معنى سبحان الله في اللغة من المعاني التي اختص الله بها نفسه فقط، فلا يجوز استخدامها على غير الله دلالة على قيمة هذه الكلمة العظيمة لما تفيد من تنزيه وتقديس، كما تفيد أيضًا التعجب والتأمل، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتعرف بشكل مفصل على معنى هذا التعبير في اللغة.

معنى سبحان الله في اللغة

من منا لم يعطر فمه ولسانه بهذا الذكر العظيم (سبحان الله) ولكن هل توقفت يومًا عند معنى هذه الكلمة سبحان ولماذا لا نستخدمها إلا في وصف الله ولا نستخدمها في حياتنا اليومية إلا في ذكر الله فقط فما معناها وما معنى التسبيح عمومًا؟

يطلق لفظ “سبحان” على ما يراد به التعظيم والتفخيم، والله عز وجل منزه عن كل نقص او عيب، فقد اتصف جل جلاله بكل معاني الكمال، أمّا عن مصطلح سبحان الله فهو دعوة للتسبيح يقصد بها سبّحوا الله تعالى، وقد قال ابن عبّاس رضي الله عنه: أنّ كل تسبيحة في القرآن تدخل في مفهوم الصلاة بسبب ما فيها من قيمة دينية وبلاغة معنى سبحان الله في اللغة.

من أمثلة التسبيح أيضًا ما علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) متفق عليه، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقصد بهاتين الكلمتين العظيمتين في اللغة أُنزه الله عن كل عيب أو نقص أو كل ما يليق بعزته وجلاله، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: سبحان: اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعلٍ محذوف تقديره: سبَّحت الله سبحانًا.

كما تقول سبحت الله تسبيحًا، وهو مضاف إلى المفعول بمعنى: سبحت الله، ويمكن أن يكون مضافًا إلى الفاعل أي: نزَّه الله نفسه أما في قوله: (وبحمده) فالواو للحال، والتقدير أُسبِّح الله متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه وبذلك قد نكون تعرفنا على معنى سبحان الله في اللغة.

اقرأ أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

التسبيح في القرآن الكريم

كلمة “سبحان الله” لها مكانة وأهمية عظيمتين في الدين الإسلامي، فتعتبر هذه الكلمة من أشرف الأذكار التي تقرب العبد إلى ربه، كما ورد في فضل هذه الكلمة وعظمتها الكثير من آيات الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة، والتي يصعب حصرها، كمثل ما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوه بُكْرَةً وَأَصِيلًا) وقد جاءت هذه الآيات بصيغة الأمر، ولكن هناك بعض الآيات الأخرى التي جاءت بصيغة المضارع مثل قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

هناك بعض الآيات الأخرى التي جاءت بلفظ المصدر كما قال الله تعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وبيانًا لأهمية هذه الكلمة وعظمتها فعلينا القول بأن الله تعالى قد افتتح بها ثماني سور من القرآن الكريم، مثل سورة الإسراء فقال:

(سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).

اقرأ أيضًا: ما معنى كلمة غرة فتيان قريش

أوقات ومواضع التسبيح

يجب على كل مسلم أن يلزم الذكر في كل وقت لما فيه من فضل عظيم في الدنيا والآخرة وعليه أن يسبح ربه في كثير من الأوقات والمواضع وفيما يلي بيانًا للمواضع التي جاءت في القرآن والسنة فيما يخص أوقات ومواضع التسبيح

أولًا: التسبيح أثناء الصلاة وبعدها

فقد ورد عن نبينا الكريم بأن المسلم عليه أن يبدأ صلاته بالتسبيح وذلك عندما قال: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحمدِكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ)، يكون التسبيح أيضًا في قيام الليل، وفي السجود والركوع، كذلك بعد الصلاة فإنّه يسبّح الله ثلاثاً وثلاثين مرّة.

قد بلغنا ذلك في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:(مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).

ثانيًا: التسبيح في الصباح والمساء

لدينا الكثير من الدلائل في آيات الذكر الحكيم ومن السنة النبوية المشرفة أيضًا على ذلك، كمثل قوله تعالى: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى).

ثالثًا: التسبيح عند التأمل

علي المسلم أن يذكر الله بالتسبيح في حال أن رأي أو سمع شيئًا غريبًا أو غير مألوف وقع أمامه فقد شرع له أن يسبّح اتباعًا لهدى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام

رابعًا: التسبيح عند القيام من المجلس

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نذكر الله بالتسبيح عند القيام من المجلس خاصةً المجلس الذي كثر به اللغط، ومن المستحب في هذا الموضع أن يقوم المسلم بالتسبيح إتباعًا لسنة نبينا الحبيب، لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه السلام، أنّه قال:

(مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).

 سبحان الله دومًا ما يحتاج أن يقولها كل مسلمٍ، وذلك لكثير من الأسباب منها التعجب والتأمل في جمال خلق الله، أو في مواضع أخرى، لذلك يجب أن نعرف معناها في اللغة.