ما هو الاكتئاب المبتسم

ما هو الاكتئاب المبتسم؟ وكيف يتم علاجه؟ حيث يُقال عن هذا النوع من الاكتئاب أنه أخطر الأنواع، فهو ناتج عن أشياء سلبية تراكمات في حياة الإنسان، وله بعض الأسباب الخاصة التي منها ما يدور حول العلاقات الاجتماعية ومنها ما غير ذلك، ومن مساوئه صعوبة تشخيصه، لذا قررنا من خلال موقع سوبر بابا أن نوضح أهم المعلومات عنه، والتي سوف تُحدث فارقًا قويًا في حياة من يمر بها ولا يعلم.

ما هو الاكتئاب المبتسم

نحن على علم كافٍ أن الاكتئاب ما هو إلا تلك الحالة التي تُصيب الإنسان من الحزن الدائم والخمول، وبه لا يستطيع الإنسان أداء مهماته الحياتية الطبيعية، ولا يكون لديه القابلية الكافية للتعامل مع من حوله من البشر، بجانب تلك الحالة التي نُلاحظها على مريض الاكتئاب أنه دائمًا ما يكون في فراشه، لا شك أنه أحد الأمراض النفسية الأكثر وضوحًا.

لكن ماذا عن الاكتئاب المُبتسم؟ كيف استطاع هذا النوع أن ينحرف عن دائرة الاكتئاب الطبيعية ويُحقق لنفسه طبيعة خاصة وشكل خاص؟ أطلق عليه العلماء ذلك لأنه:

يظهر على شكل الابتسامة، حيث يكون الإنسان مُكتئب بشدة من الداخل ويبدو على وجهه علامات السعادة والرضا.

هذا الاكتئاب لم يتم تشخيصه تشخيصًا سريريًا وإنما يُعد أكثر أنواع الاكتئاب خطورة على الإنسان، ويُعد إحدى المشكلات الصحية الكارثية التي يُمكن أن يمر بها المُصاب في حياته.

نعم، أتعلمون أنه يُمكن أن يكون هُناك من حولكم شخص مُكتئب بشدة، ولكن يظهر أمامكم بتلك الصورة التي تبدو وكأنه إنسان سويّ نفسيًا، ولا يعاني من أي مُشكلات في حياته؟ أتعلمون أنه يُمكن أن يكون ذلك الشخص الموجود في حياتكم والذي يصنعه على وجهكم الابتسامة يوميًا؟ بل ويساندكم في لحظات ضعفكم؟

يلجأ مُصاب الاكتئاب المتبسم إلى الابتسامة لتكون الدليل الأكبر على الاضطراب المزاجي القوي الموجود بداخله ولا يعلم عنه من حوله شيئًا، وهو أكثر الأشخاص قُدرة على التزييف، لأن تلك الابتسامة هي الزيف الحقيقي الذي يُمارسه يوميًا على من حوله.

لكن وعلى الرغم أن هذا النوع من الاكتئاب لم يكن واضحًا أمام الجميع إلا أن هُناك بعض العلامات الهامة التي يجب أن تُدركها لأنها سوف تساعدك على التعرف عليه، وما إذا كان هذا الشخص الضحوك الذي تراه يوميًا والابتسامة لا تُفارق وجهه مُصاب به أم لا!

أعراض اكتئاب الابتسامة

عليك العلم يا عزيزي أن التعرف على الأعراض الخاصة به جزء لا يتجزأ من الإجابة عما هو الاكتئاب المبتسم، حيث توضح تلك العلامات مُختلف المعاني العديدة لذلك النوع من المرض النفسي الخطير الذي يُهدد حياة صاحبه، وإليك فيما يلي أهم وأشهر أعراض ذلك الاكتئاب:

1- الشعور باليأس والإحباط

قد تُلاحظ في الشخص المشكوك بأمره أنه أكثر الأشخاص يأسًا من الحياة، بل ولا يُدرك قيمته، ودائمًا ما تراه يتحدث عن نفسه بطريقة سيئة، وغير مُقتنع بأيٍ من الأعمال العظيمة التي يقوم بها على الرغم من بروز نجاحها أمام من حوله.

