هل الثلج مفيد للورم؟ وما هو الإجراء الأفضل عند الإصابة بالتورمات والالتهابات تطبيق الثلج أم الماء الدافئ؟ في الواقع هذا الاستفسار ينم عن صراع أزلي يُشابه الصراع بين الخير والشر، وأعتقد أن الاختيار بين العلاج بالبرودة والتسخين يُعد واحدًا من أكثر النقاشات التي كثُرت فيها الآراء على الإطلاق، وعبر موقع سوبر بابا ستجدون ضالتكم في هذا الشأن.

هل الثلج مفيد للورم

يُعد استخدام كُلًا من الثلج والحرارة من أكثر الوسائل العلاجية الشائعة عند التعرض للكدمات، التورمات، الكسور، الحروق وحتى الالتهابات وما بعد علاج الأسنان، وفي صراع التبريد والتدفئة دائمًا ما تكون كفة الثلج أثقل، فمن وجهة نظر الكثيرين يُعتبر الثلج أحد أهم الوسائل العلاجية وأكثرها فعالية.

في واقع الأمر تُعتبر المُقارنة بين التبريد والتسخين في العلاج باطلة من الأساس، فتدفئة المنطقة المُصابة لا تُعالج الحالات التي يقوم تبريدها بعلاجه، ويُمكن وصفهما بكونهما من العلاجات المُكملة لبعضها البعض، فوجودهما أشبه بقضبان القطار، من المُستحيل أن يلتقيا، ولكن وجود إحداها ضروري ليكون للآخر فائدة.

الجدير بالذكر أن الاستخدام الخاطئ للتقنيتين قد يتسبب في تفاقم الإصابة، فُهناك حالات يُشكل استخدام الحرارة فيها بدلًا من البرودة خطأً جسيمًا، والعكس صحيح، لذا من الضروري فهم متى علينا اختيار إحدى هاتين الطريقتين في العلاج.

في مقالنا هذا سنتناول الحديث عن أهمية الثلج ودوره في علاج الكدمات والتورمات، فهل الثلج مفيد للورم؟ في الواقع نعم، يُعد الثلج مُفيدًا للغاية في تخليص الجسم من مُعاناته مع الالتهابات، الكدمات وغيرها من صور الإصابات التي تؤدي إلى التورم، ولكن متى ألجأ إلى الثلج كوسيلة للعلاج؟ ما يلي من سطور مقالنا تُجيبكم عن ذلك.

اقرأ أيضًا: سبب تورم الذراع اليسرى

متى أقوم باستخدام التبريد للعلاج؟

يتم اللجوء إلى العلاج باستخدام الثلج في العديد من الحالات، فاستراتيجية التبريد تصلح لتقليل الآلام والتورمات الناتجة عن الكسور، إصابات المفاصل مثل الكاحل، الإجهاد العضلي وحتى الكدمات التي تُصيب المرء نتيجة سقوطه أو اصطدامه.

استخدام الثلج له أُسس علمية عدة، فهذا لا يُعد وليد الصدفة، يرجع استخدام الثلج إلى ما يُقدمه من آثار مُسكنة فعالة للغاية في حالاتٍ قد يتمنى فيها المرء الموت من شِدة ما يُعانيه من ألم حاد، ويُعتبر التفسير العلمي لاستخدام الثلج هو كونه يعمل على تضييق الأوعية الدموية للمنقطة التي يتم تطبيقه عليها.

يتسبب تضييق الأوعية بإبطاء الدورة الدموية والتقليل من مُعدل حركتها، فينتج عن ذلك تخدير للمنطقة بشكل مؤقت في حالة أشبه بعزل الأعصاب التي تتسبب في الشعور بالألم عزلًا مؤقتًا.

فعند الإصابة بكسرٍ في الساعد مثلًا تجد أن سكب بعض المياه الباردة يُقلل من الأوجاع الخاصة بهذا الكسر بشكلٍ قد يُنسيك إياه حتى، ونستنتج من كُل ذلك أن التبريد يُعد فعالًا في عِلاج أو تسكين كافة الحالات الآتي ذكرها:

  • الإجهاد العضلي المُسبب للشد.
  • الكدمات والتورمات.
  • الكسور والشروخ.
  • الالتهابات.

