ما هي القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي وما تفسيرها؟ ومن هو النابغة؟ وبم اتسم شعره؟ وكيف مدح رسول الله؟ وما أسماء قصائده؟ سنجيب عن كل هذه الأسئلة تفصيلًا وإسهابًا من خلال موقع سوبر بابا.

ما هي القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي وتفسيرها؟

تجلت عبقرية النابغة الجعدي في تجسيده للقيم الإسلامية فكثر حديثه عن الإسلام والجنة، وعبر عن مبادئ وقيم الإسلام السمحة ومن أبرز هذه القيم:

  • الابتعاد عن الحسرة والندم على ما فات: بيد أنه ذكر في كتاباته أن الإنسان لا يستفاد من الندم بل عليه أن يقبل القضاء والقدر ويدعو لنفسه بالخير.
  • الإيمان بالله وبقضاء الله وقدره خيره وشره: فغلبت على قصائده بعض الصفات مثل الرضا وتقبل جميع الابتلاءات.
  • التحلي بالصبر: برع في تقديم الصبر كصفة أساسية في الدين الإسلامي وفكرة مواجهة الحياة والأقدار بالصبر.
  • فضل التقوى: فتقوى الإنسان تحميه من عذاب النار.
  • قيمة العلم: تحدث عن قيمة العلم وأهميته ونبذ الجهل.

هكذا كانت القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي وقد استفاض في الحديث عن القرآن الكريم على أنه نور لكل انسان ودستور الأمة الذي يجب أن نتبعه ونسير على نهجه.

اقرأ أيضًا: مذهب الإمام مالك بن أنس

من هو النابغة الجعدي؟

  • هو المكني بأبو ليلى عبد الله بن قيس بن عدس بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
  • بعض الروايات الأخرى ترى أن اسمه الحقيقي حسان والبعض الآخر يرى أن اسمه قيس ويعود نسبه لقبيلة هوازن.
  • يقال عنه إنه عاش مائة وعشرين عامًا في حين قالت بعض الروايات الأخرى إنه عاش ما يقرب من مائة وثمانين عامًا أو أكثر.
  • بذلك النابغة الجعدي كان صحابيًا شاعرًا يكتب القصائد التي يغلب عليها النزعة الدينية.

شعر النابغة الجعدي

حاز العديد من شعره على إعجاب العرب، واشتهر ببيتين واللذان كانا سببًا في ذيوع صيته، وهما:

وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لـَهُ

بَوَادِرُ تَحْـمِي صَفـْوَهُ أَنْ يُـكَدَّرا

وَلاَ خَيْرَ في جَهْل إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ

حَلِيـْمٌ إذَا ما أوْرَد الأمْـرَ أصْـدَرَا

كان مطلع تلك القصيدة:

خَلِيلَيَّ عُوجَـا ساعـةً وتَهَـجَّرا

ولُوما على ما أحْدَثَ الدَّهْرُ أو ذَرا

علاوة على القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي اشتهر النابغة بجرأته في إلقاء شعره فكان يمدح بعض الملوك تارة ويذم بعضهم تارة أخرى، مثلما قال في قصيدته التي قام فيها بالإنشاد بين يدي معاوية بن أبي سفيان ما يأتي:

وصهباء لا تُخفي القذى وهْي دونه.

تُصَفَّق في راووقها ثم تُقطَب.

شربت بها والدِّيكُ يدعو صباحَه.

إذا ما بنو نعشٍ دنَوْا فتصوَّبوا.

كما قال: وقهوةٍ صهباء باكرتها بجُهمةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَب

كان في الجاهلية يسير على ما سار عليه الشعراء من ذم ومدح للقبائل الأخرى وملوكهم، فكان يخوض المعارك ويتفاخر بقومه ويَسبي النساء.

يرجع ذلك إلى أنه كان يتسم بالشخصية القوية، فكان دائم البحث عن عادات قومه وعقائدهم، فسار على نهج حياتهم وكتب شعر فخري وهجائي إسلامي قبل أن يدخل الإسلام.

