من هو المحامي الفرنسي الذي أسس كأس العالم؟ وما الإنجازات التي قام بها؟ تعتبر مباريات كأس العالم واحدة من أهم الأحداث التي تمر على مُحبي كرة القدم، فإنها عبارة عن بطولة تُقام بين المنتخبات الدولية للتنافس، ومن خلال موقع سوبر بابا نتعرف على مؤسسها الذي يُعد مسئولًا عن إطلاقها فعليًا لأول مرة.

من هو المحامي الفرنسي الذي أسس كأس العالم؟

المحامي الفرنسي الذي أسس كأس العالم هو جول ريميه، والذي ارتبط اسمه بفكرة كأس العالم لكرة القدم، منذ 92 عامًا، حيث أُقيمت أول بطولة برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1930م.

لُقّب ريميه باسم “والد كأس العالم والأب الروحي له”، وتكريمًا له ولمجهوداته في إنجاح الفكرة أُطلق على مسابقة كأس العالم في هذا الوقت اسم “كأس جول ريميه”، وهو الكأس الذي تم تعيينه كجائزة ثمينة تُقدم للمنتخب الفائز بالبطولة العالمية.

حيث اشترطت التعليمات وجوب جائزة استحقاقية لمن يفوز، وبالفعل تم إنشاء كأس جول ريميه أو كما كان يُطلق عليه في هذا الوقت “كأس النصر”.

اقرأ أيضًا: معلومات عن ملعب سيول كأس العالم

السيرة الذاتية جول ريميه مؤسس كأس العالم

عمل جول ريميه بالمحاماة والرياضة معًا، وسيرته الذاتية هي الإجابة الوافية على سؤال من هو المحامي الفرنسي الذي أسس كأس العالم.

الاسم بالكامل جول ريميه
تاريخ الميلاد 14/10/1873م
تاريخ الوفاة 16/10/1956م
عُمر الوفاة 83 عام
محل الميلاد باريس، فرنسا
محل الوفاة باريس
الجنسية فرنسي
اللغة الأم اللغة الفرنسية
المهنة لاعب كرة قدم، سياسي
الجوائز وسام جوقة الشرف رتبة قائد

صليب الحرب

وسام الاستحقاق

اقرأ أيضًا: جدول مباريات كأس العالم 2022

إنجازات المحامي جول ريميه

على الرغم من أن جول ريميه لم يكُن مُحبًا لرياضة مُعينة أو مُهتم بممارستها، إلا أنه وجّه كل اهتمامه إلى تنظيم ممارسة رياضة كرة القدم منذ الصِغر، لذا عندما وصل إلى سن الرابعة والعشرين من عمره بدأ مسيرته بتأسيس نادي ريد ستار المتعدد الرياضات المُلقب بالنجم الأحمر، مع مجموعة من أصدقائه في أحد مقاهي باريس.

حدث ذلك في شهر مارس من عام 1897م، وقد منح الفرصة للشباب من العائلات الفقيرة بشكل أكبر من غيرهم للانضمام إلى الفريق، ومن هنا بدأت قدرته على إدارة المنظمات الرياضية في الظهور.

ثم بعد ذلك كان هو الرئيس الأول لبطولة كرة القدم الأمريكية، حيث ساهم في تأسيسها عام 1910م، وقد كانت البطولة الأولى في فرنسا، لكن لم يكتمل تحقق طموحاته بسبب الحرب العالمية الأولى التي ظلت موجودة من 1914م وحتى 1918م، حيث كان أحد ضباط الجيش الفرنسي في هذا الوقت.

بعد انتهاء الحرب وبتاريخ السابع من إبريل عام 1919م أسس جول ريميه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وكان الرئيس الأول له منذ هذا العام وحتى عام 1942م، علمًا بأن دورة “أنتويرب” الأولمبية المُقامة عام 1920م قد نتجت عن أفكاره.

ثم بعدها بعام واحد، أي في مارس عام 1921 أصبح رئيس الفيفا الرسمي، ومنذ هذا الوقت وهو يسعى لإقامة بطولة عالمية لكرة القدم، وظلّ مترأس هذا المنصب لمدة 33 عام، حتى تركه عام 1954م.

تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام عام 1956م، وهو نفس العام الذي توفى فيه، ثم في عام 1998م تم بناء نصب تذكاري له على شُرفة واقعة خلف كنيسة قرية ثيولي في فرنسا، وفي عام 2004م تم انساب وسام الاستحقاق إليه، وقد استلمه حفيده إيف ريميه، علمًا بأنه توفى بعد مرور يومين فقط على عيد ميلاده الـ 83

نشأة المحامي الفرنسي جول ريميه

وُلد جول ريميه في الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1873م، في بلدة ثيولي الموجودة في مقاطعة هوت ساون شرق فرنسا، وقد كان والده صاحب محل بقالة بسيط، وهو الابن الأكبر له، وله شقيقان وشقيقتان، وقد هاجر إلى باريس عام 1884م، أي في الوقت الذي كان يبلغ فيه 11 عام من العمر.

