المعلومات الدينية عن قصص التابعين هي ما تُعرفنا على طيب أخلاقهم وطِباعهم، تلك التي يجب أن نقتدي بها دائمًا، كما تصلُح لقصّها على الصغار أيضًا، فتعلمهم تاريخ دينهم الحنيف ومن دخلوه بعهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعبر موقع سوبر بابا نُعرفك على الكثير من هذه القصص.

معلومات دينية عن قصص التابعين

يُقصد بالتابعين أولئك الذين عاصروا حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يُشترط للتابع أن يكون قد قابل النبي أو رآه، المهم فقط أن يكون قد عاصر حياته.

كان عصر التابعين مزدهرًا بالكثير من القيم والامتثال لأوامر الله تعالى، وقد استمر حوالي قرنين من الزمان؛ هذا لأن أعدادهم كانت غفيرة، وورد عنهم الكثير من القصص التي تؤخذ منها العبرة والعِظة.

1- قصة أويس القرني

الذي حدث بين أويس القرني وعُمر بن الخطاب، هو ما رواه أسير بن جابر، حيث كان عُمر بن الخطاب كلما أتى عليه أهل اليمن سألهم إذا كان أويس بينهم، حتى أتت المرة التي كان أويس موجودًا بها، فقال له عُمر: “أنت أويس بن عامر؟” قال: “نعم” فسأله إذا كان قد أصابه بَرَص وبرأ منه إلا كقدر درهم.

فأجاب أويس بنعم، ثم سأله إذا كانت والدته موجودة، فأجاب أويس بنعم مرة أخرى، فقال عُمر بن الخطاب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ” صحيح مسلم.

فسأله عُمر بن الخطاب أن يستغفر له، فاستغفر له أويس، ثم سأله عُمر بن الخطاب إلى أين هو ذاهب، فأجاب أن الكوفة هي وجهته، حين أراد عُمر أن يُحسن إليه، فسأله إذا كان يُريد أن يكتب له إلى عاملها، إلا أن أويس رفض بأنه يريد أن يكون من غبراء الناس، أي فقرائهم.

في العام التالي بالحج رأى عُمر رجلًا من أشراف أهل اليمن، وكان يسخر من أويس ويستهزأ به، وهذا دليلٌ على أن أويس كان يُخفي أمره عن الناس، ويترك هذا الفضل بينه وبين الله سبحانه.

فسأله عُمر عن أويس، فقال إنه رث البيت قليل المتاع، فحكى له عُمر ما ورد عن رسول الله بأمر أويس، حين عاد هذا الرجل لبلاده ولقى أويس، قال له استغفر لي، فسأله أويس إذا كان قد لقى عُمر.

فأجاب بنعم، وأعاد عليه السؤال، فقال له أويس: “أنت أحدث عهدًا بسفر صالح” أي أنك سافرت للحج والأولى أن تدعو أنت لنفسك، وحين ألح عليه دعا له أويس.

إلا أن الأمر لم يتوقف هُنا، وشاع بين الناس مكانته، فما كان من أويس إلا خرج هاربًا من الكوفة سريعًا متلحفًا ببردة، خشية الشهرة بينهم، وكان كل من يراه يقول: “من أين لأويس هذه البردة؟” هذا لأنها كانت لا تشبه ما كان يرتديه من قبل.

هذه القصة هي من دلائل النبوة، فقد أخبر النبي عن أويس دون أن يراه، ووصفه وصفًا دقيقًا لا ينبغي لأحد غيره، وهي من أهم المعلومات عن قصص التابعين.

اقرأ أيضًأ: عدد القصص التي ذكرت في سورة البقرة

2- قصة الحسن البصري

الصحابي الذي روى هذه القصة هو فرقد، فحكى أنه دخل في جماعة عليه سائلًا الحسن البصري إذا ما كان يُعجبه محمد بن الأهتم، فسأل عن السبب، فقال إنهم دخلوا عليه، فقال لهم انظروا إلى هذا الصندوق، وكان مُجاورًا لبيته، وقال لهم إن فيه 80 ألف دينار، لم أخرج منها لا زكاة، ولا صلة رحم، ولا حتى المحتاج يأكل منها.

فسألوه عن السبب الذي جمعها لأجلها، فأجاب أنه تاركها إذا ما مال الزمان عليه، وبعد أن أكملوا حكايتهم عن هذا الرجل رد عليهم الحسن البصري بأن الشيطان قد وجد له مدخلًا، خوّفه من الزمان، ومن تكاثر الناس عليه.