اقرأ أيضًا: أسباب آلام المفاصل عند الاستيقاظ من النوم

عِلاج تقليدي أثبت كفاءته في عصر الازدهار العلمي

بسبب توصل العُلماء من فترة طويلة إلى الإجابة بالإيجاب عن سؤال هل الثلج مفيد للورم تم تطوير تقنية التبريد لتكون عِلاجًا أساسيًا في الكثير من الحالات، فأصبح العلاج بالتبريد يُستخدم في المُستشفيات، المراكز الصحية، عيادات التأهيل بعد الكسور وحتى الألعاب الرياضية..

في حال ما كُنت من مُتابعي كُرة القدم أو أي رياضة أُخرى تتطلب مجهودًا بدنيًا فمن المؤكد أنك قد رأيت بين الحين والآخر دخول الطاقم الطبي لعلاج أحد اللاعبين الذين سقطوا على أرض الميدان، وفي الكثير من الأحيان نُلاحظ أنهم يستخدمون بخاخ لرش المنطقة التي يُعاني اللاعب من ألمها.

يُعد هذا البخاخ من الصور المتطورة للعلاج باستخدام التبريد، فهذه الاستراتيجية المعروفة باسم تجميد الألم تتسبب في تخدير فوري بشكل مؤقت للمنطقة التي يُعاني اللاعب من وجعٍ فيها، وهي استغلال لقُدرة الثلج على التخدير والتسكين.

فعلى الرغم من كون اللاعب يتلوى صارخًا من شدة ألمه مُنذ دقائق معدودة إلا أنه بعد رش هذا البخاخ تجده يمشي ويستمر في اللعب بشكل طبيعي، فبعد معرفتك لكل ذلك، هل ما زالت تراودك الشكوك حول فعالية الثلج؟  أم أن الاستفسارات التي نتج عنها سؤال هل الثلج مفيد للورم لقى مصرعه؟

عِلاوة على ما تم ذكره من قدرة الثلج الهائلة فيما يخص تسكين الآلام التي تم استمداد العديد من الأساليب والتقنيات العلاجية منها، نجد التبريد يُستخدم في تسريع استشفاء العضلات، والسبب في ذلك هو قدرته على علاج الإجهاد العضلي بسرعة، وذلك بسبب كونه يُساهم في تقليل حِدة الالتهابات، الكدمات والآلام.

امتدادًا لذلك تم فيما بعد استغلال هذه القُدرة وتطويعها في التأهيل، وفي يومنا هذا نجد غرف بأكملها مُخصصة لهذه العملية يقوم اللاعبون باستخدامها لتقليل فترة التعافي، والجدير بالذكر أن درجة الحرارة داخل هذه الوحدات قد تصل في بعض الأحيان إلى 200 درجة مئوية تحت الصفر.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف الكيس الدهني من الورم

ما هي كيفية استخدام تقنية التبريد في العلاج؟

بعد معرفة كم الفوائد الكبيرة التي يمتلكها الثلج في سبيل الإجابة عن سؤال هل الثلج مفيد للورم أم لا، حان الوقت للحديث عن كيفية تطبيق هذا العلاج في حال ما كُنت تُعاني من الحالات التي يدخل الثلج ضمن البرنامج العلاجي والاستشفائي الخاص بها.

يكمُن السر الأول في استخدام الثلج في تطبيق هذه البلورات على موضع الإصابة لمُدة ثلث ساعة أو ما يُعادل 20 دقيقة، ومن ثم إعطاء المنطقة المُصابة راحة تُعادل نفس الوقت، فالجدير بالذكر أن هذه الراحة يصفها البعض بكونها أهم من تطبيق الثلج نفسه.

كما أن تطبيق الثلج قبل قيامك بأداء أي نشاط بدني أو رياضي سيُقلل من حِدة الألم الذي قد تتسبب به الحركة خلال مُمارسة هذا النشاط، والجدير بالذكر أنه من المُمكن استخدام الثلج بوسائل عديدة في المنزل، فالجلوس في حوض استحمام مليء بالمياه المُثلجة يُعد خيارًا جيدًا، كما أن وضع كيس الثلج على موضع الإصابة أو تطبيق بعض الكمادات الباردة سيفي بالغرض.

على الرغم من كثرة الفوائد المُرتبطة باستخدام الثلج كوسيلة للعلاج وتسريعه إلا أن استخدامه ينتج عنه بعض المخاطر، ومن أكثر الأخطار الشائعة للعلاج بالثلج هو الإصابة بالحروق الجلدية، لذا من الضروري عدم تطبيق الثلج بشكل مُباشر على الجلد، خاصةً في حال ما كان حساسًا.