إذا كُنت شخص ناجح، وترى من حولك يتحدثون دائمًا عن هذا النجاح، وفي الوقت نفسه لا تعرف كيفية تحقيقه، وفي أحيانٍ أخرى تشعر بالفرحة والانبساط وتضحك كثيرًا فإنك مُصاب بهذا النوع من الاكتئاب، على شرط وهو استيفاء كافة الأعراض الأخرى بك، استكمل..

2- التغيرات المستمرة في الشهية

دائمًا ما يتم الملاحظة على مريض الاكتئاب المتبسم أن شهيته في تغير مستمر، وذلك لما يواجهه من تغيرات مزاجية مُختلفة في اللحظة ذاتها أو على فترات متقاربة.

فمثلًا هُناك من يشعرون في بعض الأوقات أنهم أكثر رغبة في تناول الكثير من الطعام، حيث يلجأ البعض إلى تناول كميات كبيرة كنوع من أنواع التخلص من حالة الحُزن الموجودة بهم، وأحيانٍ أخرى يرى أن وزنه قد زاد ويأخذ القرار باتباع حمية غذائية تنقذه مما هو عليه، وبالفعل يتبعها ويفقد وزنه.

يُلاحظ عليه أن فقدان الوزن وزيادة الوزن في حالة متبادلة مع جسمه، أحيانًا نراه في هذا الشكل وأحيانًا أخرى نراه في الشكل المُعاكس، وهذا الدليل الأكبر على أن ما به هو أخطر أنواع الاكتئاب.

3- اضطرابات في النوم

في تلك الحالة نجد تفاوت بين الحالات وبعضها البعض، حيث يوجد البعض منهم من يواجهون مشكلة الأرق عند النوم، والبعض الآخر يواجهون مشكلة عدم القدرة على النهوض من الفراش، ويكونون دائمًا راغبين في البقاء به.

يتم الحكم في هذا الأمر حسب الحالة والسبب الرئيسي في الاكتئاب، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ناتج الصدمات التي تلقوها ممن حولهم هم من يلجؤون إلى النوم لفترات طويلة، أما عن الآخرين والذين يتمركز اكتئابهم على ما يخص دائرة التفكير التي لا نهاية لها فإن الأمر يتعلق معهم بحالة عدم النوم، والرغبة المستمرة في التفكير بالغد ومعرفة ما ينتظرهم في المستقبل.

4- فقدان الشغف والاهتمام

من أبرز العلامات التي تظهر على أصحاب الاكتئاب المُتبسم، هي تلك الحالة من فقدان الشغف، ففي البداية وهو شخص سليم يملك الشغف تجاه الكثير من الأشياء من حوله، ويرغب في التطور ويتطلع إلى المزيد من النجاح والتفوق في دائرة عمله وفي المجال الذي يعيش به مرحلة حياته الحالية.

أما إذا أُصيب بالاكتئاب فالأمر يرتبط بحالة فقدان الشغف، ويكون غير راغب وغير مُتطلع إلى المزيد، بجانب تلك الأنشطة التي كان يميل إليها الكثير من الوقت يكون أقل شغفًا تجاهها ولا يريد أداؤها مثلما كان يريد سابقًا.

ملاحظة: على الرغم أن هُناك الكثير من الأشخاص الذين يمرون بذلك النوع من الاكتئاب إلا أنهم أكثر تمرسًا وقدرة على إخفائه، وقد نلاحظ أنهم أشخاص طبيعيين لا يملكون أي مُشكلات نفسية على الإطلاق، فتلك هي مهارتهم الخاصة.

أسباب الاكتئاب المبتسم

في إطار ذكر الأعراض التي من خلالها كُنا نتعرف على الاكتئاب المُبتسم، ذكرنا أن من بينها ما يعتمد على السبب الحقيقي وراء هذا الاكتئاب، لذا قررنا وفيما يلي توضيح الأسباب التي يترتب على أساسها الإصابة به، وتكون:

1- الانتقاد الدائم

ناتج اختلاف الثقافات والأديان في كل مكان قد يتعرض البعض إلى الانتقاد المستمر ممن حولهم، وفي حال تلقي ذلك بصدر رحب والابتسامة على الوجه فيظن البعض أنه لم يتأثر على الإطلاق.

لكن ما يحدث هو عكس ذلك! هذا الشخص يتأثر بكافة الأشياء التي يمر بها، ولكن يواجه ذلك بابتسامة على وجهه وهو ما جعله يعتاد تلقي كافة الانتقادات بذلك الشكل، وبالتالي أصبح صاحب اكتئاب مُبتسم.