اقرأ أيضًا: معلومات عن نور الدين زنكي

مدح النابغة الجعدي للرسول

نستدل على عبقرية النابغة الجعدي في أشعاره من خلال مدحه لرسول الله عندما سمع النابغة الجعدي وهو ينشد من القصيدة:

أتيتُ رسول الله إذ جاء بالهدى

ويتلو كتابًا كالمجرّة نيّرا

بلغنا السماء مجدًا وجودًا وسؤدَدًا

وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال الرسول الكريم: فأين المظهر يا أبا ليلى؟

قال: الجنة.

فقال النبي: قل أجل، إن شاء الله!

ثم قال له أنشدني، فأنشده:

وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لـَهُ

بَوَادِرُ تَحْـمِي صَفـْوَهُ أَنْ يُـكَدَّرَا

وَلاَ خَيْرَ في جَهْل إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ

حَلِيـْمٌ إذَا ما أوْرَد الأمْـرَ أصْـدَرَا

فقال الرسول: لا يفضضِ الله فاك

إن دل ذلك على شيء فانه يدل على ترسيخ القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي لمبادئ وقيم الإسلام الحنيف من خلال أشعاره.. ومقصده من هذه الأبيات أنه لا خير في أي جهل أو طيش فلابد ان يقابله شخص حليم يتحكم في زمام الأمور ومن ثم يستطيع أن يخرج نفسه وغيره من سوء العاقبة.

برع النابغة في كتابة العديد من الأبيات والقصائد في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم، كما أنه ذات مرة حضرة الرسول الكرم ألقي قصيدة مكونة من أكثر من 200 بيتًا.

كان مطلع القصيدة التي أنشدها أمام رسول الله الآتي:

تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ومن حاجة المحزون أن يتذكرا.

 تقضى زمان الوصل بيني وبينها ولم ينقضي الشوق الذي كان أكثرا.

واني لمستشفى برؤية جارها إذا ما لقاؤها على تعذرا.

وألقي على جيرانها مسحة الهوى وإن لم يكونوا لي قبيلا ومعشرا.

 

أسماء قصائد النابغة الجعدي

  • بيضاء من عسل ذروة.
  • تذكرني بالله.
  • حتى أنت ديارهم.
  • حكيت لنا الصديق.
  • الحمد لله لا شريك له وأي فتى.
  • الحمد لله لا شريك له.
  • دار حي كانت لهم زمن.
  • رأيت البكر بكر بني ثمود.
  • سما لك له ولهم تطرب.
  • كالدوم النواعم.
  • كأن لم تربع في الخليط مقيمة.
  • لمن الدار.
  • المرء يرغب في الحياة.
  • هذا ويوم لنا قصير.
  • ودعت يوم طويل.
  • وهم دلفوا لهجر في خميس.

سيرة النابغة الجعدي

كان النابغة الجعدي من الشعراء المخضرمين الذين تجلي ذكرهم في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام، وترجع تسميته بالنابغة إلى أنه كان نبغ في الشعر، فكان ينظم الشعر في الجاهلية ووصل إلى النبوغ في الإسلام.

ورد فيه أنه عاصر المنذر بن محرق والد النعمان بن المنذر، وورد في الروايات الأخرى أنه عاصر الشاعر والد النعمان بن المنذر.

كما كان من الرجال الأقوياء الذين دخلوا في الإسلام وآمنوا برسول الله ومن ثم بدأ في الدفاع عن الدين الإسلامي وعن قيمه، بيد أنه دافع عن القرآن باعتباره نور الأمة.

اقرأ أيضًا: معلومات نادرة عن نازك الملائكة

صفات النابغة الجعدي الجسدية

اتسم النابغة الجعدي بقوة البنيان، علاوة على القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي فحينما تجاوز سن المائة وفد إليه عبد الله بن الزبير قام بمدحه وأعطاه أوساقًا من الحب والتمر فكان النابغة يأخذه شحيحًا ويأكله، ونستدل على ذلك على أنه حتى بعد تقدمه في السن ظلت اسنانه سليمة وبقي قوي البنيان ومتماسك كما هو.

ثمة بعض التفسيرات التي أولت سبب قوته عند كبره إلى دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- له عندما قال له: لا يفضض اللهُ فاكَ.

يعتبر هذا الشاعر من أعظم شعراء عصره وأبلغهم في الوصف، بالإضافة إلى عذوبة ألفاظه وقوة معانيه.