هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي؟ وما مراحل الإصابة بالمرض؟ حيث إن مرض الزهايمر يعد من أكثر الأمراض التي تهاجم الإنسان مع التقدم في العُمر، فهو نوع من الخرف التنكسي العصبي الذي يؤثر تأثيرًا كبيرًا على الذاكرة، ولكن هذا لا يُعني أن كل نسيان يكون نِتاج الإصابة بالزهايمر، كما أنه لا يعتبر من المراحل الطبيعية للشيخوخة، وسنتعرف على أعراض هذا المرض ومدى تأثيره على الذاكرة، من خلال موقع سوبر بابا.

هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي

إن احتمالية إصابة الأشخاص بمرض الزهايمر تزداد مع التقدم في العُمر، ومن أبرز مخاطر هذا المرض أنه يقوم بسرقة الذكريات، وتكمُن الإجابة على سؤال هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي، في أنه ليس في جميع الحالات، ولكن يبث هذا المرض في نفوس من يصابون به عدم القدرة على تذكر بعض التفاصيل في حياتهم وخاصةً التفاصيل الحديثة.

كما يؤثر الزهايمر على الذاكرة بشكل كبير ولكن هناك أنواع مختلفة من الذاكرة، فيمكن أن يجد المريض نفسه لا يتذكر شيء عما مضى ويصبح كالصندوق الأسود لا يمكنه رؤية شيء عن حياته السابقة، ولكن هناك العديد من الذكريات التي لا يمكن للمريض أن ينساها مثل المهارات التي تعلمها في حياته كالقراءة والكتابة والقيادة، وكذلك طريقة النطق واللهجة.

فيجد مصابي الزهايمر صعوبة بالغة في تذكر الأحداث الأخيرة التي عاشوها، ولكن قد يكون هناك بعض الذكريات البسيطة، ولكن مع الأسف يقوم الزهايمر بمحوها جميعًا بصورة تدريجية.

اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج الزهايمر

مراحل مرض الزهايمر

بعد أن تمكنا من التعرف على إجابة سؤال هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي، فيجدر بنا الذكر أن مرض الزهايمر لا يعد من الأمراض وليدة اللحظة، أي أنه لا يظهر على الشخص فجأة ويجد نفسه أمام شخصية لا يعرفها، وذلك لا يحدث إلا في حال التعرض لإصابة قوية في الرأس، وتتمثل مراحل الزهايمر في الآتي:

1- المرحلة المبكرة

اكتشاف الإصابة بالزهايمر في ذلك الوقت قد يكون أمرًا في غاية الصعوبة، ويرجع ذلك إلى أن الأعراض التي تحدث للمريض قد تكون غير واضحة أو ملحوظة؛ مما يجعل من حوله يظنون أنها أعراض خرف وضعف ذاكرة عادية، وتتمثل أعراض تلك المرحلة في الآتي:

  • مواجهة صعوبة كبيرة جدًا في تذكر أو حفظ الأسماء الجديدة.
  • ضعف القدرة على التنظيم، أو التخطيط للأشياء.
  • نسيان أي شيء تم قراءته منذ فترة قصيرة.
  • الشعور بمعاناة شديدة في اختيار الكلمة المناسبة في الحديث.
  • عدم القدرة على أداء المهام الاجتماعية البسيطة.
  • المعاناة مع ضياع الأشياء الثمينة، ووضعها في أماكن غير ملائمة لها.

2- المرحلة المتوسطة

في تلك المرحلة تبدأ بعض الأعراض في الظهور على المريض، ولذلك فهي المرحلة التي يكتشف فيها من حوله معاناته من مشكلة ما، وقد تكون تلك هي مرحلة اكتشاف الإصابة بالمرض، وتأتي الأعراض الخاصة بتلك المرحلة على النحو التالي:

