معلومات عن ذا النون في الإسلام يجب على جميع المسلمين معرفتها، لأن الله يقص علينا القصص لأخذ العبرة والموعظة، ولنتعلم ممن سبقونا خاصة الأنبياء والصالحين، فكثير من الناس لا يعرفون من هو ذا النون وما قصته، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول معلومات عن ذا النون في الإسلام لتعم الفائدة.

معلومات عن ذا النون في الإسلام

ورد في القرآن الكريم ذكر نبي الله يونس في الكثير من السور، مثل: الأنعام والصافات والنساء، إلى جانب السورة التي سميت باسمه، وكأن القرآن الكريم ينبهنا إلى أهمية هذه القصة وأن الله يريدنا أن نأخذ العبرة منها، لما فيها من معاني كثيرة مثل الطاعة والصبر واللجوء إلى الله والتوبة.

لقّب ربنا -سبحانه وتعالى- النبي يونس -عليه السلام- في القرآن الكريم بلقب (ذا النون)، والمقصود بكلمة النون (الحوت)، كما يُعرف سيدنا يونس باسم يونس بن مَتَّى وذا النون أو ذي النون وصاحب الحوت.

قد ذكر ابن الأثير في كتابه البداية والنهاية، أن مَتَّى هو اسم والدة سيدنا يونس، وأن الأنبياء لا ينسبون لأمهم إلا في اثنين: يونس بن متى وعيسى بن مريم.

عندما نتعرف على معلومات عن ذا النون في الإسلام نجد أن سيدنا يونس قد تم ذكره في القرآن الكريم كثيرًا كما جاء ذكره في السنة النبوية المشرفة، ومن خلال قصة سيدنا يونس سوف نتعلم بعض الرسائل.

اقرأ أيضًا: قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب

قصة ذا النون في الإسلام

كما نجد أن النبي يونس عليه السلام هو حفيد لأحد أشقاء سيدنا يوسف، وقد بُعث يونس إلى قرية نينوى، في بلاد العراق، والتي كان يسكنها حينها قوم مشركون وثنيون؛ وكانوا يعبدون الأصنام ولا يوحدون الله.

من أهم الدروس والرسائل التي يبلغنا بها الله في هذه القصص العظيمة أهمية الصبر وعدم اليأس من رحمة الله لننتبه من غفلتنا، حيث يقول الله تعالي (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هذا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) سورة يوسف/3

أولًا: البعث والدعوة

أوحى الله إلى سيدنا يونس ليبعث في قومه ويدعوهم للتوحيد وعدم اتخاذ شريكًا لله، ولكن قومه كذبوه وسخروا منه وأصروا على الشرك بالله، وكان أكبر أصنامهم يدعي عشتار وهو تمثال إلهة الجمال والحب والحرب والتضحية عند القدماء في بلاد العراق.

ثانيًا: إصرار قوم يونس عليه السلام على الوثنية

استمرت دعوة يونس عليه السلام لقومه ثلاثة وثلاثين عامًا، وبالرغم من ذلك لم يؤمن معه إلا شخصين فقط، الأمر الذي أصاب سيدنا يونس عليه السلام باليأس من هؤلاء القوم، فترك القرية وأهلها وخرج، ظنًا منه -عليه السلام- بأنّ الله تعالى لن يحاسبه على هذا الخروج.

حيث يقول الله تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) سورة الأنبياء/87 بمعني لن نحاسبه على فعله.

لأنه لم يدخر جهدًا في دعوة القوم وهم أصروا على كفرهم وشركهم بالله، ولم يستجب أحد، فلما خرج عنهم بدأت بوادر العذاب تظهر عليهم، فإذا بالسحب السوداء، كما غمرهم ما يشبه الدخان والغبار الكثيف، واسودت مبانيهم، فعلموا حينها أن وعد الله حق وان ما حذرهم منه نبي الله يونس صدق.

فما كان من قومه إلا أن خافوا ورجعوا عن شركهم، كما شرعوا بالبحث عن يونس عليه السلام يتبعوه فما وجدوه، فذهبوا إلى شيخ كبير عندهم ليستشيروه وليرشدهم إلى ما يجب فعله، فأرشدهم إلى التوبة والرجوع إلى طريق الله.

فما كان من قومه إلى أن جمعوا رجالهم ونسائهم حتى حيواناتهم، ليضعوا رؤوسهم في الرماد تواضعًا لله لكي يرحمهم، وقد تاب الله عليهم برحمته -عز وجل-، ولم يشهد سيدنا يونس هذا المشهد العظيم.

ثالثًا: هجر يونس عليه السلام لقومه بدون أمر الله

لما ترك سيدنا يونس عليه السلام من قرية نيناوي ذهب إلى قومٍ ليركب معهم سفينتهم، حتى وصلت بهم السفينة عرض البحر، باغتتهم عاصفة ضارية حتى أن السفينة كانت تتمايل على الماء من شدة الرياح واضطربت واهتزّت بهم حتى ظنوا أن في تلك العاصفة هلاكهم.

فما كان من رُبان السفينة وبعض الراكبين أصحاب الخبرة في أمور الملاحة إلا أن قرروا أن يلقوا أحدهم تخفيفاً للحِمل، فأقرعوا بينهم كعادة المشركين في هذه الأيام، فكانت نتيجة الاقتراع بأن يلقوا نبي الله يونس -عليه السلام- في البحر، لكنهم توسموا فيه الصلاح والخير.

فأحسوا أنه لا يستحق الموت، وأعطوه فرصة للنجاة بأن أعادوا القرعة ثلاث مرات وفي كل مرة كان يونس هو من يخرج اسمه في الاقتراع، حيث خرج سهم يونس عليه السلام في كل مرة، فلم يجد مفرًا من أن يلقي نفسه، ظنًا منه أن الله سوف ينجيه من الغرق، وبالفعل أرسل الله تعالى حوتًا ضخمًا ليبتلعه.