نشأ ريميه وسط بيئة كاثوليكية صارمة، وتربى عليها على يد جده في القرية، وقد وجه قدر كبير من مجهوده واهتمامه إلى دراسته، لذا كان من المتفوقين دراسيًا، واستكمل دراسته حتى حصل على شهادة في القانون من العاصمة الفرنسية “باريس”، وهو ما أتاح له منحة عمل من خلالها بالمحاماة.

كان يهتم ريميه بالرياضة محبةً في مميزاتها التربوية، لكنه كان شغوفًا جدًا بالشعر والأدب والموسيقى، حتى أنه افتتح قسمًا أدبيًا وفنيًا في نادي ريد ستار، والذي عُدّ أقدم نادي في تاريخ كرة القدم الفرنسية.

اقرأ أيضًا: تصفيات كأس العالم آسيا

فكرة تأسيس كأس العالم

زاد الحديث عن فكرة تنظيم المونديال في بداية القرن الماضي، وقد أوشكت على الظهور عام 1904م في دولة سويسرا، بحضور سبع دول أولها سويسرا، والباقين هم الدنمارك، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، والسويد، وإسبانيا، لكن لم يتم قبول الفكرة المُقترحة من قِبل روبرت جورين، والذي كان أول رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم.

لكن بعد مرور 24 عام تم إطلاق الفكرة مرة أخرى من قِبل المحامي الفرنسي جول ريميه الذي كان يتولى منصب رئيس الفيفا في هذا الوقت، والذي حاول جاهدًا حتى تظهر الفكرة وتُطبق، واستمر في محاولة الإقناع لمدة 9 سنوات، بمساعدة صديقه هنري ديلوني الذي كان السكرتير العام للفيفا في هذا الوقت.

حتى نجح ريميه في إقناع المسئولين بفكرته عام 1926م، وطلب ترشيح لجنة خاصة لدراسة إمكانية إقامة بطولة عالمية، وقد هدد اللجنة الأولمبية الدولية بأنه سيُشكل بطولة عالمية خاصة به إن لم توافق على فكرته، وفي المقابل كانت اللجنة الأولمبية الدولة رافضة الفكرة بسبب خوفها من تأثير البطولة على الدورات الأولمبية العريقة.

في نفس الوقت كان ريميه يستخدم كل ما بوسعه في إنجاح فكرته، وبالفعل تحقق مرادُه، حيث تم الإعلان عن تنظيم أول مونديال في مؤتمر الفيفا في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1928م من قِبل مؤسسة الاتحاد الدولي، على أن يتم البدء بتطبيقه فعليّا عام 1930م.

كانت أوروغواي هي التي تقدمت بطلب تنظيم البطولة، وبالفعل تمت الموافقة على طلبها؛ نظرًا لأنها كانت من المنتخبات الرائدة في هذا الوقت، كما كانت الفائز البطل في الدورتين الأولمبيين الأخيرتين، وقد قدمت تسهيلات للمنتخبات المشاركة الأخرى.

عندما وصل الخبر إلى ريميه فرح كثيرًا، ومن فرط سعادته دفع كل التكاليف المطلوبة لصنع كأس البطولة من جيبه الخاص، والتي قُدرت بمبلغ 50.000 فرنك، وقد كان النحات الفرنسي أبيل لافلور هو مصمم الكأس، والذي كان عبارة عن تمثال صغير تم طلائه بالذهب والفضة، وكان وزنه 3.8 كجم، ووصل طوله إلى 35 سم.

استمتع ريميه بتلك الفترة كثيرًا، لكن سرعان ما كاد كل ذلك أن ينهار حين وجد أن ليس هناك أي دولة قد أكدت مشاركتها في كأس العالم، فكان ذلك قبل بداية البطولة في أوروغواي بشهرين، لذا رأى أن تدخله الشخصي هو الحل الصائب.

بالفعل تدخل شخصيًا لحل المشكلة من خلال إقناع 4 دول أوروبية بالمشاركة، مع دول أمريكا الجنوبية والشمالية، وبالتأكيد كان يرغب ريميه في مشاركة أكبر عدد ممكن من الدول في بطولة كأس العالم الأولى ليكون حلمه قد تحقق بالكامل، لكن قد وافقت 13 دولة فقط على المشاركة.

كان السبب وراء ظهور كأس العالم هو إصرار صاحبه وقدرته على الإقناع بإنشاء تلك الفكرة وتنفيذها، حيث حاول من قبله شخص آخر لكنه لم ينجح بإقناع المسئولين.