  • يواجه المريض مشكلة في تغيير أوقات النوم.
  • كثرة التقلبات المزاجية.
  • الإصابة بالاكتئاب والميل للعزلة في بعض الحالات.
  • وجود صعوبة بالغة في اختيار الثياب الملائمة، مما يجعله في حاجة إلى من يعينه على ذلك الأمر.
  • مواجهة معاناة كبيرة جدًا في تذكر التواريخ الشخصية.
  • عدم القدرة على تذكر الأحداث الهامة.
  • قد يتعرض المريض للضياع في الطرق عند الخروج بمفرده.
  • وجود صعوبة في تذكر تواريخ الأعياد والمواسم.
  • انعدام القدرة على تذكر عناوين الأماكن.
  • تكرار بعض التصرفات الغريبة، مثل تمزيق المناديل الورقية، وهز اليدين والقدمين باستمرار.
  • في بعض الحالات قد يعاني المريض من صعوبة بالغة في التحكم بعمليات الإخراج.

3- المرحلة المتأخرة

هذه هي آخر مرحلة من مراحل الإصابة بالزهايمر، وفيها يكون على الأغلب أهل المريض على يقين بإصابته، بل وهو أيضًا يكون مُدركًا للأمر ومتعايش معه، وتتمثل الأعراض التي تظهر على المريض في تلك المرحلة في الآتي:

  • صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين لعدم القدرة على تجميع الكلمات.
  • يحتاج في تلك الفترة إلى عناية مضاعفة ومراقبة مستمرة.
  • يصبح في تلك المرحلة عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، ومن أبرزها النيمونيا أو مرض الالتهاب الرئوي.
  • يفقد القدرة على الوعي بكل ما يدور حوله.
  • مواجهة العديد من المشكلات، ومن أبرزها القدرة الجسدية مثل الجلوس، والسير، أو بلع الطعام.

أسباب الإصابة بمرض الزهايمر

قد أكد الأطباء والباحثين أن مرض الزهايمر واحدًا من الأمراض التي تأتي نتيجة معاناة الشخص من مشكلات عديدة، كما أن التاريخ المرضي للعائلة يلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية الإصابة، والعديد من العوامل الأخرى منها النفسية والطبية؛ لذا من الصعب أن يعرف أهل المريض سبب الإصابة بالضبط.

فعلى غرار التعرف على إجابة سؤال هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي، سنتطرق إلى ذكر كافة الأسباب التي قد تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وتكمُن تلك الأسباب في الآتي:

  • المعاناة من الأمراض المُزمنة، ومن أبرزها ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
  • التقدم في العمر.
  • العوامل الوراثية والجينية.
  • المعاناة من حدوث أي تغير في الجبيكات، وهو عبارة عن شيء يُشبع المبنى يوجد في الخلايا الدماغية وحدوث أي خلل في وظائفه يصيب المريض بأعراض الزهايمر.
  • تراكم مستويات البروتين في الجسم.
  • التعرض لحادث نتج عنه ارتجاج أو رضوض في الرأس.
  • اتباع نمط حياة خاطئ وغير صحي.
  • الإفراط في التدخين.

اقرأ أيضًا: علاج الزهايمر جابر القحطاني

عوامل خطر مرض الزهايمر

هناك العديد من الأشياء التي من شأنها زيادة احتمالية إصابة المريض بالزهايمر، وفي حال كان هناك أي شخص يعاني من تلك العوامل، فمن الضروري أن يتوخى الحذر جيدًا لكي يكون أكثر قوة لمواجهة هذا المرض، وتلك العوامل هي:

1- العوامل الوراثية

التاريخ المرضي للعائلة من شأنه التأثير بشكل كبير جدًا على إصابة الشخص بمرض الزهايمر، ويحدث ذلك في حال إصابة أي فرد من أفراد العائلة من الدرجة الأولى بذلك المرض، لذا فإن كان المصاب من أفراد العائلة ذو الدرجة الرابعة مثلًا، فإن احتمالية الإصابة بالزهايمر تكون أقل.

لاحظ العلماء وجود طفرة جينية تعمل على رفع فرصة الإصابة، ولذلك فإن كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بالمرض فمن الضروري توخي الحذر، والابتعاد عن كافة الأمور التي قد تؤدي إليه.

