ما هو الاكتئاب الموسمي؟ وما أبرز مسبباته، فالاكتئاب بشكل عام من الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الكثيرين، ويتم رؤية أنه فقط شعور بالحزن وسيذهب بعد مدة قليلة، ولكنه ليس كذلك فهو مرض صعب يؤثر سلبيًا على الجسم والنفس وطريقة التصرف والتفكير، لذا سنوضح لكم عبر موقع سوبر بابا ماهية الاكتئاب الموسمي.

ما هو الاكتئاب الموسمي

النفس الإنسانية تتكون من مجموعة من المشاعر، منها ما يصيبه لفترة مؤقتة، ومنها المستمر، ومنها ما يصاب به من حين لآخر، ومن أبرز تلك الحالات الاكتئاب الموسمي.

أما عن إجابة سؤال ما هو الاكتئاب الموسمي؟ فإنه اضطراب عاطفي موسمي يندرج تحت أنواع الاكتئاب التي تأتي وتذهب مع فصول العام، وبالغالب يتم الإصابة به في أوائل فصل الشتاء وأواخر فصل الخريف؛ لأن فرص الإصابة به بفصلي الربيع والصيف أقل، لذا يتم الإطلاق عليه من البعض الاكتئاب الموسمي الخريفي أو الشتوي.

نوبات الاكتئاب الخاصة بالصيف المعروفة بالاكتئاب الموسمي الصيفي بإمكانها أن تحدث، ولكنها تقل عن نوبات الشتاء، حيث إن الأخير أكثر حدة ووضوح بين النوبات العاطفية لمختلف الفصول.

اقرأ أيضًا: هل مريض ثنائي القطب مرفوع عنه القلم

فسيولوجيا الاكتئاب الموسمي

على الرغم من أن الأسباب الناتج عنها ذلك النوع من الاكتئاب غير واضحة إلى الآن، ولكن توجد نظرية رئيسية تذهب إلى أن أشعة الشمس تؤثر على جزء من الدماغ المعروف بتحت المهاد، وعلى طريقة تأديته لوظائفه، وبالتالي التأثير على الفيتامينات والهرمونات بالجسم، التي نذكرها في النقاط التالية:

  • السيروتونين: أثبتت بعض الدراسات أن تأثر منطقة ما تحت المهاد ينتج عنه التأثير في إطلاق السيروتونين المعتبر إحدى الناقلات العصبية المتحكمة بالمزاج، كما تم الاستبيان بأن المعانين من الاكتئاب الموسمي لديهم كمية كبيرة من البروتين الناقل للسيروتونين، وبالتالي الإنقاص من كمية الأخير بفصل الشتاء عن الصيف.
  • فيتامين د: تلك الحالة يترافق معها النسب القليلة من فيتامين د، حيث تم الاعتقاد بدوره الكبير الهام بنشاط السيروتونين، لذا فإن نقص الفيتامين مرتبط بأعراض الاكتئاب.
  • هرمون الميلاتونين: المعانون من الاكتئاب الموسمي مصابون بالكمية الزائدة من إنتاج الميلاتونين المنظم للنوم، لذا تتم الملاحظة أن الاكتئاب الموسمي ينتشر شتاءً بسبب قصر نهاره، حيث ازدياد إطلاق الميلاتونين والشعور بالخمول والنعاس وتأخر الساعة البيولوجية.

أسباب الاكتئاب الموسمي

في إطار معرفة ما هو الاكتئاب الموسمي، نعرض أنه لا يوجد سبب مباشر للإصابة بتلك الحالة، إنما توجد بعض العوامل المساهمة في الإصابة بها، والتي نذكرها بالفقرات التالية:

  • التاريخ السابق للإصابة بالاكتئاب: تتفاقم حالة الاكتئاب الموسمي إذا كان الشخص معانيًا من باضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب، لذا فإن الإصابة بالاضطرابات الموسمية أمر شائع.
  • اختلاف الجنس: إن النساء معرضات بشكل أكبر للاكتئاب الموسمي مقارنة بالرجال، حيث قد تصل نسب إصابتهن إلى أربع أضعاف الرجال.
  • العوامل الوراثية: الحاصلين على التاريخ العائلي في أنواع مختلفة من الاكتئاب.
  • العمر: العمر الصغير تزيد فيه احتماليات الإصابة بالاكتئاب الموسمي، فالشباب أكثر عرضة له عن كبار السن، فالمراهقون والأطفال قد يصابون به.
  • مكان العيش: المتواجدون في أماكن ليالي الشتاء الطويلة يتعرضون بشكل كبير عن غيرهم لخطر الاكتئاب الموسمي، كذلك فإن الحياة بالمناطق البعيدة عن خط الاستواء في الجنوب أو الشمال أكثر عرضة له.

أعراض الاكتئاب الموسمي

في صدد تناول ما هو الاكتئاب الموسمي، نستعرض الأعراض المرافقة لتلك الحالة، وذلك في النقاط التالية:

  • القلق الحاد.
  • التهيج.
  • التغيرات المزاجية.
  • الإحساس بالخمول.
  • التغير بالشهية.
  • الشعور باليأس وأنه لا قيمة لك.
  • مشكلات واضطرابات بالنوم، حيث الأرق أو الإفراط فيه.
  • عدم الحماس تجاه تأدية أي أعمال أو أنشطة كان يتم الاستمتاع بها بالسابق.
  • استمرار التفكير بأفكار سلبية قد ينتج عنها الانتحار أو الموت.
  • قلة طاقة الجسم.
  • العزلة الاجتماعية.
  • الشره تجاه تناول الكربوهيدرات.
  • ازدياد الوزن.
  • نوبات من العنف.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات والتركيز.

