قصائد أحمد مطر الممنوعة هي قصائد تتحدث عن معاناة الأمة، تتحدث عن تداعي القضية العربية والوطنية على أيدي العديد من الأشخاص المنافقين المنتسبين أسمًا فقط للعروبة والنضال، كانت تلك القصائد هي شرارة في وقتها، ساهمت في صحوة العديد والعديد من الأنفس، لذا في موقع سوبر بابا يُمكن بيان تلك القصائد.

قصائد أحمد مطر الممنوعة

كان أحمد مطر من الشعراء الذين يتصفون بالجرأة والشجاعة في عرض أشعاره ونظام إلقائها، فكانت أشعاره مُعبرة عن فكرته وانتمائه الحقيقي للوطن والأمة، نتيجة لتلك الجرأة تم منع عدد من قصائده بسبب صداها الواسع حينذاك.

فكانت قصائد أحمد مطر الممنوعة أمر محذور في تلك الآونة، فهي تعبير صريح عن تدهور الأحوال في البلاد العربية، فمنها ما هي ذم ونقد لبلادة شعور الشعب ووقوفه ساكنًا لا ينطق ببنت شفه عما يحدث، وأخرى هي اعتراض على انتشار المخبرين بين الشعب خشية أن الشاعر ذاته يشعر أنه مُحاط بالمخبرين لا الناس.

أما الأخيرة فهي تعبير عن أيام الجاهلية هي أفضل وأكرم لبني الإنسان العرب من أيامهم الحاضرة.

اقرأ أيضًا: قصائد احمد فؤاد نجم الممنوعة

1- قصيدة الممثلون

“مقاعد المسرح قد تنفعل،

 قد تتداعى ضجرًا

 قد يعتريها الملل

 لكنها لا تفعل

 لأن لحما ودما من فوقها لا يفعل

 يا ناس هذي فرقة يضرب فيها المثل

 غبائها معقل، وعقلها معتقل

 والصدق فيها كذب، والحق فيها باطل

 يا ناس لا تصفقوا، يا ناس لا تهللوا

ووفروا الحب لمن يستأهل

يتناول أحمد مطر في تلك القصيدة فكرة الخضوع والتخاذل التي تمكنت من الشعوب العربية، فقد تخلت تلك الشعوب عن أفضل ما بها وهو الشعور بالانفعال تجاه قضاياه، الشعور بالمسؤولية تجاه وطنه، فكيف للجماد أن يتغير قبل البشر.. وهي كانت واحدة من قصائد أحمد مطر الممنوعة.

2- قصيدة المخبر

“أشعر أن الدولة

 قد وضعت لي مخبرا في القبلة

 يقيس حجم قبلتي

 يطبع بصمة لها عن شفتي

 يرصد وعي الغفلة

 حتى إذا ما قلت يوما جملة

 يعلن عن إدانتي، ويطرح الأدلة

 لا تسخروا مني، فحتى القبلة

  تعد في أوطاننا حادثة تمس أمن الدولة

هي من قصائد أحمد مطر الممنوعة لما فيها تناطح مباشر مع مؤسسات الدولة الأمنية، انتشرت في هذا العصر الأفراد الأمنين المعروفين باسم (المخبرين)، انتشروا في المجتمعات درجة أن الشعب يشعر أن المخبر يقف لهم على باب البيت، يراقبهم في جميع التحركات حتى في أدق اللحظات وأكثرها حميمية وهذا ما عبر عنه مطر بشكل بسيط ولكنه قوي المعني.

3- قصيدة جاهلية

“صارت الأصنام تأتينا من الغرب

ولكن بثياب عربية،

تعبد الله على حرف، وتدعو للجهاد

وتسب الوثنية،

وإذا ما استفحلت، تأكل خيرات البلاد،

وتحلي بالعباد؛

رحم الله زمان الجاهلية

زمن الجاهلية بالرغم من انتشار الكفر به إلا أنه كان يتسم بعدد من الصفات القيمة ذات المغزى والمعنى الذي يحافظ على البلاد وأمنها، ولكن في زمن تلك القصيدة اختفت عن البلاد العربية القيم والأخلاق حتى أخلاق الجاهلية اختفت حتى أصبح عصرنا الحالي أسوأ من العصور الغابرة التي اتسمت بالكفر والإلحاد، القيم إذا غابت من مجتمع تآكلت خيراته ونقصت حتى وإن كان موحدًا.

