من بنى أول مستشفى في الاسلام؟ ومن هو أول طبيب مسلم؟ فالعلوم المختلفة باتت الآن يُعهد الفضل فيها إلى الغرب، ولا يُعطى كل ذي حق حقّه، لذا عبر سوبر بابا سوف نُعيد الأمور إلى نصابها، موقعين بهذا أهم المؤثرين من المسلمين بتاريخ الطب قديمًا.

من بنى أول مستشفى في الاسلام؟

يحوي التاريخ أثرًا واضحًا للعلماء العرب في الطب، فقد تركوا كتبًا كثيرة، عن العلاج وعن الأمراض، ولم يقتصر الأمر على العلم فقط، بل كان بناء المستشفيات له نصيبٌ كبير.

كانوا هم أيضًا أول من أنشأ المستشفيات المنظمة قبل تسعة قرون من العالم أجمع، وكانت الأولى في خلافة الوليد بن عبد الملك، والهدف الأساسي منها علاج الجُزام.

بعد بناء هذه المستشفى بسنوات عِدة بدأت الدولة الإسلامية ببناء مستشفيات أخرى عديدة، ولكن لم يكن الهدف منها العلاج فقط، إنما التعليم وإجراء الأبحاث العلمية كذلك، وكان يُطلق عليها آنذاك “البيمارستانات”.

هم أيضًا أصحاب فكرة المستشفى المتنقلة، وكانت تجوب المدن الإسلامية كلها، وتُعالج عددًا هائلًا من المرضى، وكان المستشفى العام الذي يليه بعام 805، أي بعد مضي قرن على هذا المستشفى الأول، ثم توالى بناء المستشفيات بعدها إلى أن صار عددهم 34.

بالقرن العاشر ميلاديًا ظهرت 5 مستشفيات أخرى في بغداد، فكانت الأولى بآخر القرن التاسع، بأمر من المعتضد إلى أبي بكر الرازي، والذي كان دقيقًا في اختيار مكان بنائها، لذا رمى قطعًا من اللحم في مواضع متفرقة.

ثم عاد إليها بعد أيام ليرى أيها أقل عفنًا، وبنى المستشفى والتي احتوت 25 طبيبًا من تخصصات متعددة، وبقي عددهم يزيد إلى أن وصل عددهم إلى 1258 تخصص، وبقي الشعب يتعالج بها إلى أن أتى اليهود بغداد مدمرين كل شيء.

اقرأ أيضًا: أول طبيب في الإسلام

أول مستشفى في مصر

كانت عام 872، موقعها جنوب غرب الفسطاط، والتي تُعد اليوم جزءًا من القاهرة القديمة، وقد كانت تحوي تخصصًا للأمراض النفسية، والذي كان لأول مرة منذ عهد بناء المستشفيات.

بالقرن الثاني ميلاديًا.. بنى صلاح الدين مستشفى النصيري، والذي لم يبقَ على حاله طويلًا، بل تطور على يد المنصور بن قلاوون، إلى أن اكتمل البناء عام 124، وأصبح اليوم يُسمى مستشفى رمد العيون.

اقرأ أيضًا: دعاء للوقاية من الأمراض

المستشفيات قبل وبعد الإسلام

قديمًا كان يوجد قبل الإسلام ما يُسمى بملاجئ المرضى، والتي كانت عبارة عن تنظيم لرعاية المرضى وحسب، وليس لمساعدتهم على الشفاء.

حيث كان يسود اعتقادًا فلسفيًا أن المرض أمر خارق للطبيعة، وأن تدخل البشر لحله لن يكون منه طائل، الغريب أن من كان يرعى المرضى هُناك رهبان!

كان وظيفتهم أن يتأكدوا من أن النفس البشرية التي يتعاملون معها لا تحوي أي شر، وأن نفس الإنسان طيبة، ولم يكن هُناك أي سعي إلى علاج البدن.

حين ظهر الأطباء المسلمون، كان هُناك نهج مختلف، فقد اتبعوا ما نصح إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزل له شفاءً علمَهُ من علمه وجهلَه من جهِله”.

لذا وضعوا هدفًا واضحًا أن يتم علاج المرضى جسديًا بطرق مُجربة، وكان أول مركز رعاية إسلامي بخيمة صغيرة على يد رفيدة الأسلمية وهي أول ممرضة في الإسلام، وكان هذا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم.. ففي غزوة الخندق سعت إلى تضميد جروح الجنود، وهي ما تطورت بعد إلى المستشفيات المتنقلة.

اقرأ أيضًا: دعاء لنفسي بالشفاء والتوفيق

أول الأطباء في الإسلام

هو “الحارث بن كلدة” وكانت ولادته في القرن السادس عشر ميلاديًا، في أحد قبائل الطائف تُسمى بني ثقيف، وكان بارعًا جدًا، إلى أن أطلقوا عليه طبيب العرب، وقد عاصر الجاهلية والإسلام ودخل فيه.

سافر الحارث لأغلب بلدان الجزيرة العربية كي يكون طبيبًا، ودخل مدرسة الطب الأولى باليمن، وازداد علمًا حين ذهب إلى بلاد فارس.

هذا التعلم المتصل جعله قادرًا على كتابة العديد من الكتب، حتى أنه ترجم بعض ما قرأ إلى العربية، وكان له من فصاحة اللسان والذكاء والفطنة الكثير.

أول مستشفى في الإسلام كان لا ريب لها السبق في الإعلاء من قيمة الإسلام، وهي بالفعل كانت أفضل ما أعده المسلمين من علم.