رابعًا: كل شيء يسبح بحمد الله

وجد يونس عليه السلام نفسه في ظلمات بطن الحوت فاعتقد أنه قد فارق الحياة لكن عندما حرك أطرافه علم أن الله قد حفظه ونجاه وأن رحمة الله وسعت كل شيء، ونجّاه، فما كان من يونس عليه السلام إلى أن خرّ ساجدًا حمدًا لله، وأبقاه الله في بطن الحوت ثلاثة أيّام.

كان يونس عليه السلام خلال فترة بقاءه يسمع أصواتاً غريبةً لا يفهمها، فأوحى له الله -عز وجل- أن تلك الأصوات هي أصوات تسبيحات وذكر مخلوقات البحر، فكما قال الله في القرآن الكريم (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) سورة الإسراء/44

كانت تسبيحات مخلوقات ووحوش البحر بمثابة رسالة من الله ليعلمه أهمية وفضل التسبيح.

فما كان من يونس عليه السلام إلا أن همّ يسبح مثلهم ويقول (لا إله إلّا أنت سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين)، ثمّ تاب عليه الله برحمته وأمر الحوت أن يقذفه من فمه على الشاطئ، بعد أن علّمه الله وبيّن له العبرة، كما أنبت الله عليه بفضله شجرة اليقطين(القرع) ليستظل بها، وليأكل من ثمارها، حتى تمت نجاته على خير.

عاد يونس بعد ذلك إلى قرية نينوى ليستكمل دعوة قومه بعد أن عرف أهمية الصبر على الدعوة والالتزام بأوامر الله، فوجدهم جميعًا مؤمنين بالله وموحدين بالله، وقد تركوا الأوثان ففرح بذلك فرحًا شديدًا فمكث معهم حيناً من الدهر، وهم على حال الصلاح والتقى.

قال الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [الصافات، 147،148]، ولكن قومه قد رجعوا إلى الضلال والشرك بالله مرة أخرى وكفروا مجدّداً فنزل فيهم عذاب شديد حتى أخذهم جميعاً ولم يبقى منهم أحدًا، ودمر الله تعالى قريتهم، ليصبحوا عبرةً لمن بعدهم.

أما عن نبيه الله يونس عليه السلام فما وصل من خبر موته أنه دُفن قرب ساحل صيدا في دولة لبنان حاليًا.

اقرأ أيضًا: من هم المؤتفكات في القرآن

الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس

هناك العديد من الدروس المستفادة من هذه القصة العظيمة كعادة جميع قصص القرآن، وخاصة للداعية إلى الله، من أهم هذه الدروس:

أولًا: عدم الاستعجال في الحكم على الأمور

كما ظهر في قصة سيدنا يونس في القرآن الكريم أنه أحس بفقد الأمل في قومه وأن الكفر متأصلًا فيهم وأن مجهوداته في الدعوة إلى الله تذهب هباء لذلك تركهم، فعلمه الله أهمية عدم الاستعجال لأن الله قد يدبر الأمر وأنت لا تعلم، لذلك علينا أن نكون على يقين وثقة في قضاء الله عز وجل.

ثانيًا: الصبر عند الدعوة إلى الله

عندما تركهم يونس عليه السلام وتوقف عن دعوتهم نزل فيهم العذاب وكأن الله كان يرحمهم لأن يونس عليه السلام بينهم، وظن يونس عليه السلام أن الله سوف يعطيه خيارًا آخر ليدعو أقواماً آخرين بعد أن عصيه قومه.

لكن إرادة الله كانت أن تتأخر هدايتهم ليتعلم يونس عليه السلام قيمة الصبر في الدعوة إلى طريق الله ولتكون تلك القصة عبرة لنا من بعده وحتى قيام الساعة، فالصبر هو الوسيلة للوصول إلى جميع الأهداف التي يعتقد المرء أنها مستحيلة وإن تأخر الوصول إليها أو ظهور نتائجها.

الدرس المستفاد الأكبر في تلك القصة الرائعة للداعية الإسلامي وخاصة الشباب منهم، فالداعي إلى الله عليه أن يتسم بالصبر في الدعوة إلى الله، لأن الناس غالبًا ما تخاف من التغيير، وتشعر بالأمان فيما اعتادت عليه وكثيرًا ما تواجه الأمور الجديدة بالرفض بغض النظر عن محتواها.

لذلك وجب على المسلم الداعي أن يكون الصبر من خلقه، رحب الصدر ليتمكن من اقناع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، دون غضب أو استياء، كما عليه أن يتفهم الضعف الذي في النفوس أمام الشهوات وأن يخاطب الناس على قدر عقولهم.

اقرأ أيضًا: معلومات دينية عن قصص التابعين

الذكر والتسبيح من أسباب النجاة

عند البحث في معلومات عن ذا النون في الإسلام وقصته في القرآن نجد أن الالتزام بالذكر والتسبيح هو من نجا سيدنا يونس عليه السلام، وخاصة ذكر (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

فيعتبر هذا الذكر جامعًا شاملًا للتسبيح والتوحيد والاعتراف بالفضل من الله وأن الأمر بيد الله وأن الإنسان دائمًا ما يظلم من حوله ناهيك عن ظلمه لنفسه.

من أقوال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ). (حديث صحيح)

معلومات عن ذا النون في الإسلام ليست مجرد ثقافة عامة، أو قصص للترفيه وإنما قصّها الله علينا لنتخذ العظة والعبرة في ديننا ودنيانا، ولنرجع إليه دائمًا ونتوب عن كل صغيرة وكبيرة.