كيف يمكن عتق رقبة في هذا الزمان؟ وما هي حالات وجوب العتق؟ وهل هو واجب؟ إن الرق والعبودية من أكثر ما بغضه الإسلام، وأتى راغبًا في القضاء عليه، لهذا أصبحت كفارة أساسية، وعبر سوبر بابا نُعرفك طريقة تأديتها.

كيف يمكن عتق رقبة في هذا الزمان؟

كيف يمكن عتق رقبة في هذا الزمان

رغم صعوبة الأمر، وعدم توافره في الدول العربية.. في أفريقيا رغم سعي المنظمات إلى الحد من انتشار الإتجار بالبشر بها، إلا أنه لازال موجودًا حتى الآن، وتسعى بعض الجمعيات إلى تحريرهم.

مثل حملة خمسين حرية، وهي تعمل تحت شعار SLAVERY HAS NO PLACE IN OUR SOCIETIES”” بمعنى أن العبودية ليس لها مكان في مجتمعاتنا.. فيتم التواصل مع القائمين على المبادرة وتحرير أحد العبيد المُعذبين في إفريقيا.

اقرأ أيضًا: اللهم أعتق رقابنا من النار

كفارة حالات عتق الرقبة في الإسلام

عتق رقبة في هذا الزمان أصبح بالأمر الصعب، فهي كفارة يمحو الله بها الكبير من السيئات وضعت في وقت بعثة النبي؛ لما كان منتشرًا من بيعٍ للرقيق، وإساءة لهم، فأنزل سبحانه العتق ككفارة لبعضٍ من المعاصي.

1- القتل الخطأ

قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (سورة النساء92)

لكن يجدر بنا إيضاح أن هذا الأمر الإلهي يُنفذ بحال كان هُناك إمكانية لهذا العتق، فقد نزلت الآية الكريمة بمكان وزمان يكثُر فيه الرق والعبيد.

لأن الله تعالى علم أن الزمان سيتغير أمر بأن تكون الكفارة بدلًا من صيام شهرين متتابعين؛ تخفيفًا على المسلمين.

2- المُظاهرة على الزوجة

كان الموضع الثاني هو من يقول لزوجته أنت عليّ كظهر أمي، أي يحرمها على نفسه، فهذا منهيّ عنه يجب على الرجل وقتها تحرير رقبة.

قال تعالى {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)} (سورة المجادلة 3:4).

هذا يعني أن الله تعالى يُعطي الرجل عدد من الخيارات إذا لم يجد رقبة كي يُعتقها، فيمكنه صوم شهرين متتابعين، وإن لم يستطع يُطعم ستين مسكينًا.

اقرأ أيضًا: دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

3- إتيان الزوجة صائمًا

أمر الله تعالى ألا يصوم الإنسان عن الطعام فقط، بل تصوم كل جوارحه، ويمتنع حتى عن جماع زوجته، لكن ماذا يحدث إذا أخلّ الرجل بهذا الحق؟

روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا.

فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ”.

لذا نتبين من هذا الحديث أن أحكام العتق وما يليها من الصوم تجب على العبد ما دام قادرًا عليها، ذلك من رحمة الله بعباده.

كيفية عتق رقبة في هذا الزمان تحتاج للكثير من الخطوات، بل إنك بالنهاية قد لا تكون أكيدًا أعتق من حللت عنه أم لا.