كيف يتم دفن الميت في القبر؟ وما أفضل وقت للتعزية؟ هناك طرق سُنية متبعة لدخول الميت إلى قبره، وغيرها ما يجب على أهل الميت العلم بها قبل دفنه، فقد كان رسولنا الحبيب حريصًا على كافة أحوال أُمته.. من خلال موقع سوبر بابا سنُعلمكم بما جاء عن دفن الميت.

كيفية دفن الميت في القبر

وفقًا لِما جاء في الشريعة الإسلامية، فقد اختلف الفُقهاء في طريقة دفن الميت إلى ثلاثة آراء:

  • الحنفية: يستحب أن يدخل الميت إلى قبره من جهة القبلة، فيوضع في جهتها، وهذا لشرف القبلة، وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- شرط، وهو أن الرسول يخشى أن ينهار قبر الميت، فلو خشيّ أهله أن يحدث ذلك فلا يفعلوها، والشخص الذي يرافق الميت يستقبله باتجاه القبلة، ويحمله ويبعد التراب عنه.
  • الملكية: من الأولى أن يضع الميت في اتجاه القبلة، ولا يشترط أن يدخل بأي شكل سواء من رأسه أو قدمه.
  • الشافعية والحنابلة: من المستحب أن يدخل الميت قبره من عند رأسه أولًا، إذا كان هذا الأمر سهل، وهذا بنزول الميت بشكل طولي عن طريق رأسه؛ لِما ورد من قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في طريقة دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنهم سلوه سلا من جهة رجلي القبر).

العديد من المسلمين لا يعلمون الطرق الصحيحة لدفن الميت في القبر، فهناك خطوات يجب أن تُتبع على مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي:

1- حفر القبر

من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه عندما يدفنون الناس الميت، فيجب أن يحفُر قبرُه على شكل لحد، وهو شق يقوم به الشخص المكلف بالدفن، ويتم عن طريق حفرة عميقة وبطول وعرض يتناسب مع جسد الميت، على أن تكون في اتجاه قبلة الصلاة.

2- وضع الميت في القبر

يُستحب أن يدخل الميت إلى القبر بقدميه أولًا، ولكن إذا وجدوا أي صعوبة في عمل ذلك فيُمكن أن يدخل الميت بأي جزء آخر، وعندما يدخل معه رفيق إلى القبر يجب أن يدفنه باتجاه قبلة الصلاة، على أن يكون الميت ممدد على جانبه الأيمن، ويكون اتجاه وجه الميت ناحية جدار القبر في الاتجاه الأيمن.

على الشخص الذي يقوم بدفنه وضع طوب عند ظهر الميت حتى لا يسقط، على أن يضع صوبة صغيرة تحت رأس أو عنق المتوفى، والتأكد أن الحجر سليم، ويُحرم أن يشق كفن الميت لأنه يظهر بالكفن ولا تكشف أي من عوراته وحتى يظل بطهارته.

كل ما ينبغي فعله هو أن يفك المرافق الحبل الموجود عند الرأس والقدم، ويجب توخي الحذر عند حمل الميت ودخوله إلى القبر حتى لا يصطدم بالقبر أو يخدش عند دخوله، فيجب التعامل معه برفق شديد.

3- إغلاق القبر على الميت

بعد دفن الميت في القبر بالطريقة الصحيحة، يوضع الطوب الذي سوف يغلق به القبر على اللحد؛ حتى لا يسقط التراب داخل القبر ويسقط على وجه الميت، ويمنع استخدام الطوب المحروق أو الأخشاب، لأن هذا أمر مكروه.

يمكن وضع مادة من الأسمنت على الطوب من الخارج حتى يتماسك، ثُمَّ يسحب التراب على القبر حتى يحفظه من التعرض إلى أي ضرر.

بعد ذلك يقوم أحد الأشخاص برش المياه على التراب ليتماسك في الأرض، من الأشياء المستحبة أن يكون القبر مرتفع عن الأرض بحوالي شبر، وغير مستحب قيام الأهالي بالكتابة على قبر الميت، أو وضع الزينة والورود عليها أو حتى طلائِها، ويُحدد القبر بالطوب أو الحجر حوله.

اقرأ أيضًا: أول ليلة في القبر

موعد ومدة عزاء الميت

لم يتفق أهل العلم في وقت العزاء على قولين، أحدهما أن وقته منذُ الموت حتى دفن الميت، وبعد الدفن ثلاثة أيام، وجاء هذا من خلال اتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: “المالكية، والحنابلة، الحنفية، والشافعية”.

لأن ما يقصد بالعزاء تطيب قلب أهل الميت ومواساته، وفي غالب الأحيان قلب أهل الميت يهدأ عن الحزن بعد ثلاثة أيام، لذلك لا داعي لتجديد الحزن لأهل الميت بالعزاء.

