ثمَّة معلومات نادرة عن زينب بنت جحش يغفل عنها المُسلمين، فكثيرًا منّا لم يكُن مُتابعًا للسيرة النبوية، على الرغم أنها تحظى بشخصيات كثيرة مثالية يُحتذى بها في الحياة، منها السيدة زينب، وسعى موقع سوبر بابا للحديث عنها تفصيليًا.

معلومات نادرة عن زينب بنت جحش

هي ابنه عم الرسول، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله، فهي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية، كانت في غاية الجمال، وهي من نساء قريش وساداتها.

فكانت من شرفاء قريش، ومن المسلمين الأوائل.. مثالًا يُحتذى به في الصبر وقوة التحمل، فضلًا عن صبرها وتنفيذها لأوامر الله؛ فتزوجت زيد وكان من الرقيق تنفيذًا لأوامر الله، حتى لو كان ذلك الأمر دون رغبتها، لقوله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36)” (الأحزاب).

نزلت تلك الآيات في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله لزيد بن حارثة، ورفضت الزواج، ثم وافقت تنفيذًا لأوامر الله.

اقرأ أيضًا: معلومات نادرة عن نازك الملائكة

زواج السيدة زينب من زيد بن حارثة

أراد الرسول بتلك الزيجة أن يقضي على فكرة التمييز العنصري ويحطم الأفكار الموروثة الخاطئة التي آلت إلى التفرقة، وفي مَعرِض حديثُه ذكر أن الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل على أحد إلا بالتقوى، وكان زيد من طبقة الرقيق فأراد الرسول أن يزوجها من زيد لتحقيق مبدأ المساواة؛ ليُحطِم تلك الفوارق الطبقية، وتجلى حرص الرسول في ترسيخ ذلك المبدأ؛ حتى تسير البشرية على نهجِه.

حينما دخل الرسول على زينب بنت جحش ليخطبها لزيد كان ردها بالرفض، حتى علِمت الآية التي تحث على الزواج ما حتى تغيّر رأيها، وفي حديث الرسول معها وردت بعض الأحاديث إلا أنه لم يُثبت مدى صحة كلاهُما.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود

طلاق السيدة زينب من زيد وإسقاط التبني

لم يستطع زيد أن يسكن إليها وهي كذلك، فباتت الحياة مستحيلة بينهما، فجاء زيد إلى الرسول ويريد أن يطلق زينب، ولكن النبي رده حتى يُحافظ على زوجته، ونزل قوله تعالى: “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ((سورة الأحزاب:37).

أمر الله النبي بأن يتزوج زينب، ولكن النبي خاف من أقوال المنافقين؛ لأن زيد ابن النبي بالتبني، فكان هذا الزواج تطبيقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، فقد تم إسقاط التبني، وكان أول من طبق ذلك هو رسول الله، فأطلق سراح زيد، حيث كان يقال له زيد بن محمد، ولكن بعد إسقاط التبني نُسب لاسمه الحقيقي زيد بن حارثة.

مكانة السيدة زينب وفضلها

كانت السيدة زينب من زوجات الرسول التي لهنّ شأن عظيم عنده، فقد جاء وصف الرسول فيها أنها أواهة فقال رجل يا رسول الله ما الأواهة؟ قال: الخاشع المتضرع إلى الله، فكانت دائمًا ما تتسابق في فعل الخير والإنفاق في سبيل الله.

فعن عائشة رضي الله عنها: أنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.

كانت تحظى بمكانة عالية عند رسول الله، وهذا ما جعل أم المؤمنين عائشة تقر بذلك، فكانت تقول عنها: “كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قط خيرًا في الدين من زينب وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله”.

اقرأ أيضًا: من هي الدكتورة حصة الهويش

وفاة السيدة زينب

زينب بنت جحش توفت عن عمر يناهز 53 عام، في 20 من الهجرة، تصدقت بكل أموالها فلم تترك دينارًا ولا درهمًا، وحين حضرتها الوفاة قالت: (إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا).

فصلى عليها الخليفة عمر بن الخطاب آنذاك، وأنزلها إلى قبرِها ابن أخيها محمد بن عبدُ الله بن جحش وأسامة بن زيد وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش، وابن أختها محمد بن طلحة بن عبيد الله، وحين لجأ الوليد بن عبد الملك إلى توسعة المسجد النبوي، قام بشراء منزلها بخمسين ألف درهم.

شخصية السيدة زينب بنت جحش كانت تمثل نموذجًا للمرأة المسلمة ذات المكانة العظيمة دينيًا، فكانت قدوة للنساء الخالدات اللاتي وضعن علامات مميزة في تاريخ الأمة الإسلامية.