من وسائل العلاج المُرتبطة والمُستمدة من الشريعة الإسلامية، ومن أمثلة هذه العلاجات ما يلي:

  • العلاج بالتعوذات والمُعوذات.
  • استخدام الرُقية الشرعية.
  • الاغتسال.

كما أنه في بعض الحالات كان يتم اللجوء إلى الدمج بين الأدوية الطبيعية والأساليب الشرعية في العلاج.

على الرغم من فعالية العلاجات البديلة في القضاء على التهاب البنكرياس إلا أنها لا تحل على الإطلاق محل العلاجات الطبية مثل إبر الإنسولين مثلًا ووسائل علاج الالتهابات، فالعلاجات البديلة تبقى بديلة ومُساعدة فقط.