اقرأ أيضًا: قصائد عمرو حسن عن الفراق

أهم قصائد أحمد مطر

كتب الشاعر أحمد مطر العديد من القصائد، المنشور منها 110 قصيدة ومنها ما هو يندرج في قائمة قصائد أحمد مطر الممنوعة، حيث التي تحتوي عليها دواوينه أكثر بكثير، ولكن كان هناك عدد من القصائد هي الأشهر بينهم.

1- قصيدة ورثة إبليس

“كم مرة في العام توقظونه،

كم مرة على جدار الجبن تجلدونه،

أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة،

دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه،

لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه.

صور أحمد مطران في قصيدته تلك أن الشعب بذاته أصبح هو وريث المتسلط الجبار، درجة أنه إذا بعث الله فيهم صلاح الدين من جديد ليحررهم لقتلوه.

2- قصيدة شعر الرقباء

“ووضعت الأوراق أمامي

وحشدت جميع الآراء

ثم بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائي

وتركت الصفحة بيضاء!

راجعت النص بإمعان

فبدت لي عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة

واستغنيت عن الإمضاء!

تلك القصيدة تجسد السخرية في شعر أحمد مطر، فهو يبحث عن قصيدة لا تتسبب في تعب من يراقبه من الدولة ويتربص بشعره وأتي بكل الأوراق والأقلام مستعدًا للنظم، ولكنه ترك الورقة فارغة بيضاء ليدلل على أن كل الرقباء لا يتركون كلمة يكتبها مطر دون تربص أو خلق تهم.

3- قصيدة ولاة الأرض

هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي

للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن

بتفتيش الرئات”.

يعبر مطران في تلك القصيدة عن تجبر السلاطين والحكام، فهم يطلبون من الشعب أن يفوضهم ويتركهم يعملون بأمر الله ولكنهم يضيقون الخناق على من يتجمع ليصلى خشية التحرك ضدهم في ثورات، لذا يمكن اعتبار تلك الأبيات من قصائد أحمد مطر الممنوعة.

4- قصيدة الثورة والحظيرة

الثور فر من حظيرة البقر

الثور فر

فثارت العجول في الحظيرة

تبكي فرار قائد المسيرة

وشكلت على الأثر

محكمة ومؤتمر

فقائل قال: قضاء وقدر

وقائل: لقد كفر

وقائل: إلى سقر

وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة

لعله يعود للحظيرة

وفي ختام المؤتمر

تقاسموا مربطهُ، وجمدوا شعيره

وبعد عام وقعت حادثة مثيرة

لم يرجع الثور، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة”.

تلك القصيدة تعبر عن حدث التطبيع مع العدو الصهيوني، وتتابع زعماء العرب على عقد الاتفاقيات معهم، وكان السبب الرئيسي لتلك القصيدة هو معاهدة السلام المعروفة بمعاهدة كامب ديفيد.

5- قصيدة السلطان الرجيم

إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان

فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان

وقبل أن يوحي لي قصيدتي،

خط على قريحتي:

أعوذ بالله من السلطان”.

يشبه مطر السلاطين المتجبرين بالشياطين التي تنشر السموم في أجساد الأمم العربية، وكانت تلك القصيدة أيضًا من قصائد السخرية التي تلاعب بها مطران بالألفاظ فنزع لفظ الشيطان من قول (الشيطان الرجيم) وبدل بالسلطان وأصبح ذلك التركيب الساخر المعبر هو أسم القصيدة.

6- قصيدة هون عليك

دولةٌ

أم رُتبة

أم هيبة؟

هون عليك

سوف تُعطى دولة

أرحب مما ضُيعت

فابعث إلينا بمقاسي قدميك

وستدعى مارشالًا

وتُغطى بالنياشين

من الدولة حتى أذنيك”.

لم تخلو تلك لقصيدة من السخرية أيضًا، فقد سخر مطر من الدولة وحط من شأنها في تعبير (من الدولة حتى أذنيك) ففي هذا الشطر وضع الدولة محل القدم قاصدًا المؤسسات المستبدة؛ تحقيرًا لها بالرغم من ارتدائه النياشين التي هي سبب الفخر ولكنه فخر زائف.

