معلومات غريبة عن حادثة الإفك توضح ما المقصود بها ومن الذي تولى وترويجها؟ فزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من نساء الجنة، فهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا، فانتشار واقعة في عرض أحدهن من الأمور الشنيعة، لذا يناقش موقع سوبر بابا طبيعة تلك الحادثة.

معلومات غريبة عن حادثة الإفك

حادثة الإفك هي الحادثة الأكثر تأثيرًا في حياة السيدة عائشة أم المؤمنين بل في حياة أمهات المؤمنين جميعا في فترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأثرت على النبي شهرًا كاملًا وكاد الأوس الخزرج من الأنصار أن يختلفا على إثرها، حتى أبو بكر الصديق والد السيدة عائشة كاد يفقد صوابه، فكيف أن تتورط ابنته أم المؤمنين في تلك الحادثة؟

أول ما في معلومات غريبة عن حادثة الإفك هو أن الإفك أي الكذب الصريح والبهتان في اللغة ويقال لصاحبه أفاك، فقال تعالى في القرآن” تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ“، ويقال أرض مؤتَفِكة أي أرض انقلبت بمن عليها، ومنها اسم ” المؤتَفِكات” وهي ديار قوم لوط عليه السلام التي قلبها الله على قومه وجعل عاليها سافلها.

حادثة الإفك حدثت لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ورميت بهذه الكذبة الشنيعة والافتراء المبين بأنها فعلت الفاحشة مع صحابي جليل اسمه صفوان بن المعطل، وهو صحابي جليل كان من سماته أنه كثير النوم ولا يستيقظ بسهولة فكانت الاستفادة منه في الجيش أثناء ارتحال الجيش أن يكون آخرهم فيجمع لهم ما سقط من متاعهم.

من اتهم السيدة عائشة وتولى نشر الخبر دون تحقق منه هو رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وكان ممن تورط فيه من المؤمنين ثلاثة فقط وهم (حسان بن ثابت الشاعر، وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين، ومسطح بن أبي مسطح بن أثاثة الذي كان ينفق عليه أبو بكر الصديق).

لم ينزل القرآن شهرًا كاملًا وارتبكت المدينة بين قائل لرسول الله طلقها وبين قائل امسكها فنحن لا نعلم عنها إلا خيرًا، وبعدها نزل القرآن ببراءتها ونزل حد القذف ليقام على الثلاثة فقط ولم يقمه على عبد الله بن أبي سلول والمنافقين الذين خاضوا في عرض الطاهرة المطهرة أم المؤمنين.

اقرأ أيضًا: معلومات عن قصة جبل عرفات

تفاصيل عن حادثة الإفك

تنقسم معلومات غريبة عن حادثة الإفك إلى تفاصيل ما حدث في الطريق إلى بني المصطلق، وأخرى في المدينة قبل نزول آيات البراءة، والثالثة في المدينة بعد نزول آيات البراءة للسيدة عائشة.

أولًا: قبل حادثة الإفك في الطريق إلى بني المصطلق

تُسرد معلومات غريبة عن حادثة الإفك ربما يعتبر كثير من المسلمين لا يعرفونها عن هذه الحادثة التي كانت أثناء سفر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة على قول ابن إسحاق أو في شعبان من السنة الخامسة في قتال قبيلة تسمى بني المصطلق فسميت الغزوة باسم القبيلة، وسميت بغزوة المريسيع نسبة إلى بئر الماء التي نزل المسلمون عندها.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب كما نقل سليمان بن صرد: “الآن نَغْزُوهُمْ، ولَا يَغْزُونَنَا“، فكان إيذانا ببدء مرحلة جديدة في حياة المسلمين أنهم لن يبقوا في المدينة إذا بلغهم أن قبيلة تجهز نفسها لغزوهم فكان القرار بالخروج لقتالهم.

علم النبي صلى الله عليه وسلم بتجمع قبيلة بني المصطلق فخرج إليهم، وكان من عادته أن تخرج معه واحدة من زوجاته، فأقرع بينهم، فوقعت القرعة على السيدة عائشة فتجهزت للسفر، فاقترضت عقدًا من أختها أسماء لتلبسه في خيمتها.