تلك الحالة تتسبب في الخزي بالمشاعر، ويُصاب بهذا النوع من الاكتئاب النساء على الأكثر من الرجال وخاصةً حال مواجهة هذا السبب ممن حولها، فالمرأة بطبيعتها أضعف من الرجل ولا تستطيع مواجهة كافة الانتقادات التي تتلقاها بمفردها في الحياة دون محاولة تخطي الموقف سريعًا، ولا ينجح في ذلك سوى الابتسامة التي ترسمها زيفًا على وجهها.

2- توقعات تفوق الواقع

عندما يشعر الإنسان أنه صاحب مهارات أكبر مما هو عليها، ويحدث ما عكس ذلك فيسيطر عليه شعور الدونية، وهذا ما يوضح المعنى الحقيقي الواجب التعريف به عند السؤال عما هو الاكتئاب المبتسم.

حيث يمر الإنسان في تلك الحالة بمرحلة الصراع مع النفس ومع من حوله، لا يُريد إظهار أنه غير قادر على تلك المهارات التي كان يظن من حوله أنه قادر على القيام بها، وفي الوقت نفسه غير قادر بالفعل على القيام بها لذا فإنه يلقى ذلك بابتسامة مزيفة، والدافع وراء وضع النفس في مكانة تعلو عما يجب وضع النفس بها ما يلي:

تجنب نظرة الناس السيئة.
عدم القدرة على طلب العون ممن حوله.
القلق والتوتر فيما يخص فقدان الوظيفة.
الظنون التي تدور في الرأس فيما يخص الاكتئاب بقول إنه سوف يختفي على الفور ولكنه لا يختفي أبدًا بل يظل مستمرًا معه طوال الحياة وبتلك الحالة ذاتها التي لقى بها الضيق النفسي بابتسام.
عدم إدراك الإصابة بالاكتئاب في الحال.
عدم اعتياد طلب المساعدة من الآخرين، والإحراج من الإثقال على من حوله.

3- مواجهة صدمة أو محنة

أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب المتبسم عندما يواجه الإنسان صدمة ما في حياته أو يمر بوقت صعب، كحالة من فقد أقرب الأشخاص إليه، أو فقدان وظيفة كان يشعر بالراحة بها ويواجه ذلك باللامبالاة التي تظهر في وقتها، ولكنه يشعر بداخله بالفقد ويستمر على ذلك دون إدراك الإصابة بالاكتئاب في تلك الحالة.

اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب الموسمي

علاج الاكتئاب المتبسم

مع أن الاكتئاب المتبسم يختلف عن الاكتئاب الطبيعي من حيث التعريف وما يشتمل عليه من أعراض وهذا ما تبين في الإجابة عما هو الاكتئاب المتبسم.

إلا أن العلاج لا يختلف كثيرًا عما يتم اتباعه مع حالات الاكتئاب الظاهرة وفيما يلي سوف نوضحه لكم لاتباع إحدى الطرق العلاجية إذا كنت تعاني من أيٍ من الأعراض المذكورة:

العلاج النفسي والذي يتم به الذهاب إلى الطبيب، ويُتبع به إحدى الخطط العلاجية القائمة على العلاج الأسري، أو الجماعي أو الديناميكي، وبه يتم إفهام وتعريف المريض بحالته التي يمر بها.
أدوية مضادة للاكتئاب، والتي لا يبدأ ملاحظة تأثيرها إلا بعد مرور عدة أسابيع على تناولها، وفي تلك الفترة تتم المتابعة الطبية المستمرة.
إشغال الوقت بممارسة الرياضة، حيث تؤثر ممارستها على الحالة النفسية وتجعلها أكثر تحسنًا، وهي أفضل أنواع علاجات الاكتئاب.
الصدمة الكهربائية ولا يحدث ذلك إلا مع الحالات الشديدة، وهي طريقة آمنة لمن لا يجنون نتائج مرضية من الطرق الأخرى.

قد يواجه مرضى الاكتئاب المتبسم صراعات مع النفس والرغبات الانتحارية، ولكن لم يهتموا لتلك الرغبة ولا يلتفتوا لها كثيرًا لأن الانشغال بكيفية تخبئة حالة الاكتئاب بالتبسم تكون الحالة الأكثر سيطرة عليهم.