مضاعفات الاكتئاب الموسمي

في حالة مراودة الشخص أي أفكار انتحارية أو إيذاء للنفس، فيجب مراجعة الطبيب، كذلك فإن تلك الحالة الموسمية قد تتطور لحالات نفسية معقدة بشكل أكبر، مثل: اضطراب ثنائي القطب، الاكتئاب طويل المدى، تأثر الصحة العامة سلبيًا.

كيف يتم تشخيص الاكتئاب الموسمي

استكمالًا لحديثنا عما هو الاكتئاب الموسمي، فإن تلك الحالة يتم تشخيصها على أساس الأعراض المرافقة لها، ولكن توجد مجموعة من الفحوصات الطبية المساعدة بتشخيص الحالة؛ لأنه لا توجد فحوصات مخبرية، ومنها ما نذكره بالنقاط التالية:

  • الخضوع للفحص البدني والسريري كي يتم تجنب أي ألم جسدي قد ينتج عنه الاكتئاب.
  • الخضوع لفحص الدم لتجنب الأمراض النفسية والجسدية المعقدة بشكل كبير، مثل: فحص نشاط الغدة الدرقية، وفحص تعداد الدم الكامل.
  • الخضوع للتقييم النفسي حيث سؤال الطبيب المريض عن مشاعره، أفكاره، سلوكياته، أنماطه.
  • استخدام الكتيب الإحصائي أو التحليلي كي تتحدد معايير الاكتئاب الموسمي الموجودة فيه والمساهم في التشخيص.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الذهان والفصام

علاج الاكتئاب الموسمي

من خلال معرفة ما هو الاكتئاب الموسمي، فإن تلك الحالة يمكن معالجتها بشكل طبي أو غير طبي، وذلك بالطرق التي نذكرها في الفقرات التالية:

أولًا: العلاج الغير طبي

هناك بعض الممارسات التي تخفف من الاكتئاب الموسمي، ومنها ما يلي:

  • تأدية الأنشطة الاجتماعية.
  • تقضية الوقت خارج المنزل والتعرض لضوء النهار.
  • تناول الطعام الصحي المتضمن الأملاح والفيتامينات.
  • اتباع طرق العلاج بالفن والموسيقى.
  • اتباع أنشطة الاسترخاء، مثل: التأمل واليوغا.
  • الانتظام بالتمرينات الرياضية ثلاث مرات بالأسبوع لنصف ساعة.

ثانيًا: العلاج الطبي

إن أعراض الاكتئاب الموسمي تتحسن تلقائيًا مع تغير الفصول، ولكن استخدام الأدوية يسرع من عملية الشفاء، لذا نعرض تلك العلاجات في الفقرات التالية:

1- العلاج بالأدوية

في حالة شدة أعراض الاكتئاب الموسمي، فيتم الحصول على الأدوية المضادة للكآبة، مثل: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، بوروبيون، لكن مضادات الاكتئاب قد ينتج عنه بعض الاعراض الجانبية المزعجة التي من الضروري مناقشتها مع الطبيب، أما عن أعراض الاكتئاب الموسمي فهي تتحسن بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج.

2- العلاج بالضوء

تلك الطريقة من الدعامات الأساسية لمعالجة الاكتئاب الموسمي، فالمريض يجلس كل صباح لعشرين إلى ستين دقيقة أمام صندوق ضوئي معين يعمل على إصدار الأشعة الساطعة المحاكية لأشعة الشمس الطبيعية.

الهدف من ذلك التغيير الكيميائي في الدماغ لتحسين المزاج، وتتحسن الأعراض في أسبوعين من بداية العلاج، لكن ما يعيب ذلك أسلوب العلاج بعض الأعراض الجانبية، مثل: الإرهاق، الإجهاد، الأرق، ألم بالرأس.

كذلك يجب العلم جيدًا أنه توجد بعض الحالات التي لا يمكنها معالجة الاكتئاب الموسمية بالضوء، مثل: اعتلال الشبكية، داء السكري، استخدام بعض الأدوية.

 3- العلاج النفسي

يظهر ذلك في العلاج المعرفي السلوكي الذي يعد من أنواع العلاج النفسي، والهدف منه تحديد التصرفات السلوكية والأفكار، وتبديلها بتلك الإيجابية عبر تقنية التفعيل السلوكي.

اقرأ أيضًا: أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب

نصائح للحياة مع الاكتئاب الموسمي

بالإضافة إلى ما تم ذكره حول ما هو الاكتئاب الموسمي، نعرض بعض النصائح التي تمكن المصاب بتلك الحالة بالتعايش معها، ومنها التالي:

  • أخذ القسط الكافي من النوم.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب والانتظام بتناول الأدوية الموصوفة منه، وسؤاله عن طريقة التعامل مع أعراضه الجانبية.
  • تناول الطعام الصحي.
  • الابتعاد عن المواد الكحولية والمخدرة الغير مشروعة بسبب زيادتها من حدة الاكتئاب والتفكير بالانتحار.
  • سؤال الطبيب عن طريقة استبيان الأعراض المبكرة الدالة على عدم تحسن الاكتئاب على الرغم من علاجها، ثم تجهيز الخطط إن كانت الحالة تزيد سوءًا.

إن الاكتئاب الموسمي اضطراب عاطفي يصاب به الإنسان ببعض فصول العام، والشتاء أكثرها شيوعًا، فهناك منهم من يتحسن مع العلاج، وآخرون يعانون منه طوال حياتهم.