2- الفئة العُمرية

سِن المريض يؤثر بشكل كبير جدًا في إصابته بمرض الزهايمر، فمن المعروف أن الفئة الأكبر في السن يمتلكون أكبر احتمالية إصابة، وأثبتت الدراسات أن مرض الزهايمر تظهر أعراضه فوق سِن 65 عامًا، وتكون احتمالية الإصابة ضعيفة جدًا في سِن 40 عامًا.

كما أن الإحصائيات أثبتت أن الفئة التي تتراوح أعمارها بين 65 – 74 عامًا هم أكثر عِرضة للإصابة بالزهايمر عن الفئة التي تتراوح أعمارها بين 80 – 85 عامًا، ونسبة الإصابة في تلك الفئة تصل إلى 50%

3- الحالة الصحية

كما ذكرنا سالفًا في صدد الإجابة على سؤال هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي أن احتمالية إصابة الفئات الصغيرة في العمر ضعيفة، ولكنها ليست بالمستحيلة، حيث إن الحالة الصحية للمريض قد تكون سببًا هامًا في زيادة احتمالية الإصابة.

يرجع ذلك إلى معاناة المريض من مجموعة من الأمراض، ومن أبرزها الإصابة بفرط كوليسترول الدم، أو الإصابة بضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى المعاناة من وجود خلل في مستوى السكر في الدم.

4- جنس المريض

مما لا يعرفه الكثيرون أن جنس الشخص يلعب دورًا هامًا في زيادة إصابته بمرض الزهايمر وهو ما أثبتته الإحصائيات، حيث إن النساء هن الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض، وعدد الرجال المصابة بالزهايمر في العالم أقل بكثير ولا يقارن بعدد النساء.

يرجع ذلك إلى أن النساء يمتلكن العديد من الأسباب التي تقودهن نحو تلك الإصابة، ومن أبرزها أن النساء يعشن عُمرًا أطول من الذي يعيشه الرجال.

5- الدرجة العلمية

إن الدرجة العلمية عامل هام، فعلى الرغم من أن الكثيرون يعتقدون أن الزهايمر من الأمراض التي يمر بها الإنسان في فترة التقدم في العُمر حتمًا، إلا أن الدرجة العلمية أو المستوى الثقافي من أبرز الأمور التي تؤثر في إصابة الشخص بالزهايمر بدرجة كبيرة.

فيظهر ذلك الأمر واضحًا في أن الأطباء والفلاسفة والعلماء لا يصابون بالزهايمر، بل وإنهم يكونون أكثر قدرة على الإدراك ويعلمون في مجالهم، ويرجع ذلك إلى أنهم كانوا يعيشون حياتهم بنمط صحيح، أي أنهم كانوا يدربون عقلهم دومًا، ولم يتوقف عن التفكير مطلقًا.

اقرأ أيضًا: حالات شفيت من الزهايمر

علاج مرض الزهايمر

على الرغم من التقدم الطبي والتقني الذي وصل إليه العالم في تلك الآونة، إلا أنه لم يتم اكتشاف أي علاج جذري لمرض الزهايمر، ويقوم الأطباء بوصف بعض الأدوية التي تقلل من حِدة الأعراض مثل الاكتئاب.

ففي سياق الإجابة على سؤال هل مريض الزهايمر يتذكر الماضي، فيمكن تناول بعض الفيتامينات والمكملات في صورة أطعمة أو عقاقير، والتي من شأنها تقوية الذاكرة، وتأتي تلك المكملات على النحو التالي:

  • الأحماض الأمينية.
  • فيتامين ب 12
  • مضادات الأكسدة.
  • فيتامين هـ.
  • الأوميجا 3
  • فيتامين د.
  • زيت السمك.
  • الكرياتين.
  • الكافيين.

إن مرض الزهايمر لا مفر من الإصابة به عند التقدم في العُمر، وبالرغم من أنه يجعل عقل المريض خاليًا من الذكريات، إلا أنه قد يتذكر أشياء غير متوقعة حدثت في الطفولة، ومن الممكن أن يتغلب عليه العلم والمعرفة.