فوائد العمل الصالح وأهميته كثيرة، حيث يعد من أهم الأعمال التي يقوم بها الإنسان لكي يتقرب من الله –عز وجل- وله دورًا مهمًا في الإسلام، فالقرآن الكريم ذكر العمل الصالح في مواضع كثيرة لمكانته الكبيرة، وسنتعرف أكثر على العمل الصالح من خلال موقع سوبر بابا.

فوائد العمل الصالح على الفرد وأهميته

العمل الصالح من أسمى الأمور للتقرب من الله، وله فوائد كثيرة ويعود على صاحبه بالخير، ومن هذه الفوائد:

  • يستظل العبد يوم القيامة بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، كما جاء في الحديث: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ…”.
  • نتائج العمل الصالح تظهر في المستقبل القريب أو البعيد.
  • من فوائد العمل الصالح أنه يزيد البركة وينزل الرحمة والسكينة، ويشعر الإنسان بالطمأنينة، وتثقل موازينه يوم القيامة يوم لا ينفعه ماله ولا ولده.
  • المداومة على فعل الخيرات سبب في محبة الله للإنسان، فقد جاء في الحديث: يقولُ اللهُ تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به…”.
  • لها ثواب عظيم وتمنع عن العبد سوء الخاتمة، كما يكون لديه القدرة على أداء الطاعات، فالله حين يرغب في تقرب العبد منه يوفقه في عمل هذه الخيرات.
  • للعمل الصالح منافع كثيرة على المجتمع، فهو يجعله متماسك ومترابط كالجسد حيث تسود مشاعر من المحبة والإخاء، وستختفي مشاعر الحقد والضغينة من نفوس الناس.
  • قيام الأغنياء بمساعدة الفقراء بالأموال؛ لأنها عمل صالح تحسن من المجتمع، حيث إن الفقراء يقومون بعمل مشاريع صغيرة بتلك الأموال مما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع ككل.
  • تكون سبب في دخول صاحبها الجنة بكل سلام.
  • الاستمرار في العمل الصالح يزيل عن العبد متاعب الحياة.
  • إذا كان العبد مستمر في فعل الخيرات وحدث شيء يمنعه من الاستمرار في تلك الأعمال بصورة مؤقتة كالسفر أو المرض يظل الثواب والأعمال الخيرية الخاصة به مستمرة كأن لم يحدث شيئًا.
  • مكافأة الله –عز وجل- للإنسان الذي يقوم بالعمل الصالح هو أن يظل ثوابها حتى بعد موت صاحبها.
  • ثمرات العمل الصالح التي أعدها الله للعباد لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على بال أحد.

اقرأ أيضًا: فوائد فعل الخير في الإسلام

شروط العمل الصالح

للعمل الصالح شروط أوضحها الله –عز وجل- في كتابه الكريم وأخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم من أجل قبول العمل من العبد، يجب على المسلم مراعاتها.

1- إخلاص العمل لوجه الله

بأن يفعل الإنسان تلك الأعمال الصالحة لوجه الله، وليس رياء ولا لغرض الشهرة، فتكون نية هذا العمل لله، فقد قال الله -عز وجل-:“وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ…” البينة/5، وجاء في الحديث: إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى” (صحيح).

 2- اتباع سنة الرسول

 بأن تكون تلك الأعمال موافقة لما جاء في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيجب الامتثال لأوامره، والاقتداء به في كل أعمال الدين والدنيا، فقد روى أنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا…

… قالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي.(صحيح).

فلا يقبل العمل إلا بتحقق هاذين الشرطين، الإخلاص والاتباع، وإذا فُقد شرطٌ منهما، لم يصح هذا العمل.

حيث قال تعالى:” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) سورة الكهف.

اقرأ أيضًا: دعاء العمل في الصباح

مكانة العمل الصالح في الإسلام

للعمل الصالح مكانة كبيرة في الإسلام، وقد وردت الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية التي تدل على ذلك وتأمرنا به، فالعمل الصالح هو ثمرة الإيمان بالله -عز وجل- والإيمان بيوم القيامة.

فهو يبين ما يوجد بقلب الإنسان وما يؤمن به، ويُعد وسيلة للتكفير عن الذنوب حيث قال تعالى :(َوالْعَصْرِ * إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). سورة العصر.

كل شيء أمرنا الله به هو عمل صالح، ما دام عقد الإنسان النية أن هذا العمل خالصًا لوجهه تعالى، حتى النوم إذا نوى التقوى على العبادة، فكل الأعمال يجوز أن تدخل تحت مفهوم العمل الصالح.

أنواع العمل الصالح

تعددت الأعمال الصالحة في الإسلام، وتشتمل على جميع الأوامر والنواهي التي بينتها لنا الشريعة من خلال الكتاب والسنة، وفيما يأتي سنعرض بعض أنواع الأعمال الصالحة:

  • بر الوالدين: فهو من أهم وأعظم الأعمال الصالحة التي قام الإسلام بفرضها على المسلمين أجمعين، وقد أوضح الله وجوب بر الوالدين في سورة الإسراء في قوله:

{وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ لرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}23/24

  • التعاون: بأن يساعد الغير لا يريد بذلك سوى ابتغاء وجه الله، وحثّنا الله عليه في قوله تعالى في سورة المائدة:

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)”.

  • الحج: حيث جاء في حديث أبو هريرة -رضي الله -عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ“.
  • الصلاة: فأداء الصلاة المفروضة علينا كفارة لما بينها، فالحسنات يذهبن السيئات، كما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِما بيْنَهُنَّ“.

اقرأ أيضًا: مفهوم العمل وحكمه الشرعي

عواقب الانقطاع عن العمل الصالح

للعمل الصالح فوائد كثيرة ينتفع بها الإنسان، وعند الانقطاع عن أدائها يخسر المرء تلك الفضائل، وفيما بعد سنوضح الأضرار المترتبة على ذلك:

  • الغفلة: فاستمرار الإنسان في العمل الصالح يمنعه من الغفلة، والإنسان إذا لم ينشغل في الطاعات، انشغل في عمل المعاصي.
  • ضعف الإيمان: إن الأعمال الصالحة مهما كانت، فإنها تقوي الإيمان، والانقطاع عن الأعمال الصالحة يتبعه فعل المعاصي، فالمعصية تأتي بغيرها مثلما الطاعة تجر للطاعات.

حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “عليكم بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ، ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا وإيَّاكم والكذبَ فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا.”

  • سوء الخاتمة: فإن الاستمرار على الأعمال الصالحة يحقق للمرء السكينة، ويموت على خاتمة حسنة.
  • الحرمان من محبة الله -عز وجل-: فحب الله لك يكون بمقدار عملك للطاعات، فالله يحب أن يتقرب إليه الإنسان بالأعمال الصالحة التي هي مستحبة.. والحرمان من دخول الجنة.
  • الابتلاء: حيث قال الله تعالى عن سيدنا يونس –رضي الله عنه- في سورة الصافات:” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)“.. فلولا أنه كان يتقرب لله في حالة الرخاء ما كان الله ليقف معه في الشدة.

إنّ العمل الصالح مهم في ديننا ودنيانا، فلا يجب التوقف عن أدائه، لما له من فوائد كثيرة لا يجب على العبد أن يضيعها، فهو يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.