من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره؟ وما هي فضائله ومكانته؟ إنه أحد الصحابة الذين لهم العديد من المواقف التي أثرت في الإسلام، لذا سنعرض لكم من خلال موقع سوبر بابا إجابة سؤال من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره.

من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره

إن كنت حقًا تبحث عن ذاك الصحابي الذي عليت مكانته حتى أنه حظى بزيارة وسلام الملائكة الكرام فهو الصحابي الجليل عمران بن حصين الخزاعي، وذلك إكرامًا له ولمكانته العالية في الإسلام، ويعد عمران بن حصين من أكثر الصحابة فقهًا وفضلًا.

اقرأ أيضًا: من هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف

نسب الصحابي عمران بن حصين

هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبيشة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي، والذي كان يكنى بأبي نجيد.

يرجع نسب الصحابي عمران بن حصين بالأساس إلى قبيلة خزاعة، والتي تعد من أشهر القبائل في هذا الوقت، وكان بيته في منطقة تسمى البصرة في سكة اصطفانوس.

إسلام الصحابي عمران بن حصين

من الضروري بينما نحن بصدد الإجابة عن السؤال من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره، أن نذكر نبذه عن إسلام الصحابي الكريم عمران بن حصين، والتي هي من أفضل وأكثر المواقف ذات العبرة والعظة لنا جميعًا.

كان الصحابي الجليل من المتأخرين في الإسلام، حيث اعتنق الإسلام في العام الذي سُمي بعام خيبر، والذي هو في السنة السابعة من الهجرة، وكان ذلك بعد غزوة بدر.

ذلك حين جاءت له مجموعة من قبيلة قريش تشتكي له ان محمدًا يسب آلهتنا، فجمعهم وذهب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ليعرف السبب وراء ذلك.

عندما ذهب وسأله أجابه – صلى الله عليه وسلم- بسؤال، وهو عن عدد الآلهة التي يعبدونها، فأجاب عمران بأنها سبعة من الآلهة في الأرض واحد منهم في السماء، فعاود الرسول الكريم سؤاله عن إي إله يدعون حين يمرون بوقتٍ صعب، فأجابه عمران أنهم يدعون السماء.

بعد أن سمع الرسول إجابته سأله عن كيف له أن يعبد آلهة آخرون لا يستطيعون إجابة سؤاله، فسكت عمران بن حصين لبرهه ولم يستطع الإجابة على سؤال رسول الله، فعرض عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يعتنق الإسلام فوافق عمران حينها.

فطلب منه الرسول أن يردد وراءه قول اللهم أستهديك لأرشد أمري وزدني علماً ينفعني” فرددها عمران وراء الرسول وأعلن إسلامه، وقام وقبل يد الرسول ورأسه وهو يبكي، وكان السبب الرئيسي في إسلامه هو سلامة الفطرة التي خلق عليها، كما كانت حجة الرسول كافية لإقناعه باعتناق الإسلام.

فضل الصحابي عمران بن حصين في الإسلام ومكانته.

بعد إسلام عمران بن حصين كان حريصًا على أن يحسن إسلامه، كما أن هناك العديد من الأحاديث التي رويت عنه، وهناك العديد من التابعين من الذين تحدثوا عنه وعن فضله.

من أحد أدواره في الإسلام أنه أُرسل في عهد عمر بن الخطاب إلى البصرة ليعلم أهلها عن الإسلام والفقه وتمت توليته قاضيًا عليهم.

من أبرز الأحاديث التي رويت عن الصحابي عمران بن حصين كان من رواها عنه مطرف بن عبد الله، فقال إن عمران قال له إنه سيحدثه بما ينفعه في الدنيا والآخرة قائلًا: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- جَمع بيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عنْه حتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فيه قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَقَدْ كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ)

كما شهد الصحابي عمران بن حصين العديد من الغزوات مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وفي يوم رآه الناس في المدينة وهو يرتدي الخز، والخز هو ما تم نسجه من الحرير أو الصوف، فقال لهم عمران أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ اللهَ إذا أنعَمَ على عَبدٍ نِعمةً يُحِبُّ أنْ تُرى عليه)

كما اتصف عمران بن حصين بالعديد من الصفات مثل الصدق حتى مع النفس والزهد في الدنيا وخوفه من الله تعالى وتفانيه في الطاعة، وعندما عمل قاضيًا بين أهل البصرة كانت شهادتهم له بكل الخير، وقال الحسن فيه (ما قدم البصرة راكب خير منه) كما قال بن سيرين أنه أفضل الصحابة الذين قدموا السرور والخير للبصرة.

كما أن من فضله حضوره للعديد من الغزوات، ومن أبرز أدواره في الغزوات أنه كان حاملًا للراية في يوم الفتح، وحين وقت الفتنة بين المسلمين كان ممن يدعون الناس لكي يكفوا عن الحرب.

سبب تلقيب الصحابي عمران بن حصين بشبيه الملائكة

بينما نحن بصدد إجابتنا على السؤال من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره، فيجب العلم أنه قد لقب أيضًا بشبيه الملائكة، وذلك لأن الملائكة كانت تصافحه وتزوره وتسلم عليه.

لكن الملائكة توقفت عن فعل ذلك للفترة التي أصيب فيها بالبواسير وتم علاجه بالكي، لكنها عادت لمصافحته من بعدها كعادتها، وتلك القصة دلالة على أن الملائكة لم تكن تظهر للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقط، بل كانت تظهر له أيضًا فيتكلم معها ويراها.

وفاة الصحابي عمران بن حصين

قبل وفاة عمران بن حصين بثلاثين عامًا كان ذلك الصحابي العظيم يعاني من مرضٍ ما أصاب بطنه، وكان يرفض أن يتم علاجه بالكي مرة أخرى حتى لا تنقطع عنه الملائكة.

لكن قبل الوفاة بسنتين ومن شدة الألم وافق على العلاج، بعدها توفي في البصرة في العام الثالث والخمسين من الهجرة، وترك العديد من الوصايا بعد موته والتي هي:

  • بأن يشدوا عليه السرير بعمامته بعد الوفاة.
  • أن يسرع الناس عند المشي في جنازته.
  • لا يصرخ الناس على موته أو يصيحوا ويندبوا خاصةً الأمهات.
  • أراد ن يكون قبره ذو شكلًا مربعًا ويرتفع عن سطح الأرض بحوالي أربعة أصابع.
  • كما ترك في وصيته أن يقوم أقاربه بإطعام الناس بكثرة.

كان هناك أحد النصوص التي وردت عن وصتيته والتي قال فيها: “إِذَا أَنَا مِتُّ، فَشُدُّونِي عَلَى سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا”

فكان من أحد أهم الصحابة في الإسلام وكان له دورًا هامًا في نشر الإسلام بالبصرة وتوعية الناس به، وكانت لوفاته أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين.

من خلال ما سبق ذكره بهذا يكون قد زال الإبهام عن السؤال من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره وعرفنا السبب وراء ذلك، فقد كان -رضي الله عنه- ذو مكانة عظمية بالإسلام وكانت الملائكة تحبه وتسلم عليه رحمه الله وتقبله من الشهداء.