وصل النبي وباغت بني المصطلق وهم لا يزالون في طور التجميع والتجهيز فأنهى المسلمون اللقاء سريعًا وانتصروا فيها، وسبى المسلمون الكثير من السبايا وانتهت الحرب مبكرًا حتى قبل أن تشتد وكان من السبايا السيدة جويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق التي أعتقها النبي وتزوجها.

عند عودة المسلمين للمدينة ركبت السيدة عائشة الهودج المُخصص لها وهو عبارة عن صندوق خشبي تركب داخله أم المؤمنين ثم يحمله الرجال فيربط على ظهر الجمل ويسيرون به، ولكنها خرجت لما اكتشفت أن العقد الخاص بالسيدة أسماء قد فقدته فذهبت للبحث عنه.

اعتقد الرجال أن السيدة عائشة ركبت في الهودج فحملوه وربطوه ولم ينكروا خفته لأنها كانت لا تزال خفيفة الوزن فلم ينتهبوا وسارت القافلة، ورجعت السيدة عائشة فلم تجد أحدًا من الناس فباتت ليلتها في مكانها ولم تتحرك.

أم صفوان بن المعطل رضي الله عنه كانت وظيفته أن يتبع الناس في الأماكن التي رحلوا منها، ويجمع ما يلتقطه من الأمتعة التي ينسونها أو يغفلون عنها، ففوجئ بسواد على الأرض وعندما اقترب وجد أنها زوجة رسول الله

فأناخ جمله لتركب منه ولم تسمع منه سوى جملة “أزوجة رسول الله؟” وحلفت أنها لم تسمع منه غيرها فلم يدر بينهما حديث أبدًا طوال الطريق.

وصلت القافلة وفيها رسول الله ولم يجدوا السيدة عائشة فقرروا البحث عنها، ولكن قبل أن يتحرك أحد من المسلمين كانت قد دخلت المكان ويسحب الناقة الصحابي صفوان بن المعطل، فكان أول من استقبلهما المنافق كبير المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.

فكان أول رد فعل له أن قال “زوجة نبيكم تبيت مع رجل منكم فوالله ما نجا منها ولا نجت منه”، متهمًا إياهما بفعل كبيرة الزنا، وما يشير ذلك إلا غيظ في داخل نفسه وحب لانتقاص رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن وصول النبي إلى المدينة دمر أحلامه ليكون ملكًا عليها.

تلقف عدد من المنافقين ما قاله ابن سلول وكرروه وأعادوه وصار الموضوع يتردد في كثير من المجالس ومعظمها إن لم يكن كلها مجالس المنافقين، وصار الموضوع ينتشر بسرعة كبيرة.

ثانيًا: قبل نزول آيات البراءة من حادثة الإفك

وصل الجميع للمدينة ولكن الفرية لم تتوقف إذ بدأ كل منهم في توسيعها ونشرها حتى تكلم ثلاثة من المؤمنين بهذا الكلام الخبيث منهم أنصاري وقرشيان، فرددا هذا القول الفاحش على السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.

مرضت السيدة عائشة وهي لا تعلم أي شيء عما يدور حولها نتيجة مبيتها في الليل في العراء فكانت تمرض ولا تعلم شيئًا غير أنها أنكرت تصرف الرسول معها في مرضها، فقد كان في أي مرض يكون بجوارها وتشعر بلطف منه لكنها شعرت حينها بتغيره معها وذلك من المعلومات الغريبة عن حادثة الإفك.

تحدث الصحابي أبو أيوب الأنصاري مع زوجته وقال لها “إذا كنت أنت مكان السيدة عائشة أكنت تفعلين هذه الفعلة؟” فقالت لا والله، فقال والله عائشة أفضل عند الله منك وأكثر حرصًا على الدين وهي لا تفعلها أبدا.

كررت أم أيوب هذا السؤال على زوجها فقالت لو كنت أنت مكان صفوان هل كنت تفعل ذلك؟، فقال لا والله، فقالت له: وصفوان أفضل منك ولا يفعل ذلك أبدًا، فأنزل الله قوله فيهما ” لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ“.