بدأ بتخويفهم من يوم القيامة، وأن هذا الرجل إذا قضى كل حياته يجمع هذا المال سيأتي في النهاية من يرثه منه، وإذا أنفق هذا المال في الصلاح وإعانة الغير.. سيجد صاحبه الأصلي بيوم القيامة ماله في ميزان غيره! فلم الإمساك إذا؟

المعلومة الدينية من قصص التابعين التي نستشفها من هذه الحكاية هي ألا يكنز الإنسان بحياته شيئًا، فلن يأخذ منه شيئًا معه.

3- محمد بن سيرين

اشتهر كثيرًا في تفسير الأحلام، وكان هذا ما شهره كثيرًا حتى يومنا هذا، وأغرب ما يُحكى عنه أنه بيوم جاء إليه رجل يقول له “رأيتُ كأنَّ بيديَّ قدحًا من زجاجٍ فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء”.

فأجاب ابن سيرين عليه بأن لم ير شيئًا، ثم قال له: فمن كذبَ فما علي: ستلدُ امرأتكَ وتموتُ، ويبقى ولدُها”، والغريب أنه بالفعل ماتت امرأته وبقي طفله.

4- سعيد بن جبير

تُعتبر قصته من أجمل قصص التابعين، فقد كان أكثر الناس علمًا بتفسير القرآن الكريم، وقد كان سعيد مناصرًا للثورة التي بدأها الناس على بني أمية، إلا أن الحجاج قتله في النهاية، في قصة كانت بالغة التأثير.

فيُقال إنه كان بينه وبين الحجاج حوار طويل، كان واضحًا فيه أن سعيد عارفًا لتفسير كلام الله سبحانه وتعالى، وبعد أن نشب الخلاف بينهما قتله الحجاج، لكن سعيد دعا عليه قائلًا: “اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعد” وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى، ولم يقتل أحدًا من بعده.

تتجلى المعلومات الدينية من قصص التابعين بما حصل مع بن جبير، فقد حقق عدد من أوقات استجابة الدعاء.

  • دعوة المظلوم.
  • الدعاء وقت حدوث المصيبة.
  • ألا يكون بالدعاء إثم.

اقرأ أيضًا: قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب

5- فضيل بن عياض

لقد كان في السابق لصًا يقطع الطريق على الناس، وبأحد الأيام كان ذاهبًا ليفعل ما يفعله دائمًا، لكنه وجد قفيلة وفيهم من يُسرع الخطى ويحثهم على الإسراع كي لا يتعرض لهم فضيل بن عياض.

إلا أن أحد من كانوا بهذه القافلة كان يتلو من كتاب الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)” سورة الحديد.

فشعر فضيل أن الآية موجهة إليه، فقال والله قد آن يا رب، وأخبرهم أنه لن يتعرض لهم، وتاب بعدها فضيل، وبلغ من الحكمة والفطنة الكثير، أصبح بعدها من أكثر الناس نُصحًا، وكان له الكثير من الحكم التي امتثل لها الكثيرين.

6- قصة عبد الرحمن بن عوف

حين قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، وكان من بينهم عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وكان هذا مؤاخاة في المال والبيت والزوجات، فقال سعد وقتها: إنِّي أكْثَرُ الأنْصَارِ مَالًا، فأقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ، ولِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أعْجَبَهُما إلَيْكَ فَسَمِّهَا لي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا“.

لكن عبد الرحمن بن عوف رفض كل هذا، وقال له: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، أيْنَ سُوقُكُمْ؟ فَدَلُّوهُ علَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَوبعدها عمل حتى صار لديه مالًا إلى أن تزوج، ويُقال إنه أهدى زوجته نواة من ذهب.

في هذا إشارة واضحة إلى تواضع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وعزة نفسه، وهذه هي المعلومة الدينية من قصص التابعين التي نستخلصها من حكايته، فصحيحٌ أن الإسلام دعانا إلى أن يعين بعضنا بعضًا، إلا أنه رغم هذا كان الجد والاجتهاد مطلبًا أساسيًا.

