قصة وردت في أواخر سورة البقرة تحمل عبرة للجميع، حيث جاء القرآن الكريم إلينا وهو يحمل عددًا كبيرًا من القصص حتى يأخذها المسلمون في الحسبان ويتدبروها ويحصلوا على الدروس المستفادة منها، بالإضافة إلى أنها تعرفنا إلى أحوال البشر وكيف يتحول حال الشخص، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع سوبر بابا.

قصة وردت في أواخر سورة البقرة

هي قصة طالوت وجالوت هي التي ذكرت في آخر سورة البقرة، وهم ملكين من بني إسرائيل وكانوا مؤمنين بالتوراة، وكانت قوتهم صادرة عن قوة إيمانهم فكانت حياتهم تتخلص في الاستقامة والعدل والهدايا.

كما كانوا يمتلكون تابوت عظيم ورثوه عن أجدادهم وكان له قيمة عظيمة وقتها، فهم كانوا يستخدمونه من أجل إدخال الهدوء والسكينة على قلوب جنود جيشهم أثناء أي حرب مع الأعداء.

من هم بنو إسرائيل

إسرائيل هو أحد أنبياء الله الصالحين ويعرف باسم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وتعرف ذريته ببنو إسرائيل، وهم عاصروا عدد كبير للغاية من الرسل وذكرت العديد من القصص في القرآن الكريم التي تتحدث عنهم.

فكان الله يفضلهم عن جميع خلقه، كما أنه رزقهم بالخيرات الكثيرة، ولكنها لم تدم فقد عاقبهم الله وضرب عليهم المسكنة والذل والوباء، كما أنه جعل منهم قردة وخنازير حتى يصبحوا عبرة للأمم من بعدهم.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة

قصة تمرد بني إسرائيل بعد أن أصبحوا أقوياء

من ضمن الأمور الهامة التي يجب أن نتحدث عنها عندما نذكر قصة وردت في أواخر سورة البقرة هو تمردهم على الله، فعندما تحولت دولة بني إسرائيل إلى دولة قوية، ابتعدوا عن طاعة المولى عز وجل، وبدأوا يكذبوا الرسل التي يبعثهم الله إليهم.

كما أنهم بدأوا ينشروا الفساد في الأرض وأرسل الله إليهم أشخاص آخرين واستولوا على التابوت وقتلوهم، وبقي منهم من حفظ الكتاب المقدس، ولكن أصبحوا أذلاء بعد ذلك، ثم عادوا إلى رشدهم وابتعدوا عن الأمور السيئة التي كانوا يقوموا بها والتي أتت إليهم بغضب المولى، وبعد تضرعهم إلى الله أرسل لهم الملك طالوت الصالح.

تولي طالوت المُلك

دعا بني إسرائيل الله أن يختار لهم ملك صالح وقوي، وهذا من أجل توحيد شملهم وأن يكونوا ذوي جيش قوي حتى يتغلبوا على أعدائهم الذين سرقوا منهم التابوت، وكان الملك هو رجل بسيط منحه الله الحكمة والعلم الملك طالوت من بني إسرائيل، وكانوا يعتقدون أن الله سيرسل لهم ملك غني ذو جاه وسلطان وتعجبوا من طالوت للغاية.

مواجهة جيشي طالوت وجالوت

ومع استمرارنا في الحديث عن قصة وردت في أواخر سورة البقرة يجب أن نتحدث عن مواجهة الجيشين، فبعد أن أرسل الله إليهم طالوت علم أن عدوهم هو جالوت والذي ينبغي أن يقاتله من أجل الحصول على التابوت مرة أخرى، وجهز الجيش وكان يتألف من 8 ألف جندي، وأثناء سيرهم أمر الجنود ألا يشربوا من نهر الأردن الذي سيمرون عليه.

ومن يشرب منه لن يكون معه في الجيش ولن يحارب الأعداء بل سيعود إلى منزله مرة أخرى، ولكن عند الاقتراب من هذا النهر لم يتحمل الجنود العطش وشرب عدد كبير منهم وعاد إلى بيت المقدس مرة أخرى وأصبح مع طالوت عدد قليل من الأشخاص وكان يدعوا الله حتى يمكنهم من غلب الكافرين.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الاول من سورة البقرة

هزيمة جيش جالوت

عند التقاء الجيشان خرج جالوت وجيشه وطلب أن يبارزه أي فرد من جيش طالوت، وكان جميع الجنود يعلمون مدى قوته وأنه لن يقدر أي منهم على مواجهته أو مبارزته، كما أن طالوت قال إن من يفوز عليه سوف يكون قائد لجميع الجيوش وسوف يزوجه ابنته، وعرف عن داود الذي كان أصغر أبناء أبيه أنه يرمي بالمقلاع رمي عظيم.

وعندما كان يسير مع الجيش سمع حجر يناديه ويطلب منه أن يأخذه وأنه سيقتل جالوت به فأخذه مع حجرين آخرين، وخرج من بين جيش طالوت وكان ضعيف الحجم وصغير السن، وأثار خروجه دهشة جميع الجنود ومدى ثقته بنفسه على مبارزة جالوت ولكنه كان يمتلك الثقة بالخالق، وعندما تواجه الصفان دعا جالوت إلى المبارزة.

وتقدم إليه داود فقال له ارجع فإني لا أحب قتلك ورد عليه داود قائلًا ولكني أحب قتلك، ثم أخذ الأحجار ووضعها في مقلاع ثم أدارها فأصبحت حجر واحد، ثم رماها على جالوت فانفلق به رأسه وفر جيشه هاربًا، ووفى له طالوت وعده وزوجه ابنته وجعله حاكمًا في ملكه وقائد الجيوش وملك بني إسرائيل.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع قراءة سورة البقرة

مضمون قصة طالوت وجالوت

هناك الكثير من الدروس المستفادة التي تقدمها لنا قصة وردت في أواخر سورة البقرة، وهذا حتى تتذكرها جميع الأمم المسلمة وتتذكر أنه يمكن للمسلمين الانتصار على الكفار، ومن أهم هذه الدروس ما يلي:

  • عدم الاستسلام إلى الظلم ويجب مواجهتهم والتأكد بأن نصر الله قريب.
  • الأخذ بالأسباب والإيمان بنصر الله وإن الله هو من يمنح الشخص القدرة للتغلب على الأقوى والأكثر عددًا.
  • لا يجب التفكير في أن القوة هي في الجاه أو المال أو السلطان، بل أن القوة هي قوة الإيمان الصحيح والعلم.
  • أن الدعاء هو أحد أهم أسباب الانتصار على الأعداء والظهور بمظهر ثابت.
  • الصبر على الشدائد والثقة بأن المولى عز وجل هو القادر على إخراجك منها.
  • أن الله عز وجل هو وحده القادر على وهب الشخص الخير والملك من حيث لا يحتسب.
  • عدم التمرد على ما منحك الله إياه.

قصص القرآن بعثها الله إلينا وهذا من أجل أخذ الموعظة الحسنة وتجنب الأخطاء التي وقع بها من سبقونا، بالإضافة إلى أنها تعلمنا مجموعة من الدروس القيمة.