اختلف الناس في أقوالهم لتجنيب الرسول الكريم هذه المشكلة، بين قائل بطلاق الرسول لها وبين قائل بإمساكها لأنها بريئة مما قيل وسوف يظهر الله براءتها.. فطلع الرسول على المنبر مبينًا للمؤمنين حال بعض الناس يتكلمون في عرض رسول الله.

فقال أسيد بن حضير: “يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفيكهم، وإن يكونوا من إخواننا الخزرج، فمرنا أمرك، فو الله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم” فقال سعد بن عبادة “لو كانوا من قومك ما قلت هذا”، فكادا يقتتلان فأمر الرسول صلى الله بإنهاء الاجتماع.

فأصبحت السيدة عائشة في فترة نقاهتها وجاءتها أم مسطح تعودها فأخبرتها بكل شيء يحدث حولها فتقول السيدة عائشة: “والله ازددت مرضاً على مرضي وبدأت في البكاء حتى ظننت أنه فالق كبدي”، وفهمت سبب تغيير اللطف الذي كان يتعامل به النبي معها.

أما رسول الله لا يعلم الغيب ولا يحكم إلا بما يعلم وهو في أمر حرج فلا يريد أن يحكم بعاطفته وهو الذي يرسي القواعد فلم يحكم إلا بالدليل فدخل عليها وقال لها “يا عائشة، إنه قد بلغك من قول الناس فاتقي الله، إن كنت قد قارفت سوءًا مما يقول الناس، فتوبى إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده، فقلص الدمع، حتى ما أحس منه شيئًا”.

لم تطمع السيدة عائشة أن ينزل الله فيها قرآنًا يبرؤها فتقول: “وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنًا من أن ينزل فيّ قرآنا يقرأ، ويصلى به الناس، ولكنى كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ما يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي، أو يخبر خبرًا، وأما قرآنا ينزل في، فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك”.

فقالت السيدة عائشة “الله تعالى يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقوننى، ثم التمست اسم يعقوب أذكره، ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ” ونسيت اسم النبي يعقوب من كثرة الحزن والألم.

اقرأ أيضًا: معلومات عن قوم لوط

ثالثًا: في المدينة بعد نزول آيات البراءة من حادثة الإفك

جاء الوحي بعد انقطاع شهر كامل يبرئ السيدة عائشة بآيات في كتاب الله يقول “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ

فعندما نزلت براءتها من الله قالت والله لا أشكر إلا الله الذي أنزل براءتي فقامت وسجدت لله شاكرة، ثم خرج النبي على الناس وقرأ الآيات وينزل حكم الله في المؤمنين الذين قذفوا السيدة عائشة بحد سمي بعد ذلك بحد القذف فطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم في القائلين.

حيث كان حد القذف مثلما جاء في الآية الكريمة “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)، وهو حكمهم ثمانون جلدة فطبق الحد على حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش ومسطح بن أبي مسطح.

لم يشأ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول بما يحب لأنه قاض للمسلمين ومشرع لهم فلا يجوز للقاضي أن يحكم بمشاعره بل الأدلة والوقائع، ولم يشأ أن يحاكم من قال قبل نزول القرآن كي لا يظن الناس أنه ينتصر لنفسه ولأهله فلم يبد أي تصرف كزعيم أو قائد إلا بعد نزول القرآن.

اقرأ أيضًا: معلومات عن سفينة نوح

موقف السيدة عائشة من منافقين حادثة الإفك؟

لم تحمل أم المؤمنين لأي أحد منهم الضغينة، فيقول هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت: “يا ابْنَ أُخْتي دَعْهُ فإنَّه كانَ يُنَافِحُ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”.

أيضًا كانت تحب أم المؤمنين زينب بنت جحش ولو تؤاخذها بقول اختها في عرضها فتقول عائشة: “وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عني زينب بنت جحش، وهي التي كانت تساميني من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع“.

لكن أقسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألا يعيد إنفاقه على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “، لذا عفا عنه وأعاد عليه صدقاته.

كانت حادثة الإفك أكبر حدث جلل يهز المدينة فلم يشأ الرسول صلى الله عليه إيقافه بسلطان النبوة والرسالة أو بسلطان الزعامة السياسية، لكنه أوقفه بقرآن الله الذي نصف أم المؤمنين.