7- قصيدة يسقط الوطن

أي وطن؟

الوطن المنفي

أم الوطن؟!

أم الرهين الممتهن؟

أم سجننا المسجون خارج الزمن؟!

نموت كي يحيا الوطن

كيف يموت ميت؟

وكيف يحيا من أندفن!“.

تلك القصيدة هي تعبير مطر عن حزنه على حال وطنه، كيف يمكن لوطن مات بفعل المرض والأزمات أن يحيي بسبب شعب هو مدفون في تراب وطنه؟ كان هذا هو السؤال الذي تسبب في أرق مطران وجعله ينظم تلك القصيدة المؤلمة.

8- عربي أنا!

عربي أنا أرثيني

شقي لي قبراً.. واخفيني

ملت مــن جبني أوردتي

غصت بالخوف شراييني

ما عدت كما أمسى أسدًا

بل فأر مكسور العين

أسلمت قيادي كخروِف

أفزعه نصل السكين”.

يعبر مطران في تلك القصيدة عن غضبه من العربي الذي ينتسب للعروبة، ولكنه محملًا بالخوف والتخاذل والفزع المهين من سلطة مستبدة، جعلته يستسلم لقيوده كخروف ينتظر الذبح، وكان ذلك التشبيه المهين هو المعبر عن حزن مطر المقترن بغضبه.

9- قصيدة عباس

قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه

صرخت زوجة عباس: «أبناؤك قتلى، عباس»

ضيفك راودني، عباس

قم أنقذني يا عباس

عباس اليقظ الحساس منتبه لم يسمع شيئا

«زوجته تغتاب الناس»

صرخت زوجته: عباس، الضيف سيسرق نعجتنا

قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بأسداس

أرسل برقية تهديد

فلمن تصقل سيفك يا عباس؟”.

يتعجب مطر في تلك القصيدة مستخدمًا سخريته المعهودة، فهو يصف حال الشعب العربي من خلال عباس الذي يصقل سيفه، ولكن عندما هجم على منزله اللصوص لم يتحرك، عندما قتل أبنائه لم يتحرك، عندما سرقت خيرات منزله لم يتحرك.

لكنه مستمر في صقل السيف لماذا تصقل سيفك إذًا يا عباس؟ وكان هذا التعبير والسؤال محمل السخرية المؤلمة التي تعبر عن تخاذل الشعوب العربية.

10- قصيدة لمن نشكو مآسينا؟

لمن نشكوا مآسينا؟

ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا؟

أنشكو موتنا ذلاً لوالينا؟

وهل موت سيحيينا؟!

قطيع نحنُ والجزار راعينا

ومنفيون نمشي في أراضينا”.

تعبر تلك القصيدة عن حالة الغربة التي يعاني منها الشعب في أرضه ووطنه.

11- قصيدة بلاد العرب

وعلى الهامش سطر

أثر ليس له اسم

إنما كان اسمه يوما بلاد العرب”.

يحكي مطر خلال أبيات تلك القصيدة عن تدهور بلاد العرب، كانت بلاد العرب قديمًا هي منارة العلم والثقافة، ولكنها الأن عبارة عن إرث وأثر من جدران وحجارة تذكر الناس بوجود دول قديمة كانت تسمى بلاد العرب.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة علمني حبك نزار قباني

12- قصيدة أنا إرهابي!

الغربُ يبكي خيفة

إذا صنعتُ لعبة

من عُلبة الثقاب

وهو الذي يصنع لي

من جسدي مشنقةً

حبالُها أعصابي!”.

يسخر مطر في تلك القصيدة من حال الغرب الذي يصور العرب بشكل الإرهابيين في حين أنهم المتسببين في قتل العرب، كما أنهم متسببين في خلافات وحروب العرب بينهم وبين بعض خاصةً خرب الكويت والعراق التي عبر عنها مطر بالأبيات الثلاثة الأخيرة.

قصائد أحمد مطر الممنوعة ليست بكثيرة ولكنها قوية وذات صدى كبير، وذلك كان السبب الرئيسي في منعها، فهي تحث الشعب وتثيره نحو الثورة والانقلاب إثر الحكم المستبد.