7- عُمر بن الخطاب

حكاية إسلام عُمر هي ما تتجلى بها المعلومات الدينية عن قصص التابعين، فقد بدأ الأمر حين قابلته أم عبد الله بنت حنتمة، قبل أن ترحل إلى الحبشة، وكان متعجبًا جدًا من إصرارهم على التمسك بالإسلام لهذا الحد، مع كل ما عانوه من عذاب، وها هم يتركون حتى بلادهم.

قد أحست هي لينًا في كلام عُمر على عكس ما كان سابقًا، وذهبت وحدثت زوجها بهذا، إلا أنه لم يقتنع بما قالت، وأخبرها أنه لن يدخل للإسلام إلا حين يرى حِمار أبيه يُسلم.

مرّ الوقت.. وحين علِم بإسلام أخته وزوجها، ركض إليها مُسرعًا وهو في شدة الغضب، ووقتها كانت هُناك صحيفة بها كلام الله، فخبأتها أخته، إلا أنه كان مُصرًا أن يراها، وبدأ بالتشاجر مع زوجها حتى يُعطيها له، وبدأ في ضربه.

صرخت أخته بالشهادة في وجهه ونعتته بعدو الله، فهدأ وابتعد عنه وندم عما كان يفعل، ولكنّه بقيّ مصممًا على أن يرى الصحيفة، إلا أن أخته قالت له إنه نجس ولا يصح أن يمس المصحف إلا إذا اغتسل، ففعل عُمر ما طلبت، وبدأ بقراءة الآيات.

كانت الآيات هي من قوله تعالى: “طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ (6) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ (8)“.

كان للقرآن تأثيرًا كبيرًا في نفس عُمر وقتها، فقد انشرح صدره للإسلام، ولمس لين الكلام قلبه، وبعدها ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كي يُعلن إسلامه.

إلا أن هُناك خاف الصحابة من صوته، وأن يبطش بهم.. لهذا أمسكه من كل يد صحابي وأدخلوه للنبي، وحين أعلن له إسلامه كبّر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يدعو الله أن يُعز الإسلام به.

ها هو عُمر بن الخطاب، ببطشه وجبروته يلين قلبه لكلام الله تعالى.. كلامٌ يشفي الصدور من كل القسوة، والغل، والحزن.

اقرأ أيضًأ: قصص عن الحياء في الإسلام

أسئلة عن قصص التابعين

إن المعلومات الدينية عن قصص التابعين تصل كذلك للصغار والكبار عن طريق الأسئلة، تلك التي تُسهل الإلمام والمعرفة بالكثير منهم بوقت أقل.

  • من هي أسماء السبعة صحابيين الذين كانوا إخوة؟

الإجابة: النعمان، ومعقل، وعقيل، وسويد، وسنان، وعبد الرحمن، وعبد الله أولاد مقرن.

  • من هو الصحابي الذي هاجر ثلاثًا؟

الإجابة: أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

  • من هو الصحابي الذي كان يُلقب بأبي المساكين؟

الإجابة: جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

  • من هو الصحابي الذي كان أول الشهداء في غزوة بدر من الأنصار؟

الإجابة: حارثة بن سراقة رضي الله عنه.

  • من هو الصحابي الذي كان يحاول أن يمنع وقوع الفتن؟

الإجابة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

  • من هو آخر من توفي من الصحابة؟

الإجابة: أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي رضي الله عنه.

  • من هما الصحابيان اللذان دخلا الإسلام من أعمام رسول الله؟

الإجابة: حمزة والعباس ابنا عبد المطلب.

  • من كان يُطلق عليه صاحب سر رسول الله؟

الإجابة: حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

  • من الذي كان يُلقب بأسد الله؟

الإجابة: حمزة بن عبد المطلب.

  • من الذي فتح أرمينية؟

الإجابة: حبيب بن مسلمة في إمرة معاوية رضي الله عنهما.

  • ما هو عدد صحابة رسول الله؟

الإجابة: يقال مائة ألف صحابي، ويقال مائة وأربعة عشر ألف تقريبًا.

  • صحابي دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحد إلى أن شُلت يده اليُمنى، فمن هو؟

الإجابة: طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.

  • أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولد في الإسلام؟

الإجابة: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

المعلومات الدينية عن قصص التابعين لا تنفذ أبدًا، فرضوان الله عليهم كانوا خير عونٍ لدين الله، وسعوا دائمًا إلى إعلاء قيمة الحق.