فهذه الفترة هي الحداد المُطلق، فقد أجيز الشرع في الحداد في الثلاثة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحِلُّ لامرأةٍ تُؤمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ أن تُحِدَّ على ميِّتٍ فوق ثلاثةِ أيَّامٍ، إلَّا على زَوْجِها: أربعةَ أشْهُرٍ وعشْرًا).

أمّا القول الثاني هو أن العزاء ليس له وقت محدد، وهذا الرأي وجه للشافعية، وقول ابن تيمية، الألباني، ابن باز، الحنابلة، ابن عثيمين؛ لأن ما يقصد بالعزاء هو الدعاء وتقوية أهل الميت على تحمل المصائب، ويحتسب الأجر، الحمل على الصبر، وهذا يحدث مع مرور الزمن حتى ينسى أهل الميت مصيبتهم.. ولأن ليس هناك أي أدلة على الحد من وقت العزاء.

اقرأ أيضًا: كيف يصل الدعاء للميت في قبره

صيغة التعزية

سمح النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعزاء أثناء الدفن أو بعده، وجاء في الصحيحين أن رسول الله قال لابنته عند وفاة ابنها: (إنَّ لِلَّه ما أَخَذ ولَهُ ما أَعطَى، وكلُّ شَيءٍ عِنده بِأجَل مُسمَّى فَلتَصبِر ولتَحتَسِب).

بالتأكيد هناك أقاويل أخرى يمكن أن تُستخدم عند العزاء مثل: “عظم الله أجرك، غفر الله له، أحسن الله عزاه”، ويُمكن الرد عليها من أهل الميت بقول: “جزاك الله كل خيرًا”.

عن أم مسلمة -رضي الله عنها- أنه عندما دخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موت أبي سلمة شق بصره وأغمضه، وقال: (إِنَّ الرُّوح إِذا قُبِضَ، تبِعَه الْبصَرُ فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: “لاَ تَدْعُوا عَلى أَنْفُسِكُم إِلاَّ بِخَيْرٍ، فإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤمِّنُون عَلى مَا تَقُولونَ”، ثمَّ قالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِر لأَبِي سَلَمَة، وَارْفَعْ درَجَتهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِين، واغْفِرْ لَنَا ولَه يَاربَّ الْعَالمِينَ، وَافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ).

عن عبد الله بن جعفر حين قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعزاه في وفاة والده قال: (اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ) وقد كررها ثلاثة، وقال القرافي أنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يقوم بالعزاء فيقول: (بارك الله لك في الباقي وآجرك في الفاني).

اقرأ أيضًا: دعاء عن عذاب القبر

أهم الأحكام الشرعية عن الدفن

هناك عدة مسائل تتعلق بدفن الميت في القبر، وسنذكُر بعضها فيما يلي:

  • غير مستحب على المسلم أن يحفر قبره، وهو على قيد الحياة.
  • لا يجوز أن يحرق الجزء المبتور من الحي، ولا يتم غسل هذا الجزء ولا يمكن أن يصلى عليه، ولكن الإجراء الصحيح أن يقومون بلفه مثل الجثة ويدفن في القبر.
  • لا يجوز دفن أكثر من ميت في نفس القبر، ألا للضرورة القصوى سواء قتلى المعارك أو غيرها والقليل من يدفنهم في نفس القبر.
  • يُفضل أن يجلس الجميع إذا وضعت الجنازة، وأيضًا وقت الدفن.
  • من الأفضل دفن الميت في ضوء النهار، ويجوز دفنه ليلًا.
  • يُستحب للمسلمين أنه لو مرت جنازة أن يتبعها.
  • من المحرمات أن يقوم أحد بكسر عظام الميت لأي سبب من الأسباب.
  • يجب أن تضع علامة على قبر الميت حتى يعرف أهله مكان قبره، وحتى يدفن أهله معه.
  • أن يقوم أهل المرأة بتغطية قبرها عند دخولها إلى القبر، حتى لا تظهر أي عورة لها.
  • يجوز نقل الميت من القبر الذي دفن به إلى قبر آخر، فيمكن أن يكون الميت مدفون في قبر كافرًا فيُنقل إلى مقابر المسلمين، وكان هذا في صالح الميت.
  • يجوز للمسلم أن يدفن أقاربه المشركين مثل الأب أو الأم.
  • ينبغي أن يدفن المسلم في المقابر المخصصة للمسلمين؛ لأن الرسول كان يفعل ذلك، ويدفن المشرك في المقابر المخصصة له.

عند دفن الميت في القبر يجب على أهله أو أقاربه أن يتبعون ما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند القيام بإجراءات الدفن، ومن المستحب أن تدعو كثيرًا أثناء الدفن وطلب الرحمة والمغفرة له.