كلام عن الخشوع في الصلاة يُثري في قلب المسلم حب الصلاة، والحرص على أدائها على أكمل وجه، مع استشعار عظمتها والهدف منها، فيتحقق الخشوع بخضوع القلب وخشوع الجوارح، ونوافيكم بالحديث عن ذلك عبر موقع سوبر بابا.

كلام عن الخشوع في الصلاة

يتهاون البعض في صلاته فلا يؤديها بالصورة الصحية، فيقوم ويركع ويسجد ويقرأ وينهي صلاته، دون استشعارها أو استحضار القلب بين يدي من يقف.

بيّن الله عز وجل لنا أن فلاح المؤمن ليس متوقفًا على صلاته فحسب، وإنما المعول في ذلك هو خشوعه، حيث قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(المؤمنون/ 1 -2)

  • الخشوع في الصلاة أن تقف بين يديه زاهدًا عن الدنيا، لا يُشغل قلبك سوى لقاء الملك.
  • لا يتحقق الخشوع للعبد في صلاته، وقلبه وجوارحه مع من سواه.
  • إن قسوة القلب مانعة للخشوع في الصلاة.
  • من خشع في صلاته.. ذاق حلاوة الأنس به، والسكينة التي دخلت قلبه.
  • من توفيق الله للعبد الصالح أن يرزقه الخشوع في الصلاة.
  • لا يرزق العبد الخشوع في صلاته إلا باجتهاده.
  • علامة خشوع القلب وقوة الإيمان بالله ميزانها الصلاة.
  • كيف تبحث عن الخشوع والخشية في الصلاة ولم يكفيك أنك بين يدي الملك، فتلفّتت لما دونه.
  • إذ خضعت الجوارح ولأن القلب وسكن لربه، وانكسر بين يديه حقق العبد الخشوع.
  • من لم يخضع لأمر الله ويجتنب نواهيه خارج الصلاة، لم يتحقق له الخضوع والخشوع والانكسار في الصلاة.
  • الخشوع لذة وهبة ربانية، واجبة في كل صلاة، فإن لم ترزق بها فما ذقت نعيمًا قط.
  • خشوع العبد في الصلاة سبب لدخول الجنة، وعتق له من النيران.
  • لا يورث الخوف والرهبة الخشية من الله إلا طمأنينة العبد في الصلاة.
  • لما كانت الصلاة عماد الدين، وفرق بين المسلم والكافر، كان فضل الخشوع فيها عظيمًا وثوابها عالٍ.

اقرأ أيضًا: أخطاء شائعة في الصلاة يقع فيها الكثيرون مع تصحيحها

عبارات عن الخشوع في الصلاة

لا شك أن العبد في طريقه إلى الله يحتاج إلى تذكرة لاسيما إن حدث له فتور في العبادة، لذا فالكلام عن الخشوع في الصلاة يعيد له إيمانه، ويحيي له قلبه.

  • كيف تستطيع صلاة واحدة أن تزيل صدأ الروح، بحيث يعود الواحد أنقى في كل مرة.
  • إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا، فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة.
  • الخشوع في الصلاة هو ميزان خشوع القلب فبقدر ما تخشع في صلاتك فذلك علامة الخشوع في قلبك.
  • العبد في حال غفلته كالهارب من مولاه، فإذا جاء إلى الصلاة كان كالعائد إليه والراجع إلى ملكه، لكن بأي وجه يرجع، إنه ليس إلّا وجه التذلل والانكسار، ليستدعي عطف سيده وإقباله بعد أن أعرض عنه
  • صل يا قلبي إلى الله، فإن الموت آت، صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة.
  • ما دمت في الصلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له.
  • صلاة في القلب بلا كلام خير من صلاة بالكلام والقلب عنها غائب.

أجمل ما قيل عن الخشوع في الصلاة

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: “علَّق اللهُ فلاحَ المُصَلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يَخْشَعْ فليس مِن أهل الفلَاح، ولو اعتدَّ له بها ثوابًا، لكان مِن المفلحين”.

  • تدبر ما يتلوا العبد في صلاته، وعدم حيده عن موضع سجوده، واستحضار وقوفه أمام الله عز وجل هو تحقيقٌ للخشوع في الصلاة.
  • إذ جاهد العبد شيطانه.. واستعاذ بالله منه عند صلاته وُفّق للخشوع في الصلاة ونال جزاءه.
  • تتحدد مرتبة العبد من صلاته، فمن كان مقصرًا في وضوئه وأوقاتها وأدائها، كان ظالمًا لنفسه، ومن حافظ على مواقيتها وأسبغ وضوئه وحافظ على أركانها وحدودها، وكان مُجاهدًا لنفسه في أدائها، فقد حقق خشوعها.
  • إذا استحضر العبد مواقف صحابة رسول الله في الصلاة لذاب قلبه، واستحي من صلاته، وحرص على أدائها بالوجه الذي يرضي الله.
  • الخشوع في الصلاة، هو افتقار العبد لله.. السكينة بين يديه.. هو الاستغناء به عن كل ما سواه.
  • أن تخشع في الصلاة فقد أديتها كما يرضي الله، ولا يكتمل إيمان العبد حتى يقيم الصلاة كما أمر الله.

اقرأ أيضًا: هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر

آيات وأحاديث عن الخشوع في الصلاة

بيّن الله -عز وجل- فضل الخشوع في الصلاة، وجزاء عباده الخاشعين، وكانت سنته النبي تفصيلًا لما ورد في القرآن فحث النبي صلى الله عليه وسلم على الخشوع في الصلاة ورغب فيه.

  • قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” (سورة البقرة: 45-46)
  • ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لمَّا دخلَ الْكعبةَ ما خلفَ بصرُهُ موضعَ سجودِهِ حتَّى خرجَ منْها؟”
  • ما رواه عمار بن ياسر عن رسول الله: إنَّ الرَّجلَ لينصَرِفُ وما كُتِبَ لَهُ إلَّا عُشرُ صلاتِهِ تُسعُها ثُمنُها سُبعُها سُدسُها خُمسُها رُبعُها ثُلثُها نِصفُها.”
  • قوله عليه الصلاة والسلام: وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي
  • ما رواه عثمان بن عفان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ ما من امرئٍ مسلمٍ تحضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسِنُ وَضوءَها وخشوعَها وركوعَها، إلا كانت كفارةً لما قبلَها من الذنوبِ، ما لم تُؤْتَ كبيرةٌ، وذلك الدَّهرَ كلَّه

كل ما جاء في تلك الآيات والأحاديث إنما هو للحث على الخشوع، وبيان فضله، والثواب الذي أعده الله للعبد الخاشع في الدنيا والآخرة.

أقوال مأثورة عن خشوع المُصلي

للكلام عن الخشوع في الصلاة، ليس هناك أجمل من أقوال الصحابة والسلف الصالح فيه، إذ حققوا الإيمان والخشية، فكان لكلامهم وقعًا عظيمًا في القلوب.

سعيد حوى الخشوع في الصلاة هو ميزان خشوع القلب فبقدر ما تخشع في صلاتك فذلك علامة الخشوع في قلبك.
ابن عباس رضي الله عنهما ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه

وقال بعضهم الصلاة من الآخرة فإذا دخلت فيها خرجت من الدنيا.

الحسن البصري إياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره.. وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار.. وقلبك ساه لا تدري ما تقول بلسانك.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة قيل وكيف ذلك قال لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل فيها.
عبد الله بن عمر كانوا إذا قاموا في الصلاة أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، وعلموا أن الله يُقبل عليهم، فلا يلتفتون يميناً ولا شمالاً.
ابن كثير الخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرّغ قلبه لها.. واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقرة له.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع
سعد بن معاذ إذا كنت في الصلاة لا أحدث نفسي بغير ما أنا فيه.
ابن القيم رحمه الله صلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضورٍ؛ كبَدَنٍ ميِّتٍ لا رُوحَ فيهِ، أفلا يَسْتَحْيِي العَبْدُ أنْ يُهديَ إلى مخلوقٍ مثلِه عبدًا ميِّتًا، أو جاريةً ميتة.
ابن الرومي ووجوه قد رملتها دماء***بأبي تلكم الوجوه الدوامي***خاشعات، كأنها باكيات***باديات الثغور، لا لابتسام
عمر بن الخطاب العلم بالله يوجب الخضوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في العرب منها.
سعيد بن جبير (الذين هم في صلاتهم خاشعون) يعني: متواضعون. لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله ولا يلتفت من الخشوع لله تعالى.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصلاة وأهميتها

 كيف يُحقق العبد الخشوع في الصلاة؟

الخشوع علامة على صلاح القلب، وثمرة للعمل الصالح، لذا من أجل تحققها ينبغي على العبد أن يستعين بأمور أخرى عليها.

1- العلم عن الله

يجب على العبد أن يعرف الله بأسمائه وصفاته، فأهم سبب لعدم الخشوع في الصلاة، هو كون العبد لا يعلم من يعبد، فعندما يعلم بمعيته وقربه وسمعه وبصره يستحي العبد من الله، ويعظم في قلبه توقيره وعبادته على الوجه الذي يرضيه.

2- الاستعداد للصلاة

فعندما تحضر الصلاة يبادر العبد فيسبغ الوضوء ويستحضر عظمتها ويصليها حاضرة في وقتها، عليه أن يتخذ حاجزًا أو ساترًا أثناء صلاته، فإن من أسباب عدم الخشوع هو أن ينشغل القلب بمار ونحوه.

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: إذا صلَّى أحدُكم إلى سُترةٍ، فليدنُ منها لا يقطعِ الشَّيطانُ عليهِ صلاتَه.”

3- التنوع أثناء القراءة

فلا يثبت على قراءة آيات معينة في جميع الصلوات، بل يجعل لكل صلاة آيات مختلفة، فإنها تساعد على لين القلب وخشوعه أثناء الصلاة، كذلك على العبد استشعار معاني الآيات أثناء القراءة.

كما يجب العلم بأذكار الصلاة المختلفة، مثل دعاء الاستفتاح، وأذكار الركوع والسجود المختلفة، والتي تقتل العادة في الصلاة، وتؤدي إلى حضور القلب.

4- استحضار معنى التشهد

فإن التشهد يحتوي على معانِ عظيمة إذا تمعن فيها العبد كانت سببًا في زيادة إيمانه وخشوع صلاته.

إذ إن العبد في التشهد يلقي التحيات لله، ويسلم على رسوله، ويدعو بالجنة ويستعيذ من النار، وكل ذلك يُضفي إلى القلب اللجوء إلى الله والتوكل عليه والقرب منه.

5- استحضار القرب من الله في السجود

فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فعندما يستشعر هذا القرب في سجوده يزداد خشية منه، وقربًا إليه، فيدعوه ويتضرع إليه، وينال السكينة والطمأنينة إذ إنه قريب من الملك سبحانه.

6- المداومة على الاستغفار للإصرار على التوبة

فقد يحول الذنب بين العبد وخشوعه في الصلاة، لذا عليه التوبة والمجاهدة بقيام الليل، كما أن الإكثار من النوافل تؤدي إلى محبة الله للعبد، فإذا أحبه قذف اللين والخشية في قلبه.

 أكثر ما يُعين العبد على الخشوع في صلاته هو الصدق مع الله، والإخلاص في العبادة.. فإذا وجد الله في قلبك خيرًا، وفقك لكل الخير.